الزواج المدنى الحائر بين الكنيسة والحكومة المصرية

نشات نصر سلامه
كاتب وباحث علم الاجتماع وخبير علم الاجرام ومهندس استشارى
(Nashat Nasr Salama)

الحوار المتمدن-العدد: 4774 - 2015 / 4 / 11 - 01:12
المحور: المجتمع المدني
    

رفضت الكنائس المصرية بالاجماع موضوع الزواج المدنى اثناء مناقشة مسودة قانون الاحوال الشخصيىة للمسيحيين .. واستندت الكنائس فى رفضها على المادة الثالثة فى الدستور التى تنص على احتكام المسيحيين الى شرائعهم فيما يتعلق بالاحوال الشخصية .
ان مسيحيوا مصر والذى يبلغ عددهم حوالى تسعة مليون اصبحوا يعاملون كرعايا وليس كمواطنيين ..لماذا؟ لان اذا كان عدد المسيحيين فى العالم يبلغ حوالى 2مليار 150 مليون نسمة مابين كاثوليك وبروستانت و ارثوذكس .. جميعهم لديهم زواج مدنى ببلادهم والزواج الدينى فى الكنيسة هو اختيارى بحت .
فحتى رومانيا كدولة تسمح بالزواج المدنى رغم وجود الكنيسة الارثوكسية الرومانية -حوالى 19 مليون نسمة
ان معظم دول العالم تقر بالزواج المدنى رغم ان الكنيسة الكاثوليكية والبروستانتية لا تعترفا بالزواج المدنى اسوة بالكنائس المصرية ولكن قانون هذه البلاد يقر بهذا الزواج رغم انف الكنيسة . ويعتبر ان ذهاب المواطن للزواج فى الكنيسة هو امر شخصى بحت لان الاساس فى معظم دول العالم هو الزواج المدنى .
والحكومات المصرية المتعاقبة حريصة دائما على وضع المواطن المصرى تحت طائلة الجهات الدينية سواء رغب المواطن ام لم يرغب .. فدخول المواطن الى الجنة او الفردوس من ضمن مهام الحكومات المتعاقبة .
ان الزواج المدنى هو القاعدة العامة لكل دول العالم التى يدين معظم شعوبها بالمسيحية وكذلك كل دول العالم التى لا تتبع الديانات الابراهيمية مثل الصين واليابان كوريا وتايوان وامريكا اللاتينية
ان المواطن المسيحى فى مصر لا توجد امامة اى خيارات متاحة بخصوص الزواج ... فهو بين فكى الكماشة .. بين قوانيين الكنيسة والدولة اما خياراته الشخصية فلتذهب الى الجحيم .
ان كل دول العالم اعطت لمواطنيها حق الاختيار لحياتهم الخاصة ماعدا فى مصر فالاختيار ممنوع تماما للمسيحى فى مصر ان يختار طريقة زواجه .. اذا كان يريد ان يتبع اسرار الكنيسة فى الزواج ام يريد ان يعيش حياه علمانية ؟ الاختيار ممنوع ممنوع يا ولدى.

#نشات_نصر_سلامه (هاشتاغ)       Nashat_Nasr_Salama#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل