السيسى .. والمجتمع المصرى والارث الدينى

نشات نصر سلامه
كاتب وباحث علم الاجتماع وخبير علم الاجرام ومهندس استشارى
(Nashat Nasr Salama)

الحوار المتمدن-العدد: 4766 - 2015 / 4 / 2 - 17:17
المحور: المجتمع المدني
    

نشر عمرو اديب فيديو عن مصر قبل 23 يوليو 1952 وكيف كانت الشوارع فى مصر نظيفة وقيمة الجنيه المصرى بالمقارنة بالدولار وكيف كانت مصر كانت تقوم باقراض دولة مثل بلجيكا ..وهو فيديو اوجع قلب كل مصرى غيور على بلده , كيف كانت مصر وكيف اصبحت..
ومن المعروف ان عبد الناصر كان له موقف مناهض لجماعة الاخوان المسلمين وان بعد محاولة اغتيالة بالاسكندرية قام بسجنهم وتعذيبهم واعدام بعضهم وانعدم اى تعامل سياسى معهم فى عهده ..وفى عهد السادات وبعد حرب اكتوبر حصل الاخوان المسلمين على الضوء الاخضر للعمل بحرية لمناهضة التيار اليسارى المعارض له ولعل ان خلفيته الشخصية تتماشى مع هذا التيار خصوصا بعد قولته الشهيرة انا رئيش مسلم لدولة مسلمة ,
وجاء حسنى مبارك الذى ظل 30 عاما يلعب لعبة المواءمة السياسىية مع كل الفصائل الدينية والسياسية وادى ذلك الى كوارث سياسية واجتماعية بالمجتمع المصرى .والى تراجع مصرى خطير فى الثقافة المصرية وفى دور مصر الدولى رغم قيامه بمشروعات ضخمه فى مجال البنية الرئيسية وانشاء المدن الجديدة وتجنب مصر فى الدخول فى حروب اقليمية كثيرة كان من الممكن ان تشارك فيها مصر فى عهده .
ولاول مرة ينتقد رئيس مصرى الخطاب الدينى الحالى ويطالب بضرورة مراجعته ..خصوصا ان السيسى جاء بعد رئيس كان رافع لراية الحكم الدينى بصراحة تامه ويفتخر بذلك .
وفى كلمته الاخيرة ..انتقد السيسى صراحة المواءمة السياسية التى كانت موجودة فى عهد السادات ومبارك وقال صراحة ان مصر ليست على استعداد لاستمرار هذه المواءمة التى استمرت خلال الاربعين سنة الماضية
اى ان مصر لديها رئيس حالى يرى ان تردى الاحوال فى مصر يرجع الى لعب البعض بسلاح الدين ليؤثر على المجتمع ليسير فى اتجاه معين ليحكم من خلاله .. اى توظيف الدين لخدمة السياسة .
معنى ذلك ان الاشكالية الكبرى الان للعودة بمصر الى الانطلاق يكمن فى نقطتين ... الاولى هل سيسلك السيسى الطريق الصحيح لتصحيح الخطاب الدينى فى مصر ... ام سيظل يعتمد على الازهر والكنيسة فى ذلك؟ وهل يمكن ان يسلك طريق محمد على وكمال اتاتورك ؟ النقطة الاخرى هل الشعب المصرى مؤهل نفسيا ومعنويا لتقبل هذا التغير المحتمل ام ان مقاومته لهذا التغير المحتمل قوى الى درجة انه من الممكن ان يعصف بالسيسى نفسة ؟
ان مؤيدى مرسى سيكونون اول المعترضين ويليهم من سينجح البعض فى اقناعهم ان السيسى يفعل اشياء خارجة عن الدين خصوصا ان الثقافة العامة للمجتمع المصرى مازال يسهل التاثير عليها والتنوير لدى قطاع عريض من المجتمع المصرى مازال محدود نسبيا .
ان الايام القادمة ستحمل الاجابة على هذه التساؤلات هل مصر ستتقدم للامام بقوة ام سترجع للخلف بعنف؟

#نشات_نصر_سلامه (هاشتاغ)       Nashat_Nasr_Salama#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل