مدرب المحلة الذى كشف عورة المجتمع المصرى

نشات نصر سلامه
كاتب وباحث علم الاجتماع وخبير علم الاجرام ومهندس استشارى
(Nashat Nasr Salama)

الحوار المتمدن-العدد: 4430 - 2014 / 4 / 21 - 16:11
المحور: المجتمع المدني
    

اثار خبر القبض على مدرب رياضة باحد نوادى المحلة نظرا لتسرب فيديوهات قيامه بممارسه الجنس مع 25 امراة ,اثار لغطا شديدا بالمجتمع المصرى .
ومصر مثل كل المجتمعات النامية اذا تم تناول اى خبر داخل مثلث الرعب المكون من السياسة والدين والجنس يحدث تاثير مضاعف عن اى خبر اخر .
بالنسبة للجانب القانونى فى هذا الموضوع فحسب معلوماتى القانونية البسيطة كمتخصص علم الاجرام ...فى حاله تقاضى المراه مقابل مادى او هدايا نظير ذلك يتم توجيه تهمة الدعارة لها .اما اذا لم تتقاضى فلا وجه لاقامة دعوى جنائية ضدها مادام عمرها اكثر من 21 عاما طبقا للقانون المصرى ,اما اذا كانت متزوجه فمن حق الزوج فقط ان يقوم برفع قضية زنا ضد زوجته فيحكم له بالطلاق ويحكم عليها بالسجن . ويبقى شق نشر الفيديوهات حيث من قام بنشرها من قام باصلاح اللابتوب وليس المدرب نفسه وهذا متروك لتقدير القاضى فى تحديد مدى العقاب المناسب لكل منهما .
اما بالنسبة للجانب الاجتماعى لهذا الموضوع ... فهذا موضوع هذه المقاله ,فلاشك ان دول الشرق الاوسط قد شهدت خلال الاربعين سنة الماضية تنامى الشعورالدينى بدرجة ملحوظة وقد وصل هذا التنامى احيانا الى درجة التطرف ..وقد تراجع كثيرا وضع المراة فى المجتمع واصبحت المراه اقل حريه فى ملابسها عن ذى قبل واصبحت تصرفاتها اكثررصدا من المجتمع حولها ..ولصبح المجتمع المصرى اشد حرصا على اعلان شده تدينه عن ذى قبل ... وذلك من خلال اذاعه الاذان فى كل وسائل الاعلام خمس مرات يوميا وفى حرص معظم المصريات المسيحيات على ارتداء الصليب او دقه على الايدى ومعظم النساء المسلمات على تغطية رؤساهن بالحجاب واصبح افطار اى مواطن بالشارع اثناء شهر رمضان يقابل باستهجان قد يصل الى العنف احيانا واذا تدخلت الشرطه تكون ضد المعلن لافطاره ... رغم عدم وجود قانون صريح لذلك المنع ..
بالاضافة الى ان مصر من اكثر دول العالم التى تقوم باذاعة الاناشيد الوطنية التى تشيد بحب الوطن كما لو ان المصريون يعشقون اوطانهم اكثر من اى شعب اخر فى العالم يعشق وطنه!
اى ان المجتمع المصرى يؤكد بشده انه اكثر شعوب العالم تدينا ووطنية ... هذا ما يؤكده المجتمع على المستوى الفردى وعلى المستوى الاعلامى يوميا وشهريا وسنويا ....
على المستوى العملى الشعب المصرى ثانى اكثر دول العالم تحرشا بالمراه... وكذلك من اقل دول العالم انتاجية على المستوى الفردى وهاتان الظاهرتان يتناقضان بشده مع التدين الظاهرى والوطنيه التى تبثها وسائل الاعلام بطريقة تبدوا احيانا مبتذلة .
ان ظاهرة وجود علاقات خارج اطار الزواج موجوده فى كل المجتمعات وكل الدول بدون استثناء وعبر كل العصور .ولكن يختلف كل مجتمع عن الاخر فى رد فعله حول العلاقات التى تتم خارج اطار الزواج فبعض المجتمعات تعتبر ذلك شان شخصى بحت وبعض مجتمعات اخرى ترفض ذلك بشده قد تصل الى حد القتل ...
لقد ادى رفع الشعارات والمظاهر الدينية اكثر من اللازم ودون تدين حقيقى الى وجود تناقض صارخ بين ما هو حقيقى وبين ما هو معلن .. لو كان مدرب المحله اقام علاقة او اثنين خارج اطار الزواج لقلنا انها ظاهره اجتماعية عمومية فى كل العالم لكن قيامة بهذا العدد الضخم من العلاقات فى وقت متفارب يظهر مدى شيوع التناقض بين المعلن وبين ما يجرى فى الخفاء .... وطبقا لقواعد علم الاجرام ان ما يتم كشفه من جرائم يمثل حوالى من 10% الى 15% من ما يقع فعلا . لنعرف حجم التجاوزات التى تتم تحت سطح المجتمع .
اننى اتذكر اثناء ذهابى الى مدينه 6 اكتوبر مع زوجتى منذ عدة سنوات واثناء ركوبنا ميكروباس ونظرا لارهاق زوجتى اسندت زوجتى رأسها على كتفى ... فقام احد الشباب فى سن ابنائى بتوجيه كلامه الينا بقوله .. من فضلكم اقعدوا كويس ... فنهرته صائحا هذا شئ لا يخصك كما انها زوجتى ... فكان رده السخيف ... ابقوا خدوا راحتوا فى البيت ... طبعا يومها تدخل كل الركاب للحيلولة بينى وبين هذا الشاب الصفيق .. وظل السكر مرتفع جدا بدمى لعده ايام بعدها .. الان اقول لهذا الشاب اذا كان وضع راس زوجتى على كتفى قد ضايقك ... هل انت متاكد ان 25 امراه اللاتى تم تصويرهن اليس منهمن واحده قد تكون قريبتك ؟؟؟ على الاقل انا لم افعل شئ فى الخفاء ولكن ما يتم فى الخفاء دائما يكون اكبر واخطر واعمق مما يبدوا للظاهر بكثير .
ان اولى خطوات الاصلاح هى الاعتراف بالمشكلة ودراستها ومعرفه المنهج العلمى لحلها اما الشعارات والمظاهر الجوفاء تؤدى الى تعميق المساكل وليس حلها
من فضلكوا واجهوا مشاكل المجتمع المصرى بجراه وصراحه ووضوح وكفى تمثيلا والاتجار بالتدين الظاهرى

#نشات_نصر_سلامه (هاشتاغ)       Nashat_Nasr_Salama#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل