أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى خليل - باكستان.....أرض التطرف














المزيد.....

باكستان.....أرض التطرف


مجدى خليل

الحوار المتمدن-العدد: 4765 - 2015 / 4 / 1 - 20:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تمثل باكستان واحدة من دولتين، فيما يسمى بالعالم الإسلامى، حيث تشكلت الدولة وأكتسبت هويتها القومية وشخصيتها الذاتية وعقيدتها القتالية على أساس دينى، ومحت تاريخها السابق لهذا التكوين وهذه الدول هى السعودية، وباكستان.ولهذا فأن العلاقة بين الدولتين أكثر من متشابكة، حيث أنهما يشكلان معا أهم جناحى التطرف فى العالم الإسلامى السنى، فالسعودية كما قالت هيلارى كلينتون فى أحدى برقياتها الدبلوماسية عندما كانت وزيرا للخارجية،" إن المانحين السعوديين هم أكبر مصدر لتمويل الجماعات السنية الإرهابية حول العالم"، وباكستان التى انفصلت عن الهند فى 14 أغسطس 1947على أساس دينى تكونت ثقافتها وقيمها الدينية عن طريق المزج بين ثلاثة من أكثر التيارات الإسلامية تطرفا، وهى الوهابية التى أسسها سيد أحمد بارلوى الذى أعتنق الوهابية عام 1924 أثناء رحلته للحج، وعاد وأسس فى شبه القارة الهندية التيار الوهابى الذى أنخرط فى حرب الجهاد ضد الأنجليز حتى أحتل بيشاور عام 1930، وهى التى سميت باكستان بعد ذلك.أما المدرسة المتطرفة الثانية التى شكلت الثقافة والفكر الدينى فى باكستان هى المدرسة الديوبدنية التى تأسست فى شبه القارة الهندية عام 1866 على يد ذو الفقار على الديوبندى ورفاقه، وكانت أهدافها تتلخص فى نصرة الدين والحفاظ على الهوية الإسلامية والإبقاء على شوكة الإسلام، ودعت أن يكون الدين هو محور الدولة والجهاد رايتها.، والمدرسة المتطرفة الثالثة هى الجماعة الإسلامية التى تأسست عام 1941 على يد أبو الأعلى المودودى والتى كانت بدورها متأثرة بحركة الاخوان المسلمين فى مصر. نحن أمام أكثر ثلاثة مدارس إسلامية متطرفة فى تاريخ الإسلام الجهادى الحديث تشكلت منها الثقافة الدينية والهوية والرؤية والأفكار لدى الشارع الباكستانى،فهل يكون المنتج النهائى بعد ذلك سوى التطرف والإرهاب؟.
هذا علاوة على أن المنظمة التى كانت وراء استقلال باكستان عن الهند هى عصبة مسلمى الهند أو الرابطة الإسلامية التى أسسها محمد على جناح، أى أن الانفصال نفسه قادته منظمة إسلامية لإنشاء وطن قومى للمسلمين فى شبه القارة الهندية، ومما هو جدير بالذكر أن هذه الرابطة الإسلامية تحولت إلى حزب الرابطة الإسلامية الذى يحكم باكستان حاليا بزعامة نواز شريف. ومما هو جدير بالذكر أيضا أن نواز شريف نفسه قضى عشر سنوات فى السعودية بعد أن فر من خصمه برويز مشرف.
هذا يعنى أن التيارات والجماعات الإسلامية ليست غريبة عن الدولة الباكستانية ولكنها ارتبطت بمفاصل الدولة الإسلامية فى باكستان منذ نشأتها، وفى عهد الرئيس الباكستانى محمد ضياء الحق(1978-1988) قام بأسلمة المخابرات والجيش،أى أنه وضع عمة فوق الكاب. وغير أسم باكستان إلى جمهورية باكستان الإسلامية. وفى عام 1988 القى ضياء الحق خطبة وهو يتهدج باكيا وقال " أننى اخاف الله وأخشاه وأعلم أنه سيسألنى غدا لماذا لم تحكم بالشريعة الإسلامية؟، وأعلن عن تطبيق الشريعة الإسلامية كاملة، وقبل ذلك عام 1986 أصدر اسوأ قانون لما يسمى إزدراء الإسلام فى العالم كله حيث غلظ العقوبة إلى الإعدام لمجرد تدنيس أسم محمد أو القرآن، وقبل ذلك عام 1981 غير ضياء الحق المناهج التعليمية إلى مناهج إسلامية متطرفة، وقد صرح أحد الوزراء الباكستانيين عام 2010 أن المناهج المتطرفة التى غيرها ضياء الحق عام 1981 مازالت هى لم تمس حتى الآن، وصرحت بناظير بوتو قبل اغتيالها قائلة: " هناك مدارس لدينا تعلم الطلاب كيف يصنعون القنابل،وكيف يستعملون البنادق،وكيف يقتلون النساء والاطفال وكبار السن". الذى لا يعلمه الكثيرون أن خال الرئيس محمد ضياء الحق هو ميان طفيل محمد الرئيس الثانى للجماعة الإسلامية بعد أبو الأعلى المودودى.
وزادت الكارثة بعد دخول رابطة العالم الإسلامى السعودية على الخط فى باكستان ومولت آلاف المدارس والمعاهد الدينية وزودتها بمناهج وهابية أخوانية متطرفة، وكانت السعودية فى عهد الملك فيصل قد أستقطبت أبو الأعلى المودودى وعينته رئيس جامعة المدينة المنورة الإسلامية وعضو مؤسس فى مجلس إدارة رابطة العالم الإسلامى عام 1963، وأستقطبت قيادات الأخوان المتطرفة وعينت سعيد رمضان زوج بنت حسن البنا أيضا كعضو مؤسس فى مجلس إدارة رابطة العالم الإسلامى مع أبو الأعلى المودودى، وهكذا جمع فيصل نفس المدارس المتطرفة الثلاثة على أرض السعودية وصنع منهم خليطا من أعتى أنواع التطرف وتم تصديره إلى العالم بأسره، أى تشكل من هذا الخليط الخطير ما يمكن تسميته الجامعة الإسلامية للتطرف Pan-Islmism . والآن يوجد فى باكستان أكثر من 15 الف مدرسة إسلامية لا تفرخ سوى الإرهاب والتطرف. وقد اتهم وزير باكستانى هو رياض حسين بيريزادة فى فبراير 2015 السعودية بتمويل العقول المتطرفة فى باكستان عن طريق توزيع المال على المعاهد الدينية، ورد عليه وزير آخر قائلا " لم نكن بحاجة إلى السعودية لنشر التطرف، لقد بدأنا نحن هذا النهج من البداية"، والحقيقة أن كليهما صادق، فالتطرف هو عقيدة الدولة الباكستانية من البداية، ولكن تدخل السعودية أيضا حول التطرف هناك إلى وحش خطير. وعندما بدأت بنظير بوتو تتخذ نهج بعض الإصلاحات الصغيرة رد عليها رجل دين بارز قائلا " عندما تدخل الإصلاحات يخرج الإسلام".
وقد قامت السعودية بتمويل القنبلة النووية لباكستان واطلقوا عليها القنبلة الإسلامية، وتعاونوا معا فى مشروع الجهاد الأفغانى وفى خلق دولة طالبان من الطلبة الدينيين الذين كانوا يدرسون فى المدارس الدينية فى باكستان.
إن باكستان تمثل نموذج لكيفية صعود التطرف الإسلامى عبر عقود من الزمن الذى أصبح يشكل لامع الدولة سبيكة يصعب فصل مكوناتها، ولا يمكن القضاء على هذا التطرف إلا بالقضاء على جذوره ومعالجة أسبابه التاريخية والدينية.... وفى حالة باكستان سيظل التطرف والإرهاب ملازما لها حتى نهاية العالم أو حتى سقوط الإسلام ذاته.... وكل من الأمرين غير مطروح فى الآجل المتوسط أو الطويل.



#مجدى_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 400 حلقة من الأسئلة الجريئة
- مقرر التاريخ عام 2040
- أمريكا وداعش وإدارة التوحش
- داعش وإدارة التوحش
- الجزيرة العربية: من أقتصاد النهب إلى أقتصاد الريع
- الشرق الأوسط يخرب نفسه بنفسه
- وداعا حلمى جرجس
- مصر والسعودية: من محمد على إلى السيسى
- دعوة للدخول فى النادى الإنسانى
- حكاية عمرو ورمسيس
- الصراع على قيادة الإرهاب الإسلامى عالميا
- تكفير المفكر سيد القمنى أمام الملايين على الهواء
- أستقرار أم تقدم؟
- شجاعة الامارات
- دفاعا عن خالد ابو النجا
- صناعة الدين الخاص
- خطورة الشرطة المجتمعية على الحريات
- نهاية سايكس بيكو
- أمريكا وداعش
- من هو رجل الدين الفاسد فى المسيحية ؟


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى خليل - باكستان.....أرض التطرف