القوة العربية المشتركة

حسان الزين

الحوار المتمدن-العدد: 4763 - 2015 / 3 / 30 - 07:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

كانت الحروب وما زالت طريقة الدول الكبرى لإستعمار الشعوب وسلب خيراتها ،والامة الاسلامية دخلت منذ اكثر من قرن بصراعات داخلية وخارجية.
فعندما كان جمال عبد الناصر الرئيس المصري يقاتل في اليمن وكان دخول القوات المصرية للأراضي العربية حاجة ملحة وإستراتجية لتحرير الشعوب مع كل هذه التدخلات استدعت رداً من دول الخليج بهجوم عنيف من جهتها وبالمقابل من عبد الناصر هجوما على ملوك العرب وصل الى حد الشتيمة والإهانات الشخصية لا أود التعليق على العقلية العربية للشتائم بل هي لغة فَض ما في القلوب الملآنة
يعتقد العرب وليس كلهم بأن عدوهم الآن هي آيران والشيعة من وراءها لأسباب سياسية أحيانا وعقائدية احيان أخرى بالطبع لو سألت أي زعيم عربي عن الجمهورية الاسلامية لاشك بأنه سيجيب هذه دولة فارسية مجوسية شيعية صفوية استعمارية وووووو...ويتحفنا بهلال شيعي وسيطرة فاطمية وعودة القرامطة وعشرات المصطلحات التي لا يفهم أولها من أخرها
فالزعماء لا يعرفون التمييز بين الاسترخاء والاستخراء ولا يجيدون الا لغة الاستحمار المنهجي لهذه الشعوب إنهم مستعمرون من قدم التاريخ جدد منذ عصر النهضة ،زعماء العرب ورجالات الدين سلطة تبيح دماء المسلمين وتقتل الفقراء والمساكين حسب رأي أغلب الشعوب .
واجتماع القمة العربية في شرم الشيخ يذكرنا باجتماعات شرم الشيخ في حرب لبنان ضد العدو ومن المضحك خروج القمة العربية بإنشاء قوة عربية مشتركة بل الذي يزيد الضحك حلاوةً إنها قوة عسكرية فلا العرب لديهم قوة وليس لديهم عسكراً فإذن ربح الحوثيون المعركة ومن وراءهم اليمن
والاعراب محقون بتحليلهم أنهم يستشعرون بالخطر على عروشهم وعرش الدولة العبرية .
ولكن هؤلاء العرب لم يستشعروا أي خطر من الدولة العبرية وهم محقون لإن اسرائيل ليست عدوةً لعروشهم بل حليفة مهمة وحامية أساسية لممالكهم وهذا قد عبر عنه نتانياهو في أكثر من مكان .
لقد تحالف العرب والغرب في قوات مشتركة للقضاء على الحوثيين في اليمن في تسمية عاصفة الحزم على غرار عاصفة الصحراء وعلى غرار تحرير الكويت من أيادي صدام حسين بعد الدخول الى العراق . أما الآن نسي العرب الغربييون أن الخصم هو ليس وزير خارجية العراق الصحاف الذي كان يتحفنا بتصريحات نارية دون نيران على أرض الواقع .
يعيد الحكام تجربة الكويت والعراق في اليمن فهل يخسرون الحرب كما خسروا في لبنان والجنوب !!!!!!!؟؟؟؟؟؟
فالدولة العبرية ودول النفط العالمي قرروا حربا سوف يخرجون منها خاسرين !!!!
للعدو الصهيوني في علم السياسة مصلحته الكبرى بالحرب على اليمن فإيران على أبواب اريتريا وجيبوتي والبحر الأحمر وهي لا شك على أبواب شمال فلسطين والجولان فالنتيجة هي واحدة خطر نهاية الدولة العبرية قادم لا محالة؟؟؟؟
بينما ليس واضح لماذا العرب يقاتلون اليمنيين فهل يحمون الكيان الغاصب من الزوال ؟؟؟؟
في هذه الأيام خرج سماحة السيد نصر الله ليعلن الدعم لليمن الجريحة وفنّد في السياسة وشرح الموقف وبدوره هذا إعلان تحالف مع الحوثيين وتبشيرهم بالنصر .وقد وصل الامر الى الاعلام اللبناني ومن خلاله الى تلفزيون الجديد وبدأت الحرب بتغريدات توتير فالظاهر أن المعركة عميقة والمواقف حادة ومتشعبة والتحالفات قريبة وبعيدة.
حقا انها بداية حرب عالمية ولكن لماذا العرب هم من يدفعون الثمن ؟؟؟ولماذا المسلمون يزهقون أرواحهم في سبيل السياسة النفطية وفي خدمة الصهيوامريكية؟؟؟؟؟
يا أيها الأعراب هلْ أغراكمُ ..... نفطُ العراق !!!وجنة العدنان؟؟؟؟؟
تبّاً لهم قد ضيعوا قدسَ الوفا ...... وكرامةً وشهامة الانسان
وفي النهاية تورط العرب ومعهاالسعودية في وحل اليمن واقتصاديا ربح الأمريكيون في تجارة السلاح وربح العدو الصهيوني في تفريق العرب وتشتيت المسلمين فهل يفيق العرب من غفوة وسباتٍ عميق ؟؟؟
وصدق الشاعر حين قال
أقول: له عمرا فيسمعه سعدا ....ويكتبه حمدا وينطقه زيدا
بقلم الدكتور حسان الزين

#حسان_الزين (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل