أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الحاج - الحرب السورية الإيرانية على العراق















المزيد.....

الحرب السورية الإيرانية على العراق


عزيز الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 1325 - 2005 / 9 / 22 - 11:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أصبح تسلل الإرهابيين من الحدود السورية لتقتيل العراقيين أوضح من الوضوح! وبحسب التقارير المنشورة فإن مالا يقل عن 150 متسللا إرهابيا يعبرون من الحدود السورية وهم من مختلف الجنسيات العربية. لهذا، فبرغم قتل واعتقال المئات منهم، فإن أعدادهم تزداد. ومعارك تلعفر الأخيرة أثبتت من جديد جريمة إدخال المجرمين القتلة من سورية. ثم من لا يعرف أن قيادات ميدانية من بعث العراق متواجدة على الحدود السورية لقيادة عمليات القتل والتفجير والتفخيخ وبوتيرة متصاعدة كل يوم؟ إن جميع مراوغات النظام السوري وجميع تصريحاته الخبيثة لن تنفي الشواهد الكثيرة عن التدخل السوري الواسع النطاق من خلال هذه الموجات الإرهابية المتتالية التي تتسلل للعراق. كما ليس خافيا أن البعثيين العراقيين هم الذين يقودون حرب الإرهاب داخل العراق وأن الزرقاويين السلفيين هم حلفاؤهم وتحت قيادتهم وحمايتهم داخل العراق.
الملاحظ أن الحرب الإرهابية على العراق تفاقمت واشتدت بعد زيارة بشار الأسد لطهران للتنسيق حول كيفية مواجهة الضغوط الأمريكية وتصفية الحسابات مع واشنطن عن طريق تصعيد الإرهاب في العراق، وخلق حالة عدم استقرار دائمة تزرع الخوف والقلق، وتعيق بل وتدمر عمليات البناء وحماية الخدمات، ولإرباك وتعطيل مجمل العملية السياسية في العراق. إن الورقة العراقية هي في نظر نظام الملالي ونظام البعث السوري هي الورقة الأقوى عندهم لمواجهة ضغوط المجتمع الدولي بعد أن اضطرت سوريا وبمذلة لسحب قواتها من لبنان وبعد أن بلغ صبر المجتمع الدولي من النشاط النووي العسكري الإيراني ينفد. ومعلوم أن الاتحاد الأوروبي توهم خلال عامين كاملين أن الدبلوماسية مع نظام الملالي سوف يجدي. ولكنه برغم جميع الوعود والتعهدات الأوروبية لإيران بتقديم المساعدات السخية في كافة الميادين شرط وقف برنامج تخصيب اليورانيوم، فإن إيران استغلت فرصة العامين لمواصلة نشاطها النووي العسكري ووصلت الحالة منذ أيام لتحدي مجلس الأمن صراحة في القمة الدولية. وتذكرنا هذه المناورات وميوعة المواقف الأوروبية بالموقف من صدام ومراوغاته. إن الاتحاد الأوروبي ظل مترددا حتى عن طرح المشكلة في مجلس الأمن لاتخاذ قرارات أقوى لوقف الخطر النووي الإيراني، الموجه ليس لإسرائيل بالطبع، ولا ضد الولايات المتحدة بل لتهديد الدول العربية واستمرار ابتزازها وابتزاز العراق خاصة.
أما آخر حلقات التدخل الإيراني السافر في العراق فالفتنة الدموية الجديدة لمقتدى الصدر ومليشياته، بمهاجمة القوات البريطانية عنوة واعتقال الشرطة الموالية لها جنودا بريطانيين سلموا للميليشيات وليس للحكومة العراقية. أما تهمة الاعتقال فإنها من السخف والهراء بحيث لا يصدقه غير أغبى الأغبياء! أما الدافع الآني فهو إجراء صفقة مع الإنجليز لإطلاق أحد الدعاة الصدريين الخطيرين للإرهاب والمسئول عن مقتل سبعة عن الأقل.
إن الفتنة الجديدة الهادفة للضغط لخروج القوات البريطانية من البصرة هي جزء من خطة إيرانية ـ سورية وصدامية لإحراج القوات الصديقة وبأمل خروجها ليخلو الجو نهائيا للإرهابيين من كل الأنواع وكورقة ضغط يتوهمها النظامان ضد الضغوط الأمريكية بخلق المشاكل للأمريكان داخل العراق. لقد دفع الصحفي الأمريكي الحر دنيس فنسنت حياته لأنه فضح في تقاريره سطوة المليشيات الشيعية في البصرة وخضوع الشرطة العراقية هناك لها ولا سيما لأنصار مقتدى الصدر. كما فضح سيارة الموت التيوتا التي تخطف الناس مساء وتغتالهم، وهي نفس السيارة التي اختطفت الصحفي وقتلته بمنتهى الوحشية بعد يوم واحد من نشر آخر تقاريره عن البصرة وشرطتها ومحافظها في الصحافة.
إن الحرب السورية على العراق هي تصدير الإرهاب من الخارج وإسناد البعثييين الذين هم القوة الرئيسية للإرهاب. أما التدخل الإيراني فهو متعدد الأشكال، وهو خبيث ماكر وسافر ومستتر تطبيقا لسلوك البازار والملالي في إيران. هذا التدخل يمتد من صرف أكثر من مليار دولار سنويا إلى تنظيمات وميليشيات موالية لها، وعلى ما يسمى ب"المعونات الخيرية"، وإلى تصدير الإرهابيين من حزب الله في لبنان والمئات من عناصر الباسداران (حرس الثورة) وإطلاعات (الإستخبارات الإيرانية) وتفجير الفتن الدموية من خلال جيش المهدي الذي يتشكل معظمه من فدائيي صدام ورجال مخابراته بعد لبسهم العمائم. كما تقوم إيران بتسهيل تهريب النفط العراقي لإيران وتهريب المخدرات للعراق.
لم يكن خطر الصدريين ليستفحل لهذا الحد لو أن القوات الأمريكية اعتقلت الصدر بعد صدور أمر إلقاء القبض العراقية عليه إثر اغتيال المغدور عبد المجيد الخوئي الذي تم بعد يوم واحد فقط من تحرير بغداد من قبضة عصابة النظام المنهار. وبعد فوات تلك الفرصة، [ لا يزال الأمر القضائي باقيا]، كانت هناك فرصة فتنة النجف واحتلال جيش المهدي للحرم الحيدري. هنا تدخل "البيت الشيعي" والمرجعية لحل المشكلة بحقن الدماء ولكن بثمن خروج الصدريين من الحرم بكامل أسلحتهم وهم يلوحون بإشارات الانتصار، لتفجير الفتن والأزمات في بغداد والجنوب. ومن الأغرب أنه، بدلا من محاسبة الصدر واتباعه تم ضمهم للبيت الشيعي ودخلوا في القائمة الشيعية الموحدة ليصبح منهم وزيران أو أكثر وعدد كبير من النواب. هذا لا يمكن وقوعه في غير عراق اليوم!! أما أخونا الدكتور أحمد الجلبي فقد بلغ إعجابه بمقتدى الصدر لحد وصف حركته ب"تيار المحرومين"! والدكتور محمد الربيعي يتوجه البصرة "للتوفيق بين الطرفين" أي القوات البريطانية وأعوان الصدر بدلا من الذهاب لتشخيص المجرمين وطلب محاكمتهم.
إن هناك نظريات وآراء عند بعض الوطنيين مفادها أن فضح وإدانة جرائم الصدريين والانتهاكات التي تقترفها سائر المليشيات في الجنوب ضد المرأة والأقليات الدينية واستخدام العنف لفرض "حكم الشريعة"، هما خدمة للبعثيين لأن خطر هؤلاء هو الأكبر اليوم ولأنهم هم القوة الكبرى في جيش الإرهابيين الذي يضم السلفيين الزرقاويين أيضا. صحيح أن هذه القوى الإجرامية هي المسئولة عن عمليات التفجير والقتل الجماعي ولا سيما ضد المواطنات والمواطنين الشيعة"، ولكن هذا الخطر الأكيد لا يبرر الصمت عن التدخل الإيراني واسع النطاق في الجنوب وحيث تكاد البصرة تصبح ولاية إيرانية، وحيث تتدخل المخابرات الإيرانية حتى في تعيين الموظفين واستبدالهم. كما أنه ليس مقبولا الصمت عن تبعية الشرطة للمليشيات المرتبطة بإيران بدلا من أن تكون خاضعة للحكومة المركزية. إن الانتهاكات المقترفة في الجنوب والتي وصلت حتى للعدوان على الحلاقين والجامعات ولابسي الجينز، هي الأخرى نوع من الإرهاب.أما تبرير هذه الجرائم بكونها ترتكب من مجرد أقلية، او أنها رد فعل على جرائم صدام ضد الشيعة وأن مقترفيها هم من "ضحايا البعث"، فإنه تبرير يبلغ درجة تبرير الانتهاكات وتشجيعها. إن ألمانيا الهتلرية فتكت بأكثر من خمسين مليون أوروبي، وكان الشعب الألماني كله تقريبا يعبد هتلر؛ ولكن الشعوب المتضررة من العدوان الألماني والإيطالي والياباني في أوروبا وآسيا، لم تمارس عمليات انتقام من شعوب الدول الثلاث المعتدية، بل على العكس قامت بمساعدتها على إعادة التعمير والتقدم. إن أسطوانة "نحن ضحايا أمس ويحق لنا الانتقام"حجة واهية وخطرة أيضا.
أجل وأجل! إنها حرب إيرانية ـ سورية وصدامية على العراق وتتخذ مختلف الأشكال. وإذا كان بعض المسئولين العراقيين يصرحون أحيانا عن التدخل السوري، فإن الحكومة العراقية صامتة عن التدخل الإيراني الفاضح. والحجة السورية بكونها عاجزة عن ضبط حدودها مع العراق هي أوهى من خيوط العنكبوت. إن نظاما يحصي على الناس أنفاسهم في الداخل ليس عاجزا عن ضبط حدوده. وسوريا، التي تضبط حدودها عند الجولان وتضرب بيد من حديد على كل تسلل للقيام بعملية ما ضد إسرائيل، هي نفسها التي تزعم كونها عاجزة عن ضبط الحدود مع العراق!!
دعونا عشرات المرات لطرح مسألة التدخل السوري على مجلس الأمن ولكن المسئولين العراقيين يواصلون المجاملة. أما عن إيران فكيف نتوقع من أحزاب وتنظيمات لها عشرات الصلات بنظام خامنئي أن ترفع صوتا ما ولو لمجرد نقد إيران! [ 21 سبتمبر 2005 ]




#عزيز_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغرائب في تصرفات المسؤولين العراقيين!
- الأولى ضاعت والثانية في الطريق!
- 11 سبتمبر والأصولية الإسلامية
- الإرهاب ومجموعة الشم!!
- إشكاليات ومناقشات دستورية 2 من 2
- إشكاليات ومناقشات دستورية -1/2
- الأزمة الدستورية والخراب الشامل في العراق..
- بؤس السجال العراقي العراقي!
- أي دستور؟! ولأي عراق؟! وأخيرا تمخضت الجهود ليل نهار عن مشروع ...
- هل صحيح أن كارثة على وشك الوقوع؟؟!!
- بلد خطفه الإرهاب، وشعب ممزق، وحائر، ومسحوق..
- المرأة طريدتهم الأولى
- مناورات الساعات الأخيرة.. هل سيقف الزعماء وقفة التاريخ؟!
- عودة إلى -فارسية- الكورد الفيلية!
- نعم، أجلوا كتابة الدستور الدائم واسترشدوا بالدستور المؤقت
- إيران النووية على طريق صدام!
- التذكير مجددا بقانون الإدارة والخلافات الساخنة اليوم!!
- حدود التحالفات السياسية
- اغتيال الصحفي ستيفن في البصرة...
- خطاب موجه إلى رئيس الجمهورية العراقية الأستاذ جلال طالباني


المزيد.....




- إعلان مفاجئ لجمهور محمد عبده .. -حرصًا على سلامته-
- -علينا الانتقال من الكلام إلى الأفعال-.. وزير خارجية السعودي ...
- عباس: واشنطن وحدها القادرة على منع أكبر كارثة في تاريخ الشعب ...
- شاهد.. الفرنسيون يمزقون علم -الناتو- والاتحاد الأوروبي ويدعو ...
- غزة.. مقابر جماعية وسرقة أعضاء بشرية
- زاخاروفا تعلق على منشورات السفيرة الأمريكية حول الكاتب بولغا ...
- مسؤول إسرائيلي: الاستعدادات لعملية رفح مستمرة ولن نتنازل عن ...
- وزير سعودي: هجمات الحوثيين لا تشكل تهديدا لمنتجعات المملكة ع ...
- استطلاع: ترامب يحظى بدعم الناخبين أكثر من بايدن
- نجل ملك البحرين يثير تفاعلا بحديثه عن دراسته في كلية -ساندهي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الحاج - الحرب السورية الإيرانية على العراق