أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الحاج - الإرهاب ومجموعة الشم!!














المزيد.....

الإرهاب ومجموعة الشم!!


عزيز الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 1314 - 2005 / 9 / 11 - 11:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


آخر مبتكرات التدخل الإيراني في البصرة من خلال التنظيمات والمليشيات العديدة تنظيم أو مليشيا باسم "جماعة الشم." هؤلاء يخرجون مساء وفي الليل لشم روائح أفواه الرجال فإذا شموا رائحة خمرة ضربوا الضحية ضربا مبرحا. ويقال إنه قد وقعت عدة وفيات بسبب الضرب. مبتكرات التنظيمات الشيعية في البصرة والجنوب كثيرة، فعدا الأحزاب المعروفة ومليشياتها فهناك مثلا تنظيمات الفضيلة والثأر وغيرهما.
إن تجاوزات المليشيات الدينية في العراق راحت تزكم الأنوف، ولاسيما موجات من القتل تحت التعذيب. وهنا تلتقي هذه الجرائم بجرائم الإرهابيين الصداميين والزرقاويين ضد المواطنين ولاسيما من الشيعة. وكانت كارثة جسر الأئمة آخر مأساة بسبب هذا الإرهاب.
الواقع أن جميع مذاهب ومدارس الإسلام السياسي تلتقي في معاداة الديمقراطية وهدف بناء النظام الإسلامي. وإذا كانت الحكومة الحالية تضرب بفضل القوات الأمريكية أوكارا وشبكات إرهابية، وتقتل العديد من الإرهابيين الأوغاد، فإنها على العكس لا تنبس بحرف واحد حول جرائم الانتهاكات المقترفة في البصرة والجنوب وحتى في حوالي بغداد. وإذا كانت الحكومة تعلن من يوم ليوم أخبار اعتقال وجبة جديدة من الإرهابيين العرب والعراقيين، فسرعان ما يأتينا خبر آخر عن إطلاق سراح حوالي عشرة آلاف منهم دفعة واحدة بلا محاكمة لفرز البريء من المجرم. وليس في الدول الديمقراطية "لجان خاصة" هي التي تقرر مصير المعتقلين، بل هناك قضاة تحقيق ومحاكم لاتخاذ القرار المناسب. ولكن إطلاق سراح المتهمين بالإرهاب بات لعبة أو مناورة سياسية في تبادل الصفقات السياسية.
ليست هذه هي المرة الأولى أو العاشرة أو الخمسون التي نثير فيها موضوع مواجهة الإرهاب، والسياسات المتخبطة المتبعة منذ تشكيل مجلس الحكم. البعض يروننا مبالغين أو منفصمين عن الواقع العراقي لمجرد وجودنا خارج الوطن. ولكن على هذا البعض تذكر كيف كانت دعايات صدام تشنع عليهم بنفس التهمة عندما كانوا خارج العراق، وباستثناء الأحزاب الكوردستانية.
إن الحقيقة هي أن مجموعة الأخبار والتقارير المنشورة والمسموعة من مصادر مختلفة تشير إلى فشل السياسة الحكومية في مواجهة الإرهاب والجرائم مواجهة حازمة وبلا انتقائية ولا تحيز. وإذا كان الدكتور إياد علاوي يتهم في تصريحه الأخير لصحيفة الشرق الأوسط إيران بالتدخل السافر، وهو صحيح مائة بالمائة، وهو ما تتناساه الأحزاب والمراجع الشيعية، فقد كان عليه في الوقت نفسه إدانة التدخل السوري حيث يرد معظم الإرهابيين من الحدود السورية، وما جرى ويجري في تلعفر شاهد صارخ إذ أن معظم الإرهابيين المعتقلين هم من جنسيات عربية جاءوا من سوريا. كما أن القوى الرئيسية في الإرهاب هي قوى البعث العاملة لعودة النظام المنهار والموجهة قيادتها في الأراضي السورية. وكان العديد من هذه العناصر قد تسللوا لمراكز أمنية خطيرة في زمن الحكومة السابقة، مثلما تقول أنباء اليوم عن تسلل عناصر أمنية مشبوهة تعمل لصالح إيران. إن النظامين السوري والإيراني حليفان استراتيجيان في كل ما يخص شؤون العراق.
إن الإرهاب لا يواجه بنجاح ما لم يكن التصدي له على كل الأصعدة ولاسيما استعمال الحزم وجهاز القانون ونهج العقاب، بدلا من اعتقال يعقبه إفراج. كما أن الإرهاب لا يقاوم بنجاح حقيقي بدون الاهتمام في نفس الوقت بحاجات الناس اليومية من كهرباء وماء ورفع المستوى المعيشي، ناهيكم عن أمن المواطنين. غير أن ما لمسناه من الحكومة مع الأسف الشديد هو عدم القدرة على حل حتى جزء من هذه المشاكل، بينما يتفاقم الإرهاب، ويزداد الفساد انتشارا، وهو الفساد الموروث من عهد صدام وخلال وزارة الدكتور علاوي. إن الفساد علة كبرى تنخر المجتمع وتستنزف أموال الشعب والمساعدات الخارجية؛ ولكن موجة الفساد والنهب استشرت أكثر اليوم وعلى كل المفاصل. فهل تمرير دستور شبه إسلامي [ بانتظار تكامل إسلاميته بعد الانتخابات]؛ دستور يظلم المرأة، ويقيد الفكر والإبداع، هو حلال المشاكل؟!
وأخيرا: هل سنرى قريبا تكوين تكتل وطني ديمقراطي علماني من كل القوى والأحزاب والشخصيات التي ناضلت طويلا من أجل الديمقراطية؟ وهل يمكن للجبهة الكوردستانية أن تبادر لمثل هذه الخطوة الكبرى قبل الانتخابات عسى أن يغير ذلك من موازين القوى داخل البرلمان القادم وخارجه، فيصبح العراق أكثر قدرة وأفضل تخطيطا لمواجهة حرب الإرهاب ولمعالجة هموم الشارع العراقي؟!



#عزيز_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إشكاليات ومناقشات دستورية 2 من 2
- إشكاليات ومناقشات دستورية -1/2
- الأزمة الدستورية والخراب الشامل في العراق..
- بؤس السجال العراقي العراقي!
- أي دستور؟! ولأي عراق؟! وأخيرا تمخضت الجهود ليل نهار عن مشروع ...
- هل صحيح أن كارثة على وشك الوقوع؟؟!!
- بلد خطفه الإرهاب، وشعب ممزق، وحائر، ومسحوق..
- المرأة طريدتهم الأولى
- مناورات الساعات الأخيرة.. هل سيقف الزعماء وقفة التاريخ؟!
- عودة إلى -فارسية- الكورد الفيلية!
- نعم، أجلوا كتابة الدستور الدائم واسترشدوا بالدستور المؤقت
- إيران النووية على طريق صدام!
- التذكير مجددا بقانون الإدارة والخلافات الساخنة اليوم!!
- حدود التحالفات السياسية
- اغتيال الصحفي ستيفن في البصرة...
- خطاب موجه إلى رئيس الجمهورية العراقية الأستاذ جلال طالباني
- نظرة أولى على مسودة الدستور
- ملاحظات ونقاط عن رجال الدين والسياسة في العراق
- إيديولوجية التطرف الإسلامي: إرهاب بلا حدود!
- حذار، حذار من الدستور إسلاميا!


المزيد.....




- بالأسماء والتهم.. السعودية نفذت 3 إعدامات السبت بحق يمني ومو ...
- -أمام إسرائيل خياران: إما رفح أو الرياض- - نيويورك تايمز
- صدمتها مئات الاتصالات -الصعبة- في 7 أكتوبر.. انتحار موظفة إس ...
- مفاوضات -الفرصة الأخيرة-.. اتفاق بشأن الرهائن أم اجتياح رفح! ...
- مذكرة أمريكية تؤكد انتهاك إسرائيل القانون الدولي في غزة
- زيلينسكي يخفي الحقيقية لكي لا يخيف الشعب
- الكشف عن مقترح إسرائيلي جديد لصفقة مع -حماس-
- ميزات جديدة تظهر في -تليغرام-
- كيف يمكن للسلالم درء خطر الموت المبكر؟
- كازاخستان تنفي بيعها مقاتلات خارجة عن الخدمة لأوكرانيا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الحاج - الإرهاب ومجموعة الشم!!