أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عزيز الحاج - اغتيال الصحفي ستيفن في البصرة...














المزيد.....

اغتيال الصحفي ستيفن في البصرة...


عزيز الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 1276 - 2005 / 8 / 4 - 10:44
المحور: الصحافة والاعلام
    


........ وهيمنة التنظيمات الدينية الشيعية
الصحفي الأمريكي المستقل ستيفن فانسان، مراسل النيويورك تايمس وصاحب عدد من المؤلفات، اغتيل أمس الثاني من آب 2005 في مدينة البصرة. خطفوه من الشارع واغتالوه، فلا طلب فدية ولا إعلان باسم هذه الجماعة أو تلك عن السبب والمطالب، كما هي عادة عصابات الاختطاف البعثية والزرقاوية.
للإجابة عن الجهات من وراء اغتياله الجبان وأسباب الجريمة، فإننا لن نعود إلى مئات التقارير السابقة عن سيطرة التنظيمات الإسلامية الشيعية وميليشياتها على المدينة وشرطتها، ولا سيما أعوان مقتدى الصدر والمجلس الأعلى. هذا كله معروف ومكرر ذكره ومثبت بالوقائع اليومية: من غزو الجامعة والعدوان على الطالبات والطلاب، إلى الحملة على الأطباء والحلاقين والصابئة المنائيين والسافرات، وإلى انتشار النفوذ الإيراني وغزو اللغة الفارسية.
ما هي "جريمة" فقيد الصحافة الحرة ستيفن فنسنت في نظر قاتليه ومن وراءهم؟؟
كلا لا نعود لتلك المعلومات المعروفة للجميع، ولكننا نعود إلى آخر تقرير صحفي لستيفن فنسنت نفسه المنشور في الهيرالد تريبيون قبل يوم واحد من اغتياله الخسيس الأثيم، وهو تقرير يلقي ضوء على أسباب الجريمة وجهاتها المدبرة.
عنوان التقريرهو " الإسلاميون هم الشرطة في شوارع البصرة"، وقد كتب التقرير بعد جولات ميدانية وقضاء أيام مع القوات البريطانية الموجودة في المدينة.والتي يشارك ضباطها في تدريب الشرطة.
يقول التقرير إن السياسة وكل مناحي الحياة في البصرة هي تحت سيطرة الجماعات الدينية الشيعية: من المجلس الأعلى وإلى أعوان مقتدى الصدر. وكان فنسنت نفسه هو من كتب عن لقائه بمحافظ البصرة في مكتب الأخير، ومشاهدته لصورة كبيرة لخميني على جدار المكتب. ويرد في التقرير إن الذين يجري ضمهم لسلك الشرطة هم من هذه التنظيمات وغالبيتهم من غير المتعلمين ومن العاطلين، وهم يدينون بالولاء للجامع أكثر من الولاء للحكومة المركزية. وفي مايو الماضي كان قائد شرطة عددهم 7000 آلاف شرطي قد صرح لجريدة بريطانية إن معظمهم من التنظيمات الدينية. ويقول ستيفن إن هذه النسبة قد تكون "متفائلة" حيث أن ضابطا شابا قال له إن 75 بالمائة من الشرطة هم مع مقتدى الصدر الذي هو "رجل عظيم" على حد قول الضابط الشاب. ويضيف المراسل إن البريطانيين لا يفعلون شيئا لمعالجة الحالة إما لعجزهم أو خوفا من الاتهام بكونهم احتلالا استعماريا، وبذلك يساهمون في تقوية هيمنة التنظيمات الدينية على المدينة. وليس في استراتيجية الأمن البريطانية في المدينة الحث على توعية الشرطة بحقوق الإنسان والديمقراطية بجانب تدريبهم البدني.
وقال صحفي عراقي لفقيد الصحافة ستيفن فنسنت:" لا أحد يثق بالبوليس. إذا حرك آيات الله إصبعا فإن آلاف الشرطة يستنفرون." وقال له المشهداني زعيم الحزب الليبرالي على حد وصف ستيفن، وهو "حزب الثورة الشعبانية":" كل سلك الشرطة يجب حله واستبداله بأناس يعرفون حقوق الإنسان ومعنى الديمقراطية."
يرفض المدربون الإنجليز في المدينة مجرد الإشارة للدور السياسي المحايد للشرطة في مجتمع مدني، ولا يحرك أحد ساكنا تجاه الآلاف من اللافتات الدينية على جدران المدينة. وعندما يسأل ستيفن ضباط التدريب الإنجليز عما إذا ليس واجبا توعية المتدربين بموالاة الحكومة المركزية بدلا من الخضوع لأي جامع قريب، فإنهم كانوا يهزون أكتافهم وكأن الأمر لا يعنيهم!
في هذا التقرير الأخير، الذي نورد خلاصته تكريما لستيفن وكذلك لتوجيه أصابع الاتهام لقاتليه، يروي لنا عن المجموعات الطلابية الدينية التي تفرض نفسها في الكليات، وتراقب أزياء الطالبات لتكون "إسلامية". ويقول مدير مستشفى الأمومة إنه يرى بعينيه موظفين يسرقون المعدات لبيعها لمستشفيات خاصة ولكنه لا يجرؤ على إخبار الشرطة لكون المتهمين من تنظيمات دينية.
هذه هي البصرة اليوم، وهي التي كانت، على حد وصف الصحفي، "النموذج الراقي للعراق المتحرر". إن الشرطة يعتقلون ويواصلون اعتقال الأشخاص حتى بعد صدور أوامر الحاكم بإطلاق سراحهم.
إن أخطر ما ورد في التقرير، والذي تكهنت اليوم بعض الصحف بأنه قد يكون السبب المباشر لاغتياله، حديثه عن "سيارة الموت". إن ضابط شرطة رفض ذكر اسمه أكد له صحة الإشاعات المنتشرة في المدينة عن "سيارة الموت" هذه، وهي من نوع التايوتا 2. إن ضباط شرطة يركبون سيارة الموت هذه بعد الدوام، وبتمويل التنظيمات السياسية الدينية لاغتيال الناس المشتبه بكونهم كانوا بعثيين، ويبلغ عدد الضحايا كل أسبوع المئات. وطبعا القوات البريطانية على علم بكل شئ ولكنها لا تتدخل خوفا من استفزاز هذه التنظيمات، التي تمارس ما سماه الصديق عبد الخالق حسين في مقالة سابقة له، ب"الإرهاب الشيعي" تمييزا له عن الإرهاب البعثي الصدامي والزرقاوي "السني".
إن الإصلاح الأمني الحقيقي كما قال ستيفن أيضا يتطلب، بجانب التدريب البدني والعسكري، تدريبا سيكولوجيا وفكريا. فالشرطة هي لخدمة المواطنين ويجب أن تخضع للأوامر الحكومية وليس للجوامع والحسينيات والتنظيمات السياسية الدينية.
هكذا نرى صحفيا آخر من العشرات من عراقيين وأجانب؛ يقتل بكل جبن، وبلا طلب فدية، كما طلب الخاطفون الصداميون عند اختطاف الصحفيين الفرنسيين الثلاثة، والذين ذكر تقرير الوكالة الفرنسية أمس إن فرنسا دفعت ثمانية ملايين ونصف المليون دولارا ثمنا لإطلاق سراحهم، [ عن الشيوعية فلورنس ومرافقها البعثي وحدهما دفعت فرنسا 6 ملايين دولار].
ذهب ستيفن كضحية جديدة للإرهابيين في العراق. فهل يجرؤ محافظ البصرة الصدري على الإجابة عن أسباب اغتياله والجهات المدبرة للجريمة؟! وهل من كتبوا مسودة الدستور المشؤومة على علم بما يجري هناك وفي كل الجنوب؟!



#عزيز_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطاب موجه إلى رئيس الجمهورية العراقية الأستاذ جلال طالباني
- نظرة أولى على مسودة الدستور
- ملاحظات ونقاط عن رجال الدين والسياسة في العراق
- إيديولوجية التطرف الإسلامي: إرهاب بلا حدود!
- حذار، حذار من الدستور إسلاميا!
- عن ندوة اليونسكو حول الثقافة في العراق
- لابسو الأكفان يزحفون من لبنان!
- تحالف الأضداد ضد الشعب العراقي..
- الضجة المغرضة
- -مقاومة- حرق الجثث و-جهاد- قطع الرؤوس ونبش القبور!!
- العراق بين الإبراهيمي والعرب!
- خراب بشري، وتدمير إيراني ـ سوري.... وعلم جديد!!
- سياسة -اجتثاث البعث- في خطاب بول بريمر
- الشارع العراقي وجريمة البصرة..
- نقل السلطة وضمان أمن العراقيين
- التاسع من نيسان يوم التحرير وعيد العراق
- القانون فوق الجميع
- لا تسامح مع الوحوش الآدمية!!
- قراءة أولية في توصيات مؤتمر المصالحة في أربيل
- مجموعة مقالات


المزيد.....




- السعودية.. تداول فيديو -إعصار قمعي- يضرب مدينة أبها ومسؤول ي ...
- أبرز تصريحات وزير الخارجية الأمريكي حول غزة وهجمات إيران وال ...
- مصرع 42 شخصا بانهيار سد في كينيا (فيديو)
- رئيس الوزراء الإسباني يقرر البقاء في منصبه -رغم التشهير بزوج ...
- -القاهرة الإخبارية-: مباحثات موسعة لـ-حماس- مع وفد أمني مصري ...
- مستشار سابق في البنتاغون: بوتين يحظى بنفوذ أكبر بكثير في الش ...
- الآلاف يحتجون في جورجيا ضد -القانون الروسي- المثير للجدل
- كاميرون يستأجر طائرة بأكثر من 50 مليون دولار للقيام بجولة في ...
- الشجرة التي لم يستطع الإنسان -تدجينها-!
- ساندرز يعبر عن دعمه للاحتجاجات المؤيدة لفلسطين ويدين جميع أش ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عزيز الحاج - اغتيال الصحفي ستيفن في البصرة...