أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد البكوري - الضربة الامنية الاستباقية














المزيد.....

الضربة الامنية الاستباقية


محمد البكوري

الحوار المتمدن-العدد: 4758 - 2015 / 3 / 25 - 06:50
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


في اطار حكامة تدبير المخاطر الامنية بالمغرب ، تم مؤخرا تفكيك خلية ارهابية كانت تروم إقامة " ولاية الدولة الإسلامية في المغرب الأقصى"، اتخذت لها من الأسماء "أحفاد يوسف بن تاشفين"، من طرف المكتب المركزي للتحقيقات القضائية، التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني،و الذي تمكن في اطار فهمه الاستشرافي للمخاطر المحدقة ببلادنا من توجيه ضربة استباقية للخلايا الارهابية النابتة. هكذا، يتبلور مفهوم الاستباقية كاحد المبادئ الاساسية التي توطد صرح حكامة المخاطر وكابرز عنصر من العناصر التي تؤطر الابعاد الاستراتيجية ، الامنية منها على وجه الخصوص، وهو المفهوم الذي عرف انبثاقه الارهاصي الاول في ميدان السياسة الدولية ،خاصة على المستويين العسكري و الامني :الامن الجماعي ،الحرب ضد الارهاب ،الضربة الاستباقية او الوقائية ...هذه الاخيرة التي برزت كمفهوم بشكل كبير مابعد احداث11شتنبر2001 ،ويعرفها اهل السياسة الدولية بانها "التحول من الرد على هجوم فعلي الى المبادرة بالهجوم لمنع هجوم محتمل .خاصة اذا تمكنت اجهزة الدولة من اكتشاف نوايا مبكرة بالهجوم لدى الخصم ،بغض النظر عن مظاهر هذه النوايا."في هذا الصدد ،شكل مفهوم "الاستباقية "محورا اساسيا من محاور استراتيجية الامن القومي للولايات المتحدة الامريكية، و التي انبنت بالدرجة الاولى على ترسيخ اسس هذا المفهوم وجعله قطب رحى هذه الاستراتيجية برمتها ، باعتباره"نقل المعركة الى ارض العدو و تشويش خططه و مواجهة اسوا التهديدات قبل ان تظهر"، اي القدرة على القراءة المسبقة لما يحتمل من مخاطر محدقة ومواجهة التهديدات الناشئة خاصة الارهابية منها . وقد تطورت استخدامات هذا المفهوم لتشمل مجالات اخرى، من قبيل المعلوميات .هنا، يمكن ذكر نظام الدفاع الاستباقي Poractive defense للحماية من مخاطر البرامج الضارة او الخبيثة .وهو النظام الذي يتوخى باعتباره مضاد للفيروسات ،Anti Virusاكتشاف مجموع التهديدات المرتبطة بالعالم الافتراضي .كما امتدت توظيفية مفهوم "الاستباقية"الى ميدان الامن الداخلي على صعيد مجابهة المخاطر الامنية الواقعة و المحتملة عبر ارساء نظام لحملات امنية استباقية لمكافحة جميع انواع الجريمة ،بما فيها الجريمة الارهابية ،بغية بعث المزيد من الشعور بالامن و الطمانينة في نفوس المواطنين :مثلا المقاربة الاستباقية التي تم تبنيها من طرف المصالح الامنية المغربية بخصوص التصدي الصارم للظواهر الاجرامية ،كظاهرة التشرميل و كذا "مخطط حذر" لمواجهة المخاطر الارهابية ...وعموما ،يتبلور مفهوم الاستباقية ،كاحد المفاهيم المرجعية لكسب الرهانات و ربح التحديات ،بالنظر الى تبلوره كمفهوم ريادي لمواجهة المخاطر بشتى تصنيفاتها ،بما فيها المخاطر الامنية المتزايدة . ان الاستباقية على مستوى مواجهة المخاطر تستلزم التوسل بجملة من الاليات ومنها :الاستشرافية ،التخطيط الاستراتيجي ، التنسيق، التواصل، التدخل الدقيق و السريع ... وبذلك تتمكن الاستباقية من بلوغ مراميها من التخفيف من الاثار السلبية المحتملة للمخاطر بل و الحد منها في المنشا . مما يضمن حماية اكيدة و مستمرة لارواح و ممتلكات المواطنين. و هو الشيء الذي تم تجسيده بشكل جلي في العملية الاخيرة للمصالح الامنية المغربية ،من حيث نجاعة و كفاية تدخلها على ثلاثة مستويات: -المستوى المعلوماتي الاستخباراتي ،و المتسم بالدقة من حيث التتبع الصارم لهذه الخلية منذ ما ينيف عن خمسة اشهر و تجميع المعطيات و البيانات و المعلومات المتعلقة بها ، بنوع من الضبط المحوكم والقراءة الجيدة لمختلف مؤشرات المخاطر المتوقعة - المستوى الوقائي الاحترازي ،و هو ما يبرز من خلال التعامل الجدي مع التهديدات المحتملة ، خاصة بعد هجوم "باردو" بتونس و التفكيك المتواصل للشبكات المتخصصة في تجنيد و ارسال المقاتلين الى مختلف بؤر التوتر - المستوى القانوني الحقوقي ،،حيث تم الحرص على ان يكون توقيف اعضاء هذه الشبكة الاجرامية في احترام تام لاجراءات قانون المسطرة الجنائية، بمافيها اشعار النيابة العامة . اجمالا يمكن القول، ان هذه الضربة الاستباقية التي قام بها الامن المغربي بكفاية و فعالية ، كان الهدف منها التجفيف من المنبع لتهديد ارهابي ناشئ واحباط مراميه الخبيثة ، الشيء الذي يؤكد بما لا يدع مجالا للشك ،على تجليات حقيقية لانبثاق حكامة تدبير المخاطر الامنية ببلادنا صاعدة في الافق.



#محمد_البكوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقف الشبكي :لبس التعريف و جدل التصنيف
- العشق الملغوم
- بكائيات لالة هيبة -الصور العشر-
- المخاطر الاقتصادية (ازمة عام2008 نموذجا).
- -كرانس مونتانا-و ريادة -النموذج المغربي للاستقرار-
- القامرة- التي في خاطري و-القاهرة-التي في خاطرك -المحطة التاس ...
- البعد الفهمي للمخاطر الارهابية و ضرورة الحكامة الشمولية
- اباغتك !!! كما تباغتك !!! الفراشة في دمسة الليل
- القامرة- التي في خاطري و-القاهرة-التي في خاطرك -المحطة الثام ...
- -المجدوب- الذي ... والمراة التي ...
- 8مارس بالمغرب وسؤال المناصفة
- 9مارس بين حكامة الدستور و دستور الحكامة
- القامرة- التي في خاطري و-القاهرة-التي في خاطرك -المحطة الساب ...
- -مجلس المنافسة: من النوظمة الى الحوكمة-
- القامرة- التي في خاطري و-القاهرة-التي في خاطرك -المحطة الساد ...
- الكوارث الطبيعية بالمغرب: من تدبير الازمات الى حكامة المخاطر
- القامرة- التي في خاطري و-القاهرة-التي في خاطرك -المحطة الخام ...
- طيف
- - نصف السماء- من اجل -كل السماء-
- القامرة- التي في خاطري و-القاهرة-التي في خاطرك -المحطة الراب ...


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد البكوري - الضربة الامنية الاستباقية