أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - مصطفى مجدي الجمال - أعزائي الثوار.. احذروا الجرّاي














المزيد.....

أعزائي الثوار.. احذروا الجرّاي


مصطفى مجدي الجمال

الحوار المتمدن-العدد: 4747 - 2015 / 3 / 13 - 08:45
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


في أوائل التسعينيات كلفني ناشر معروف بترجمة كتاب عن البدو في الجزيرة العربية للمستشرق الشهير بوركهارت.. لكن الكتاب لم يرَ النور لأن الناشر أحرق النسخ بعد أن أخذ مبلغًا ضخمًا من السفارة السعودية مقابل هذا .. وعلمت أن هذه كانت طريقة الناشر في الابتزاز .. يترجم الكتاب ويطبع منه عددًا قليلاً من النسخ ثم يكلف من يبلغ السفارة بذلك.. وربما هو نفسه من يبلغ ليحصل على مقابل إحراق 10 آلاف نسخة مثلاً زائد التعويض

المهم ليس هذا هو الموضوع لكنني أذكر أن الكتاب كان في الأنثروبولوجيا التي تقدم وصفًا مفصلاً لكل حياة البدو وعاداتهم من أول اتخاذ القرار في القبيلة والتوريث والقضاء وانتهاء بأنواع الأطعمة والأسلحة والتنظيم الداخلي للخيمة.....الخ

ومن الطريف أن أفرد بوركهارت فصلاً كاملاً عن طرق السرقة والإغارة عند البدو.. ومن هذه الطرق العجيبة أن يدفع اللصوص أو القبيلة المغيرة برجل منهم مهمته أقرب إلى العدّاء (الجرّاي) ويقوم العداء بالجري أمام الكلاب التي تحرس قطعان الإبل والأغنام.. ويأخذ الكلاب وراءه بعيدًا عن القطيع الهاجع لدقائق تكون كافية لأن تتقدم المجموعة الرئيسية لسرقة ما يتاح لها واقتياده بعيدًا قبل أن تعود الكلاب الغيورة من مهمتها اليائسة وراء العداء الذي لا يشق له غبار

تذكرت هذه القصة وأنا أتابع السجالات البغيضة بين المتحمسين في كل فصيل ثوري ضد بعضهم البعض عند كل حادثة مهما كانت صغيرة.. فمثلاً بمجرد أن يقدم النظام على إجراء ما رجعي أو قمعي يبادر البعض على الفور بتوجيه ثلاثة أرباع مجهوده للهجوم على الفصيل أو الفصائل الأخرى المختلفة معهم (المتهمين بأنهم من اليسار الدولتي أو السيساوي أو القومجي..الخ).. ويتبقى ربع المجهود للهجوم على النظام ناهيك عن الولولة الفارغة

وإذا قام الإخوان وأعوانهم بعمل إرهابي أو تخريبي نجد بعض المتحمسين في الفصيل الآخر يستهلكون معظم طاقتهم في الهجوم على منافسيهم (المتهمين بأنهم من النشطاء المتمولين والمتأمركين..الخ) والقليل من الجهد يوجه للإخوان

ليس عنى حديثي هذا أنه لا توجد خلافات حقيقية.. أو أن الطريق ليست محفوفة بالمخاطر.. لكنني أدعو إلى التعامل السليم الذي يميز بين التناقضات الثانوية والتناقض الرئيسي

أدرك جيدًا أننا إزاء لحظة تاريخية خاصة جدًا حيث لا نواجه عدوًا (أو قل: خصمًا إن أردت) واحدًا، وأن هذا يصيب معظم التحليلات بالارتباك والسيولة.. ولكني لا أفهم أن يمنح البعض جل طاقته لممارسة التناقض الثانوي، وأستنكر تلك اللغة المستخدمة والتي تقترب من وهدة "التكفير" و"الحرمانية" و"التخوين"

ومن نافلة القول أن الأجهزة الأمنية والخصوم السياسيين يدركون جيدًا أهمية تمزيق صفوف الثوريين، واليساريين تحديدًا، ومن ثم تعمل على الزج بعناصر مدربة على إثارة التناقضات الثانوية وتضخيمها، وأيضًا تشجيع وإتاحة الفرص الإعلامية لبعض المخلصين في هذا الاتجاه أو ذلك ليقوموا بهكذا أدوار

فلنكن على مستوى المسئولية.. وليركز كل منا في اجتهاده ويحاول إثبات صحته من خلال العمل الثوري وسط الجمهور، وليس من خلال الانخراط في مطاردات وهمية لرفاق قد يكونون مخطئين

وإذا لم يكن باستطاعتنا التجمع في كيان موحد تحسم الأمور داخله ديمقراطيًا بين أقلية وأغلبية.. فليركز كل منا أكثر على العدو الرئيسي.. والحمد لله لدينا وفرة من الأعداء وقوى الثورة المضادة!!!!

والذي سيحسم خلافاتنا هو الواقع والشعب.. وليس شيء آخر.. أما قدرة كل منا على السخرية من الآخرين والحط من شأنهم فإنها لن تعدو الجري واللهاث دون طائل

أعزائي الثوار.. احذروا الجرّاي



#مصطفى_مجدي_الجمال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جرثومة اسمها النمو الذاتي
- الحزب الثوري بين الفندقة والحندقة
- عرفت عبد الغفار شكر
- يا يساريي مصر اتحدوا
- رؤوف عباس وخطى مشاها سريعا
- ثوار الجزيرة
- لا وطنية بدون العداء لأمريكا وأتباعها
- الاستقلال عن التسلط وفزاعاته
- الكراهية العربية المتبادلة مكسب صهيوني مجاني
- وطنيون لأننا نريد التحول الديمقراطي والاجتماعي
- لا تجعلوا انتخابات الرئاسة تفقد الثوار وحدتهم
- صحافة آخر زمن
- انتخاب رئيس أم الانتصار لمنهج ثوري؟
- تثقيف خالٍ من الكهنوت والتسطيح
- تداعيات الذاكرة على هامش سقوط بغداد
- نداء شبه أخير
- اضحك مع نزع الملكية الفكرية
- الكاريزما من الانقلاب إلى الصندوق.. درس شافيز
- عن شعبوية شافيز وغموض السيسي
- من كتيبة المجهولين- اليساري بالسليقة


المزيد.....




- السعودية.. ظهور معتمر -عملاق- في الحرم المكي يشعل تفاعلا
- على الخريطة.. دول ستصوم 30 يوما في رمضان وأخرى 29 قبل عيد ال ...
- -آخر نكتة-.. علاء مبارك يعلق على تبني وقف إطلاق النار بغزة ف ...
- مقتل وإصابة مدنيين وعسكريين بقصف إسرائيلي على ريف حلب شمال غ ...
- ما هي الآثار الجانبية للموز؟
- عارض مفاجئ قد يكون علامة مبكرة على الإصابة بالخرف
- ما الذي يمكن أن تفعله درجة واحدة من الاحترار؟
- باحث سياسي يوضح موقف موسكو من الحوار مع الولايات المتحدة بشأ ...
- محتجون يقاطعون بايدن: -يداك ملطختان بالدماء- (فيديو)
- الجيش البريطاني يطلق لحى عسكرييه بعد قرن من حظرها


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - مصطفى مجدي الجمال - أعزائي الثوار.. احذروا الجرّاي