أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مصطفى مجدي الجمال - ثوار الجزيرة














المزيد.....

ثوار الجزيرة


مصطفى مجدي الجمال

الحوار المتمدن-العدد: 4543 - 2014 / 8 / 14 - 14:52
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    



أستطيع القول وأنا مرتاح الضمير أن قناة الجزيرة (وفروعها.. وخاصة الفرع الموجه لمصر) هي الأحقر على الإطلاق في الإعلام الناطق بالعربية.. وقد يتهمني أحد بالمبالغة لاستعمال صيغة "أفعل التقبيح" في وصفها، ولكنها في الحقيقة تستحق ما هو أكثر من هذا بكثير، حيث وصلت إلى أبعد تخوم الخيانة والتآمر..

عمومًا ليست هذه مشكلتي الأساسية مع القناة، فهي- كما أزعم- تأتمر بأوامر جهات استخبارية ودوائر سياسية أجنبية، وتلعب قطر في هذه العلاقة دور الممول السفيه والشريك الأضعف جدًا.. فلا العائلة المالكة تملك من أمرها شيئًا، وكل ما يهمها أن تنال الرضا الإمبريالي- وربما الصهيوني- كي تبقى قابعة على عرش واحدة من أغنى بلدان العالم مقارنة بحجمها الجغرافي والسكاني الضئيل جدًا.. إلى جانب أن تنعم ببعض ما تتصور أنه نفوذ إقليمي يدغدغ مشاعرها..

أصبحت هذه القناة وفروعها تذكرني بدار الإذاعة الإسرائيلية في الستينيات والسبعينيات، والتي كانت تصب السموم على مسامعنا طوال الليل والنهار في أوقات بالغة الحلكة.. أما عن العرب المتعاونين مع هذه الإذاعة فكانوا منعدمين، ولم تجد وقتها سوى بعض اليهود من أصل عربي كي يلقوا بأحاديث يومية ممجوجة باللهجات العربية المختلفة.. ومنهم واحد مثير للاشمئزاز من أصل مصري كان يسمي نفسه "العم حمدان"..

كنت صغير السن وقتها.. ولا أنكر أنني كنت أتعرض لقدر كبير من الإحباط رغم احتقاري الشديد لما ولمن أسمعه.. أما قناة الجزيرة فهي تبث من بلد يقال إنه عربي وليس من إسرائيل، وإن كانت لا تقل في بث السموم والأكاذيب.. والأخطر من ذلك أن عربًا ممن يقتنعون بالطرح الإمبريالي ويتفانون في خدمته هم من يديرون هذه القناة ويتحدثون منها، ومن ثم فإن التأثير أكبر بالتأكيد..

لكن الفجيعة الحقيقية أن نجد بعض الثوار السابقين والحاليين يرتادون استوديوهات هذه القناة، إما طلبًا لمنبر إعلامي يتنفسون من خلاله، وإما سعيًا وراء المكافآت "الخيالية"، وإما ترويجًا لشهرتهم الشخصية هلى أمل أن تنفعهم هذه الشهرة في توطيد مراكزهم السياسية ببلدانهم.. وأعرف مثلاً ثوريين حقيقيين تورطوا أيام تصاعد الثورة المصرية إلى حد الإلحاح على المعدين والمذيعين كي تستضيفهم القناة في تغطياتها وبرامجها..

ورغم بعض البدايات المهنية المخادعة في السنوات الأولى لإنشاء هذه القناة، فإنها سرعان ما خلعت كل أثواب المهنية وتحولت إلى مسخ مشوه من دار الإذاعة الإسرائيلية، على الأقل من حيث أحادية التناول وافتضاح الغرض وانتقائية الضيوف واللغة التحريضية الفجة والانحياز التام للمخططات الأمريكية..الخ

وأصبح في أوساط السياسيين والإعلاميين وسطاء متخصصون في استدراج السياسيين و"النشطاء" ليتعاملوا مع هذه القناة المشبوهة.. وإنه لمما يثير الدهشة أن يتقاطر ليبراليون وقوميون وحتى يساريين للظهور على شاشة الجزيرة، دون أن يسألوا أنفسهم ما الذي يهم حكومة بلد صغير هكذا من "دعم لثورة" أو انحياز لتيار سياسي.. وهو ليس بالمصادفة نفس البلد الذي لا يعرف الأحزاب ولا النقابات ولا أي نوع من الحريات أو الحقوق للشعب.. والأنكي أن توجد به القيادة الوسطى وأكبر القواعد العسكرية الأمريكية بالمنطقة، والتي تنطلق منها الهجمات يمنة ويسارًا لتشيع الخراب والدمار في البلدان العربية..

والمزعج أن يتورط بعض "المثقفين الثوريين" العرب في التعامل مع مركز "للدراسات" أنشأته تلك القناة مستفيدة من الاسم "البراق" لعزمي بشارة الذي جرى تلميعه ليلعب دورًا شبيهًا بدور سعد الدين إبراهيم ومركز ابن خلدون في القاهرة.. حيث تتداخل دوائر التوجيه الفكري والمعلومات المشوهة مع أعمال العمالة والاستعمال و"الاستيعاب"..

المثقف "الثوري" الذي يهرول إلى الجزيرة وفروعها يغمض عينيه عمدًا عن حال قطر، وكأنها وكالة خيرية "للنشاط الثوري"، ويستطيع أن يقول لك: "المهم أنني أقول ما أريد".. وقد يكون هذا صحيحًا، ولكنه لا يستطيع أن يقول حرفًا واحدًا عما لا تريد القناة ورعاتها..

طبعًا أصبحت القناة (وخاصة "مباشر مصر") مجرد بوق إعلامي صريح لجماعة الإخوان من أجل التحريض والتعبئة والكذب المتواصل.. ولتلك الجماعة أن تختار ما تشاء.. فقد سبق لآبائها أن عملوا في الإذاعات الموجهة من لندن وغيرها في الخمسينيات.. ولكن ماذا سيجني "الثوري"- مهما كان محاصرًا إعلاميًا- من ظهوره على قناة مشبوهة ومتحيزة لكل ماهو متخلف في منطقتنا رغم ادعاءاتها بمناصرة الحرية والديمقراطية.. سوى الشيك الذي سيتسلمه وهو خارج من الاستديو..

ومن المؤكد أن ليس كل من يتعاملون مع قناة الجزيرة يسعون للمال والشهرة وفقط.. فللأسف أن بعضهم مرتبك سياسيًا أيضًا ويرى ألا مانع من التعاون مع الاتجاهات الظلامية ضد "العسكر" أو غيرهم، ومن ثم لا مانع من أن "يغزوا" الجزيرة.. وفي الحقيقة هذه الحالة أقرب إلى المرض العضال.. وستكشف أيام وسنوات قادمة عن خطل ما أقدموا عليه وتوسلوا به.. لكن بعد أن يفوت الأوان



#مصطفى_مجدي_الجمال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا وطنية بدون العداء لأمريكا وأتباعها
- الاستقلال عن التسلط وفزاعاته
- الكراهية العربية المتبادلة مكسب صهيوني مجاني
- وطنيون لأننا نريد التحول الديمقراطي والاجتماعي
- لا تجعلوا انتخابات الرئاسة تفقد الثوار وحدتهم
- صحافة آخر زمن
- انتخاب رئيس أم الانتصار لمنهج ثوري؟
- تثقيف خالٍ من الكهنوت والتسطيح
- تداعيات الذاكرة على هامش سقوط بغداد
- نداء شبه أخير
- اضحك مع نزع الملكية الفكرية
- الكاريزما من الانقلاب إلى الصندوق.. درس شافيز
- عن شعبوية شافيز وغموض السيسي
- من كتيبة المجهولين- اليساري بالسليقة
- مستقبل مغامرة السيسي
- لا تكرروا خطيئة التحالف مع الشاطر إخوان
- فريق رائع
- من غير لف ودوران
- دليلك إلى القيادي الشرير
- وحزب يساري جديد في مصر..


المزيد.....




- -نوفوستي-: رئيس طاجيكستان سيحضر احتفالات عيد النصر في موسكو ...
- أسوأ مقابلات التوظيف: ما الذي يمكن أن نتعلمه منها؟
- فيديو: انتفاضة الطلبة في الجامعات الأمريكية دعماً لغزة تمتد ...
- مفتش البحرية الألمانية يطالب بتعزيز الأسطول بسفن جديدة
- ظاهرة النينيو تفتك بشرق أفريقيا
- وزارة الداخلية الروسية تدرج زيلينسكي على لائحة المطلوبين
- أكثر من 6.6 ألف جندي وأنظمة HIMARS وIRIS-T.. الدفاع الروسية ...
- مصر.. تطورات قضائية على قضية طالبة العريش
- إسبانيا ترفض انتقادات الأرجنتين الرافضة لانتقادات إسبانية سا ...
- هروب من دبابة أبرامس أمريكية الصنع


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مصطفى مجدي الجمال - ثوار الجزيرة