أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - مصطفى مجدي الجمال - وحزب يساري جديد في مصر..















المزيد.....

وحزب يساري جديد في مصر..


مصطفى مجدي الجمال

الحوار المتمدن-العدد: 4286 - 2013 / 11 / 25 - 19:24
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


ليس من عادتي بالمرة أن أتحفظ على حق الآخرين في الاجتهاد- بما فيه الاجتهاد التنظيمي- وإن لا يمنعني هذا من الانتقاد، وربما الانتقاد القاسي حينما يستدعي الأمر هذا.

لا أملك إلا الترحيب بمحاولة بعض الرفاق الأعزاء (ومعظمهم من المستقيلين حديثًا من حزب التحالف الشعبي) تشكيل حزب جديد أسموه حزب "العيش والحرية"، وهي تسمية مبتكرة مستوحاة من الشعار الأساسي لانتفاضة 25 يناير 2011، وإن كانت دون مغزى أيديولوجي مميز.

ذلك الترحيب رغم أنني كنت قد دعوتهم إلى عدم الانصراف عن حزب التحالف قبل استنفاد كل المساعي التوفيقية التي تتطلب "تنازلات" غير أساسية من كل الأطراف، بل نصحتهم- نصيحة رفيق متواضع- بأن يبحثوا عن حكماء من خارج الحزب لمساعدتهم في تخليص الخلافات المتفجرة من الجوانب السياسية المضخمة أو حتى ذات الطابع الشخصي والمرتبط أيضًا بتباين الخبرات. غير أن النصيحة الرئيسية كانت ألا يقفزوا إلى "الفراغ".. أي ضرورة أن يكون عندهم مشروع سياسي/ حزبي جاهز.

ويبدو أنهم كانوا مستعدين مسبقًا لإنشاء الحزب الجديد، وبالفعل عقدوا اجتماعهم التمهيدي وأصدروا بيانًا عن اللقاء.. ولا نملك والحال هكذا إلا أن نتمنى لهم التوفيق، وننتظر منهم أن يكونوا إضافة نوعية وكمية كبيرة لليسار المصري باجتذاب عناصر جديدة (خاصة من الشباب) لم يسبق لهم الانضمام لأحزاب.. كما أتوقع منهم أن يخرجوا سريعًا من الحالة التي سبقت انقسامهم الفعلي على حزب التحالف وما صحبها من مساجلات لم يعد هناك مبرر تنظيمي لاجترارها.

كما قد تبدو دعوتي التالية لهم "غريبة" بعض الشيء.. ولكنه منطق "الجدل التطوري".. أدعوهم إلى ألا تكون جهودهم لبناء الحزب الجديد منعزلة، أو مناقضة، للدعوة التي أطلقها الحزب الاشتراكي المصري وآخرين لتوحيد اليسار على أسس مبدئية وديمقراطية، حتى تستقر الأوضاع المتشتتة على وجود حزبين أو ثلاثة على أقصى تقدير تكون الخلافات بينها استراتيجية لا يمكن التوفيق بينها، ويترك للممارسة العملية والتاريخ المقبل الحكم عليها.

في الوقت نفسه أدعو مخلصًا حزب التحالف إلى التعامل الهادئ والموضوعي مع الحزب الجديد، والبحث عن الأطر المشتركة معه مثلما يتعامل مع غيره من المنظمات اليسارية، وأن يركز على تطوير عمله المشهود له في الدفاع عن مبادئ اليسار والثورة المصرية.

وفي كل الأحوال تظل الدعوة قائمة ومبررة لتطوير "التحالف الديمقراطي الثوري" بين أطياف اليسار المصري إلى بناء قيادة مشتركة تضطلع بالتوحيد الفعلي/ الواقعي "كعملية" وليس "كإجراءات"، من خلال توحيد الأنشطة الجماهيرية والتثقيفية والجماهيرية كبداية، عملاً على تفعيل وتعظيم هذه الأنشطة، ومنعًا للتكرار وتبديد الجهود والمنافسات غير المستحبة (انظر مقالي في الحوار المتمدن بعنوان "وحدة اليسار المصري بين السراب والممكن" على الرابط http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=387180 ).

ثم نأتي إلى البيان التأسيسي الذي جاء مقتضبًا، وأول ملاحظة عليه أنه لم يشف غليلنا بعد من حيث أركان الرؤية الاستراتيجية لبناء الحزب الجديد، والمنطق الحاكم لوجوده، والمنهج التنظيمي الذي سيقوم عليه..الخ.

ومع ذلك فحتى مع السطور القليلة التي جاء عليها البيان يمكن أن نلاحظ بعض الملاحظات المتناثرة.. التي نرجو أن يحيطونا علمًا بتفسير أوسع لها..

(1) لم يرد بالبيان عبارة واحدة توضح نوع فهم كاتبيه لعلاقة الثورة المصرية بالسياقين الدولي والإقليمي.. رغم أن التطورات في مصر- وربما في مصر بالذات- شديدة الارتباط بهذين السياقين.. وأخص بالذكر عدم إشارة البيان بحرف واحد إلى العولمة والإمبريالية الأمريكية (المتحالفة أساسًا مع الاتحاد الأوربي) وصعود قوى عالمية جديدة.. أما أدوار إسرائيل وتركيا وبعض دول الخليج فهي غائبة أيضًا رغم وضوح تجلياتها على مجريات الثورة والثورة المضادة في مصر.

(2) تحدث البيان عن جماعة الإخوان وحلفائها كما لو كانوا مجرد تيارات سياسية عادية، لا علاقة لها بالإرهاب (المادي والمعنوي بشتى أنواعه) ولا بقوى شديدة الرجعية في أصقاع الأرض، ولم ترد كلمة عن مخاطر هذه الاتجاهات على كيان الدولة والمجتمع في مصر، والمهددين بانهيارات حقيقية بضغوط من الخارج وبسبب طبيعة السلطة غير الثورية.

(3) بخل كاتبو البيان بنعت 30 يونيو 2013 بأي عبارة تصفها بالثورية أو التصحيحية رغم مشاركة الملايين الغفيرة فيها، وباتساع أفقي لم تحظ به انتفاضة 25 يناير 2011 ذاتها. قد يفسر البعض هذا بالتحفظ على طبيعة وممارسات السلطة التي جاءت نتيجة إقصاء الإخوان، رغم أن البيان نفسه يقدح في طبيعة السلطة التي جاءت في أعقاب انتفاضة 25 يناير.

(4) يبدي البيان انزعاجه من محاولات صناعة "زعيم شعبوي" (عبد الفتاح السيسي).. ويعترف البيان بأن "قطاعات واسعة من الجمهور تطلب الاستقرار ولو بأي ثمن وغض الطرف عن الممارسات الإجرامية للأجهزة...". ولكن مواجهة مثل هذه الظواهر (أي "الشعبوية") لا تكون بالرفض وحسب، وإنما يجب أن نحلل أولاً سر هذه الشعبية التي يتمتع بها الجنرال، خاصة وأن البيان يتوقع فوزه "عمليًا" إذا ترشح للرئاسة. كما يجب في هذه الحالة غير النادرة في التاريخ المصري أن نبحث كيفية التعامل معها لا الاكتفاء برفضها، وأن يكون لدينا البديل الواضح لما نرفض.

(5) منح البيان جماعة الإخوان "شرفًا" لا يستحقونه بما أسماه "احتلال التيار الإسلامي لموقع المعارض الوحيد". بينما هناك الكثير من المعارضات المتنوعة لممارسات بعينها، وربما للمسار الحالي كله. ومن المهم أيضًا التفرقة بين معارضة تهدد وجود المجتمع بالانهيار.. ومعارضات تعمل على تطوير العملية الثورية أو استعادة مجراها الثوري، مع مرونة التعامل مع التناقضات التي تثيرها كل مرحلة.

(6) لا اعتراض لي بالمرة على مقولة "تنظيم منفتح ومرن يتيح لأعضائه حرية الحركة وإطلاق المبادرات، ويقبل تعددية التيارات اليسارية داخله ويدير خلافاته السياسية عبر وسائل وقنوات ديمقراطية منفتحة وشفافة ".. رغم أن هذه ذات المعاني تقريبًا التي أنشئ على أساسها حزب التحالف، وربما حزب التجمع قبله بدرجة ما.. فما هي الآليات الكفيلة بتحقيق هذا الهدف "الحميد"- سوى آليات النوايا الحسنة- حتى لا يتكرر في الواقع ما رفض سابقًا؟

(7) بصراحة الرفاق أقول إن المرجعية التنظيمية تبدو "هلامية" بعض الشيء، أما عن المرجعية الفكرية فقد شد انتباهي أن كلمة الاشتراكية لم ترد في البيان ولا في مسمى الحزب.. وهذا حقهم في الاجتهاد.. لكن من حقنا أن نعرف السبب.

أخيرًا.. سأخرج سريعًا من هذه المناقشة.. وأتمنى ألا أعود إليها قريبًا.. وأرجو من الجميع أن يأخذ ملاحظاتي على محمل الرفاقية.. وأتمنى من كل قلبي التوفيق للحزب الوليد.. وأؤكد أن نجاحه لن يكون سوى بالتعاون مع الآخرين من قوى اليسار، وبطرح رؤية فكرية وتنظيمية أكثر استفاضة، وقبل هذا وذاك الاستفادة من عظات تاريخ الانقسامات والوحدات وسط اليسار المصري.



#مصطفى_مجدي_الجمال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة من جديد ؟!
- وحدة اليسار المصري بين السراب والممكن
- حديث طريف.. وكله عِبَر
- مينا دانيال.. بطل من مصر
- مسألة السيسي بين الاستقالة أو الاغتيال
- كي لا تفشل الثورة المصرية
- مظاهرة الزيتون
- غابت البوصلة والطليعة فحضرت الكاريزما
- شعب ثائر وحكومة مرتعشة
- المجد للشعب المصري
- أيام مصر الخطيرة
- انقلاب عسكري أم انقلاب ثوري
- الثورة المصرية بحاجة لطليعة
- لا نوايا حسنة في تبرير الإرهاب
- الساكت عن النقد...
- شافيز.. عرفته قبل أن أقابله
- حتى لا تخسر القضية الفلسطينية شعب مصر بسبب حماس
- حول الدعوة إلى تنظيم شيوعي للشباب
- السياسة الثورية.. وإلا الخيار نيرون !!
- قهر الفاشية.. أو الخروج من التاريخ


المزيد.....




- بحشود -ضخمة-.. احتجاجات إسرائيلية تدعو نتانياهو للموافقة على ...
- -كارثة مناخية-.. 70 ألف شخص تركوا منازلهم بسبب الفيضانات في ...
- على متنها وزير.. أميركا تختبر مقاتلة تعمل بالذكاء الاصطناعي ...
- حملة ترامب تجمع تبرعات بأكثر من 76 مليون دولار في أبريل
- فضيحة مدوية تحرج برلين.. خرق أمني أتاح الوصول إلى معلومات سر ...
- هل تحظى السعودية بصفقتها الدفاعية دون تطبيع إسرائيلي؟ مسؤول ...
- قد يحضره 1.5 مليون شخص.. حفل مجاني لماداونا يحظى باهتمام واس ...
- القضاء المغربي يصدر أحكاما في قضية الخليجيين المتورطين في وف ...
- خبير بريطاني: زيلينسكي استدعى هيئة الأركان الأوكرانية بشكل ع ...
- نائب مصري يوضح تصريحاته بخصوص علاقة -اتحاد قبائل سيناء- بالق ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - مصطفى مجدي الجمال - وحزب يساري جديد في مصر..