أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - مصطفى مجدي الجمال - وحدة اليسار المصري بين السراب والممكن















المزيد.....

وحدة اليسار المصري بين السراب والممكن


مصطفى مجدي الجمال

الحوار المتمدن-العدد: 4277 - 2013 / 11 / 16 - 11:34
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


عرف اليسار المصري على طول تاريخه، وخاصة منذ الأربعينيات، التعدد التنظيمي. ورغم أن التعدد قد يكون في نظر البعض تنوعًا يساعد في حسم الخلافات عبر السجال النظري والاختبار الميداني.. إلا أنه في أغلب الأحوال كان تشتيتًا للجهود، وتبديدًا لأجيال من المناضلين، وفي خدمة صراعات مبعثها أيديولوجي من الخارج (الصراع الصيني السوفيتي.. وحاليًا هناك الخلافات بسبب المتأثرين بطرح حزب صغير في بريطانيا، أو المتأثرين بالفكر العروبي)، ناهيك عن خدمة صراعات شخصية حول زعامات نظر البعض منها لأحزابه كوسيلة لتحسين شروط الدخول في النخبة المهيمنة، لا كوسيلة وسلاح للجماهير الشعبية لتحقيق ثورة اجتماعية. وكانت الخلافات في معظم الأحوال تتعلق بطبيعة السلطة أو المرحلة أو الحزب. وأجزم أن جزءًا من هذه الخلافات كان ولا يزال مصطنعًا أو مضخمًا.

وعرف اليسار إلى جانب ظاهرة التعدد الانقسامي.. الطلب العارم- خاصة وسط القواعد- على تحقيق الوحدة. وكانت سرية التنظيمات من أهم عوائق إتمام هذه الوحدة، أو هكذا كنا نظن، ثم تبين حتى بعض العلنية التي اكتسبت بعد ثورة 2011 أن هذه السرية لم تكن السبب الرئيسي.

من ثم، وإلى جوار الظاهرة الانقسامية وبسببها، وسواء بدوافع صادقة أم لا كانت نداءات ومحاولات الوحدة المتكررة. لكن المدهش أن عمليات الوحدة كانت في بعض الأحيان المقدمة لانقسامات أكثر حدة وتشظيًا.. (انظر مثلاً الوحدات التي تشكلت منها حدتو والتي عرفت سلسلة كبيرة من الانقسامات، ثم وحدة 8 يناير 1958 التي سرعان ما انفجرت، وكذلك تجربة وحدة ثلاث حلقات في الحزب الشيوعي المصري أوائل السبعينيات والذي عرف أيضًا متتالية من الانقسامات التي أنهكته، وكذلك محاولة إعادة بناء حزب العمال الشيوعي أواخر الثمانينيات بالتوحد مع منظمات وبقايا منظمات ماركسية أخرى لكنها سرعان ما انفضت).

ويمكننا تحديد ثلاثة مواقف رئيسية من طريقة إنجاز الوحدة:
أولاً : نظرية النمو الذاتي، وبمقتضاها كانت قيادة التنظيم تقنع أعضاءها بأن خطه السياسي السليم وإنجازاته التنظيمية والجماهيرية، ستجعل الآخرين يأتون إليه في نهاية الأمر. ومن الواضح أنها نظرية استعلائية، وتكاد تؤبد الوضع الانقسامي.

ثانيًا : نظرية الوحدة الفوقية، وبمقتضاها يتم التوصل إلى صياغات نظرية توفيقية، ويتم توزيع المناصب في اللجان القيادية بطريقة المحاصصة، لكن سرعان ما تؤول تلك الوحدات إلى انفجارات بسبب الخلاف على الخط السياسي التوفيقي، وبسبب عدم القدرة على تناسي الماضي الحلقي، خاصة بين الزعماء.

ثالثًا : نظرية القاعدة المشتركة، وبمقتضاها تنتشر الدعوة وسط قواعد التنظيمات المختلفة بضرورة التخلص من سطوة القيادات الحلقية، وعقد مؤتمر عام لقواعد كل التنظيمات فيما يشكل حزبًا جديدًا. والغريب أن من جربوا هذا النظرية تسببوا في المزيد من الانقسام حتى وسطهم أنفسهم (انظر تجربة تنظيم المؤتمر).

واليوم.. هناك عدد من الأحزاب اليسارية العلنية في مصر، وعدد كبير من الائتلافات الشبابية ذات المنحى اليساري، ناهيك عن أعداد كبيرة جدًا من اليساريين (القدامى والجدد) الذين ينشطون كأفراد.. وتواجه الوحدة في السياق الحالي مشكلات غير هينة:
- فالأوضاع المتقلبة في مصر بعد الثورة تثير الارتباك والشقاق بين اليساريين، حتى داخل الجماعة الواحدة.
- وهناك الثقل الذي يلقيه التاريخ الانقسامي على واقع التعاملات بين "القادة".
- وهناك بالطبع الجوانب الشخصية.

إزاء هذا كلفني الحزب الذي أنتمي إليه (الحزب الاشتراكي المصري- تحت التأسيس) بكتابة الورقة التالية، والتي طرحناها مؤخرًا بالفعل على قيادات الأحزاب اليسارية الأخرى، ونرى أن الوقت قد حان لإطلاع كافة عضوية هذه الأحزاب واليساريين الأفراد عليها..

(((قواعد وآليات لقيادة يسارية مشتركة للعمل اليومي)))
1- الظرف الحالي للثورة المصرية يمثل تحديًا خطيرًا لا يمكن مواجهته مواجهة مسئولة تاريخيًا وشعبيًا وأمام الأجيال الثورية الجديدة.. في ظل حالة التشرذم وحتى التفكك التنظيمي داخل الكيان الواحد، وطغيان وضعية اليساريين الأفراد غير المنظمين أو غير القابلين للتنظيم- لأسباب عدة وبذرائع مختلفة- وظاهرة عضوية "الباب الدوار" حيث لا تتوقف حركة الدخول والخروج من الأحزاب والحركات والتنقل بينها دون مبررات قوية.. وهذه الأهمية الحالّة للتوحيد بشكل عام لا تنفي بالطبع الأهمية الاستراتيجية لعملية التوحيد.

2- التوحيد عملية تطورية وليس مجرد إجراءات. ومع ذلك فإن العملية تتطلب اتخاذ الإجراءات التوحيدية المناسبة لكل حلقة من حلقات هذه العملية. والطموح نحو الإسراع بالعملية التوحيدية مطلوب بقوة لكن دون التجاوز على أوضاع تنظيمية وحساسيات مفهومة، ولا مفر من تشجيع الانفتاح وتحسين لغة الحوار وتعميقه، مع الاقتناع بأن العمل الموحد كفيل بإزالة الكثير من الاعتبارات الذاتية والخلافات المضخمة أو المصطنعة.

3- يجب أن تكون العملية التوحيدية مفتوحة أمام حزب (أو حركة) راغبة في الانضمام إليها، وبالمستوى التوحيدي الذي يراه، وأن تبحث القيادة المشتركة في الوقت نفسه في ابتكار وتوسيع فرص انخراط اليساريين الأفراد في أنشطتها.

4- الشرط السياسي الأساسي للانضمام هو الاقتناع بأن الثورة المصرية (بانتفاضاتها المتعددة) هي ذات محاور أربعة: التحول الديمقراطي الشامل والعميق، إرساء وتعميق السيادة الوطنية وامتلاك القرار الوطني، العدالة والمساواة والحد من الاستغلال الرأسمالي على طريق بناء الاشتراكية، التنوير والثورة الثقافية.

5- من المنطقي في الحلقات الأولى من العملية التوحيدية احترام حق كل حزب وحركة في تسيير أنشطته الجماهيرية والتنظيمية والتثقيفية المستقلة، مع التزام هذه الأحزاب والحركات في الوقت نفسه بضرورة التنسيق والتكامل بين النشاطين المنفرد والجماعي.

6- تلتزم جميع الأطراف بحل الخلافات بينها بطرق ديمقراطية ورفاقية، وضمان ألا يتأثر العمل التوحيدي بأي خلاف ذي طابع ذاتي أو مؤقت أو لاختلاف في الرؤية.

إجراءات عملية للمرحة التوحيدية الأولى (أقل من عام):
- تتفق الأطراف على بيان سياسي بإعلان القيادة المشتركة، يتضمن منطق التوحيد وأهدافه القريبة، والقضايا السياسية موضع الاتفاق بين الجميع.

- تشكل قيادة مكونة من اثنين أو ثلاثة من كل حزب (أو حركة) يوكل إليه تسيير العملية ككل، وحل الخلافات التي قد تلوح أولاً بأول.

- اختيار متحدث رسمي واحد باسم القيادة، ويمكن تغييره كل ستة أشهر مثلاً.

- حصر المقرات المتاحة للأحزاب (والحركات) والعمل على استغلالها الاستغلال الأمثل، ويمكن التفكير في مقرات مشتركة والاستغناء عن مقرات تعد تكرارًا أو عبئًا لا لزوم له.

- يفضل عدم الإكثار من الهيئات الوسطى المشتركة منعًا لاستنزاف الجهد وتكراره وتضاربه.

- تصدر القيادة المشتركة البيانات السياسية الجماهيرية.

- تشرف القيادة المشتركة على ثلاث مجموعات نوعية متخصصة تضم عضوًا من كل حزب (أو حركة). المجموعة الأولى معنية بالعمل الجماهيري، والثانية معنية بالإعلام المشترك، والثالثة معنية بالتثقيف.

- يتم توحيد معظم الأنشطة الجماهيرية من خلال القيادة المشتركة والمجموعة النوعية، بحيث يتعاون الكل في إطار مخطط واحد للتحرك الجماهيري. ومن المتصور أن تركز هذه الأنشطة في المرحلة الحالية على الطلاب والعمال والمرأة والفلاحين. ويجب البدء فورًا في حملة جماهيرية تختار القيادة المشتركة موضوعها، بحيث يستفاد من نتائجها في التخطيط الجماعي لفترة أطول.

- تقوم المجموعة الإعلامية بحصر الوسائل المتاحة، والدعوة لإنشاء وسائل جديدة. وفيما يتعلق بالوسائل القائمة يمكن مثلاً إفساح صفحات الرأي والثقافة والحياة الحزبية والتحليل السياسي فيها لمساهمات منتظمة من الأحزاب والحركات الأخرى. وبالنسبة للوسائل المستحدثة فيمكن إنشاء إذاعة على الإنترنت..الخ.

- تشرف المجموعة المعنية بالتثقيف المشترك على إعداد مقررات تثقيفية، واستقطاب المحاضرين المميزين، ونشر الأعمال التثقيفية.. ويجب البدء فورًا بمدرسة تثقيفية للكادر الشبابي تقدم موادًا لصيقة بالواقع والتاريخ المصري.

- أخيرًا.. تلتزم القيادة المشتركة بفتح أوسع حوار توحيدي مع القوى خارجها، وإشراكها قدر الإمكان في الأنشطة التي تقوم بها.







#مصطفى_مجدي_الجمال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حديث طريف.. وكله عِبَر
- مينا دانيال.. بطل من مصر
- مسألة السيسي بين الاستقالة أو الاغتيال
- كي لا تفشل الثورة المصرية
- مظاهرة الزيتون
- غابت البوصلة والطليعة فحضرت الكاريزما
- شعب ثائر وحكومة مرتعشة
- المجد للشعب المصري
- أيام مصر الخطيرة
- انقلاب عسكري أم انقلاب ثوري
- الثورة المصرية بحاجة لطليعة
- لا نوايا حسنة في تبرير الإرهاب
- الساكت عن النقد...
- شافيز.. عرفته قبل أن أقابله
- حتى لا تخسر القضية الفلسطينية شعب مصر بسبب حماس
- حول الدعوة إلى تنظيم شيوعي للشباب
- السياسة الثورية.. وإلا الخيار نيرون !!
- قهر الفاشية.. أو الخروج من التاريخ
- لنكسر الفاشية أولاً
- ارتباك في بر مصر


المزيد.....




- الرئيس الجزائري يستقبل زعيم جبهة البوليساريو (فيديو)
- طريق الشعب.. الفلاح العراقي وعيده الاغر
- تراجع 2000 جنيه.. سعر الارز اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 في ...
- عيدنا بانتصار المقاومة.. ومازال الحراك الشعبي الأردني مستمرً ...
- قول في الثقافة والمثقف
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 550
- بيان اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي العمالي
- نظرة مختلفة للشيوعية: حديث مع الخبير الاقتصادي الياباني سايت ...
- هكذا علقت الفصائل الفلسطينية في لبنان على مهاجمة إيران إسرائ ...
- طريق الشعب.. تحديات جمة.. والحل بالتخلي عن المحاصصة


المزيد.....

- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى وقواعد العمل السرى فى ظل الدولة ال ... / سعيد العليمى
- نِقَاش وَثِيقة اليَسار الإلِكْتْرُونِي / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - مصطفى مجدي الجمال - وحدة اليسار المصري بين السراب والممكن