أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - مصطفى مجدي الجمال - حول الدعوة إلى تنظيم شيوعي للشباب















المزيد.....

حول الدعوة إلى تنظيم شيوعي للشباب


مصطفى مجدي الجمال

الحوار المتمدن-العدد: 4006 - 2013 / 2 / 17 - 08:49
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


أهتم كثيرًا بالحوار مع الشباب الثوري. وأشفق عليهم كثيرًا من أمراضنا، ومن تكرار أخطائنا.. ولكننا- نحن الشيوخ- في الوقت نفسه لسنا عاطلين عن أي فائدة.. كما أننا لسنا من صنف واحد..

أكبر الأخطاء التي ترتكبها الحركات الشابة أن ترغب دائما في البدء من نقطة الصفر، متصورة أنه يمكن الانطلاق إلى المستقبل من واقع الحاضر وحده، ودون رؤية نقدية على الأقل للماضي، ودون اعتبار لتجارب متراكمة، وبتجاهل حقيقة أن كل جيل له إنجازاته وانكساراته.. هذا إذا سلمنا جدلاً بفكرة أن هناك أجيالاً لا تواصل أو تداخل بينها.

فاجأتني دعوة نشرت على موقع الحوار المتمدن إلى تأسيس تنظيم شيوعي للشباب. http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=343890 وهو ما جعلني أسترجع في ذهني دعوة أطلقها في السبعينيات بعض كوادر حزب العمال الشيوعي (السري) لإنشاء حزب للطلاب.. ولم يتسن لهم بناء هذا الحزب، بل المحزن أن حزب العمال نفسه لم يبق.. وربما كانت مثل هذه الدعوات من عوامل الاندثار..

على نفس المنوال قامت حركة الاشتراكيين في التسعينيات- عمليًا- على فكرة القطع والقطيعة عما سبقها من أحزاب وتجارب، لكن الطابع الشبابي للحركة لم يكن وحده وراء الفكرة الناظمة لها، وإنما التمايز الأيديولوجي، فقد قدمت الحركة نفسها في إطار الدولية الرابعة (التروتسكية) في مواجهة الدولية الثالثة (الستالينية)..

أول ما لفت انتباهي هو صدور دعوة علنية لإنشاء حزب سري. وفي هذا تناقض شكلي على الأقل. فحسب خبرتي ومعرفتي المتواضعة لا تبنى الأحزاب السرية بإعلانات علنية.. لأنها في هذه الحالة لن تستطيع حماية نفسها نسبيًا من اختراقات الأجهزة الأمنية، ناهيك عن الاختراقات الطبقية والسياسية..

والأحزاب الشيوعية لا تبنى بمجرد دعوة، مهما قيل عن إيجابيتها ستظل دعوة عاطفية.. لأنها ليست مشفوعة أو مسبوقة باجتهادات نظرية وخطوط أولية لرؤية فكرية وبرنامجية ولسياسة التنظيم.. هذه بديهيات في نظري، ولكني لا أصادر على حق الشباب في التجربة. غير أن التجارب غير المفيدة تؤدي أحيانًا إلى إضاعة فرص وإهدار أوقات وتساقط و"استهلاك" كوادر..

من المفروض أيضًا أن تقوم أي رؤية حزبية جديدة على تقديم نقد معقول للاجتهادات الفكرية السياسية المطروحة، وللبنيات التنظيمية القائمة.. فأنت لا تبني حزبًا جديدًا لمجرد أنك تريده فحسب، وإنما يقوم منطق وجود أي حزب جديد على نفي ونقض ونقد والتمايز عما هو قائم من أحزاب وتنظيمات.. ولا يمكن لعامل السن أن يكون مصدرًا لهذا التمايز والافتراق والإبداع الجديد..

مرة أخرى أؤكد أن السن محايد إلى حد ما.. بمعنى أن ليس كل الشباب ثوارًا، وبالطبع ليس كل الشيوخ مفلسين ومترددين وعاجزين..الخ. ففي كل جيل كافة الألوان السياسية والفكرية والطبقية. انظر فقط إلى العضوية الشبابية الكبيرة نسبيًا في تنظيمات الإخوان..

ثم ما هو المقصود بالشباب..؟ هل يمكن تحديده في فئة عمرية محددة؟ هل سنعتمد تعريف الأمم المتحدة مثلاً للشباب؟ وإذا افترضنا جدلاً أن أنشئ بالفعل تنظيم كالمطروح- وإن حدث سنتمنى له النجاح بالطبع- فماذا سيكون حاله بعد أربع سنوات مثلاً.. هل سيتوجب إخراج من تجاوزا سن الشباب منه؟ أو على الأقل سيتم حرمانهم من تولي مناصب قيادية؟

ثم يشد انتباهي هذا التناقض بين اعتماد الماركسية اللينينية مرشدًا للعمل، وبين الدعوة لتنظيم شيوعي للشباب.. فاللينينية تتحدث عن حزب الطبقة العاملة، فهل يمكن لحزب ماركسي أن يستبعد من القيادة الحزبية الكوادر العمالية الثورية التي تخطت سن الشباب؟

لا يمنعني هذا من الاعتراف بأن الأحزاب السياسية القائمة- كلها- ليست مقنعة للشباب الثوري حتى الآن، كما أن قياداتها لا تتيح فرصًا حقيقية أمام صعود الشباب في بنيتها التنظيمية.. لكن مقاومة هذا الجمود وهذه الشيخوخة الحزبية مسئولية الشباب أيضًا، فعليه أن يشق طريقه بأظافره وأن يناضل من أجل أحكام لائحية تحول دون هيمنة من هم فوق الستين مثلاً على المواقع العليا في الأحزاب.

نقطة جانبية : لفت نظري العبارة الآتية في البيان المذكور: " هذه المسألة مطروحة أمام هؤلاء الشباب الذين يريدون أن يعملوا بشكل حقيقي في الشارع المصري ويعرفوا أعدادا كبيرة من المواطنين المصريين في المناطق الشعبية وفي المدارس والجامعات والمصانع والقرى بالفكر الماركسي اللينيني".. (انتهى الاقتباس)

وهي عبارة صدمني أن تصدر عن شباب.. لأن الماركسية اللينينية على طول تاريخها تتوجه للجمهور ببرامج وشعارات بسيطة.. بل إن شروط العضوية في هذا النوع من الأحزاب لم يكن يتجاوز الموافقة على البرنامج واللائحة التنظيمية، والانخراط في هيئة حزبية، ودفع الاشتراك..

عبارة أخرى في البيان استوقفتني: ".. نرفض فكرة مشاركة اليسار في الانتخابات لأنها غير قادرة على إنهاء النظام الرأسمالي وأيضاً لأننا تنظيم ثوري أي يؤمن فقط بأن التغيير سوف يأتي من خلال الثورة وأن ما يحدث بدون الثورة هو فقط مشاركة في تجميل صورة النظام الرأسمالي وترشيد البرجوازية". (انتهى الاقتباس)

ألاحظ التناقض بين الحديث عن الالتزام بالماركسية اللينينية وبين رفض المشاركة في الانتخابات.. وبغض النظر عن اللحظة الحالية في مصر، حيث قد نتفق على عدم المشاركة في الانتخابات تحت الشروط الحالية، فإن تاريخ الأحزاب الشيوعية وحاضرها حافل بالمشاركة في الانتخابات، ولا حاجة لإيراد نصوص أو الإشارة لتجارب.. لكن من المؤكد أن الغالبية الساحقة من الماركسيين لا يرون إمكانية إنهاء النظام الرأسمالي عن طريق الانتخابات.. إذن الموقف من الانتخابات- سواء المشاركة أم المقاطعة- هو موقف مرحلي وتكتيكي، ولا يمكن أن يشكل أساسًا سياسيًا أو نظريًا لبناء الأحزاب.

ولا يفوتني أن أسجل سعادتي بدعوة مجموعة من الشباب إلى بناء حزب جديد، بعد اكتشافهم لحدود الائتلافات الشبابية الفضفاضة التي أدت دورها في مرحلة حاسمة من فعاليات ثورة 25 يناير، ولكن كان من الطبيعي أن تتعرض لاختراقات إخوانية وليبرالية وفوضوية.. ومع ذلك لا داعي للبدء دائمًا من نقطة الصفر، حتى بعد الاستقرار على أهمية الأداة الثورية المطلوبة والضرورية..

للحديث شجون.. ولكن ليسمح لي أعزائي الشباب بأن أختم حديثي بهذه الفقرة المطولة من مقال سابق:-
يعتبر الحديث عن صراع بين الأجيال خاطئ من أساسه، علميًا وأخلاقيًا ونضاليًا، إذ بداخل كل "جيل" اختلاف وتنوع بين اليساري واليميني، المبدئي والانتهازي، المبدع والمقلد، الفاعل والخامل.. خاصة إذا ظلت الحركة حبيسة الفئات البرجوازية الصغيرة، وخصوصًا الطلبة والمهنيين والمثقفين.

ولا يصح الحديث عن "أجيال" منفصلة تمامًا عن بعضها، كما لا يصح تقديم كل "جيل" على أن له صفات عامة واحدة وحتمية. إنما الأصح في نظري الحديث عن وجود موجات ثورية تضيف في كل مرحلة أعدادًا كبيرة من الكوادر والجماهير الشابة في لحظة احتدام ثوري بعينها، ثم في نهاية المرحلة ينزوي البعض ويستمر الآخر، ولا تكف المتغيرات عن أن تجري على المنزوين والمستمرين. ولا يمكن اعتبار أن نضالات كثيرة، مهما اعتبرت مبعثرة أو ناقصة، على مدى العقود السابقة، اعتبارها منبتة الصلة بالفعل الثوري الكبير الجديد.



#مصطفى_مجدي_الجمال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسة الثورية.. وإلا الخيار نيرون !!
- قهر الفاشية.. أو الخروج من التاريخ
- لنكسر الفاشية أولاً
- ارتباك في بر مصر
- بلطجة نظام مرسي وجماعته لن تخيفنا
- لا وقت للميوعة
- حديث الصراحة مع المعارضة الليبية
- مصطفى مجدي الجمال - مفكر وسياسي يساري مصري - في حوار مفتوح م ...
- الروح الرياضية واللعب بالديمقراطية
- العودة للاهتمام بأمريكا اللاتينية.. توطئة
- هل يفعلها اليسار المصري هذه المرة ؟!
- الثورات العربية.. تقدير موقف
- مستقبل جمهورية مرسي
- ثورات واستخبارات
- وعيد المرسي ومآله القريب
- عودوا إلى جادة الثورة
- تحيا الآلة الكاتبة
- افرحوا أنتم !!!
- سموم اللغة الثورية الهابطة
- محاكمة القرن.. خطوة خطيرة نحو صدام معقد


المزيد.....




- مشهد صادم.. رجل يتجول أمام منزل ويوجه المسدس نحو كاميرا البا ...
- داخلية الكويت تعلن ضبط سوداني متهم بالقتل العمد خلال أقل من ...
- مدمن مخدرات يشكو للشرطة غش تاجر مخدرات في الكويت
- صابرين جودة.. إنقاذ الرضيعة الغزية من رحم أمها التي قتلت بال ...
- هل اقتصر تعطيل إسرائيل لنظام تحديد المواقع على -تحييد التهدي ...
- بعد تقارير عن عزم الدوحة ترحيلهم.. الخارجية القطرية: -لا يوج ...
- دوروف يعلّق على حذف -تليغرام- من متجر App Store في الصين
- أبو عبيدة: رد إيران بحجمه وطبيعته أربك حسابات إسرائيل
- الرئاسة الأوكرانية تتحدث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة وتحدد أط ...
- حدث مذهل والثالث من نوعه في تاريخ البشرية.. اندماج كائنين في ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - مصطفى مجدي الجمال - حول الدعوة إلى تنظيم شيوعي للشباب