أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - مصطفى مجدي الجمال - شعب ثائر وحكومة مرتعشة














المزيد.....

شعب ثائر وحكومة مرتعشة


مصطفى مجدي الجمال

الحوار المتمدن-العدد: 4174 - 2013 / 8 / 4 - 01:58
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


فعل الشعب المصري ما لا تستطيع أن تفعله بالضرورة شعوب أخرى.. فمنذ 25 يناير 2011 وموجاته الثورية تتكرر على نحو ضخم ومذهل، وبرغم التعرض للانتكاسات والمؤامرات والتدخلات الخارجية، فإن تحركات الشعب كشفت عن وعي ثوري متأصل وأهداف جذرية ووعي بقوة الجموع ضد كل القوى المناوئة..

إلا أن هذه الموجات الثورية افتقدت دائمًا الطليعة الثورية الموحدة التي لا تتنازل عن الخط الثوري الاستراتيجي، وتستطيع في الوقت نفسه أن تتعامل مع المواقف المتجددة بمرونة تكتيكية مبدئية.. لذا أمكن أن تتأرجح السلطة والهيمنة بين قوى أقل ما يقال عنها أنها غير ثورية.. فتارة وقعت الأمور في أيدي المجلس العسكري لعهد مبارك، ثم في أيدي الحلف الظلامي العميل، وأخيرًا في أيدي تحالف هش لنخبة ليبرالية مع قيادة للجيش تعطي إيحاءات جديدة لم يثبت بعد أمام الجماهير طابعها "النهائي". وهو ما يعني أن الثورة لم تقع أبدًا في أيدٍ "أمينة".

بعد الزحف الجماهيري الهائل في 30 يونيو و3 يوليو و26 يوليو تحولت قوى الثورة المضادة الظلامية المتاجرة بالدين إلى الهجوم، بعدما أفاقت من ذهول اللحظة الثورية التي أشعلها الشعب. فكانت الاعتصامات غير السلمية ثم المسيرات الهادفة إلى إثارة الفوضى وإرباك الحكام واستقطاب الدعم الغربي.. وكان التصعيد الإرهابي الخطير في سيناء لتشتيت القوات المسلحة وإهانتها في نظر الرأي العام، على أمل إثارة التناقضات داخلها، وتجديد المخاوف داخل جهاز الشرطة حتى لا يتصدى لتحركات اليمين الديني خوفًا من مساءلة في مستقبل مجهول.

إلى جانب ذلك، ونتيجة له، كانت المبادرات المريبة الصادرة من أطراف على حواف تيار اليمين الديني، وساندتها تحركات محمومة من الدول الغربية لإنقاذ المشروع الإقليمي لتفتيت الدول والمجتمعات لضمان أمن إسرائيل وتدفق النفط واستمرار السياسات الاقتصادية- الاجتماعية المملاة من المؤسسات المالية الدولية، وغيرها من المصالح الاستراتيجية للدول الرأسمالية..

وقد آلت الأمور بعد تنحية مرسي وجماعة الإخوان إلى أيدي حكومة ليبرالية بالأساس.. وهو تناقض فج بين الفعل الثوري ونتائجه، سببه كما أسلفنا هو غياب الطليعة الثورية. ومن الطبيعي لحكومة كهذه أن تميل إلى تسويات مع الإخوان والسلفيين، وأن ترضخ للضغوط الدولية، خشية حدوث تحول جذري في السلطة أو السياسات يؤدي إلى المطالبة أو تنفيذ إجراءات اجتماعية جذرية. وتتوهم الحكومة الليبرالية أنه يمكن الاحتفاظ بطابع مدني للدولة في ذات الوقت مع عملية للمصالحة مع تيارات الاتجار بالدين. والأخطر أنها في طريق تلك المصالحة تنزع أكثر نحو التفريط في السيادة الوطنية وامتلاك القرار الوطني، والسماح بالتدخلات الأجنبية الفظة.

ثمة جانب آخر في المشهد لا بد من الالتفات إليه، خاصة أنه يثير المزيد من التناقضات، ألا وهو انتعاش وابتعاث قطاعات النخبة المباركية التي سبق أن أزاحتها ثورة 25 يناير، وهي آخذة في التجمع والتأثير المتزايد مستفيدة مما تملكه من موارد مالية ونفوذ في جهاز الحكم وقاعدة واسعة من المستفيدين السابقين من نظام مبارك..

هكذا أصبحت القوى الثورية في مشهد بالغ الصعوبة.. كما باتت العملية الثورية معرضة للسرقة من جديد، إن لم تكن تسرق بالفعل الآن.. وباختصار شديد لا بديل أمام هذه القوى عن الاتحاد حول مطلب ملح بتكوين حكومة ثورية حقيقية بدلاً من الحكومة الليبرالية المرتعشة، وتضع في مقدمة مهامها تنفيذ برنامج متكامل لمدنية الدولة والمواطنة، ومنع الخلط بين الطائفية والسياسة، والحفاظ على الاستقلال الوطني، وتحقيق المطالب الاقتصادية والاجتماعية الملحة للجماهير (مثل الحد الأدنى العادل للأجور، ومواجهة التضخم والبطالة والاستغلال وتردي الخدمات الاجتماعية، وإعادة الأمن للشارع..).

لم تعد اللحظة الحالية هي لحظة جبهة الإنقاذ.. وإنما لحظة تحالف اجتماعي ثوري واسع، يستطيع أن يفرض نفسه على جميع القوى المضادة التي تتلاعب بالعملية الثورية وتحاول إعادتها إلى مربع الصفر.



#مصطفى_مجدي_الجمال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجد للشعب المصري
- أيام مصر الخطيرة
- انقلاب عسكري أم انقلاب ثوري
- الثورة المصرية بحاجة لطليعة
- لا نوايا حسنة في تبرير الإرهاب
- الساكت عن النقد...
- شافيز.. عرفته قبل أن أقابله
- حتى لا تخسر القضية الفلسطينية شعب مصر بسبب حماس
- حول الدعوة إلى تنظيم شيوعي للشباب
- السياسة الثورية.. وإلا الخيار نيرون !!
- قهر الفاشية.. أو الخروج من التاريخ
- لنكسر الفاشية أولاً
- ارتباك في بر مصر
- بلطجة نظام مرسي وجماعته لن تخيفنا
- لا وقت للميوعة
- حديث الصراحة مع المعارضة الليبية
- مصطفى مجدي الجمال - مفكر وسياسي يساري مصري - في حوار مفتوح م ...
- الروح الرياضية واللعب بالديمقراطية
- العودة للاهتمام بأمريكا اللاتينية.. توطئة
- هل يفعلها اليسار المصري هذه المرة ؟!


المزيد.....




- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - مصطفى مجدي الجمال - شعب ثائر وحكومة مرتعشة