أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - مصطفى مجدي الجمال - صحافة آخر زمن














المزيد.....

صحافة آخر زمن


مصطفى مجدي الجمال

الحوار المتمدن-العدد: 4447 - 2014 / 5 / 8 - 08:48
المحور: سيرة ذاتية
    


عدة مكالمات على الهاتف من رقم مجهول.. كنت مشغولاً ولم أرد.. لكن الإلحاح وصل ذروته حينما جاءت المكالمة على الخط الثابت في مقر عملي.. كانت المتحدثة مهذبة إلى حد خانق.. فهي من النوع الذي يستخدم تعبيرات مثل "معاليك" و"سعادتك".. يعني "قفة" مجاملات بلا قاع. (القفة هي وعاء من الخوص يستخدمه الفقراء في بلادي).

فهمت أنها صحفية أو سكرتيرة لصحفي كبير في مؤسسة صحفية "قومية" كبرى.. ولما أخذت السيدة تردد اسمه كثيرًا باعتزاز.. كنت مندهشًا من جهلي بهذا الاسم الذي لم أسمع به من قبل.. ثم أن اسمه ليس "سينمائيًا" بالمرة!!!!

قالت إنهم يعدون تحقيقًا كبيرًا عن موضوع متخصص فيما أسميه أنا الاقتصاد السياسي الدولي.. وبشرتني بأن الأستاذ سيتصل بي في المساء.. وهذا ما يطلق عليه "التشويق"..

وبالمرة طلبت مني السيدة أن أزكي آخرين لاستطلاع آرائهم في التحقيق، ورغم أن هذا كان من المفروض أن يكون من اختيارات الصحفي، إلا أنني على أي حال رشحت لها اثنين، مع رقمي الهاتف والبريد الإلكتروني لهما. وهكذا مارست دوري الإيجابي جدًا في المساعدة، لأنني لمست من متحدثتي أنهم مثل "الغرقى" في هذا الموضوع الملح ويحتاجون المساعدة.

وأنا عائد من العمل قلت لا بد أن أشتري نسخة من المجلة الأسبوعية الشهيرة.. رغم أنني توقفت منذ ثلاثة عقود عن هذه العادة، بسبب فكرتي المسبقة عن تردي الصحافة، وأيضًا لأنه لم يعد في منزلي مكان يسمح بالاستمرار في الشراء.

أكثر ما لفت نظري في المجلة هو الجيش العرمرم من الصحفيين العاملين بها.. وتقريبًا المجلة مقسمة على أساس صفحتين متقابلتين لكل صحفي.. وفي اليسار عمود للصحفي صاحب الصفحتين..

لم يأتني تليفون المساء، وإنما جاءتني رسالة على البريد الإلكتروني من سطور قليلة أنهاها "معاليه" بخمسة أسئلة كي أرد عليها كتابة "وبعد ذلك نتناقش"!!!.. وهذا استمرار لنهج الصحفي الذي لا يكلف نفسه مشقة التنقل للالتقاء الشخصي بمن يحاوره.. ما علينا !!! قلت في نفسي: لا مانع..

كعادتي جمعت المراجع وقضيت بضع ساعات على الشبكة العنكبوتية وأرسلت له قبل الفجر حوالي 2000 كلمة مشفوعة بجداول وإحصائيات للاستئناس بها..

لم يأتني رد.. لا شكر ولا مزيد من استفسار.. قلت: لعل الأمور أصبحت الآن تسير هكذا..

في يوم صدور العدد اتصلت الصحفية/ السكرتيرة بمقر عملي لتبشرهم بأن التحقيق قد نشر، وهو موجود بالسوق.. وبالطبع لم أكن أنتظر في ظروف مصر اليوم أن يرسلوا نسخة أو اثنتين.

اشتريت المجلة وأنا في طريق العودة.. وفي المترو أخذت أقرأ.. فماذا وجدت؟

الصحفي نشر معظم كلامي على أنه مقدمة من إنشائه هو.. وبطريقة القص واللصق.. حتى الفصلات والنقاط كما هي.. وفي الجزء الأخير من التحقيق نشر على لساني ثلاث فقرات، وعلى لسان واحد ممن رشحتهما فقرتين.. بل إن إحدى هاتين الفقرتين مأخوذتان بالكامل من رسالتي الإلكترونية..

ولأنني إنسان سوي فيما أظن.. فقد تضايقت لساعات.. ولكن وجدت من الأسلم أن أكتفي بالسخرية بيني وبين نفسي.. ثم وجدت بعد فترة ألا مانع من أكتب القصة على الورق.. حزينًا لما آل إليه حال صحفيين يرتدون الحلل الأنيقة وتقلهم سيارات المؤسسة ويقضون بعض الوقت في مكاتبهم المكيفة لزوم إثبات الحضور.. أما بقية اليوم فيلهثون وراء الإعداد لبرامج الفضائيات، أو توسيع علاقاتهم "الاجتماعية"..

وإذا كان الصحفي الذي تحدثت عنه قد تجاوز في حق محاوره.. فإن أكثر ما يضايقني حقًا هو ما أعاينه من دأب كل المؤسسات الصحفية على استخدام شباب "تحت التمرين" بمقابل مخزٍ ، وعلى أمل التسجيل في نقابة الصحفيين ذات يوم.. ويجري هؤلاء الشباب هنا وهناك لجمع المادة الصحفية وتغطية الأحداث.. ليقدموا هذه المادة للأسطوات العاطلين فعليًا.. بل ربما كانوا عاطلين أيضًا من الموهبة، ودخلوا مكاتبهم وترقوا في وظائفهم بالمحسوبية أو توصية الأجهزة الأمنية.. وعلينا أن ننبهر بأسمائهم التي "ترصع" صفحات أنتجها غيرهم عمليًا.



#مصطفى_مجدي_الجمال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتخاب رئيس أم الانتصار لمنهج ثوري؟
- تثقيف خالٍ من الكهنوت والتسطيح
- تداعيات الذاكرة على هامش سقوط بغداد
- نداء شبه أخير
- اضحك مع نزع الملكية الفكرية
- الكاريزما من الانقلاب إلى الصندوق.. درس شافيز
- عن شعبوية شافيز وغموض السيسي
- من كتيبة المجهولين- اليساري بالسليقة
- مستقبل مغامرة السيسي
- لا تكرروا خطيئة التحالف مع الشاطر إخوان
- فريق رائع
- من غير لف ودوران
- دليلك إلى القيادي الشرير
- وحزب يساري جديد في مصر..
- ثورة من جديد ؟!
- وحدة اليسار المصري بين السراب والممكن
- حديث طريف.. وكله عِبَر
- مينا دانيال.. بطل من مصر
- مسألة السيسي بين الاستقالة أو الاغتيال
- كي لا تفشل الثورة المصرية


المزيد.....




- هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا ...
- إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
- شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران ...
- قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ ...
- كيف أدّت حادثة طعن أسقف في كنيسة أشورية في سيدني إلى تصاعد ا ...
- هل يزعم الغرب أن الصين تنتج فائضا عن حاجتها بينما يشكو عماله ...
- الأزمة الإيرانية لا يجب أن تنسينا كارثة غزة – الغارديان
- مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين إثر هجوم صاروخي على منطقة دنيبرو ب ...
- مشاهد رائعة لثوران بركان في إيسلندا على خلفية ظاهرة الشفق ال ...
- روسيا تتوعد بالرد في حال مصادرة الغرب لأصولها المجمدة


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - مصطفى مجدي الجمال - صحافة آخر زمن