أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - عودة إلى مسيو فابيوس... والسياسة الضبابية الفرنسية اليوم...















المزيد.....

عودة إلى مسيو فابيوس... والسياسة الضبابية الفرنسية اليوم...


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4745 - 2015 / 3 / 11 - 17:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عــودة إلى مسيو فــابــيــوس...
والسياسة الضبابية الفرنسية اليوم...
من جديد يكرر مسيو فابيوس, وزير الخارجية الفرنسية, أثناء لقائه مع الرسميين المغاربة في الرباط, وعلى راديو RMC Info بفرنسا مع الصحفي Jean-Jacques BOURDIN أنه بالأيام القادمة (دون استعجال طبعا) سوف يقدم طلبا لجمعية الأمم, من أجل حماية الأقليات من (فظائع) داعش.
عجيب غريب من هذا السياسي المرن والمتمرن على أيادي الرئيس السابق François Mitterrand, وكان أصغر رئيس وزراء عرفته الجمهورية الفرنسية الخامسة La Cinquième République والذي لوحق قضائيا بعدة فضائح وقضايا مشربكة سياسية. ولكن القضاء برأه منها فيما بعد بمادة " مسؤول ولكن غير مدان " التي أصبحت شهيرة جدا بالشربكات القضائية والسياسية فيما بعد... أما بتصريحات سيادة الوزير الحالية, فإني أستغرب كيف أن غالب المعارضات الدستورية من اليمين أو اليسار.. ما عدا بعض النواب اليمينيين الذين طرحوا عليه بعض الأسئلة (الغير محرجة) بمجلس النواب الفرنسي, لم يلفظوا أثناء خطاباته, ولا أثناء التصريح الذي أدلى بـه على راديو RMC صارخين : أنت كذاب كامل يا سيادة وزير الخارجية. لأن كل سياساتك, كانت مؤيدة لداعش من فوق الطاولة ومن تحت الطاولة. وأنت الذي فتحت جميع أبواب رئاسة الجمهورية وجميع الوزارات في فرنسا لجميع تشكيلات المعارضات الخارجية السورية الهيتروكليتية, والتي تطورت ــ طبيعيا ــ إلى حاضنات محلية لداعش بجميع الأمكنة المنكوبة في ســوريـا. والتي أدت إلى الفظائع المعروفة بين الأقليات المسيحية والأشورية والأزيدية, وحتى بين بقية الطوائف الإسلامية السنية وغيرها. وكنت مع صديقك نبي الربيع العربي المتجول, برنار هنري ليفي تصرحان و تدعوان بأن الرئيس السوري بشار الأسد لا يستحق الحياة. دعوة لقتل رئيس دولة.. دعوة تدان كجريمة حرب بأية محكمة جنائية دولية. وقد رأينا ما حصل في ليبيا والعراق وغيرها من الدول, حيث كنتما أنت وصديقك الفيلسوف السيد ليفي, عندما تدعوان وتصرحان من يستحق ومن لا يستحق الحياة.. وماذا جرى بهذه البلدان التي أصبحت مفتوحة بفضلك ومساعيك, وبفضل ومساعي وتدخلات صديقك السيد ليفي, لنكبات وهيمنة داعش وتفرعاتها السرطانية بهذه البلدان المنكوبة.
أنت آخر من يحق له الكلام والدفاع عن حقوق الأقليات في سوريا والعراق. لأنك باتباعك السياسة الأمريكية ــ الصهيونية كليا, حتى آخر فاصلة من برنامجها لإثارة شعوب المنطقة ضد بعضهم البعض, واستجلاب واستقطاب المحاربين من مختلف البلدان, باسم الجهاد الإسلامي والدفاع عن المسلمين فيها, فتحتم بأيديكم الخنادق والجور لجثث الأقليات المسيحية وغيرها التي أعدمها مقاتلو داعش وأنصار داعش... بالذبح والحرق والتفجير.. واليوم سنوات من الدم وملايين القتلى والمهجرين. واليوم.. واليوم تريد إنقاذ المشرق والعالم من داعش؟؟؟!!!... من يصدقك اليوم؟.. هل تتطلع بمرآتك كل صباح حين تحلق ذقنك, وتحاول تصديق نفسك.. وغــســل ضميرك؟؟؟...
أنا شخصيا.. أنا شخصيا لن أصدقك بعد اليوم.. وإني لم أصدقك بأي يوم.. وخاصة لن أصوت لأي من أصدقائك, كما كنت أفعل ــ واحسرتاه ــ من خمسين سنة حتى اليوم... وكلما نطقت كلمة عن أقليات المشرق, سوف أحلل خداعها عشرات المرات, قبل تذكير أصدقائي وغير أصدقائي, بأن كل خطاباتك ووعودك, وحتى اشتراكيتك المعسولة, كانت دوما مغموسة بدماء الأبرياء في سوريا والعراق... وإني أسائلك اليوم ماذا فعلت حقيقة من أجلهم.. ماذا فعلت بكل هذه الأشهر القليلة الأخيرة غير الاستنكار.. كما استنكرت عندما فجر الداعشيون كل الآثار التاريخية الآشورية ونهبوها... استنكار... استنكار... خطابات خشبية مزيفة لا أكثر... بينما تصل لداعش يوما بعد يوم أسلحة فرنسية فردية وجماعية, حديثة الصنع... كيف؟.. كيف يا وزير الخارجية الفرنسية.. هل تعلم أم لا تعلم؟.. وإني أشــك بصدق أنك لا تــعــلــم!!!...
وتردد للجهالة والأغبياء, أنك ستقدم شكوى إلى جمعية الأمم ضد داعش... كأنك تشكيهم إلى مخفر شرطة مغلق.. بحي فرنسي فقير مهجور... هذه كانت سياستك, وأنت تلميذ ميتران هذا الذئب السياسي الرهيب... خطابات تدويخية من الضحك على لحى الغلابة.. وفي عتمات السياسة التي تخدم الولايات المتحدة وإسرائيل المتوسطة و البعيدة المدى.. تنفذ وتنفذ وتتبع سياستهما بتفكيك وتجزيء وتفجير هذا المشرق الذي بنت كل حضاراته وثقافاته هذه الأقليات... أقليات تدعي أنت اليوم حتى تخدرنا.. قبل أن تتعامى عن قتلها وقتلنا.. أنك تدافع عنها وعن أمانها...
أنت لست صديق الأقليات, ولا صديق الأكثريات, ولا صديق أحد. أنت لوران فابيوس.
***********
على الهامش :
ــ ما زالت هذه السياسة الفرنسية الرسمية الحكومية والإعلامية الموالية لها وغيرها, ضد الرئيس السوري بشار الأسد.. حتى هذه الساعة... ولكن تتسرب من وقت لآخر تساؤلات بعض السياسيين الموالين لهذه الحكومة ومن المعارضين لها تقول : طالما قررنا محاربة داعش (رسميا), وبشار الأسد يحارب داعش. إذن من المفروض أن نتحاور معه بخصوص هذه الحرب ضد داعش, والتي يعلن عنها التحالف الأوروبي وغيره.. ولكن لم تظهر حتى اليوم شعرة واحدة من نتائجه على الأرض... إذن يجب تغيير بوصلة هذا الاتجاه السياسي الضبابي, والعودة إلى سياسة براغماتية استراتيجية, تؤدي إلى تفاهم كامل مدروس مع السلطات السورية الحالية. وفي تاريخ الحروب خلال القرن الماضي والحالي, رأينا مفاوضات وتحالفات مع دول مختلفة الآراء والأنظمة, بعد خلافات طويلة... من أجل محاربة عدو مشترك.
بالإضافة أن هذه السياسة العنيدة المعادية للرئيس بشار الأسد, يتمسك بها فقط السيدان هولاند, رئيس الجمهورية, والسيد فابيوس, وزير الخارجية, واللذان انضم إليهما, رئيس الوزراء مسيو فالس VALLS... والجدير من التنويه أن جميع الدراسات الإحصائية لشعبية هذه الشخصيات (الاشتراكية) الثلاثة, تتراوح ما بين 12 و 18% حدا أقصى... واعتقد أن البراغماتية الواقعية السياسية لفرنسا, وخاصة لمصالحها المستقبلية بحالة عودة السلام... إن عاد السلام بعد تغيير شامل لهذه السياسات الغربية الخاطئة, بدغدغة داعش, والتعامي عن فظائعها مراعاة للسياسة الأمريكية الخفية, ومسايرة للثروات السعودية والقطرية التي تشتري كل شـيء بأوروبا وخاصة بفرنسا.. حتى شركات مفلسة وشوارع رئيسية كاملة...
أما الجدير بالذكر أن الحزب الفرنسي الوحيد الذي يدعو اليوم إلى التعاون الكامل مع الرئيس بشار الأسد, هو حزب الجبهة الوطنية (اليمين المتطرف) Le Front National الذي تقوده السيدة مارين لوبين Marine Le Pen ابنة أبيها جان ماري لوبين Jean-Marie Le Pen مؤسس هذا الحزب. حـزب تعطيه آخر الاحصائيات الانتخابية 33%. مما يعني أنه يعادل كبرى الأحزاب العتيقة من اليمين واليسار, بالانتخابات القادمة.. مقاربا طليعتها...
هذا شعوري اليوم, كمواطن فرنسي يساهم يوميا بالسياسة الفرنسية. مشاركا بهمومها ونجاحاتها, لأنها البلد الذي علمني تفهم مبادئ الحريات العامة وأصول السياسة الحقيقية... لهذا أريد لهذا البلد الذي علمني وثقفني وحضنني, رغم الصعوبات, موقفا واضحا في الشرق الأوسط. موقف صديق حقيقي, لا موقف تابع للسياسة الأمريكية, والتي لا تخدم سوى مصالح اللوبيات الرأسمالية الأمريكية فقط. على حساب خراب بلدان وتهجير وموت شعوب بأكملها... خلافا كليا للسياسة الاستقلالية الحرة التي خططها لفرنسا أفضل رؤسائها بعد نهاية الحرب العالمية الثانية شـارل ديغول Charles de Gaule.............
بــــالانــــتــــظــــار...
للقارئات والقراء الأكارم الأحبة.. هــنــاك وهــنــا.. وبكل مكان في العالم.. كل مودتي وصداقتي ومحبتي واحترامي ووفائي وولائي.. وأصدق تحية طيبة عاطرة مهذبة.
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا




#غسان_صابور (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفن والسياسة بخدمة السلام
- تفجير التاريخ... وتدمير الحضارة
- غضب حقيقي... وتساؤلات مشروعة...
- تابع خربشات...
- خربشات سورية فرنسية...
- داعش.. وبعض من خفاياها... وغدر أبناء عمومنا العربان...
- القناص الأمريكي Américan Sniper
- مسلسل هوليودي... بايخ...
- لمتى تستمر الجريمة؟... والعالم صامت؟؟؟...
- ما زلنا نصدق حكاياها... أمريكا...
- خلاف بين أمي وعشيقتي...
- وعن الإعلام الغربي.. وسياسات الكذب...
- فيسبوكيات.. وتوضيح.
- تابعوا الإرهاب والقتلة...
- رد على مقال السيد صلاح بدر الدين
- ومن البحث عن السلام... والحريات للبشر...
- تساؤل عن حرية التعبير.. واختلاف الموازين.
- عن هنا... ومن هناك...عن فرنسا... ومن سوريا...
- رسالة مفتوحة لوزير الثقافة السوري
- حذرا يا بشر... صرخة إضافية بوادي الطرشان


المزيد.....




- ممثلة أميركية تتألق في البندقية بفستان من إيلي صعب عمره أكثر ...
- إيران تكشف تفاصيل عن ضربة إسرائيل على سجن إيفين
- لماذا ترغب بريطانيا في شراء مقاتلات F-35A؟
- قاعدة العديد في قطر والإنذار الأخير.. خفايا الليلة التي عبرت ...
- هجوم روسيا الصيفي في أوكرانيا يترنّح: زخم ميداني دون مكاسب ا ...
- ترامب: -لن نتسامح- مع مواصلة محاكمة نتنياهو بتهم فساد
- لماذا تشعر بالتعب وقد نمت 8 ساعات؟
- ضحيتها السائقون والمستخدمون.. -أوبر- اعتمدت على سياسة مشبوهة ...
- مستوطنون يقتحمون الأقصى وشرطة الاحتلال تقتحم سلوان
- مصدر قضائي: 71 قتيلا في الهجوم الإسرائيلي على سجن إيفين بطهر ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - عودة إلى مسيو فابيوس... والسياسة الضبابية الفرنسية اليوم...