أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - خلاف بين أمي وعشيقتي...















المزيد.....

خلاف بين أمي وعشيقتي...


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4716 - 2015 / 2 / 10 - 14:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خــلاف بين أمي وعشيقتي...
ما تعيشه العلاقات اليوم بين سوريا وفرنسا, أعيشه كإنسان يعاني من خلاف (شـــخـــصـــي) متأزم بين أمــه وعـشـيـقـتـه... وهو بين الامرأتين... من أعطته الحياة, وبين من أعطته حبا وغراما وعشقا وولها وأوكسيجين ديمومة الحياة... وهو بين امرأتين متخاصمتين عنادا, لا يمكن أن تتصالحا لأنهما امرأتان لا تــتــفــقــان, وكل منهما تريده لها وحدها...
فهل يمكن اليوم أن تتصوروا ضيقي وحيرتي واختناقي وألمي؟؟؟!!!....
لم أتصور يوما, بأنني سوف أقع بهذه الحيرة.. لأنني لما اخترت العيش أو الحياة نهائيا بفرنسا, كانت العلاقات بين البلدين مضطربة باردة نوعا ما, بسبب مساهمة الحكومة السورية بمساعدة الثورة الجزائرية الفتية آنذاك من أجل استقلال الجزائر.. وأنا وصلت لهذا البلد بسنوات قليلة بعد استقلالها. ولكن العلاقات سرعان ما هدأت واستتبت وتطورت نحو الأفضل. وخاصة أنني عشت في الفترة الأولى بمدينة مرسيليا, أكبر المرافئ الفرنسية على المتوسط, حيث تعيش أكبر الجاليات السورية التي رافقت القوات الفرنسية سنة 1946 بعد استقلال ســوريـا.. ومن بعد عدة أشهر انتقلت إلى مدينة ليون الجامعية والصناعية والتجارية, وهي من ثاني مدن فرنسا الرئيسية... مدينة لا أغيرها لقاء أية جنة في الأرض.. أو بأي مكان آخــر.....
منذ أربعة سنوات قامت مؤامرة رهيبة, وحرب ضروس من جهات متعددة ضد بلد مولدي.. من جهات عربية وغربية ومنظمات وتشكيلات محلية.. تؤيدها فرنسا بأشكال متعددة مختلفة.. لوجيستية, إعلامية, وأخرى مخابراتية وديبلوماسية. تابعتها بمطالعات واطلاعات متعددة, وشاركت بندوات مع جهات سياسية فرنسية محلية مختلفة.. كما شاركت بمئات المقالات, محاولا أن أكون حياديا, مناظرا هذا الخلاف... وكانت قناعتي غالبا أن سياسة فرنسا بهذا المضمار عكس أية براغماتية.. ولا تخدم باعتقادي وتحليلي المصالح الفرنسية, بكافة أبعادها الآنية والمستقبلية. وأن اختيار الحكومات الفرنسية زمن الرئيس ساركوزي وخاصة الرئيس هولاند الحالي, وانحيازهما مع تشكيلات المعارضات الهيتروكليتية السورية, وشخصياتها التي لا تمثل الشعب السوري.. بل أشخاص يعملون لسفارات عربية نفطية, غارقة باتجهات متطرفة إسلامية.. وخاصة تابعة باستزلام كامل للخط الأمريكي القاضي بتفجير خريطة الشرق الأوسط كليا, وتغييرها لمصالح نفطية عالمية رأسمالية مستقبلة, وتفتيت مجموعة إمكانيات المقاومة لهذه المشاريع الأمريكية, بأساليب تعتمد بغالب الأحيان على تحريض الحقد والتمزق الطائفي .. والتي تتعاون وتتوجه منذ أكثر من خمسين سنة, لمخططات التوسع الإسرائيلي... بالإضافة أن أهم المحرضين لهذه السياسة, سواء أيام رئاسة السيد ساركوزي أو أيام رئاسة السيد هولاند الحالية, لم يكن سوى المدعو برنار هنري ليفي, الصهيوني الفرنسي المتنقل بجميع تحركات ما سمي خطأ " الربيع العربي ", ورأينا ما آلت إليه لــيــبــيــا من تحركاته الدبورية... دون أن ننسى تصريحات ونصائح وانحيازات وزير خارجية فرنسا الحالي السيد لوران فابيوس... واتجاهاته السياسية المعروفة, وعدائه الشخصي ــ دون أية ديبلوماسية أو بـراغـمـاتـيـة معقولة ــ ضد الرئيس بــشــار الأســـد.
السياسة الفرنسية لم تتغير حتى الآن, رغم اشتراكها بهذه الآونة الأخيرة بالحلقات الناتوية والأمريكية التي تدعي محاربة أطراف داعش وما حولها.. ولكنها بنفس الوقت بقيت سنوات تتعامى عن ذهاب مرور آلاف المحاربين من زنانير أحياء مدنها الكبيرة والمتوسطة. من هذه الأحياء ذات الأكثريات الشمال إفريقية أو أفريقية مسلمة.. بالإضافة إلى مئات الشباب من أصول فرنسية أو أوروبية اعتنقوا الإسلام, وقرروا الجهاد والموت, بهذه الحرب على الأرض السورية, منتمين إلى داعش أو جبهة النصرة, أو العديد من التشكيلات الحربجية الجهادية الإسلامية الأخرى التي تقاتل بكافة المدن السورية... والذين لا تـرغب السلطات الفرنسية عودتهم اليوم أو غدا إلى المدن الفرنسية.. خشية ما أرسلته داعش بهذه الأيام الأخيرة من تهديدات ضد المدن والمصالح والمنشآت الفرنسية... لأن هذه المنظمة الإرهابية لا تتابع سوى مخططاتها وشريعتها.. وألا صداقة مع الكفار, ولو أنها تبادلت معهم زمنا المصالح والبترول والأسلحة والمعلومات... واليوم.. بعد أحداث ومجزرة شارلي هيبدو ومخزن تموين كــاشــر بباريس وضواحيها.. انحرفت البوصلة وعكست بعضا من اتجاهها... ولكنها لم تتغير مع السلطات الرسمية السورية... لأن السياسة الأمريكية (الموجهة الآمرة ) لم تتغير... محاولات إضعاف داعش, لأنها تجاوزت الخطوط المرسومة لها.. ونظرا لانحدار سمعتها بالأوساط الشعبية الغربية, وبعض الاتجاهات اليمينية, بعد مجموعة من الفظائع المنشورة, ومجزرة شارلي هيبدو, وإعدام الصحفيين اليابانيين.. وبعدها إعدام الطيار الأردني حرقا.. عاد الحديث والوشوشات والهمهمات في الصالونات أو علانية ببعض وسائل الإعلام عما سمي " اصطدام الحضارات "... ولكن السياسة الحقيقية من تحت الطاولة لم تتغير... يعني لم تقطع خيوطها نهائيا مع داعش...
لا بد أن من يتربصون دوما لكلماتي, لانتقاد أبسط فاصلة منها, أو أي رأي أو تصريح, قائلين كيف تنتقد سياسة فرنسا.. وتعلن أنها عشيقتك. وهنا ســر المشكلة, يا أعداء الكلمة... أعــشــقــها.. أحــبــهــا... لأنني أستطيع انتقادها بكل حرية. لأنني أستطيع تذكيرها بأخطائها, دون أن تفصلني وتلغيني وتسجنني وتبعدني. أصـرح ضد سياستها كل ما أرى وأحلل, دون أن تمنعني من التصريح وتحاكمني... أكتب إلى رئيس الجمهورية وأبق البحصة, فأستلم جوابا شخصيا بعد ثمانية حتى عشرة أيام حدا أقصى... صحيح أنني أستلم جوابا وتفسيرا يحمل خاتم رئيس الجمهورية.. ولكن يا أصدقائي...غالب الأجوبة كلام روتيني معسول مهذب.. لا أكثر.. ولكنني لا أخشى أن يكسر رجال الأمن باب بيتي ويعتقلونني لأجل غير مسمى.. ولا يضايقني أحد بكتاباتي وعملي أو أمنع من السفر حيث أشاء بأربعة أقطار المعمورة.. وإن أردت يمكنني الشكوى ضد أي مسؤول في الدولة.. من قمة الهرم حتى قاعدتها.. وتستقبل المحكمة شكواي.. متابعة مظلمتي..
بعد كل هذا كيف تريدونني ألا أحب هذا البلد.. وكيف لا أحب مدينة ليون التي أعيش فيها, وهي التي حضنت كل متاعبي ودراستي وآمالي, وفتحت لي كل الأبواب المغلقة... صحيح بمزيد من الصعوبات... ولكنني استطعت فتح غالب الأبواب المغلقة, والمشاركة بجميع مجالات المدينة الاجتماعية والسياسية, دون أن أشعر بأي يـوم بأنني آت من بلد آخر.... حتى أنني اليوم أعارض سياستها المعارضة للسياسة السورية.. دون أية مضايقة.
صحيح أنني أصرخ بـوادي الطــرشــان..
صحيح يسمعني قلائل, ويصرخ بعضهم معي...
صحيح أن الأكثرية تتابع دربها.. دون اهتمام... ولكنهم لا يمنعوني من الصراخ (عــلــى كـــيـــفـــي)!!!... وهذا وحده يكفيني... لأنني لا أجده بأي مكان آخــر في العالم.
آمـل في الأيام القادمة أن تتصالح أمي وعشيقتي... من يدري؟؟؟... من يدري؟؟؟..........
***********
عـلى الــهــامــش :
ــ آخر خبر
نشرت جريدة Le Monde التي انتقدت البارحة طريقة عناوينها عن سوريا, بالأيام القليلة الماضية تحقيقا عالميا عن البنك البريطاني بفرعه السويسري HSBC بمدينة جنيف السويسرية اشترك فيه 184 صحفي عالمي مستقل, حصلوا بواسطته على وثائق سـرية عن هذا البنك فيها أسماء شخصيات سياسية واقتصادية ومن عالم الرياضة والسينما والفن, بينهم ممثلون معروفون, حتى الرقم السري لملك المغرب الحالي وسكرتيره الخاص, وملك الأردن الحالي... غالب زبائن هذه اللوائح متهرب من الضرائب ببلده. أو مافيات تبحث عن تبييض أموالها. أو أصحاب شركات متوسطة مختلفة, يعانون من ارتفاع الضرائب. مجموع هذه المبالغ المخبأة يتجاوز مئات مليارات الأورويات... وغالب العناوين التي سوف تظهر اليوم أو غدا أو بعد غد سوف تنشر تحت عنوان فضيحة سويسرا أو SwissLeaks – HSBC.
هل يمكن أن نرى إعلان هذه الفضيحة بأي بلد عربي؟؟؟... مـسـتـحــيــل.
لهذا تبقى فــرنــســا عــشــيــقــتــي... ولكنني بتشاؤمي الإيجابي الإيجابي, وشــكـي الإعلامي المتواصل.. أتساءل لماذا هذا البنك البريطاني ـ السويسري بالذات؟؟؟... هل بين زبائنه المفضوحين أعداء تجاريون أو سياسيون, لصاحب بنك فرنسي (مــعــروف) و مشارك ببنك سويسري آخر.. يملك عدة عناوين صحفية فرنسية كبيرة من المشاركين بهذا التحقيق؟؟؟!!!...
تـــســـاؤل بـــريء... للوصول بنهاية النهايات للحقيقة الحقيقية... ولكن من يسأل عنها آنذاك؟؟؟...
بـــالانـــتـــظـــار.....
للقارئات والقراء الأكارم الأحبة.. هناك وهنا... كل مودتي وصداقتي ومحبتي واحترامي وولائي ووفائي.. وأصدق تحية عاطرة طيبة مهذبة.
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وعن الإعلام الغربي.. وسياسات الكذب...
- فيسبوكيات.. وتوضيح.
- تابعوا الإرهاب والقتلة...
- رد على مقال السيد صلاح بدر الدين
- ومن البحث عن السلام... والحريات للبشر...
- تساؤل عن حرية التعبير.. واختلاف الموازين.
- عن هنا... ومن هناك...عن فرنسا... ومن سوريا...
- رسالة مفتوحة لوزير الثقافة السوري
- حذرا يا بشر... صرخة إضافية بوادي الطرشان
- رسالة لأصدقائي الفرنسيين... وغيرهم.
- ماذا بعد مظاهرات - شارلي -؟؟؟...
- رسالة من أنا شارلي...
- كلنا شارلي...
- خواطر و أخطار
- بعض التفسير الضروري...
- وعن جمع الشمل... بداية ونهاية...
- سنة الفشل... سنة داعشية حزينة
- عودة برسالة حب إلى دمشق
- خلاف و اختلاف
- أعياد و معايدة...


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - خلاف بين أمي وعشيقتي...