أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - ماذا بعد مظاهرات - شارلي -؟؟؟...















المزيد.....

ماذا بعد مظاهرات - شارلي -؟؟؟...


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4690 - 2015 / 1 / 13 - 11:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ماذا بعد مظاهرات "شــــــارلــي"؟؟؟...
أكثر من أربعة ملايين إنسان احتشدوا بمختلف شوارع المدن الفرنسية من أجل "شــــــارلــي".. ضد الاعتداء على صحيفة Charlie Hebdo, وما سببته من ضحايا بريئة بعالم الكاريكاتور والإعلام الحـر ورجال الأمن من قبل إرهابيين اسلاميين.. مظاهرات لم أشاهدها بفرنسا منذ مظاهرات الاعتراض على غزو الجيش الأمريكي للعراق.. وما سببه من ضحايا وخراب...
والسؤال الذي يطرأ على جميع الأفكار وجميع وسائل الإعلام وجميع الأحزاب السياسية الفرنسية اليوم, والتي حركت الأسبوع الماضي ملايين البشر في العالم المتحضر, ضد العمليات الإرهابية الي وقعت في باريس وضواحيها.. واستقطبت الاعتراضات العالمية على الإرهاب الإسلامي.. وحتى من سوريا والعراق اللتين عانتا وما زالتا تعاني من وطء هذا الإرهاب, بلا انقطاع, مسببا ملايين الضحايا والمهجرين, وخرابا اجتماعيا وحضاريا واقتصاديا, يحتاج لعشرات السنين ومليارات ومليارات من الدولارات.. دون الإشـارة إلى ضـيـاع الآثار والممتلكات الثقافية والعلمية والحضارية والتاريخية.. وخاصة الحداثات الصناعية التي سلبت ــ بإجرام مـتـعـمـد مفتوح ــ ضد البلدين الجريحين المنكوبين.
لما شاركت بقلمي وقلبي وروحي وفكري وعقيدتي بمظاهرات كلنا شارليNous sommes tous des « Charlie « ثار العديد من أصدقائي معترضين مذكرين أن حكومات كل من ســاركوزي وهولاند قد ساهمتا بمساعدة الذين سببوا نكبات الشعب السوري ومساندة جحافل الإرهابيين والقتلة الذين قاموا بذبح البشر ونهش قلوبهم وأبشع الفظائع الإنسانية وخطف النساء وبيعهم بأسواق نخاستهم, كما قاموا بذبح العديد من الصحفيين الغربيين أو الأمريكان.. دون أن تتراجع فرنسا عن السياسة الخاطئة التي أثارها كل من برنار هنري ليفي ولوران فابيوس, بالتبعية للسياسة الأمريكية ــ الصهيونية التي كانت المحرك أو المبرمج الأساسي الاستعماري المرسوم لتفجير خارطة الشرق الأوسط, تحت التسمية الخاطئة " الربيع العربي " والذي أدى إلى النتائج المرعبة اللاإنسانية التي نراها اليوم في سوريا وفي العراق, في ليبيا, في لبنان, وفي العديد من البلاد العربية الي قتلت ملايين الأبرياء وهجرت ملايين أخرى, وخربت وفجرت حضارات وشعوبا كاملة.. كما حرضت مجازر طائفية وضغائن عرقية وإثنية وطائفية... كانت نائمة من قرون عديدة...
لكل هذه العوامل التي أدت لكل هذه النكبات الإنسانية التي في بداياتها, لم يتظاهر في فرنسا أو في أوروبا أكثر من مئات الأشخاص أو أقل أو أكثر, اعترض علي أصدقائي الكثر من سوريين أو فرنسيين من الذين لم يتظاهروا.. أو رفضوا التظاهر ضد مجــزرة "شــــــارلي".............
انا أفهم غضبهم... وهناك في فـرنــســا 46% من السكان, حسب الإحصائيات الرسمية. قالوا أنهم لن يشاركوا بهذه المظاهرات. لأسباب سياسية واجتماعية وخاصة دينية مختلفة. منها إقصاء حزب تجمع مارين لوبين Le Front National – Marine Le Pen وعدد كبير من الجاليات الإسلامية التي اعتبرت أن هذه الجريدة بإعادة نشرها للصحيفة الدانماركية التي أصرت على نشر صور كاريكاتورية للنبي مـحـمـد, وأثارت الدنيا ولم تقعدها حينذاك. مسببة اغتيالات وحمايات متعددة... ولست أدري إن كانت سوف تنتهي باغتيالات صحيفة شـارلي هـيـبـدو, هي التي دفعت غياب غالبية الجاليات الإسلامية عن المشاركة بالمظاهرات. بالإضافة إلى ظهور عدة آلاف الشعارات والابتهاجات المعاكسة وعلامات شماتة وفرح على صفحات الفيسبوك ووسائل (التواصل الاجتماعي) الأخرى بأوساط تحمل إشارات وأعلام التطرف الإرهابي الإسلامي.. مما دفع السلطات الأمنية الفرنسية إلى إرسال العديد من الإنذارات والتوجيهات, لدرء هذه الآراء التي تثير القلق المتواصل بالوسائل الإعلامية والمؤسسات الأمنية الفرنسية والأوروبية... كما أن اجتماعا هاما سوف يعقد في باريس بعد أيام قليلة, لكافة الدول الأوروبية, تشارك به أمريكا وكندا واستراليا, وبعض الحكومات الأسيوية, للتشاور فيما بينها عن الوسائل المشتركة لمحاربة كل أخطار الإرهاب العالمي...
وأنا بهذا المجال أتذكر نقاشاتي المتعددة من عشرات السنين, مع مسؤولين حزبيين ومفكرين وكتاب وإعلاميين من كافة الاتجاهات, عندما كنت أذكرهم وأنذرهم من بعض مظاهر التعصب الإسلامي القليلة التي بدأت تظهر في الشوارع الفرنسية والأوروبية.. واستنكاف بعض أفراد هذه الجاليات و رفضهم للقوانين الفرنسية أو الأوروبية.. وخاصة العلمانية منها.. لأنها حسب تحاليل هذه الجاليات مناوئة للشريعة الإسلامية... وبأن هذا الاختلاف بعد سنوات سوف يسبب تصادما وخلافات اجتماعية وسياسية ومعيشية, ما بين هذه الجاليات وجيرانها من السكان الأصليين.. وما بين هذه الجاليات والسلطات المحلية التي ترعى وتنفذ القوانين... أجابني أحد المسؤولين آنذاك, متهما إياي بالعنصرية قائلا لي : "أنتم الأجانب عنصريون ضد بعضكم البعض.. لا تخش هذا الخلاف.. لأن الجمهورية والديمقراطية, تستطيع (هــضــمDigérer(, كل هذه الجاليات وخلافاتها واختلافاتها.... وأشــك بــعــزم وصدق فيما أذا كانت الجمهورية والديمقراطية, رغم وجود عدد محدود مما يسمى الأنتليجنسيا العربية والإسلامية شارك بمظاهرات الاعتراض الشعبية الواسعة ضد اغتيالات Charlie Hebdo والتي أصبحت نقطة مشتركة بالتاريخ الفرنسي الحديث.. سوف تتوصل إلى هضم مظاهر وأشكال وشرائع ما يسمى " التعصب الإسلامي " وتصادمه المفتوح مع القوانين العلمانية الفرنسية....
وأنا شخصيا رغم محاولة فهمي لجميع الاعتراضات والتفسيرات والمناقشات حول هذا الموضوع.. بمعتقدي العلماني الراديكالي, لا أقبل على الاطلاق أن يمنع أو يفرض أي منع لكل المواضيع الاجتماعية والفلسفية وحتى الدينية وانتقاد وتحليل تاريخها وشخصياتها... لأننا عندما نقبل بمنع كلمة واحدة.. سوف نضطر لقبول جميع الممنوعات وحرمان الإنسانية من كل الحريات.. مسايرة لعدد من الناس الذين يريدون السيطرة على عقول البشرية كلها, وحرمانها من إمكانية البحث عن الحقيقة الحقيقية...
أما لماذا لم تـــتـــســاو حقوق الدفاع عمن ماتوا في سوريا بمئات الآلوف كالعشرات الذين قتلوا في باريس, بأيدي نفس القتلة ونفس الإرهابيين الذين حصلوا على العديد من التسهيلات والتغاضي والاهمال الذي ما زال سائدا حتى هذه الساعة... لا أملك سوى قلمي حتى آمل من السلطات بهذا البلد أن تغير البوصلة, وأن تتعاضد مع السلطات في سوريا ولبنان والعراق التي تحارب نفس هذا الأرهاب من سنوات أليمة بعيدة... وأن تسمع صــراخــات ونكبات شعوبها التي ما زالت تعاني حتى هذه الساعة.. من نفس الإرهاب ونفس الرصاص الذي يقتل الأحرار في فــرنــســا......
لهذا السبب ومن ضمن هذه القناعة, وبما أنني متأكد وقــانـع أن نفس هذا الإرهاب الذي يذبح ويقتل ويفجر ويهجر في سوريا.. هو نفسه الذي يغتال ويقتل الكلمة الحرة في فرنسا.. دون أن ننسى أنه من فرنسا ومن أوروبا ذهب آلاف غير محصورة من الإرهابيين (لــلــجــهــاد) في سـوريا... لهذا السبب استنكر وأصرخ : Je suis Charlie » « .....
***********
على الهامش :
الصفحة الأولى كاملة من جريدة Charlie Hebdo التي سوف تنشر صباح الغد تحمل صورة (مرسومة) لـلـنـبـي مــحــمــد حاملا يـافـطـة Je suis charlie وفوق رأسه كتابة عريضة تحمل نــصــا يقول Tout est pardonné سامحنا كل شــيء...
" ســامــحــنــا كـل شـــــــيء "
آمـل أن يفهم هذه الكلمة الإنسانية الرائعة.. كل الذين يتابعون صراخات الحقد والموت وتكفير الآخر... بكل مكان بالعالم... حتى تتابع الإنسانية مسيرتها نحو اكتمال السلام وسعادة كل البشر....
بـــالانـــتــظـــار......
للقارئات والقراء الأحبة الأكارم.. كل مودتي وصداقتي.. ومحبتي واحترامي ووفائي.. وأصدق وأطيب تحيه عاطرة مهذبة.
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا






#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة من أنا شارلي...
- كلنا شارلي...
- خواطر و أخطار
- بعض التفسير الضروري...
- وعن جمع الشمل... بداية ونهاية...
- سنة الفشل... سنة داعشية حزينة
- عودة برسالة حب إلى دمشق
- خلاف و اختلاف
- أعياد و معايدة...
- محاضرة.. واعترافات أمريكية
- مسطرة مصغرة
- الرئيس الأسد بمجلة Paris MATCH الفرنسية...
- عذرا من القديسة بربارة...
- زيارة إلى سوريا...أو عودة.. وتصفية حساب
- تحية للجالية الأرمنية في فرنسا
- تحية للجاليات الأسيوية في فرنسا...
- وعن إمكانيات - جمع الشمل - أو عكسها.. وديمومة فشلها...
- وعن البرنامج... أي برنامج؟؟؟...
- فايا و ريحان يونان.. من سوريا
- وعن - جمع الشمل -...


المزيد.....




- محكمة العدل الدولية تعلن انضمام دولة عربية لدعوى جنوب إفريقي ...
- حل البرلمان وتعليق مواد دستورية.. تفاصيل قرار أمير الكويت
- -حزب الله- يعلن استهداف شمال إسرائيل مرتين بـ-صواريخ الكاتيو ...
- أمير الكويت يحل البرلمان ويعلق بعض مواد الدستور 4 سنوات
- روسيا تبدأ هجوما في خاركيف وزيلينسكي يتحدث عن معارك على طول ...
- 10 قتلى على الأقل بينهم أطفال إثر قصف إسرائيلي لوسط قطاع غزة ...
- إسرائيل تعلن تسليم 200 ألف لتر من الوقود إلى قطاع غزة
- -جريمة تستوجب العزل-.. تعليق إرسال الأسلحة لإسرائيل يضع بايد ...
- زيلينسكي: -معارك عنيفة- على -طول خط الجبهة-
- نجل ترامب ينسحب من أول نشاط سياسي له في الحزب الجمهوري


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - ماذا بعد مظاهرات - شارلي -؟؟؟...