أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جان كورد - الإدارة الأمريكية وترويض الأسود















المزيد.....

الإدارة الأمريكية وترويض الأسود


جان كورد

الحوار المتمدن-العدد: 1322 - 2005 / 9 / 19 - 06:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سلكت الإدارة الأمريكية منذ انتهاء حرب الكويت عام 1991 سياسة "ترويض الأسود" مع الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين لسنوات طويلة، وهذه السياسة تعني استخدام الأقفاص والترهيب من جهة ومن جهة أخرى ممارسة الترغيب والترويض، إلى أن وصلت هذه الإدارة إلى قناعة تامة بأن كل هذه السياسة من حصار اقتصادي وعزلة سياسية وتهديد بعقوبات أشد وبالضرب المبرح للمنشآت العسكرية والصناعية لم تنفع وعليها خلع أسنان الحيوان المفترس والقضاء عليه مرة وللأبد. وهذا ما فعلته مع صدام حسين وشلته المجرمة التي حكمت العراق بالحديد والنار عقودا من الزمن وتركت وراءها آثارا لاتمحى من دماء الأبرياء تشهد عليها مئات المقابر الجماعية...
اليوم نرى وضعا شبيها في "سوريا الأسد!"... فمنذ لحظة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري بوحشية لامثيل لها والإدارة الأمريكية تعمل على "إحتواء النظام الأسدي" من خلال اتباع سياسة الترويض وتقليم الأظافر وتطويق حيز الخسارة التي تنجم عن تصرفات هذا النظام، مع منحه مجالا للتفكير والتراجع ، عساه يغير من سياسته القائمة لا على ازعاج الأمريكان فحسب، بل على الظهور بمظهر القادر على التحدي والطيران خارج السرب في منطقة باتت تدين بأكملها لسياسة "النيوكون" الأمريكي.
كان الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد يناور ويقامر في ديبلوماسيته مراهنا على وجود المعسكر الاشتراكي واستمرار الحرب الباردة ، لكنه كان في لحظات الجد قادرا على التراجع خطوات عديدة إلى الوراء والتعاون مع الأمريكان إن اقتضت مصلحة نظامه ذلك، فمساهمة جيشه في حرب الكويت مثال ساطع على ذلك التكتيك الذي كان يتبعه. ولم يظهر في يوم من الأيام كالرجل الذي يتحدى الأمريكان مثلما كان يفعل بعض زعماء العرب الآخرين (جمال عبد الناصر، معمر القذافي وصدام حسين)...وبذلك ضمن بقاءه على السلطة متفردا بالحكم لعقود من الزمن دون أن يزحزحه أحد، حتى أنه تمكن بذلك من تصفية أقرب المقربين إليه (شقيقه رفعت الأسد) وأشد المعارضين لنظامه من أطراف المعارضة أيضا (الإخوان المسلمون) الذين كانوا على الدوام ضد الاشتراكية والمعسكر الاشتراكي، إضافة إلى شرائه الشيوعيين والناصريين والقوميين العرب بمناصب ومراكز غير حساسة في النظام، وتدجينه أقطاب الحركة السياسية الكوردية بوعود معسولة وسياسة ثعلبية وثعبانية....
أما نجله الذي خلفه وراثيا على الحكم ، الدكتور بشار الأسد، فيبدو أنه لايتمكن من استيعاب التغييرات الكبيرة التي حدثت في ميزان القوى الدولية وفي الاستراتيجية الأمريكية التي انتقلت إلى مرحلة الهجوم الواسع على كل الجبهات السياسية والاقتصادية والاعلامية والعسكرية في مختلف أنحاء العالم بهدف ملء المواقع التي أخلاها المعسكر الاشتراكي بأسرع وقت ممكن قبل أن تجتاحها الصين الشيوعية التي تعتبر أكبر منافس للولايات المتحدة الأمريكية على الساحة الدولية حاليا. ويبدو أن الرئيس الأسد يراهن فقط على تعثر المشروع الأمريكي في العراق.. وهذه نقطة ضعف في السياسة السورية التي تظن بأن أمريكا عاجزة عن تسديد ضربة للنظام حاليا بموازاة ما تقوم به في العراق، وتأمل في أن تتغير السياسة الأمريكية تجاه النظام الأسدي بعد الانتخابات الرئاسية القادمة في أمريكا.. أي أن لديها المجال للمناورة لسنتين أو ثلاثة... وهذا عين الخطأ.
ويلعب النظام الأسدي لعبة خطيرة بإظهار نفسه كمحارب في الصف الأمريكي ضد المنظمات الإسلامية المتطرفة، وذلك من خلال إنشاء منظمات وهمية ومحاربتها وهميا أو إظهار عصابات إجرامية على أنها تنظيمات سياسية دينية إرهابية وقتل أفرادها بالجملة حتى لايترك أثرا يفضح لعبتها وأكذوبتها... ولكن هذه الحيلة لاتنطلي على أحد، إذ يتساءل المرء كيف يحارب النظام السوري هذه المنظمات الإرهابية ويفسح لها في عين الوقت العبور من أراضيها إلى العراق لقتل الجنود الأمريكان ومواطني العراق المدنيين بالآلاف كل شهر؟
الإدارة الأمريكية تتهم النظام البعثي السوري بإيواء المنظمات الفلسطينية المتطرفة التي يفجر أفرادها أنفسهم في المطاعم والمصايف الاسرائيلية والمصرية والأردنية، ويشكل جسرا للمساعدات الإيرانية لحزب اللبناني الذي يقصف المستوطنات الاسرائيلية ويظهر كدولة شبه مستقلة داخل الدولة اللبنانية، كما يعتبر الأمريكان النظام السوري مسؤولا عن عدة اغتيالات ومحاولات اغتيال حدثت في لبنان أثناء تواجد القوات السورية هناك، إذ أنها تتحمل مسؤولية الأمن وحماية حياة السياسيين اللبنانيين المعارضين للتواجد السوري على الأرض اللبنانية، كما تتهم سوريا بإفساح المجال لعبور الإرهابيين أراضيها صوب العراق وتدريبهم وتنظيمهم داخل سوريا، إضافة إلى إيواء زعماء البعث العراقي المطاردين والمطلوبين ...ويبدي الأمريكان قلقهم للوضع المتردي على كل الأصعدة في سوريا وبخاصة خروقات النظام لحقوق الإنسان وانعدام الديموقراطية، حيث أن هذا الوضع الاجتماعي والاقتصادي السيء وحملات الإعلام المعادية والمستمرة لأمريكا والأمريكيين تساعد مباشرة في ازدياد حدة الكراهية ونشوء المنظمات المتطرفة والإرهابيين والانتحاريين الذين يعتبرون أمريكا مسؤولة عن كل شيء في العالم، وعليهم محاربتها وقتل مواطنيها وهدم بيوتهم على رؤوسهم... فالنظام السوري يعتبر في هذا المجال خارجا عن الصف العام ولايفعل شيئا يذكر في سبيل تخفيف وطأة العداء لأمريكا بل يساهم في تأجيج تلك الحملة، وكأنه قلعة أمامية لايران التي يحمل نظامها شعار "مرد بر أمريكا – الموت لأمريكا"، سواء أكان هذا الموت بالسلاح النووي أو الجرثومي أو الكيميائي أو بالعمليات الانتحارية أو بالكوارث الطبيعية فهذا لايهم، المهم هو محاربة الأمريكان والدعاء عليهم بمزيد من الفيضانات والزلازل والانهيارات....
والأسئلة الذي تطرح نفسها هنا هي كالتالي:
" - ماذا لو وصل الأمر بالأمريكان إلى نقطة يعتقدون عندها بأن لا خير يرجى من النظام السوري وعليهم خلع أسنانه والتخلص منه على غرار النظام الصدامي البعثي في العراقي؟ فهل السوريون قادرون على إلحاق الهزيمة العسكرية بأمريكا كما كان صدام يهدد ويتوعد ثم اختفى في جحر ضب؟"
"- ألن تتحول سوريا أيضا إلى مجزرة كبيرة إن دخلت منظمات إسلامية متطرفة كالقاعدة مثلا على الخط وعملت على تحويل سوريا إلى أرض معركة ضد أمريكا؟"
" – ماذا لو اعتبرت اسرائيل أمن سوريا من أمنها لأنها دولة مجاورة ولن تسمح بأن تنمو وتتكاثر المنظمات الإرهابية على مقربة من حدودها؟"
هذه الأسئلة وغيرها يجب أن لاتغيب عن بال السياسيين السوريين المترددين في موضوع انهاء الحكم الدكتاتوري البعثي والذين لايزالون يعتبرون سوريا "شبه الراكعة" قلعة للصمود العربي أمام العدوان والاحتلال ...
هذا النظام يسير ببلادنا إلى كارثة محققة نحن في غنى عنها .. فهل علينا الانتظار حتى يتحول الوضع السوري إلى الوضع الذي سبق اسقاط النظام العراقي ثم نقول: " إما أن نكون مع أمريكا أو نكون مع الإرهاب البعثي المتحالف مع القاعدة وغيرها!" لماذا لانعمل جميعا من أجل انقاذ سوريا من حمام دم كبير بأن نزيل هذا النظام البعثي الفاشل والمتناقض في كل ما يفعله ونقيم علاقات دولية متوازنة بحيث ننجي بلادنا من كارثة كبيرة؟... هل لايزال هناك أمل في أن يصلح البعث نفسه ويحقق الديموقراطية والوحدة العربية ويبني سوريا الاشتراكية ويزيل المظالم وينتصر على الامبريالية والصهيونية والرجعية ويأتي بالحرية للشعب السوري؟."
لابد لكل حركة سياسية وحزب سياسي ومنظمة حقوقية وشخصية وطنية أن يجيب بجدية عن هذه الأسئلة قبل أن يجيب عنها النظام الهالك لامحالة.



#جان_كورد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبد الباري عطوان في هيستيريا وهذيان
- ماذا تريد المعارضة السورية حقا؟
- يسار هارب ويمين غير موجود
- إسماعيل عمر في محل الأواني الخزفية
- حول العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
- حول رسالة منظمات الأحزاب الكوردية في ألمانيا للسيد جورج دبلي ...
- حول اجتثاث البعث وتطهير العراق منهم
- هل نخون الانتفاضة وشهداءها؟!
- نجاح الانتخابات العراقية انتصار آخر لجورج دبليو بوش
- كوردستان العراق بين الخطوط الحمراء والضوء الأخضر
- الطريق الصعب للديموقراطية في سوريا وسياسة القلب المفتوح
- ما هكذا تورد الإبل يا أستاذ بيانوني
- أعداء الديموقراطية: أنصار الدكتاتورية
- نحن بحاجة إلى عملية -تكريد- شاملة
- عملية الاغتيال في سورية تزيل هيبة البعث الحاكم
- مهزلة الإعلام الكردي الانترنتي
- قضيتنا المركزية هي قضية كوردستان
- لماذا الحملة المسعورة على الأكراد؟
- العافون عن الناس وحكاية الحصان الطائر
- حول العلاقات الكردية – الاسرائيلية في ظل الحقائق التاريخية : ...


المزيد.....




- السعودية.. هذا ما جاء في رسالة الملك سلمان وولي العهد بعد مو ...
- -تحطم طائرة لن ينجو منه أحد-.. تفاعل على توقع ليلى عبداللطيف ...
- بوتين يشكر شي جين بينغ على حفاوة استقباله في الصين
- الدرك الفرنسي يعتقل 240 محتجا ويزيل 76 حاجزا بعملية واسعة في ...
- غالانت يبلغ ساليفان أن -واجب- إسرائيل توسيع العملية البرية ف ...
- في خطاب تنصيبه.. رئيس تايوان يحث الصين على وقف -الترهيب العس ...
- مصر تعلن مواجهتها وضعا صعبا فريدا من نوعه
- أطباء رئيس وزراء سلوفاكيا يوضحون حالته الصحية بعد 5 أيام من ...
- رئيس منظمة إدارة الأزمات في إيران: لا حاجة للحمض النووي للتع ...
- البطريرك كيريل ومفتي المسلمين في روسيا يعزيان بوفاة رئيس إير ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جان كورد - الإدارة الأمريكية وترويض الأسود