أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - جان كورد - العافون عن الناس وحكاية الحصان الطائر














المزيد.....

العافون عن الناس وحكاية الحصان الطائر


جان كورد

الحوار المتمدن-العدد: 903 - 2004 / 7 / 23 - 11:33
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


في خطوة لم يسبق لها مثيل أصدرت المعارضات السورية ومن وراءها الشعب السوري الذي أنهكه العمل المتواصل كأي كادح بروليتاري من أجل لقمة العيش مرسوما لا تشريعيا ينص على العفو عن الذين ارتكبوا بحق هذا الشعب من جرائم يعاقب عليها القانون الدولي، ومنها جريمة استلاب الناس حرياتهم الشخصية والزج بهم في معتقلات تشبه أقفاص القردة واغتصابهم وهدر كرامتهم وقلع أظافرهم وأسنانهم وحواجبهم، وممارسة التعذيب الحيواني عليهم والتلذذ به بالدولاب والكرباج والكهرباء والقارورة التي تستعمل للجلوس عليها بدلا عن الكرسي، وبخاصة عندما يكون المعتقل من المشاهير الذين لهم باع طويل في مجالات الأدب والسياسة والفن أو المال... والغريب أن كل الذين صدر العفو عنهم ينتمون إلى حزب البعث الذي أجبر على ممارسة الحكم رغما عنه منذ ستينات القرن الماضي، وهذا يعتبر خطوة ذكية من الشعب السوري وممثليات لجان حقوق الإنسان التي انتشرت كانتشار الفطر منذ ربيع دمشق الذي توّهم بعضهم وجوده مما أضطر سيادة الرئيس "الفارس الأكبر" إلى الإعلان عن عدم وجوده حقا، ولم يكن الإعلان عنه من قبل بعض المفكرين المشاغبين سوى "كذبة نيسان" في بداية العهد الجديد منذ أربع سنوات عجاف تذكرنا بقصة يوسف والحلم الفرعوني...

ومعلوم أن هذه الجرائم التي من الضروري رفعها إلى محاكم حقوق الإنسان الدولية لخطورتها تستدعي سجن مرتكبيها حتى ولو كانوا من "السلالة القحطانية" التي أنجبت حتى الآن عباقرة كبار في مجال تصريف شؤون المعتقلات السرّية والعلنية وتذويب المعارضات فيها وفي خارجها عن طريق استخدام سياسة "العصا والجزرة". إلا أن الإباء القحطاني يرفض التوجه إلى مثل هذه المحاكم الدولية فهذا يعتبر ضربا من "الاستقواء بالأجنبي" والاستعانة بالديموقراطية الأمريكية التي ترّبى هذا الشعب على احتقارها وازدرائها لمجرد أنها أمريكية، أما الأوربيون فإنهم لا يزالون أبناء أولئك المستعمرين الكلاسيكيين الذين شكلوا هذه المحاكم لمجرد التعكير على الأنظمة التي تخالف سياساتهم المنافية لأبسط قواعد الأخلاق الاجتماعية والسياسية، وهذا ما يرفضه المجتمع السوري، إلا بعض المرتدين عن التقاليد العربية في مجالات التآلف الوطني من أمثال نزار نيوف ومرتزقته من الأكراد...

ولقد أعلن سكرتير حزب كردي يرفع "الحصان الطائر" شعارا له بأن حزبه لا يعتبر نفسه جزءا من المعارضة، ولذا فإن ترحابه بالعفو الصادر عن جرائم النظام سيكون بالتالي أعظم من ترحاب الإخوان المسلمين الذين هم عازمون على بناء جسور مع النظام حتى ولو أضطروا إلى غض النظر عما جرى لآلاف المعذبين في جحور السجون لعقود طويلة من الزمن..

وبالمناسبة فإن هذا الحصان الطائر هو "الدلدل" في اللغة الكردية، حيث يعتقد الكثيرون من الأكراد بأن الإمام علي (رض) كان يمتطي صهوة هذا "الدلدل" الأبيض، وهو كالبراق النبوي... ولماذا اختيار هذا الشعار؟ يبدو أنه من نوع بناء جسر خفي مع النظام الذي غلبت عليه صفة "النظام العلوي".. ولكن هل هذا يقال داخل تنظيمات الحزب المذكور..لا أعلم.

إن توالي البيانات الترحيبية بصدور "العفوالكبير!!" في سوريا بدأ يشوّش التفكير المنطقي علي وعلى أمثالي من الذين لا تزال في حلوقهم بعض الأسئلة، ومنها:
- إن كان هذا العفو للسياسيين أيضا فلماذا لم يفرج عن الجميع؟ وإن كان الذين شملهم العفو مجرمين فكيف يتم العفو عنهم؟
- لماذا يتم اعتقال وتعذيب وسجن وإهانة وترويع السياسيين أصلا؟ أمن أجل وقف مسيرة النضال من أجل الحرية والديموقراطية؟ إذا كان هذا صحيحا، ألا يدل ذلك على أن النظام يخاف الحرية والديموقراطية حقا؟ بل يعاديهما بالسياط والكرباج والأصفاد والقيود والمحاكم الاستثنائية...
- هل سيحصل الذين عاشوا سنوات طويلة من أعمارهم وراء القضبان لأسباب سياسية على تعويضات ومن هو قادر أصلا على تعويض جزء بسيط من عمر الإنسان؟
- لماذا هذا الترحاب الكبير؟ هل هذا يعني أن النظام قد تخلّى عن معاقبة وتعذيب وسجن معارضيه؟ وهل سيفتح أبواب البلاد للحرية والديموقراطية التي لا يعلم عنها أجيال من السوريين شيئا...؟
- من يعفو عن الآخر؟ هل النظام يعفو عن الشعب ؟ أم أن المعارضة تعفو النظام بإسم الشعب؟

إن كل القصة - في رأيي- مسرحية هزلية تثير الرثاء في عصر لم يعد يقبل بالبهلوانيات والاستعراضات التي تقوم بها "الأنظمة التوتاليتارية" بين الحين والحين من باب التجميل والتصقيل والتلوين ، ومن ينخدع بها فهو مشارك في سياسة قمع الشعب السوري واستغبائه من دون أن يدري ..

إن الشعب السوري بحاجة إلى تغيير حقيقي، إلى سياسة اجتماعية – اقتصادية تحديثية تقلل من ظروف دفع المواطن إلى الإجرام والتطاول على القانون، وتوّسع من نطاق الحريات العامة بحيث لا يتمكّن النظام السياسي من قمع معارضيه... ولقد أضحكني قول أحدهم معلّقا على مسلسل العفو الأخير: " ليش في خبز كافي بالسجون حتى يطعموا كل هالمجرمين؟"



#جان_كورد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول العلاقات الكردية – الاسرائيلية في ظل الحقائق التاريخية : ...
- إلى رئيس وزراء تركيا - رسالة كردية بالعربي
- الكرد حزينون ولكنهم ليسوا ضعفاء
- الحوار مع البعث وأجهزته الأمنية إلى أين؟
- نحو استراتيجية كردية جديدة في سوريا
- وماذا عن التعذيب في السجون العربية؟
- أنعود من منتصف الطريق؟
- هل نحن على الطريق الصحيح؟!
- هل نحن حقاً شركاء في الوطن ؟!
- ماذا تريدون من الكرد أيها السادة؟
- إسألوا الشعب الكردي أولا...!!
- الطريق الطويل إلى الديموقراطية في الشرق الأوسط
- نظرة في رد الفعل الكردي على الإرهاب
- مأزق المعارضة السورية الديموقراطية
- المعارضة السورية من الفرز الطبقي إلى الفرز الديموقراطي
- الشارونيون يهددون الأسد والأسد يهدد الأكراد
- في مواجهة جدية للتهديد التركي – السوري
- سوريا تعانق تركيا على الطريق نحو واشنطن
- لا حق للكرد في تقرير مصير كردستان -العربية!-
- لماذا لا يعترف العرب بالجريمة؟


المزيد.....




- الأردن.. عيد ميلاد الأميرة رجوة وكم بلغت من العمر يثير تفاعل ...
- ضجة كاريكاتور -أردوغان على السرير- نشره وزير خارجية إسرائيل ...
- مصر.. فيديو طفل -عاد من الموت- في شبرا يشعل تفاعلا والداخلية ...
- الهولنديون يحتفلون بعيد ميلاد ملكهم عبر الإبحار في قنوات أمس ...
- البابا فرنسيس يزور البندقية بعد 7 أشهر من تجنب السفر
- قادة حماس.. بين بذل المهج وحملات التشهير!
- لواء فاطميون بأفغانستان.. مقاتلون ولاؤهم لإيران ويثيرون حفيظ ...
- -يعلم ما يقوله-.. إيلون ماسك يعلق على -تصريح قوي- لوزير خارج ...
- ما الذي سيحدث بعد حظر الولايات المتحدة تطبيق -تيك توك-؟
- السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن للبحث في -عدوان الإم ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - جان كورد - العافون عن الناس وحكاية الحصان الطائر