أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جان كورد - حول اجتثاث البعث وتطهير العراق منهم















المزيد.....

حول اجتثاث البعث وتطهير العراق منهم


جان كورد

الحوار المتمدن-العدد: 1157 - 2005 / 4 / 4 - 10:22
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الذين درسوا تاريخ حزب البعث العربي الاشتراكي وتأسيسه ونشأته يعلمون أن هذا الحزب قد تأثر تأثرا بليغا بالحزب النازي الألماني والحزب الفاشي الايطالي، ومدرسة المقبور ميشيل عفلق قد أخرجت مجرمين كبار كمجرمي النازية، وأن النازيين والفاشيين اتهموا وأدينوا بعد القضاء على حكمهم الجائر بجرائم الاعتداء على الدول المجاورة وتمزيق الاتفاقيات المعقودة وانتهاك المواثيق الدولية وضم أراض الغير والقيام بجرائم ضد الإنسانية بإبادة الأعراق والأقليات القومية والدينية، وهي ذات التهم التي سيحاكم عليها مجرمو البعث الكبار من أمثال صدام حسين وزمرته الطاغية التي تقبع الآن في السجون تنتظر كلمة الشعب العراقي والإنسانية جمعاء بحقها، ونأمل أن يكون الحكم عليهم عادلا ومنصفا بقدر الظلم الذي وقع من قبلهم على هذا الشعب وعلى هذه الإنسانية.. كما أن مرتكبي المذابح والمجازر في سوريا البعثيين لا بد وأن يجرعوا من ذات الكأس التي جرع منها رؤوس النازيين والبعث العراقي...

النازيون والبعثيون وعدوا شعبيهما بالوحدة القومية واسترداد المغتصب وتحقيق الاشتراكية الوطنية وتأمين الحريات بعد ذلك، وفشلا في ذلك فشلا ذريعا، والفارق الوحيد بين النازيين والبعثيين يكمن في أن النازيين دافعوا عن زعيمهم حتى آخر صف من صفوف الرجال، بل من فتيانهم الذين رفضوا مفارقة مواقعهم حول مقر زعيمهم أدولف هتلر الذي فضل الانتحار مثل العديد من جنرالاته على الاستسلام، في حين أن البعثيين حاولوا الفرار بما لديهم من أموال ومجوهرات وغنائم منحها لهم "القائد الأكبر!"، تاركين بطلهم القومي يعيش حتى لحظة اعتقاله في حفرة عميقة في الأرض ينهش القمل جلده.

البعثيون حكموا العراق فترة أطول بكثير مما حكم النازيون ألمانيا، وفي وقت فشل فيه البعثيون في حروبهم على ايران والكويت وشعب كوردستان الجنوبي، فإن النازيين تمكنوا وبسرعة مذهلة أن يسيطروا على مناطق واسعة من أوروبا والاتحاد السوفييتي وشمال أفريقيا ولسنوات عديدة...

لدى انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945 وقع عدد من زعماء الحزب النازي في قبضة الحلفاء من أمثال هيرمان غورنغ، فيلهلم فريك ويوليوس شترايشر وروبرت لي، أو الذين ساعدوا النازيين من كبار أصحاب المصانع ورأس المال مثل ألفريد كروب والقائمين بأعمال شركات فليك الشهيرة، والذين كانوا مسؤولين مباشرة عن حرب إبادة اليهود والمذابح الجماعية للغجر واليوغسلافيين والروس والبولونيين.. مثلما تم القبض على أهم أفراد الطغمة البعثية المجرمة في العراق بعد سقوط بغداد بفترة وجيزة... ولكن كان لايزال هناك في ألمانيا حينذاك أكثر من 6.5 مليون عضو من الحزب النازي، ومن بينهم 65% من موظفي الدولة و 80% من رجال القانون ومن القضاة والعاملين في المحاكم والسجون. كما كان هناك حوالي نصف مليون عضو من اتحاد نقابة المعلمين النازيين و أكثر من سبعين ألفا من رابطة الأطباء التابعين للنازية. أي أن وضع البعث في العراق لم يكن يختلف عن وضع النازيين هؤلاء بعد أن تقوفت الطائرات الحربية الأمريكية عن القصف المكثف وأعلن الرئيس الأمريكي انتهاء الأعمال الحربية الواسعة في العراق، بعد أقل من شهر من بدئها.

اتفق الحلفاء في 2 آب / أغسطس في مدينة بوتسدام الملاصقة لبرلين حاليا على تطهير البلاد الألمانية من رجس النازية عن طريق تقديم المجرمين ومن ساعدهم إلى المحاكم لينالوا جزاءهم، ولكن في الحقيقة طالت فترة التطهير هذه لدى الأمريكان والانجليز الذين كانوا متباطئين حقا لكونهم كانوا يطمحون في تسخير الألمان في خدمة أهدافهم العدائية ضد الشيوعية ، ولو اقتضى ذلك غض النظر عن بقاء جزء هام من النازيين، كما غضوا النظر عن مسلسل هروب كثيرين من كبار العسكريين النازيين من أمثال أريش ريبكى، كارلوس فولدنر، جوزيف مينغلى وأولريش رودل بمعونة الكاردينال الكاثوليكي في إيطاليا آلويس هودال والتاجر الهولندي رودولفو فرويدى ومئات آخرون إلى الأرجنتين، حيث كان هناك الرئيس الأرجنتيني خوان دومينيكو بيرون المتعاطف مع الفاشيين والنازيين يأمل في أن يعتمد عليهم في بناء جيشه وتطوير قواته الجوية والبحرية... أما في المنطقة التي خضعت للروس في شرق ألمانيا وجزء من برلين العاصمة فقد جرت عملية تطهير البلاد من النازيين بسرعة فائقة بأن تم اجتثاثهم دون رحمة أو شفقة من كل دوائر الحكومة... ومع ذلك بقي عدد هائل من النازيين هناك أيضا.

إن بطء الأعمال البيروقراطية وحاجة الحلفاء للعاملين من أجل اعادة بناء ألمانيا وبخاصة في مجال الخدمات الصحية وازالة حطام البنايات المدمرة واعادة إصلاح المنافع الضرورية، وبسبب أن عدد النازيين كان كبيرا للغاية بحيث شمل الطبقة المتوسطة الألمانية كلها أثناء الحرب، فقد فشل برنامج اجتثاث النازيين على كل الجبهات، وتباطأت المحاكم لقلة القضاة المستقلين أو المعادين للنازية ، وظهر العفو من قبل الحلفاء مرات ومرات، وتم ترغيب النازيين الباقين للمساهمة في شؤون الدولة، حتى أفرج عن بعض كبار المجرمين من الذين قتلوا آلافا من البشر أو أشرفوا على عمليات تعذيب واسعة النظاق ودفن الأحياء بالجملة لمجرد أنهم حوكموا بأقل من 15 سنة، ومنهم ألفريد كروب الذي كان مسؤولا عن تسخير آلاف من السجناء والأجانب لأعماله الصناعية، وفريتز مير الذي كان مسؤولا عن بناء الأفران في معسكر أوسفيج لإبادة اليهود وغيرهما، بل عاد بعضهم للمشاركة مع الأيام في اعادة بناء سياسة الدولة الألمانية وشركات القطاع الخاص وفي كل المجالات الاقتصادية والعلمية والاعلامية من أمثال هانز غلوبكى، كارل كارستنز، ريتشارد غيلين والسياسي الكبير جورج كيسنجر، كما نال بعضهم راتبه التقاعدي على خدماته في العهد النازي أو تقاضت عوائلهم ذلك.. ومنهم من بقي حرا طليقا حتى قبيل انتهاء القرن الماضي أو بعد ذلك، مثل رجل المخابرات الرهيب اريش بريبكى ومثيله فريدريش انجل أو المجرم المعروف كلاوس باربي...

واليوم نرى وضعا شبيها أمامنا، إذ أن هناك عشرات الألوف من البعثيين ، من مجرمين كبار وصغار، شارك كل منهم على قدر طاقته في تحريك ماكينة القتل والإرهاب والإبادة الصدامية، ومنهم من سلب الناس أموالهم، وهرب مع أول طلقة أمريكية إلى الأردن أو سوريا أو دولة عربية أخرى، بل منهم من وصل إلى أوروبا وكان في عهد صدام مسؤولا عن القتل والتعذيب والاعتداء على أعراض الناس.. كما كان من النازحين وزير الإعلام الشهير محمد الصحاف الذي تركه الأمريكان يتوجه بالطائرة إلى دولة خليجية، ومنهم جنرالات خانوا صدام وكانوا من المقربين إليه وهم يعيشون في منطقة بوتوماك التي يسكنها الأثرياء والأقوياء و"الأذكياء" ليس بعيدا من العاصمة الأمريكية واشنطن. ولا يخفى أن عائلة صدام حسين بنفسه تعيش في بحبوحة من العيش في دولة عربية على حساب الشعب العراقي الذي يعاني الأمرين الآن...
ونسمع من العراقيين – عبر أقنية التلفاز – بأن كثيرين من مجرمي البعث ومسؤوليه عادوا وتسنموا مراكز حيوية وهامة في أجهزة الدولة والحرس الوطني والقوات العراقية المسلحة، ومنهم من تم إغراؤه ليتخلى عن بعثيته وعقيدته العروبية عسى أن يتحول إلى موظف عادي يقوم بواجبات المواطن العراقي، على الرغم من أن يديه ملوثتان بدماء الشعب العراقي أو يملك مما كان يغدق عليه صدام حسين ما لا يملكه العراقيون الآخرون...

طبعا إنها مشكلة عويصة ومؤلمة للشعب العراقي الذي ذاق الهوان على أيدي البعثيين، وذات المشاكل التي جابهت الروس والأمريكان والانجليز وحلفاءهم الآخرين بعد سقوط النازية تجابه الأمريكان وحلفاءهم هذه المرة في العراق. والسجون مليئة بالبعثيين ومن أغراهم البعث بالقدوم إلى العراق لشن حرب ماحقة وساحقة لأمريكا، وكذلك الذين أرسلتهم دول مجاورة للعراق وآخرين ينشرون الرعب في قلوب العراقيين جاؤوا من كل بقاع العالم ليحاربوا عوضا عن الشعب العراقي كما يبدو، وكأن هذا الشعب الذي ذهب بملايينه العديدة إلى صناديق الانتخاب لايدري أن الأمريكان هناك....
ولابد أن يسأل بعض الناس: " هل ستسخدم أمريكا البعثيين بعد الخلاص من صدام حسين مثلما استخدمت النازيين بعد التخلص من هتلر وعصابته لمآربها في العراق؟.."

برأيي إن البعثيين لا يختلفون عن النازيين ، سواء أكان الذي يستخدمهم صدام حسين أو الأمريكان، مثلما استخدم هتلر النازيين ومن بعده أمريكا وحلفاؤها الآخرون... والأسباب كثيرة لا مجال للحديث عنها حتى لا يطول المقال...



#جان_كورد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل نخون الانتفاضة وشهداءها؟!
- نجاح الانتخابات العراقية انتصار آخر لجورج دبليو بوش
- كوردستان العراق بين الخطوط الحمراء والضوء الأخضر
- الطريق الصعب للديموقراطية في سوريا وسياسة القلب المفتوح
- ما هكذا تورد الإبل يا أستاذ بيانوني
- أعداء الديموقراطية: أنصار الدكتاتورية
- نحن بحاجة إلى عملية -تكريد- شاملة
- عملية الاغتيال في سورية تزيل هيبة البعث الحاكم
- مهزلة الإعلام الكردي الانترنتي
- قضيتنا المركزية هي قضية كوردستان
- لماذا الحملة المسعورة على الأكراد؟
- العافون عن الناس وحكاية الحصان الطائر
- حول العلاقات الكردية – الاسرائيلية في ظل الحقائق التاريخية : ...
- إلى رئيس وزراء تركيا - رسالة كردية بالعربي
- الكرد حزينون ولكنهم ليسوا ضعفاء
- الحوار مع البعث وأجهزته الأمنية إلى أين؟
- نحو استراتيجية كردية جديدة في سوريا
- وماذا عن التعذيب في السجون العربية؟
- أنعود من منتصف الطريق؟
- هل نحن على الطريق الصحيح؟!


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جان كورد - حول اجتثاث البعث وتطهير العراق منهم