أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - جان كورد - قضيتنا المركزية هي قضية كوردستان















المزيد.....

قضيتنا المركزية هي قضية كوردستان


جان كورد

الحوار المتمدن-العدد: 937 - 2004 / 8 / 26 - 08:43
المحور: القضية الكردية
    



قد يتهمني بعض القراء الكرام بالجهل بمسائل السياسة، وأنا حقا لا أعلم شيئا عن السياسات التي ترسم خلف الكواليس، بعيدة عن عيون الشعب وآذانه وقلبه.. إلا أنني أعلم جيدا بأن لكل أمة من الأمم وشعب من الشعوب قضية مركزية، أساسية وهامة، تعتبرسائرالقضايا الأخرى بالنسبة إليها ثانوية أو تأتي في الدرجة الثانية أوالثالثة أوالرابعة من جدول أعمال أحزابها وهلم جرا...فالقضية الأساسية لدى شعب جزيرة قبرص مثلا هي وحدة الجزيرة كسابق عهدها، أي إلغاء الدويلة التركية التي أنشئت في الجزء الشمالي من الجزيرة تحت ضغط الزحف التركي في سبعينات القرن الماضي عندما كان بولند أجاويد رئيسا للوزراء، والتي لم يعترف بها المجتمع الدولي رغم أن تركيا تشكّل قوّة عسكرية ضخمة في حلف الناتو وتتمتّع بعلاقات استراتيجية مع كل من الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا... والقضية الأساسية لشعب كشمير مثلا هي التخلّص من الاستعمار الهندي وتوحيد البلاد وبناء دولة وطنية موّحدة... وقضية تركيا المركزية هي منع الأمة الكردية من اقامة دولة مستقلة لها بشتى السبل والوسائل حتى ولو أضطرت بسبب تعنتها هذا إلى الدخول في حروب مع الجيران كلهم، والقضية الأولى للولايات المتحدة الأمريكية هي استمرار زعامتها للعالم الحر لأن خسران تلك الزعامة سيؤدي إلى تأخرها وتخلفها وفقدانها السيطرة على المناطق الاستراتيجية في العالم، وبالتالي فقدانها لمصالحها الحيوية أينما كانت.
والسؤال الذي أطرحه هو: ما هي القضية المركزية التي يجب أن تشغل بال السياسيين الأكراد وقادتهم وأحزابهم ومثقفيهم؟... وهل للكورد قضية مركزية على الإطلاق؟ إهتم المثقفون الكورد بعد الحرب العالمية الثانية كثيرا باقامة النظام الشيوعي في البدان التي تقتسم أرض كوردستان إيمانا منهم بأن قيام الشيوعية سيوّفر لهم الفرصة للخلاص من الاضطهاد الذي يعاني منه شعب كوردستان، ويتحرر فيه الفقراء والمستضعفون من الظلم الاجتماعي، إلا أن الشيوعية انهارت في أقوى مراكزها وانفرط حلفها في أهم حلقاته، ثم تلاشت قواه وتحطمت آلته العسكرية الضخمة وانقلب كوادرها عليها ليصبحوا من دعاة جمع الثروة وبناء النظام الرأسمالي الذي حاربوه طوال حياتهم...
ووجد المثقفون الكورد اليساريون أنفسهم بعد عقود من الزمن في خانة اليأس والضعف والتشتت الفكري... ومن الأكراد من انخدع بمقولة عدم الحاجة إلى الدولة الكوردية بحجة "الدين الواحد" لشعوب المنطقة، رافضين العمل من أجل اقامة كيان كوردستاني لشعبهم، ومتناسين أن هناك أكثر من عشرين دولة عربية يدين شعوبها في غالبيتها العظمى بنفس الدين، وأن العرب والترك والفرس يستغلون إيمان الكوردي القوي بالدين المشترك هذا ليعملوا في بلاده تخريبا وتشريدا وتقتيلا وليمارسوا التعريب والتتريك والتفريس بأفظع صورها العنصرية.. وكأنهم نسوا ما فعله (أبو الأتراك – آتاتورك!!) بكوردستان تحت شعار "وحدة الدين والوطن!" بعد القضاء على السلطنة العثمانية وازالة كل مايربط تركيا بالدين المشترك.. ثم طلع علينا السيد عبد الله أوجلان بعد أن لاحظ عدم مقدرة حزبه على انتزاع الحقوق القومية للشعب الكردي عن طريق الكفاح المسلّح بمقولة "الجمهورية الديموقراطية!!" أي جمهورية آتاتورك التي قامت على مذابح متتالية واضطهاد دائم للشعب الكردي، وراحت ماكينة إعلام حزبه تصوّر هذا الشعار وكأنه قضية مركزية للأمة الكوردية بعد أن كان يتهم كل الأحزاب الكردية الأخرى بأنها تتهاون في مسألة "تحرير وتوحيد كوردستان" أو أنها تخون قضية "الاستقلال"..ولا تزال فكاهة النضال من أجل هذه الجمهورية الديموقراطية مستمرّة على كافة المستويات...
وفي جنوب كوردستان حيث القيادات الكوردية الناضجة والمتمرّسة والحكيمة... نرى بأن الاهتمام بوحدة العراق يأخذ جلّ وقتها وشرعت مسحة عراقية تغمر وجوه زعمائها، بحيث تطفح المفردات المتعلّقة بالعراق على خطابهم السياسي في حين تكاد لا تعثر في هذا الخطاب على المفردات المتعلّقة بكوردستان...
وحقيقة لو تخلّى أقطاب الشمال عن مقولة "الجمهورية الديموقراطية" وأقطاب الجنوب عن "عرقنة القضية الكوردية" والتقوا جميعا على طاولة مستديرة وسألوا بعضهم بعضا: من أجل ماذا حاربنا؟ وماذا نفعل الآن؟ وما هي قضيتنا الاساسية؟ لكان خيرا لهم وللأجيال الكردية القادمة التي تريد أن تتعرّف على قضيتها الأساسية التي تبدو مضطربة الصورة ومشوّشة في عقولهم إلى درجة كبيرة.
لو أولى الزعماء الكورد والإعلام "الكوردستاني" القضية الأساسية للأمة الكوردية نصف اهتمامهم بموضوع الجمهورية الديموقراطية أو الوحدة العراقية لتقدمّت حركة التحرر الوطني الكوردية في كل أجزاء كوردستان تقدّما كبيرا.. ولقد لاحظت بأن بعضهم لم يعد يستخدم لفظ "كوردستان" وانما يكثر في حديثه استخدام لفظتي "العراق" و "تركيا" و"سوريا" و"ايران" وكأن الواقع المفروض على الأمة الكوردية من قبل الاستعمار الأجنبي قدر لا مفرمنه..
برأيي إن السيل قد بلغ الزبى، ويجب نقد هذه السياسات وهذه المواقف الخاطئة أمام الشعب الكردي في كل مكان والتلميح الصريح للقيادات الكوردية والزعامات التاريخية بأن قضيتنا الأساسية هي كوردستان وليس ما ينسجونه من تكتيكات وأحلام وردية عن التعايش بين شعوب المنطقة على حساب هذه القضية.. فلماذا لا يتخلى الترك عن تركيا والعرب عن سوريا والعراق والفرس عن ايران من أجل تعزيز هذا التعايش ويقبل الكورد بالتخلي عن قضيتهم المحورية الفائقة الأهمية من أجل ذلك؟
لست من الذين يريدون الخصام والنزاع بين شعوب المنطقة، وأنا مع فكرة "الأمة الكبيرة في الشرق الأوسط" ولكن على غرار مافعله الأوربيون، حيث أقاموا اتحادهم الأوربي الكبير بنجوه العديدة، بعد الاعتراف بالحق المتساوي للجميع واعترفوا بأعلام الجميع وحدود بلاد الجميع والقواني الوطنية للجميع، ولم يطلبوا من شعب من شعوبهم، مهما كان صغير الحجم، بالتخلي عن ذاته وقوميته ومميّزاته الخاصة ليصبح أوربيا.
وحقيقة هذا سيضمن للكورد أيضا ، فيما اذا تحقق في شرقنا الأوسط، أن يشاركوا بفعالية في بناء اتحاد عربي – تركي – فارسي.. ولن يطالب الكورد حينذاك بدولة قومية لهم، فالأقلية الألمانية التي نالت حقوقها القومية ضمن بلجيكا والاتحاد الأوربي لم تعد تطالب بالإنضمام إلى دولة ألمانيا ، وهذا شيء جيدر بالبحث والاهتمام... إلا أن هذه الأقلية أيضا تعتبر أن قضيتها المركزية هي مصالح ألمانيا والشعب الألماني ضمن هذا الاتحاد الكبير...
لذا فإن من الضروري تحديد ماهية القضية المركزية للأمة الكوردية والتأكيد على العمل من أجلها على كافة المستويات السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والاعلامية الكردية، وهذا لا يعني بأي شكل من الأشكال العمل ضد اتحاد اختياري واسع لشعوب المنطقة، إلا أنه لا يجوز لأحد أن يضع مسألة الوحدة القومية لأمة تزيد عن ال(35) مليون نسمة خلف وحدة العراق أوالدفاع عن السياسة الخارجية أو الداخلية لأي نظام آخر، إن كان في ايران أو سوريا أو تركيا.. ناهيك عن وضع قضية معتقل كردي في مقدمة المسائل الأساسية للأمة الكوردية، مع أن الإفراج عن كل المعتقلين السياسيين دون استثناء قضية وطنية مشتركة وهامة وضرورية...
برأيي إن قضيتنا الأساسية والأهم من بين كل القضايا هي قضية كوردستان، وليس أي شيء آخر.



#جان_كورد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا الحملة المسعورة على الأكراد؟
- العافون عن الناس وحكاية الحصان الطائر
- حول العلاقات الكردية – الاسرائيلية في ظل الحقائق التاريخية : ...
- إلى رئيس وزراء تركيا - رسالة كردية بالعربي
- الكرد حزينون ولكنهم ليسوا ضعفاء
- الحوار مع البعث وأجهزته الأمنية إلى أين؟
- نحو استراتيجية كردية جديدة في سوريا
- وماذا عن التعذيب في السجون العربية؟
- أنعود من منتصف الطريق؟
- هل نحن على الطريق الصحيح؟!
- هل نحن حقاً شركاء في الوطن ؟!
- ماذا تريدون من الكرد أيها السادة؟
- إسألوا الشعب الكردي أولا...!!
- الطريق الطويل إلى الديموقراطية في الشرق الأوسط
- نظرة في رد الفعل الكردي على الإرهاب
- مأزق المعارضة السورية الديموقراطية
- المعارضة السورية من الفرز الطبقي إلى الفرز الديموقراطي
- الشارونيون يهددون الأسد والأسد يهدد الأكراد
- في مواجهة جدية للتهديد التركي – السوري
- سوريا تعانق تركيا على الطريق نحو واشنطن


المزيد.....




- لازاريني: المساعي لحل الأونروا لها دوافع سياسية وهي تقوض قيا ...
- نتنياهو يشعر بقلق بالغ من احتمال إصدر الجنائية الدولية مذكرة ...
- على غرار رواندا.. هل يرحل الاتحاد الأوروبي اللاجئين إلى تونس ...
- اعتقال العشرات المؤيدين للفلسطينيين في حرم جامعات أميركية
- طلاب في جامعة كاليفورنيا يتظاهرون دعمًا للفلسطينيين.. شاهد م ...
- شاهد - مئات الإسرائيليين يتظاهرون ضد حكومة نتنياهو
- ماذا لو صدرت مذكرات اعتقال دولية بحق قادة إسرائيل؟
- حراك الجامعات الأميركية يتواصل رغم الاعتقالات ويصل كندا
- انتقاد أميركي للعراق بسبب قانون يجرم العلاقات المثلية
- نتنياهو يشعر بقلق بالغ من احتمال إصدر الجنائية الدولية مذكرة ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - جان كورد - قضيتنا المركزية هي قضية كوردستان