أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - جان كورد - هل نخون الانتفاضة وشهداءها؟!















المزيد.....

هل نخون الانتفاضة وشهداءها؟!


جان كورد

الحوار المتمدن-العدد: 1132 - 2005 / 3 / 9 - 11:16
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


خطاب الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد يوم 5/3/2005 أمام مجلس الشعب السوري بدا كرد فعل مرتعش أمام التصريحات الأمريكية القوية مثل: "القضية لم تعد الآن بين سورية والولايات المتحدة، وانما بين سورية وشعوب المنطقة التي تطمح الى مستقبل أكثر ازدهاراً وديموقراطية.." أو "على سورية أن تأخذ بخيار استراتيجي لا يبقيها عاملاً سلبياً في المنطقة..." وكان – حسب قناعتي – يبعث على الأسى والحزن.. وبخاصة مرأى "نواب الشعب السوري" وهم يصفقون تصفيقا حارا لكل جملة تنطلق من فم الرئيس الذي حاول أن يظهر بمظهر الواثق بنفسه وغير المرتعد أمام أقوى دول العالم وأكثرها إصرارا على زحزحته عن أراضي لبنان عسكريا واستخباراتيا وسياسيا وشعبيا، وآلمني حقا مظهر هؤلاء النواب التعساء وهم ينتفضون من أماكنهم ليرددوا كأطفال المدارس الابتدائية أمام مراقب المدرسة "بالروح بالدم نفديك يا بطل..!!" مما ذكرنا بمرأى بطانة صدام حسين الغاشمة التي طوى ذكرها في التاريخ، على الرغم من أن السيد الأسد قال مؤكّدا لمجلة أمريكية بارزة بعد خطابه هذا بأنه ليس صدام حسين، أي أنه لن يلعب دور البطل الذي جعلته حماقته يبحث في آخر مرحلة من مراحل بطولته عن جحر ضب يختفي فيه.... نعم الأسد تعلّم من رأس الذئب المقطوع أن البطولة تستدعي أحيانا سحب قواته صوب "الطائف!" كما سخرت إحدى الجرائد اللبنانية، والدنيا تعلم وكذلك زعيم حزب الله حسن نصر الله الذي أعلن رفضه للقرار الدولي 1559 بأن على الأمة العربية تفسير الانسحاب السوري على هدى ميثاق الطائف وليس بسبب الضغوط والتهديدات الأمريكية وتلميحات السيد كوفي عنان بأنه مضطر لأن يقدّم تقريرا إلى مجلس الأمن في الشهر القادم إذا ما اصرّت سورية على موقفها "المتعنت" في لبنان، ولن يكون التقرير في صالح سوريا أبدا.
على كل حال، نعلم جميعا بأن سوريا لن تسمح لأي من أبطالها ارتكاب أخطاء صدام حسين وسيستمر الانسحاب عبر البقاع إلى داخل الأراضي السورية شاء هؤلاء الأبطال أم أبوا...مما سيعتبره اللبنانيون والسوريون على حد سواء فرارا ورضوخا لرغبات البيت الأبيض وليس تنفيذا لبنود "الطائف"...
الذي أريد أن أتحدث عنه ليس هذا ولا ذاك من سياسات المد والجزر السورية ولا تهديدات الأمريكان وحلفائهم، فالمسرحية على وشك الانتهاء أو كادت تأخذ منحى آخر من الأحداث بعد هذا الخطاب الذي لن يكتبه التاريخ في صفحاته الناصعة، وسيحاول السوريون نسيانه بسرعة..
الذي يخطر ببالي الآن هي فرحة الشعب اللبناني والمعارضة الديموقراطية اللبنانية وأنصارها، في وقت لايزال فيه الشعب السوري عموما والكوردي خصوصا خارج مجلس الشعب السوري، في البلاد السورية، في هم وحزن وتحسّر وترقّب... وهو الذي ابتلي بأكثر مما ابتلي به اللبنانيون نتيجة السيطرة العسكرية السورية على جزء من بلادهم.. فكل المآسي والمصائب وأشكال الكبت والعنف والعدوان التي مارستها القوات السورية في لبنان مورست ولا تزال تمارس ضد الشعب السوري، وبشكل صارخ في كوردستان سورية ، ونعني بها المناطق التي تسكنها أغلبية كوردية واضحة في المنطقة الشمالية التي تمتد من أقصى شرق البلاد إلى أقصى غربها... فلماذا على السوريين – والكورد منهم خاصة - أن لايفرحوا مثل الشعب اللبناني بانتصار الحرية والديموقراطية على الدكتاتورية والاستبداد؟! ولماذا يظلمهم المجتمع الدولي إلى هذا الحد؟ لماذا لايراهم السيد كوفي عنان والسيد جورج دبليو بوش والديموقراطيون اللبنانيون جميعا إن كانوا فعلا يريدون الحرية والديموقراطية لكل الشعوب؟ أم على الشعب السوري أن يتعرّض لمهانات أخرى وتجهض له انتفاضات أخرى ويقتل ويعذب ويسجن آلاف آخرون من مواطني سورية، عربا وكردا ومن مختلف القوميات والفئات والطوائف السورية حتى يصدر المجتمع الدولي وقوى العالم العظمى قرارات وبنودا تمنع هذه السياسة المجرمة بحق السوريين في يوم من الأيام؟ وهو ذات المجتمع الدولي الذي تدخّل في شؤون العراق وأصدر قرارا صارخا بحماية اقليم كوردستان العراق أو نصفه شمال خط العرض 36 في 1991 رغم أن القرار كان تدخلا في أمور دولة عضو في الأمم المتحدة، واعتبر ذلك من قبل خبراء القانون الدولي الكبار تطويرا إيجابيا في استراتيجية الأمم المتحدة العليا لصالح الشعوب والمضطهدين والمهضومة حقوقهم...
ولكي لا نطيل الحديث في هذا الشأن مع انه مهم جدا، نعود إلى صفنا الكوردي الذي أهلكته التمزّقات السياسية، ونتحدّث عما سيفعله الكورد بمناسبة الذكرى الأولى لانتفاضتهم المجيدة على نظام الاستبداد البعثي في 12 من آذار، تلك الانتفاضة التي ارتسمت معها بوضوح تام حدود المناطق الكوردية التي يعتبرها الكورد كوردستان سوريا بحق وحقيقة... تلك الانتفاضة التي سقط فيها عشرات الشباب الكورد، رجالا ونساء، عمالا وفلاحين وطلاب مدارس وأصحاب محلات تجارية، وجرح فيها المئات وسجن بسببها وعذب الألوف في المعتقلات الرهيبة، ومع ذلك تجرّأ بعض فطاحل السياسة الكوردية في داخل الحركة السياسية الكوردية وخارجها وكذلك مسؤولو النظام البعثيين وأشباههم من مرتزقة وانتهازيين على أن يصفوها بالحدث أو بالفتنة التي تم تحريكها من الخارج واستهدفت تقويض الوحدة الوطنية!!! على الرغم من رأس النظام ذاته قد أعلن بأنها أمام العالم في مقابلة له مع قناة الجزيرة القطرية لم تكن تحريكا خارجيا وأن الشعب الكوردي جزء من النسيج الوطني والتاريخي للشعب السوري...
فهل ندع هذه الذكرى الأولى تمر دون أن نحيي فيها شهداء شعبنا بتحية تليق بهم؟ أم هل نترك هذه المناسبة دون تعبير صادق بالتصاقنا بقضية شعبنا الأساسية والمطالبة بمطالبنا القومية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية العادلة؟ أم نتجاوز هذا اليوم أو نتركه يمر علينا ونحن كالخراف الوجلة التي تنظر بعين مرتعدة إلى سكين الجزّار دون ابداء أي لون من ألوان المقاومة السلمية والعصيان المدني والنشاط العملي أو الهتاف في وجه الاستبداد والجور والتمييز القومي وهدر الحقوق واغتصاب الكرامة، وحولنا مختلف السوريين الديموقراطيين والوطنيين الشرفاء يقولون: نعم الشعب الكوردي – ثاني قومية في البلاد – شعب مظلوم ويتعرّض لأشكال عديدة من الاضطهاد والظلم ويجب انصافه ومنحه حقوقه القومية العادلة، مثلما قال الأستاذ البيانوني في مقابلة مع قناة المستقّلة قبل خطاب السيد الأسد بيوم واحد، ووافقه على رأيه الدكتور محمود الضغيم وهو بعثي قديم منشق فرض على المستمعين مزيدا من الاحترام لجرأته على كشف حقيقة النظام البعثي والتنظيم البعثي وممارسات القمع والتمييز والعدوان في سوريا وتبعية الجبهة التي سماها باللاوطنية واللاتقدمية ومجلس الشعب الذي قال عنه بأنه "مجلس النهب"...
إن ما أخشاه هو أن تمر هذه الذكرى على حركتنا السياسية الكوردية في سوريا بأقل شكل من أشكال الاجلال والاحترام والتقدير وبحيث يفرح مسؤولو النظام في ذلك اليوم أكثر مما يفرح الشعب الكوردي، وبأن لا يلاحظ العالم المتمدّن والرأي العام العالمي ما يثيراهتمامه بتلك الانتفاضة وبقضية شعبنا من مظاهر تكريم هذا اليوم الجليل فتتهم حركتنا السياسية بعدم الوفاء لأحد أهم أيام شعبها العظيمة، يوم الانتفاضة... يوم الحرية... وهذا سيؤلمني حقا وسيترك آثاره في نفسي مدى الحياة.. وآمل أن لايخيب ظني في أولئك الشباب المتقدين وطنية وجرأة وحبا للكورد ووفاء لقضية شعبهم وعلى وجه الخصوص لشهدائهم الأبطال وعوائل الشهداء والمساجين ولكل المناضلين من أجل حرية سورية ...



#جان_كورد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نجاح الانتخابات العراقية انتصار آخر لجورج دبليو بوش
- كوردستان العراق بين الخطوط الحمراء والضوء الأخضر
- الطريق الصعب للديموقراطية في سوريا وسياسة القلب المفتوح
- ما هكذا تورد الإبل يا أستاذ بيانوني
- أعداء الديموقراطية: أنصار الدكتاتورية
- نحن بحاجة إلى عملية -تكريد- شاملة
- عملية الاغتيال في سورية تزيل هيبة البعث الحاكم
- مهزلة الإعلام الكردي الانترنتي
- قضيتنا المركزية هي قضية كوردستان
- لماذا الحملة المسعورة على الأكراد؟
- العافون عن الناس وحكاية الحصان الطائر
- حول العلاقات الكردية – الاسرائيلية في ظل الحقائق التاريخية : ...
- إلى رئيس وزراء تركيا - رسالة كردية بالعربي
- الكرد حزينون ولكنهم ليسوا ضعفاء
- الحوار مع البعث وأجهزته الأمنية إلى أين؟
- نحو استراتيجية كردية جديدة في سوريا
- وماذا عن التعذيب في السجون العربية؟
- أنعود من منتصف الطريق؟
- هل نحن على الطريق الصحيح؟!
- هل نحن حقاً شركاء في الوطن ؟!


المزيد.....




- -انتهاك صارخ للعمل الإنساني-.. تشييع 7 مُسعفين لبنانيين قضوا ...
- لماذا كان تسوس الأسنان -نادرا- بين البشر قبل آلاف السنوات؟
- ملك بريطانيا يغيب عن قداس خميس العهد، ويدعو لمد -يد الصداقة- ...
- أجريت لمدة 85 عاما - دراسة لهارفارد تكشف أهم أسباب الحياة ال ...
- سائحة إنجليزية تعود إلى مصر تقديرا لسائق حنطور أثار إعجابها ...
- مصر.. 5 حرائق ضخمة في مارس فهل ثمة رابط بينها؟.. جدل في مو ...
- مليار وجبة تُهدر يوميا في أنحاء العالم فأي الدول تكافح هذه ا ...
- علاء مبارك يهاجم كوشنر:- فاكر مصر أرض أبوه-
- إصابات في اقتحام قوات الاحتلال بلدات بالضفة الغربية
- مصافي عدن.. تعطيل متعمد لصالح مافيا المشتقات النفطية


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - جان كورد - هل نخون الانتفاضة وشهداءها؟!