أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دعد دريد ثابت - يانساء الشرق إتحدن!














المزيد.....

يانساء الشرق إتحدن!


دعد دريد ثابت

الحوار المتمدن-العدد: 4742 - 2015 / 3 / 8 - 19:46
المحور: الادب والفن
    


ككل ولاداتي النصية، أعاني قلقاً جارفاً وسهاداً يفطر له قلب القمر فيبكيني ويسلم أمانته لأول جدائل خيوط الشمس ، فيشفق علي الأرق ليودعني وأحضان زقزقة الطيور نائمة أحلم بتفاصيل ثوب الكلمات التي سأفصلها في يومي التالي لأخيطها وما يليق لروحي من فستان جديد.
ماأخطه ليس تحيزاً لكوني إمرأة، أو ربما لكوني ذلك؟! لاأعلم! كل ماأعلمه إن إنسانيتي تفرض علي ذلك.
آلامي الشخصية، هي وحدة متكاملة مع آلام هذا الكون ومع آلام أخواتي في الإنسانية. لا أستطيع منها فكاكاً فقد تربيت عليها ورضعتها وكبرت بها. وكلما أحاول ذلك بشتى الطرق أصطدم بواقع الحياة الذكوري المهيمن والذي بدون شك للنساء ضلع كبير وتهمتي لهن موجهة بأصابعي العشرة.
الصراع الداخلي هو أصعبها عندما أحاول البحث عن معنى للحرية. أهي حقي الوجودي بدون حدود تاريخية وجغرافية وكونية، أم هو آثار الإغتصاب الأبدي للموروث والتقاليد والدين والأعراف وللواجب والأخلاق وللمتعة الذكورية؟ عندما أحاول فهم كل ذلك أحتاج الى عمر سرمدي. فالجواب أو محاولة إيجاد ولو حل وسطي لهو معادلة عقيمة وأسطورية، أشبه بالخوف من التنين بالرغم من معرفتي بعدم وجوده.
ماوصلنا اليه كنساء من حقوق ولو إنه قطرة في محيط، بعد إستقلالنا المزعوم من جميع الإحتلالات الأجنبية- وليس الإحتلالات الموروثة القبلية-، قد خسرناه وعادت بنا عجلة الزمن الى عصور خلتها قد أندحرت ومضى عليها الدهر. حبذا لو تكون المرأة كائن أو آلة بأزرار تضغط على زر لتكون جميلة وبلهاء لحين زواجها وزر آخر لتكون آلة تفريخ وثالث لتعمل وتكد بدون حاجة لصيانة ورابع لتصمت وخامس لتموت وبدون حاجة لدفنها فقط إعادة تصنيعها للتي تليها. أين أصبحت وكيف أرتضيت بكل هذا؟ بعد أن كنت كليوباترا وزنوبيا وشجرة الدر وشبعاد وبلقيس والخنساء وخولة وهدى الشعراوي وجميلة بو حيرد وغادة السمان ونوال السعداوي ونازك الملائكة وبتول الفكيكي ووو لايسعني ذكرهن الرائعات وكل فلاحة وكل أم وكل عاملة ربت أجيال بألمها وسهرها وتضحيتها لتكون هذه الأجيال قادرة على بناء مجتمع أرقى وأفضل وحياة أسهل من حياتها الكادة.
علينا بتحرير أرواحنا من هذه القيود. عدت لاأطيق سماع الأمهات وهن يربين بناتهن منذ ولادتهن على العيب. كل شئ عيب، بينما لأطفالهن الذكور، فالعيب فقط إن بكى أو أشتكى، فتتهمه وتخيفه بأنه سيكون خنثى أو بنت إن فعل ذلك. كأن وجوها هي نفسها لهو زائدة فيروسية تفضل القدر عليها وسمح لها بهذا التواجد.
لو كل نساء الشرق من أمهات الى زوجات الى حبيبات الى أخوات الى بنات، يأخذن أسلحة رجالهن ويتلفوها أو يحرقوها، لأنتهت كل الحروب والويلات والمصائب، ولوفرن على أنفسهن، الأرامل واليتامى والمحروقات ألماً وجزعاً وخراب الأمم.
فيا أخواتي في العذاب ويانساء الشرق يكفينا نحيب وعويل ولطم الصدور. علينا بالأمساك بزمام أمورنا، ياأجمل مافي الكون وأرقه شعوراً وأكثره صبراً على البلاء، ياواهبات الحياة، قفن بوجه تيستيرون العداء هذا، يانساءي الحبيبات إتحدن، ففي وحدتنا نقول لمظالمهم كفى، قد أرتوينا بدماء أطفال نحملهن تسعة شهور ونسهر ليالٍ لنربيهم وتأتون بحروبكم لتقطفهم قبل أوانهم. أنتم فلذات أكبادنا وآباؤنا وإخواننا وعشاقنا، لن نسمح لكم ولن نسكت بوجه ماكيناتكم المتعطشة للدماء. نريد حياة لكم لتروا أولادكم وأحفادكم، ولتجف أدمع العيون التي رمدت، فقد أرتوت الأرض منها مايكفي ويزيد ولم تعد هذه الأرض تكفي موتانا.



#دعد_دريد_ثابت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حنظلة آلامي
- مسمار جحا
- تانغو الحرية
- هل في سريرة كل منا داعشي صغير؟؟!!
- ملل الآلام
- قولوا نعيماً!
- ذاكرة الريح
- ماهو الوطن؟
- أنا أحمد- Je suis Ahmed-
- صرخة وطن مكتومة -الأغتصاب الأبدي-
- لماذا يخيفهم الضحك؟
- الأثنان، أم الواحد؟!
- عواء الصمت
- قصيدة حلم
- حوار بين مغيب وشروق
- قصيدتان
- الأبواب
- الآم الخريف
- غربة
- عطسة الوجود


المزيد.....




- فنانة لبنانية ترقص وتغني على المسرح في أشهر متقدمة من الحمل ...
- “فرحة للعيال كلها في العيد!” أقوى أفلام الكرتون على تردد قنا ...
- موسيقيون جزائريون يشاركون في مهرجان الجاز بالأورال الروسية
- الشاعر إبراهيم داوود: أطفال غزة سيكونون إما مقاومين أو أدباء ...
- شاهد بالفيديو.. كيف يقلب غزو للحشرات رحلة سياحية إلى فيلم رع ...
- بالفيديو.. غزو للحشرات يقلب رحلة سياحية إلى فيلم رعب
- توقعات ليلى عبد اللطيف “كارثة طبيعية ستحدث” .. “أنفصال مؤكد ...
- قلب بغداد النابض.. العراق يجدد منطقة تاريخية بالعاصمة تعود ل ...
- أبرزهم أصالة وأنغام والمهندس.. فنانون يستعدون لطرح ألبومات ج ...
- -أولُ الكلماتِ في لغةِ الهوى- قصيدة جديدة للشاعرة عزة عيسى


المزيد.....

- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دعد دريد ثابت - يانساء الشرق إتحدن!