أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - دعد دريد ثابت - أنا أحمد- Je suis Ahmed-














المزيد.....

أنا أحمد- Je suis Ahmed-


دعد دريد ثابت

الحوار المتمدن-العدد: 4694 - 2015 / 1 / 18 - 22:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يخطر ببال مبتكر قول أنا شارلي – Je suis Charli-،
أن يحظى قوله بكل هذه الشهرة. كان يريد بهذه الجملة أعلان تضامنه مع الصحفيين الفرنسيين الذين قُتلوا بأيادي مستهترة أطلقت النار عليهم، بتحريك من عقول أكثر خطراً كانت الدافع الحقيقي وراء عملية القتل. ولم يخطر ببال هذا الشخص وهاو الفيس الذي أستنبط هذه الكلمتين، أن جملته ستحقق هذا الربح المادي أيضاً، من جراء طبعهم لكلمتيه على الفانيلات واللافتات وغيرهما. ولو كان يعلم لطالب قبلها بحقوق النشر والتوزيع، وبنسبة مئوية من هذا الربح الهائل.
من الممكن أن تسألوني ماعلاقة هذه الجملة بجملة أنا أحمد- Je suis Ahmed-.
في حينها عندما سمعت هذا الشعار، غصت في لجة ثورة داخلية، حفزت بي كل مشاعر الشرق المغبونة. فقلت لنفسي لماذا لم يتذكروا قتلانا وشهداءنا، من أفغانستان والعراق واليمن وسوريا وغيرها؟ الذين قُتلوا من جراء دعم السياسة الأوربية لوجستياً وسياسياً وعسكرياً بدءاً لكل ديكاتوريات بلدان الشرق، وأنتهاءاً لكل الأحزاب السلفية من الأخوان المسلمين،السلفيين، الوهابيين وداعش ناهيك عن الأحزاب الشيعية المتطرفة، والتي تدفع هذه الشعوب ثمنها باهظاً من قتل وسبي وتهجير. للآن لم أر أي لافتة تحمل أنا عراقي، أنا يمني، أنا علي، أنا أسحق أو أنا آزاد. الى حين يوم الثلاثاء، قرأت خبراً أن في مدينة دريسدن في المانيا، قد عُثر في أحدى الحدائق العامة صباحاً وراء الأدغال، على جثة شاب أفريقي أسمه أحمد أدريس لايتجاوز عمره العشرين عاماً، قُتل بعدة طعنات بسكين. أقول للذين لايعلمون، أن مدينة دريسدن من المدن التابعة لألمانيا الشرقية سابقاً، وهي من المدن المعروفة بكثرة البطالة فيها بعد توحد الألمانيتين، والذي يقود هذا الى كثرة أعداد الشباب الألماني ذي التوجهات الفاشية، المعادين للأجانب واللاجئين المضطرين للعيش في هذه المدينة. ماأثار حفيظتي وحفيظة النيابة، أقوال الشرطة الأولية، أن الشاب كانت ميتته طبيعية، أي بدون اعتداء خارجي. تصوروا هذا، والذي كشف طبعاً الطب العدلي بعد تشريح جثة الشاب، بعدم صحة ذلك. ودعا النيابة العامة بفتح تحقيق بهذا الشأن. أضافت هذه الحادثة الى تزايد شعور الغضب بداخلي ليس فقط لما حدث لهذا الشاب المسكين، الذي لربما باع كل مايملك ليصل لأوربا -أرض الميعاد-، الذي ربما أيضاً قد هرب من مجازر طائفية في بلده كانت أوربا السبب في تسليح هؤلاء المجرمين أو أو... فالأسباب كثيرة. أن هذا الشاب ليس أول ولا آخر شاب قُتل على أيدي الفاشية، فما أكثر الأخطاء التي يدفع الأجانب ثمنها وحتى من الجيل الرابع والخامس أبناء الجاليات التركية والعربية والأيطالية وغيرهم الذين أتوا في الخمسينات لرخص أياديهم العاملة وأفتقار المانيا حينذاك بعد الحرب العالمية الثانية لهذه الأيادي. فسياسة المانيا لم تزل ليومنا هذا، هي عدم أعتبار أبناء الجاليات الأجنبية والتي لايمكن أعتبارها بعد بالأجنبية بعد أربعين أو خمسين عاماً، ولكن عدم أحتوائهم في داخل النظام الأجتماعي وأختزالهم فقط بتلك الخدمات، زادت من حدة هذه الهوة بين الشعب الألماني وبين أبناء هذه الجاليات. وماكان أقتراح سياسي من الحزب المسيحي الأشتراكي، بضرورة وضع قانون يدعو الى إلزام العوائل من ذوي الأصول الأجنبية بالتكلم في داخل بيوتهم باللغة الألمانية، الا أكبر دليل على مهزلة وفشل وبؤس الحلول الألمانية لوضع حل لدمج المستوطنين المسلمين الجدد بأي طريقة، حتى وإن كانت بطريقة هزلية أثارت أستخفاف وضحك الصحافة وحتى رفاق هذا السياسي العتيد. هذا كله بالطبع سيُستغل من قبل الأحزاب الفاشية بتبرير أسباب البطالة، و تزايد أعداد المتطرفين الأسلاميين في داخل المانيا بتأجيج الكره تجاههم.
قد أطلت عليكم كثيراً، لكن كثرة الأختزال تولد ضرورة الأطالة بعض الشئ. ولهذا السبب، بعد كل هذه المعاشرة والتجربة الطويلة لي في هذا البلد، بحسناته وسيئاته، والتي لم أذكر منها الا النذر اليسير، خطرت لي فكرة لماذا لاتخرج مظاهرات للتنديد بقتل أحمد وتُرفع شعارات أسمها أنا أحمد-Je suis Ahmed-، لأن أحمد بالنسبة لي هو رمز الضحية التي دفع حياتها ثمناً لغباء الشعوب، ثمناً لأنانية السياسة، ثمناً للتطرف اللاأخلاقي، بغض النظر عن جنسيته الأسلامية أو الأفريقية. فهو أنسان قد حُرم من أبسط حقوقه، وحتى بعد موته أو قتله، كانت هناك محاولات للتشكيك بذلك. ولم أنتظر طويلاُ، فقد خرجت اليوم في برلين مظاهرة تندد بقتله، وتطالب بحقوق اللاجئين، تحت شعار ماذا؟ هل لكم أن تتصوروا؟ أنا أحمد-Je suis Ahmed-،( لو كنت أعلم لكنت طالبت بحقوق النشر). وكعادتي بالمطالبة بالحد الأقصى من المثالية، تسائلت: لماذا خرجت المظاهرة من عقر ومركز في برلين يدعى هيرمان بلاتز-Herman Platz-، وهو معروف بالمركز الأعلى بتواجد الأجانب فيه، ولم تخرج المظاهرة، من مناطق أخرى كمناطق سكن طبقة المحافظين او الفاشية؟
على كل حال مثاليتي تتجاوز أحياناً حدود المعقول. لهذا السبب علي بالأقتناع بالحد الأدنى أن الشعب الألماني قد قال كلمته في هذه الجريمة ووقف ضدها، وهو أفضل بهذا من ملوك ورؤوساء بل وشعوب بلادي، التي تقف ساكتة بل وشاكرة لما يحدث لهم ليس فقط في كل يوم ، بل وبكل لحظة. المهم أن مايصيب غيرهم لم يصبهم. ولن يكونوا ولا حتى في حلمي في يوم ما-;- أنا أحمد!



#دعد_دريد_ثابت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صرخة وطن مكتومة -الأغتصاب الأبدي-
- لماذا يخيفهم الضحك؟
- الأثنان، أم الواحد؟!
- عواء الصمت
- قصيدة حلم
- حوار بين مغيب وشروق
- قصيدتان
- الأبواب
- الآم الخريف
- غربة
- عطسة الوجود


المزيد.....




- تحديث مباشر.. ترامب يدرس خيارات أمريكا مع دخول الصراع بين إس ...
- السلطات الإيرانية تمدد إغلاق الأجواء في البلاد
- اكتشاف آلية للتحكم بالجوع
- ماذا يعني تناول جرعة زائدة من المغنيسيوم؟!
- أغذية تحمينا من كسور العظام عند الشيخوخة
- اليوم السادس للتصعيد الإيراني الإسرائيلي - صافرات الإنذار تد ...
- إيران تشن هجمات صاروخية متتالية على إسرائيل
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا بالإخلاء لسكان إحدى المناطق في ...
- الجيش الإسرائيلي: سلاح الجو بدأ الآن موجة من الهجمات في طهرا ...
- الحرس الثوري الإيراني يصدر تحذيرا بإخلاء منطقة -نيفيه تسيدك- ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - دعد دريد ثابت - أنا أحمد- Je suis Ahmed-