أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بارباروسا آكيم - خرافة أَصحاب الفيل













المزيد.....

خرافة أَصحاب الفيل


بارباروسا آكيم

الحوار المتمدن-العدد: 4737 - 2015 / 3 / 3 - 01:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اليوم سنُناقِش خُرافة أَصحاب الفيل ، وهي الخُرافة التي أُصولها الأَولية ذُكِرَتْ في القرآن ، ولكن حتى نكون منصفين فإن النص القرآني كعادته نصٌ غامض غير واضح ، وهذا هو النص كما ورد في سورة الفيل ، في 5 آيات فقط وهي عندي أَشد غموضاً حتى من الغموض نفسه :(( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ . أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ . وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ . تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ . فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ )) وهكذا يُنهي صاحب القرآن القصة الطومطومية ..من هم أَصحاب الفيل .؟ لاتعرف .! أَين عاش هؤلاء .؟ لاتعرف .! في أَي زمانٍ وجدوا.؟ لاتعرف.! فلا زمان ولا هوية ولا مكان ، بل حتى لا يوجد تسمية .! لأَنَّ أَصحاب الفيل ليس عَلَماً لقومية ، لكن التفاصيل الأُخرى وهي التفاصيل المهمة تكفل بها الرواة المسلمون والمؤرخين الإخباريين وأَصحاب السيَّر والمفسرين ..الخ ، وببساطة فإنَّ هؤلاء الرواة المسلمين يزعمون أَنَّ أَبرهة الحبشي بنى كنيسة في صنعاء أَسماها هو أَو أَسمتها العرب القُليّس وأَراد دفع العرب الوثنيين للحج اليها بدل مكة ، فغضبت لذلك قريش .! فذهب أَحدهم الى الكنيسة الجديدة وتغوط هناك.! فأعتبر أَبرهة الحبشي ذلك إِهانة فسار الى كعبة قريش ومعه فيل أَو أَفيال يُريد بها هدم الكعبة فأَرسل الله عليه طيوراً تحمل حجارة من جهنم فأهلكته وأَهلكت جيشه.! وهكذا نجت الكعبة من الدمار..طبعاً هذه القصة سردتها بإختصار وبإمكانكم العودة الى سيرة ابن اسحاق ، وهناك ستجدون التفاصيل التي نسى الله أَن يذكرها فذكرها أَول الرواة المسلمين وهو ابن اسحاق..طبعاً بالنسبة لي أَيها الإخوة فإن القصة بحد ذاتها قصة إسطورية تشبه حكاوي الجدات لا أَكثر ولا أَقل ، وطبعاً سندخل في تفاصيل الإسطورة في الأَجزاء القادمة .. ولكننا اليوم سنُحلل الجوانب الجغرافية والبيولوجية لهذه القصة، في البداية أَيها الإخوة علينا أَن نأخذ بعض المسائِل في حساباتنا ، السؤال الأَول : كم هي مسافة المسير من صنعاء الى مكة وهي المسافة المفترضة للجيش الحبشي في القصة المزعومة.؟ الجواب : تقريباً هي 815 كم ، وطبعاً نحن ها هنا نتكلم عن مسافة طويلة جداً بوسائل بدائية نسبة الى زماننا هذا ، فحتى يقطع جيش بعشرة آلاف مقاتل كحد أَدنى لهذه المسافة ، فلا بُدَّ من التفكير في عنصر مهم وهو المؤونة .! ولو نظرنا الى أَي خارطة للغطاء النباتي لشبه الجزيرة العربية ، فسنجد إِنَّ هذه المنطقة منطقة شبه قاحلة بالنباتات الطبيعية ما خلا بعض الحشائِش والشجيرات الصحراوية ، كما إِنَّ العرب البدو في تلك المنطقة أَنفسهم لم يُعرفوا أَبداً بالنشاط الزراعي ، وهنا مليون علامة إِستفهام..فمثلاً حين تمت محاصرة نابليون صاحب الحملة الفرنسية في مصر، إِعتمد نابليون على مصر لتزويد جيشه بالمؤونة كون مصر عُرفت دائِماً بنشاطها الزراعي ، على كل حال ربما يقول قائِل : ربما حمل الجيش معه المؤونة..ولكن لاتنسوا أَيها الإخوة اننا نتكلم عن جيش يصحب معه أَفيال في منطقة صحراوية .! وقد يقول قائِل..ثم ماذا.؟ فنقول إِنَّ الفيل الذي يعيش في أَثيوبيا هو من فصيلة الفيل الأَفريقي ، والفيل الأَفريقي حيوان ضخم يصل وزنه كمعدل الى 6 طن ، وهو يقضي ثلثي اليوم أَي 16 ساعة تقريباً في الأَكل.! وهو يأكل حوالي 300 كغم من الغذاء النباتي يومياً ، ويشرب ما يُعادل 200 لتر من الماء يومياً..فأَنى لجيش في هذا الطريق الصحراوي الطويل كُل هذه المؤَن التي هي غذاء فيل واحد في يوم واحد ، فما بالك بمجموعة افيال.! كذلك فإنَّ أَقصى سرعة للفيل يمكن أَن يبلغها هي 40 كم في الساعة ، أَما متوسط سرعته فهو 10 كم ، فلكم أَن تتخيلوا الجهد والوقت والطعام والشراب المضاعف لهكذا مسافة مفترضة..لكن هناك عُنصر آخر في القصة وهو عنصر الطيور التي تلقي بحجارة جهنم على الأَشرار ، الحقيقة إِنَّ هذه الإسطورة تشبه أَساطير كثيرة سنتتطرق اليها في حينه ، كما إِنَّ ابرهة الحبشي وهو العنصر الرئيس في هذه القصة قد مات قبل ولادة محمد بزمن طويل.! فهل بُعِث ابرهة من قبره يوم ولادة محمد ليغزوا مكة ، وكذلك قصة عمل محج مسيحي للعرب الوثنيين . تبدو قصة غبية ، أَولاً : كونه لايوجد في المسيحية شيء إِسمه حج ، ولو كان هناك حج في المسيحية ، واراد ابرهة صرف العرب اليه فكان الأَولى صرف العرب الوثنيين الى أَورشليم مدينة يسوع المسيح وقد كانت وقتذاك تحت سُلطة الدولة البيزنطية حليفة الأَحباش ضد الفرس وحليفتهم كذلك في العقيدة..هذا إِذا فسرنا الحج الذي يقصده المؤرخين المسلمين على أَنه يشبه مثلاً الزيارات السياحية التي يقوم بها الكاثوليك الى مزارات سانت فاتيما أَو كنيسة القيامة..الخ ، ولكن المؤرخين المسلمين لا يقصدون هذا بل يتصورون إِن هناك عقيدة حج عند أَبرهة المسيحي حاول فرضها على الوثنيين العرب وهذا طبعاً ضرب من السخف فلا حج في المسيحية بمعنى الفريضة الدينية كما هو الحال في الإسلام ، كما إِننا لم نسمع أَنَّ المسيحيين قد أَشركوا ولو على سبيل الدعاية المجموعات الدينية الوثنية في زياراتهم التطوعية الى مزاراتهم المقدسة.! ثانياً : هناك جانب ضعف بيّن في رواية الحكواتية المسلمين ، وهي أَنَّ الحبشة وابرهة المزعوم كانوا وقتذاك مسيحيين ومكة بل ذات الكعبة بإعتراف هؤلاء الحكواتية كانوا مشركين والأَصنام كانت تملأ ذات الكعبة ، ومحمد نفسه يوم ولى هارباً طالباً اللجوء ذهب الى ذات الحبشة التي يزعم الإخباريين المسلمين أَنَّ اله الإسلام حطم جيشها.! ثالثاً : بالنسبة للإكتشافات الأَثرية في اليمن وهذا ما سنناقشه لاحقاً ، توضح أَنَّه كان يوجد ممالك وثنية مستقلة في اليمن حتى القرن السادس..فلو كان أَبرهة المزعوم ساعياً لكسر شوكة الوثنيين فالقريب أَولى بالمعروف..! إِنه مجرد مدخل لدراسة مطولة وأَتمنى أَن تكونوا جميعاً قد إِستفدتم من الموضوع



#بارباروسا_آكيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حديث الأَبقار لِمَنْ أَنكَرْ حديث الحِمار
- من شارلي الى شربل
- الجماعات الإسلامية ..تاريخ من الإرهاب وإختلاق الكذب
- تطور مفهوم الجحيم المسيحي 3
- تطور مفهوم الجحيم المسيحي 2
- تطور مفهوم جهنم العبرانية وصولاً للديانة الإسلامية 3
- تطور مفهوم الجحيم المسيحي
- تطور مفهوم جهنم العبرانية وصولاً للديانة الإسلامية 2
- تطور مفهوم جهنم العبرانية وصولاً للديانة الإسلامية
- مهلاً هُنا نظرية المؤامرة
- متحرري الشرق
- جنة عدن وجنة الإِسلام
- الأَحناف ملة إِبراهيم
- أَعزائي المُسلمين لا جنة بعد اليوم
- الجاهلية بين الإِسلام والمسيحية
- الأسطوانة الفارغة المسماة بالتوحيد
- محمد يقتبس أقوال بولس
- طرف وظرافة الكتاب المسلمين
- المقملين الذين اسقطوا الحضارة 4 .!
- المقملين الذين اسقطوا الحضارة 3.!


المزيد.....




- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بارباروسا آكيم - خرافة أَصحاب الفيل