أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بارباروسا آكيم - تطور مفهوم الجحيم المسيحي 2















المزيد.....

تطور مفهوم الجحيم المسيحي 2


بارباروسا آكيم

الحوار المتمدن-العدد: 4724 - 2015 / 2 / 18 - 16:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اليوم سندرس تطور مفهوم لفظة جهنم الاستاخولوجي عند بعض الكنائِس التقليدية بالإظافة الى فلسفة المطهر ..يقول الأَب فرانسوا فاريون اليسوعي تحت عنوان ( إِحتمال جهنم : من شروط عظمة حريتنا ) : (( ليس لجهنم وجود شبيه بوجود الأَهرام في مصر فأن التفكير انطلاقاً من الصورة الكتابية ليعمل الأنسان على تصور جهنم لامكاناً (يقال فيه طبعاً هل يوجد ام لايوجد ) بل حالة ووضعاَ وإن كان في ذلك شي في الالتباس فلا نقل جهنم بل هلاكاً أبدياً بالأحرى أو حالة هلاك ابدي فلا وجود لجهنم ان لم يكن هناك هالكون ولا جود لجهنم بمعزل عن حالة الهلاك الأَبدي .))..كتاب فرح الإيمان بهجة الحياة ، الأَب : فرانسوا فاريون اليسوعي ،صفحة 206 ، ( محاظرات في أَهم قضايا الإيمان المسيحي ) جمعها الأَب : برنار هوسِه ، نقلها الى العربية : الأَب صبحي حمدي اليسوعي ، الطبعة التاسعة 2010 م ، دار المشرق ، بيروت... في البداية لفت إِهتمامي طريقة السفسطة اللغوية والتلاعب بالأَلفاظ .. جهنم ليست مكاناً بل حالة ، لكن هناك إِلتباس ، ثم دعونا لا نقول جهنم بل نسميه هلاك أَبدي..يعني لاحظوا طريقة القفز على الحقائِق ، كيف للفظة أَن تتحول من موقع جغرافي الى (هوب هوب) هلاك أَبدي لاتفهم.! من الذي وضع هذا المفهوم لاتفهم أَيضاً.! طيب ماهي النصوص الدالة على ذلك ..لايوجد ، لكن الحقيقة الرجل يُقر بإشياء لا بد للمرء من التفكر بها والوقوف عندها..يقول الرجل في صفحة 210 من نفس المصدر :(( في الحقيقة تملي عقيدة جهنم موقفاً نفسياً ، لأَنه ليس هناك أَية عقيدة يُراد بها اشباع فضولنا العقلي . فلا يكشف لنا الله ولا تعلمنا الكنيسة إِلا ما لابُدَّ منه لكي يكون موقفنا النفسي موقف حق ولكي يكون عملنا عملاً حقيقياً . ان الموقف النفسي والقيمة الروحية اللذين تفرضهما عقيدة جهنم هما الرجاء على وجه صلاة . نكاد نعجز عن تجاوز التنازع بين إِحتمال الهلاك ورجاء خلاص جميع البشر. ولا يُمكن ان يكون خلاصنا الأَبدي وتأليهنا أَمراً أَكيداً من الطراز الحسابي ، ك 2 و 2 يساويان 4 ، وإِلا خرجنا من ملكوت المحبة . ان كان المقصود هو المحبة ( فكروا في إِختياركم للحب .! ) فيقيني ان يكون إِلا رجاء . إِنه يقين ، ولكن على وجه رجاء والرجاء هو على وجه صلاة . )). يعني بإختصار حينما يقول المؤرخ الفرنسي ((جورج منوا)) إِنَّ الرُهبان بنوا هذا الصرح الجهنمي الضخم لغايات تبشيرية ورعوية واخلاقية مع الأَسف الشديد فالرجل كان مصيباً..فالأَب فرانسوا يقول نحن نعمل ونصلي لأَننا نخاف من جهنم .!!! ثم يقول الرجل صفحة 210-211:(( إِنَّ نزول المسيح الى مثوى الأَموات هو بند من بنود قانون الإيمان ، لكن إِحتمال جهنم ليس بنداً من بنوده . ولماذا.؟ لأَنَّ جميع بنود قانون الإيمان مرتبطة بعبارة ,, أُؤمن ب ,, لا بعبارة ,,أَعتقد ب,, . وتتعدى عبارة ,, أُؤمن ب ,, الى العاقل . لأَن الإيمان يكون بأَحد ، وهي عبارة المحبة : أُؤمن بك ،أُحبك ، أَثق بك ، أَتكل عليك ، أَستسلم اليك . وقانون الإيمان بالله بالآب والإبن والروح القدس . فلا أَرى ماذا يعني الإيمان بجهنم . ونعتقد بأَن جهنم هو إِحتمال . فنؤمن بإله لا تقدر محبته على إِحتمال جهنم .)) . إِذاً الرجل يقول بأَنَّ جهنم ليست من لوازم الإيمان ..جهنم مجرد إِحتمال..محبة الله قد لا تُطيق إِحتمال جهنم ...طيب ، لماذا لا نقول للناس الحقيقة بدل الفلسفة .؟! لما لا نقول للناس بأَن جهنم موقع جغرافي لا علاقة له بالماورائيات.. وإِنَّ السفسطة والإِلتباس هي إِختراعاتكم..وأَنَّ الدينونة القادمة لا ترتبط بجهنم..بل لم يرد نص على الإطلاق يقول بأَنَّ الدينونة الكونية ستكون في جهنم .! وكل النصوص الخاصة بجهنم في العهد الجديد تدل على مادية حرفية بحتة ، بل يُصرح الرجل تصريحاً أَعتبره شُجاعاً .. وهو تصريح يدل على أَنَّ الكنيسة تخترع عقائِداً لها حيث يقول في صفحة 213 من نفس المصدر:(( إِنَّ علم اللاهوت أَقل تأكيداً لوجود المطهر منه لإحتمال وجود جهنم . لكني أَميل شخصياً الى القول : ان كان المطهر غير موجود ، وجب ايجاده )). وهذا يُذكرني بقول نابليون : إِن لم يَكُن البابا موجوداً لأَوجدته ..!!!

على كُل حال حينما نريد دراسة تطور مفهوم العِقاب الأُخروي لابُدَّ لنا من معرفة مواقف المدارس القديمة من فلسفة العِقاب ذاتها وعلى رأس تلك المدارس مدرسة الإِسكندرية كونها كانت أَكبر المدارس المسيحية الستة ، ولدراسة موقف كنيسة الإِسكندرية فلا بُدَّ من الوقوف على عميدها المدعو بالقديس كليمندس الإسكندري ، طبعاً أُحِب أَن أُوَضِح إِنني لم أَقف لحد الآن على تعليم واضح من كليمندس الإسكندري في الكتابات المنسوبة اليه بخصوص العقاب الأُخروي ولا زلت ابحث ، ولكن الرجل كان له فلسفة في مفهوم العِقاب بشكل عام تتفق مع الفلسفة الأَفلاطونية ، تقول موسوعة آباء الكنيسة عن القديس كليمندس الإسكندري تحت عنوان :(( الخطايا والعقاب )):((يرى كليمندس أَن خطية آدم تمثلت في رفضه أَن يسمع كلام الله ، وقد ورثت البشرية كلها هذه الخطية ، لا من خلال التناسل ، بل من خلال النموذج السيء الذي أَتى به آدم . وكان كليمندس يعتقد أَنَّ الفعل الشخصي فقط هو الذي يستطيع أَن يلوث النفس ، ويرجح أَن هذا المفهوم جاء نتيجة رد فعل للفكر الغنوسي ، إِذ أَن الغنوسيون يعتبرون المادة شراً ، وأَنها المسؤولة عن الخطأ . وكان يرى أَنَّ عقاب الله - على غرار أَفلاطون - له طبيعة تطهيرية فحسب . وفي ذلك يقول أَفلاطون في بلاغة : ,, بالنسبة لكل الذين يعانون بسبب العقوبة فأنهم في واقع الأَمر عوملوا أَحسن معاملة ، لأَنهم إِستفادوا حيث روح اولئك الذين عوقبوا بعدل قد أَصبحت افضل ,, فإنه طبقاً لما يقوله أَفلاطون ، فالشخص العادل اعترف أَنه صالح ، فالخوف نفسه يعمل خيراُ ، ووجد ليكون خيراً للإنسان ,, ومع ذلك فأن كليمندس لا يذكر في موضع أَنه استخدم هذا التفسير ولو على جهنم )). موسوعة آباء الكنيسة ج2 ص 88 ، المحرر المسؤول : عادل فرج عبد المسيح ، اللجنة الإستشارية : المطران يوحنا ابراهيم ، د.ق مكرم نجيب ، القس اندريه ذكي ، الأب منصور مستريح ، الإخراج الفني والجمع : دار الثقافة ، القاهرة ، مطبعة سيوبرس....إِذاً أَحبائي فلسفة العقاب التي كانت تتبناها المدرسة الإسكندرية كانت تعتمد في أَساسها على التحليل الأَفلاطوني الذي يرى بأَن العقاب غايته الإصلاح لجعل حياة الناس أَفضل



#بارباروسا_آكيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تطور مفهوم جهنم العبرانية وصولاً للديانة الإسلامية 3
- تطور مفهوم الجحيم المسيحي
- تطور مفهوم جهنم العبرانية وصولاً للديانة الإسلامية 2
- تطور مفهوم جهنم العبرانية وصولاً للديانة الإسلامية
- مهلاً هُنا نظرية المؤامرة
- متحرري الشرق
- جنة عدن وجنة الإِسلام
- الأَحناف ملة إِبراهيم
- أَعزائي المُسلمين لا جنة بعد اليوم
- الجاهلية بين الإِسلام والمسيحية
- الأسطوانة الفارغة المسماة بالتوحيد
- محمد يقتبس أقوال بولس
- طرف وظرافة الكتاب المسلمين
- المقملين الذين اسقطوا الحضارة 4 .!
- المقملين الذين اسقطوا الحضارة 3.!
- المقملين الذين اسقطوا الحضارة 2.!
- المقملين الذين اسقطوا الحضارة .!
- قردوغان يصارع الجنس اللطيف
- الله ابتلى المؤمن الصالح والأنبياء بالقمل .!!!
- اغاثة اللهفان بأحاديث قردوغان


المزيد.....




- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بارباروسا آكيم - تطور مفهوم الجحيم المسيحي 2