أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبعوب - رهاب الضياع يحاصر ذاكرة حسين نصيب














المزيد.....

رهاب الضياع يحاصر ذاكرة حسين نصيب


محمد عبعوب

الحوار المتمدن-العدد: 4732 - 2015 / 2 / 26 - 00:57
المحور: الادب والفن
    


يطل علينا الكاتب والقاص الليبي الاستاذ حسين نصيب المالكي بكتاب جديد يضم ما حفظته ذاكرته من ذكريات مسيرة حياته منذ أن فتح عيناه على الدنيا كطفل بكر لوالديه يخوض في وحل حي الحطية الفقير اقتصاديا والثري إنسانيا بمدينة طبرق الليبية الخارجة لتوها من ارتدادات زلزال الحرب العالمية الثانية ، وإلى أن اصبح كاتبا واستاذا له مشاركاته البارزة في المحافل الأدبية بالبلاد..

يعرج بنا الكاتب في كتابه "من الذاكرة" الذي صدرت طبعته الأولى بالقاهرة قبل أسابيع قليلة مضت، يعرج بنا على بعض المحطات المهمة في حياته بأسلوب سردي ، بدا لي كأنه يخضع لاستجواب أمام محقق لم استطع رسم ملامحه إلا بعد الفراغ من قراءة الكتاب، إذ وكما يبدو لي أن الأستاذ نصيب قد سرد ذكرياته في هذا الكتاب تحت ضغط ذاكرة تعاني من ضياع بعض تفاصيلها وصورها، فتجده يتنقل بين المواقف التي عايشها بطريقة غابت فيها حبكة القاص المحترف الذي يجيد صنعة نقل القارئ بين المواقف والصور التي يضمها سرده القصصي، والكاتب نصيب في سرده لذاكرته يقفز بنا بشكل مباغت يحاكي حالة سارد يعاني من رهاب ضياع بعض ذكرياته ويسعى بإجهاد للملمتها من الضياع.
مواقف طريفة شدتني في هذا السرد مثل فشل مشروع خطبته ابنة جار لهم بالحي رفضت زوجته مصاهرة اسرة الكاتب لتدني وضعهم الاقتصادي، وهو صد كما يبدو قد خلف جرحا نازفا في ذاكرة الكاتب الذي المح وبشكل غير مباشر الى ندم هذا الجار على صده بعد أن تحسنت أوضاع أسرة نصيب الاقتصادية وحصولهم على بيت لائق بدل كوخ الصفيح الذي كان يأويهم. كما وقفت طويلا أمام سرده لمعاناته في فترة الثمانينات جراء تجييشه وتحويله من استاذ يعلم الاطفال الى ضابط مهمته تغيير مسار طلبته من متطلعين لنيل المعارف العلمية الى أدوات تنفيذ لتعليمات فوقية تفترضها المؤسسة العسكرية التي كانت تسيطر على حياة الناس في تلك الفترة، وقد ذكرني هذا السرد بثلة من شباب طبرق وهو من بينهم كنا نستضيفهم في بعض الاحيان يوم خروجهم من الكلية العسكرية في راحة اسبوعية في شقة كنا نقيم بها في حي بلخير بوسط العاصمة طرابلس، ولا زلت أذكر تلك القصص والحكايات المريرة حول عمليات الحرمان والتذنيب التي يلاقونها في الكلية ، ونحمد الله أننا لم نقع في هذا الفخ ..
الكاتب حسين نصيب أضاف بذاكرته الثرية بالمواقف والذكريات الأليمة والجميلة والتي تبدو أنها مهددة بالضياع، عنوانا جديدا للمكتبة الليبية التي تعاني هذه الايام من تصحر وجدب مريعين بعد أن عطل الليبيون عقولهم واستسلموا لأوهامهم العبثية وركنوا للعنف كوسيلة لصنع مستقبل سرابي لن يدركوه وإن افنوا بعضهم ..



#محمد_عبعوب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحطة السابعة التي لم يطرحها المفكر طرابيشي.
- خواطر عابرة.. (3/3) يوم دفنّا جنين الديمقراطية في ليبيا..
- خواطر عابرة.. (2/3) يوم دفنّا جنين الديمقراطية في ليبيا..
- خواطر عابرة.. (1/3) يوم دفَنّا جنين الديمقراطية في ليبيا..
- خواطر عابرة (2) زنزانة الملل..
- وباء الجنرالات يستشري من جديد في ليبيا.
- خواطر عابرة.. (1) أشواق على مذبح العقل..
- بني الجبل انتبهوا.. مستقبلكم في خطر!!
- ألم أقل لكم إنها حرب بلا معنى!!
- أين تجذف إسرائيل
- ديفد هاينز قرباناً على مذبح الهيمنة..
- صناعة الفوضى.. داعش نموذجا..
- اتهام البنتاغون لمصر والامارات بالتدخل في الصراع بليبيا يمهد ...
- الاستثمار السيء لدماء العراقيين
- دعوة لتفادي حرائق الرجيع العربي
- -داعش- ضربة قاصمة للاسلام كدين للبشرية
- ليبيا تحترق.. رؤية للخروج من الازمة
- ما الذي يجري في ليبيا؟
- إجهاض الانتصار.. الخطف والقتل المتبادل في فلسطين المحتلة كحا ...
- النازحون الليبيون: هل يقضون رمضان في بيوتهم؟


المزيد.....




- -الموارنة والشيعة في لبنان: التلاقي والتصادم-
- -حادث بسيط- لجعفر بناهي في صالات السينما الفرنسية
- صناع أفلام عالميين -أوقفوا الساعات، أطفئوا النجوم-
- كلاكيت: جعفر علي.. أربعة أفلام لا غير
- أصيلة: شهادات عن محمد بن عيسى.. المُعلم والمُلهم
- السعودية ترحب باختيارها لاستضافة مؤتمر اليونسكو العالمي للسي ...
- فيلم من إنتاج -الجزيرة 360- يتوج بمهرجان عنابة
- -تاريخ العطش-.. أبو شايب يشيد ملحمة غنائية للحب ويحتفي بفلسط ...
- -لا بغداد قرب حياتي-.. علي حبش يكتب خرائط المنفى
- فيلم -معركة تلو الأخرى-.. دي كابريو وأندرسون يسخران من جنون ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبعوب - رهاب الضياع يحاصر ذاكرة حسين نصيب