أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - يوسف شوقى مجدى - سيكولوجية الاعتقاد(2)..دور الوعى














المزيد.....

سيكولوجية الاعتقاد(2)..دور الوعى


يوسف شوقى مجدى

الحوار المتمدن-العدد: 4732 - 2015 / 2 / 26 - 00:49
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لقد تحدثنا فى المقال السابق عن دور اللاوعى فى الاعتقاد و قولنا ان اللاوعى هو جزء من الذاكرة يُخزن فيه الاحداث التى تحدث لنا و نحن فى حالة لاوعى (اى بدون ارادتنا) و لا تكون الاشياء التى تُخزن على شكل معلومات و لكن كمشاعر و تنعكس هذة المشاعر انعكاسا مباشرا على الاعتقاد بالله .. و السؤال هنا ماذا عن الجزء الواعى فى ذاكرتنا الذى يسمى الوعى ؟!.. هل تؤثر المعلومات التى نتلقاها و نحن صغار على معتقداتنا ؟!.. صدقوا قديما عندما قالوا ان التعليم فى الصغر مثل النقش على الحجر و مما لا شك فيه ان ذلك المَثل الرائع لم يكن مُجرد مثلا قديما من الممكن التشكيك فيه علميا و لكن هو مثلا يَكمن ورائه علما كبيرا و هذا كامثال كثيرة مثل "الطيور على أشكالها تقع" .. فالمعلومات التى يتقاها الانسان و هو صغيرتظل عالقة فى ذهنه علي شكل صور و من المعروف ان الصور بشكل عام لديها تأثير اكبر من اى وسيلة اخرى لمعرفة شىء معين فمثلا عندما يُعلم الوالدان ابنهم القصة الشهيرة ان أعضائنا ستعترف علينا امام الله بعد الموت بالسيئات التى فعلناها بواسطتها ، فالطفل عندما يسمع تلك القصة يبدأ ان يتخيل يديه على سبيل المثال تتكلم و تعترف عليه و تظل تلك الصورة فى عقله حتى عندما يكبر و من الممكن ان تأتيه تلك الصورة أثناء نومه فى احلامه !.. و لو طبقنا ذلك الكلام على القضية السابقة التى تحدثنا عنها فى المقال السابق و هى قضية وجود الله ، سنرى ان المعارف التى نتلقاها فى طفولتنا تنعكس على اعتقادنا بالله و لكن هذة المرة لن يكون اعتقادنا فى اطار سؤال "هل الله موجود ام لا؟" كالمرة السابقة و لكن فى اطار "من هو الله؟"..و سنتكلم عن ثلاثة حالات او بيئات يعيش فيها اى طفل يؤثروا على اعتقاده عندما يبلغ ، البيئة الاولى هى بيئة تؤمن بما يسمى بالدين الشعبى ، الاعتقاد الشعبى بالله ، الله بالنسبة الى المنظور الشعبى .. فتتلخص صورة الله لدى الناس الذين ينتمون الي هذة البيئة في تلك العبارات البسيطة المتداولة عند الناس "ربنا يسهل" ، "انشاء الله" ، "ساعة لقلبك و ساعة لربك" ..وهكذا و اعتقد ان معظم الذين ينتمون لتلك الثقافة هم من طبقة العمال و الفلاحين ..طبعا مع بعض التحفظ ، فهذة الطبقة لا تفكر بشيء الا العمل لكسب القوت و العيش فهم لن ينشغلوا بالتعمق فى الدين لانه لديهم ما يشغلهم و فى نفس الوقت لن يتركوا الله او يلحدوا ، فهم يحتاجون القوة العليا لانها من وجهة نظرهم تُسهل امورهم و تيسرها و تجعلهم مطمئنين و مرتاحين و تزيل عنهم الخوف من المستقبل و لقد شرحنا ذلك بالتفصيل فى مقالنا "الخوف والاعتقاد بالقوة العليا" و يُورِث هؤلاء اعتقادهم البسيط بالله لأولادهم الذين فى الغالب سيعملون فى نفس مجال اهلهم فيظل الانسان الذى علمه اهله الاعتقاد البسيط ، يعيش و يعمل حتى يتزوج و يأتى بأطفال و يعلمهم نفس الكلام و لكن قبل ان يتزوج او حتى بعد من الممكن ان يتعرض ذلك الانسان لخطر التطرف الفكرى بسبب دعاة التطرف و هم ما أكثرهم فى مجتمعنا ! و حينها سشعر ذلك الانسان بالذنب بسبب الايام التى قضاها فى الكفر! و سيود ان يكفر عن اعماله و يرضى الله و هذا سيتجه به الى الاعمال الاجرامية و الارهابية . و البيئتان او الحالتان التى سأتكلم عنهم هما مقابلان لبعضهما فالبيئة الاولى تتجه للانغلاق و التطرف و التعصب و البيئة الثانية تتجه للانفتاح و التنوير و فى الحقيقة البيئتان هم نتيجة لشىء واحد و هو التعمق فى الدين و فى فهم الكتب المقدسة .. فينشأ نتيجة فهم حقيقة الدين تياران ..الاول ، هو قبول الشكل المتطرف للدين و الايمان به و الثانى هو رفض ذلك الشكل و يتجه بعد ذلك للتنوير و الانفتاح .. التيار الاول يورث الاهل افكارهم المتطرفة للابناء و يعيش الابن فى المجتمع بتلك الافكار و لو كان ذلك الابن من ذوى العقول المُتسائلة و الناقدة .. فذلك سيجعله يتسائل عن الدين و أكتشاف المتناقضات و لاثيما لو تعرف على العلم ليكتشف كم يتعارض الدين مع العلم و هذا سيجعله يدخل فى صراع بين عقله و بين موروثه لينجح الواحد بقمع الاخر و ينتصر فى النهاية ، التيار الثانى وهو المتفتح سيورث اولاده نفس افكاره التنويرية المُتحررة و لن أخوض فى وصف اكثر لذلك التيار لكى لا أبعد عن الواقع و أقع فى خطا الخيال و المثالية فمجتمعاتنا تقريبا خالية تماما من ذلك النموذج حتى الان ، لعل الاجيال الجديدة (و الذى واحد منها) تُنشأ أسر و تعطى لأولادها النور فكما يقول الشاعر العظيم أمل دنقل .." ربما ننفق كل العمر كي نثقب ثغرة..ليمر النور للأجيال مرة "



#يوسف_شوقى_مجدى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيكولوجية الاعتقاد(1)..دور اللاوعى
- تحليلات سايكولوجية مُتفرقة (2)
- تحليلات سايكولوجية مُتفرقة(1)...اسطورتا التنين و الفردوس الم ...
- الخلاص على مستوى الفرد و الجماعة
- سيكولوجية التحكم بالعقول
- قيمة الانسان فى الكون
- التحليل السيكولوجى للأساطير القديمة
- الاثار الاتونية فى الديانة اليهودية
- الحياه مع الله و قيود العقيدة المسيحية
- ريتشل و الريتشلية
- مأزق المحافظين !!
- ننتقد المجتمع ام نبدأ بأنفسنا؟!
- يوحنا الاسكتلندى و فلسفته (2)
- الرائع يوحنا الاسكتلندى و فلسفته (1)
- الخوف و الاعتقاد بالقوة العليا
- كيان المنظومة بين الهدم و البناء
- عاصفة التبرير!
- الاختلاف جريمة يعاقِب عليها الناس!!
- دعوة للرذيلة !!
- دفاع عن السخرية!!


المزيد.....




- سوريا وإسرائيل تتوصلان لوقف لإطلاق النار بدعم أردني تركي
- استطلاع: غالبية الإسرائيليين يؤيدون صفقة تبادل شاملة وإنهاء ...
- رويترز: الكونغو ستوقع بالدوحة اتفاق لإنهاء القتال مع المتمرد ...
- أنغام تفتتح مهرجان العلمين بعد تجاوز أزمتها الصحية
- صاروخ يمني يربك إسرائيل: تعليق الملاحة في مطار -بن غوريون- و ...
- الأمين العام لحزب الله يُحذّر من -ثلاث مخاطر- ويؤكد: جاهزون ...
- انتهاكات بحق العشائر البدوية في السويداء بعد اتفاق انسحاب ال ...
- بعد تشخيص مرضه.. 3 تغييرات منتظرة في نمط حياة ترامب
- تفاؤل أميركي بقرب التوصل لاتفاق بشأن غزة
- موسكو توقف مسافرة أميركية روسية بسبب مسدس في حقيبتها


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - يوسف شوقى مجدى - سيكولوجية الاعتقاد(2)..دور الوعى