محمود شقير
الحوار المتمدن-العدد: 4723 - 2015 / 2 / 17 - 10:45
المحور:
الادب والفن
ثلج.. ثلج متراكم في الطرقات وعلى أبواب البيوت. تيبست أطرافه، وأدرك أن أحداً لن يشهد عذابه الأخير.
بعد يومين، تطوع أربعة من الجيران لأداء الواجب، لم يغسلوا جثته، لم يكفنوه، حملوه في بطانية وجدوها فوق جسده المتخشب، ساروا في طريق يغطيه الثلج، إنها تضحية صغيرة، يؤكدها البخار المتدافع من حلوقهم.
وصلوا المقبرة، حاولوا أن يحفروا حفرة، تشنجت أكفهم من لسعات البرد، كفوا عن الحفر، تبادلوا نظرات صامتة، ثم أزمعوا على الدخول في المؤامرة، سجوا الجثة على وجه الأرض وأهالوا فوقها ركاماً من ثلج.
حينما ذاب الثلج، انكشفت الجثة في العراء، فاحت الرائحة، وعاشت القرية دهراً من ندم.
#محمود_شقير (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟