أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان محسن - رامبو والسريالية














المزيد.....

رامبو والسريالية


عدنان محسن

الحوار المتمدن-العدد: 4716 - 2015 / 2 / 10 - 00:07
المحور: الادب والفن
    


رامبو والسريالية
أتيين ألن هوبيرت
ترجمة : عدنان محسن
" وأنا في الثانية والعشرين من عمري، كنتُ مؤمناً بعبقرية رامبو، لوتريامون، الفريد جاري، وأحببت غيوم أبولينير حبّاً جمّاً، وكنتُ أغمر بيير ريفيردي بمودة عميقة"
نجد هذه السطور في رسالة كتبها بروتون إلى ترستان تزارا في أوائل العام 1919 ، لتكون فاتحة العلاقة بين الرجلين.
ويمكن للمرء أن يعثر على الصياغة ذاتها على لسان آراغون، سوبو وأيلوار، في مراسلاتهم وفي كتاباتهم.
كانت هذه شهادة اعتراف ووسيلة الشاعر الشاب، آنذاك، لتقديم نفسه أمام من يراسله وأمام جمهوره.
ومن الوهلة الأولى يبزغ اسم رامبو، ليس بسبب الأقدمية الزمنية بل لتعاظم سطوة أعماله ولجهة الإنبهار بتفاصيل حياته التي لا نظير لها، بعد بضعة عقود من وفاته.
إنّ العودة إلى رامبو فرضت نفسها بشكل دائم تقريبا على الضالعين في الأدوار الرئيسية الأولى والأدوار الثانوية في الحركة السرالية.
ولم يكن هذا ضربا من ضروب التعبّد، كما سارع البعض للاعتقاد به،يُراد منه إرساء الحركة السريالية من خلال تيمة اسمها رامبو، إنّما يتعلق الأمر باصطفاء مرجعية مرجعية شعرية يُعاد تفعيلها وتعميقها والاعتناء بها ومحاورتها عبر الزمن. كما يحدث أحيانا أن يتم التنازع من أجلها بضراوة مع أؤلئك الخارجين عن الحركة والمتيمين هم أيضا برامبو.
وهل ثمة ما يستغرب منه في هذا؟
إنّ أعماله مفعمة بالصدمات والمفاجآت والاكتشافات واللقاءات منذ أكثر من ثلاثة أرباع قرن، رغم أن فرص طباعتها لم تكن على نطاق واسع في مطلع القرن العشرين. وكان آراغون وايلوار وبروتون، خصوصا، يتابعون باهتمام بالغ ما يُنشر من أعمال لرامبو لم يسبق لها النشر، وكذلك رسائله وما يقوله المعلقون ويعلقون على تعليقاتهم. ويحدث لهم، في الفترة التي كانوا يصدرون فيها مجلة " ليتراتور" أن يساهموا بشكل فاعل في نشر ما لم يسبق نشره.
ملّحٌّ أم أصمٌّ هذا السؤال: لماذا تكتبون؟
وقد طرح بروتون هذا السؤال على نفسه منذ الفترة الدادائية جتى السنوات الأخيرة من حياته. ولكن صمت رامبو الشعري الذي يحدده تاريخ الأدب التقليدي بعام 1975 ، لم يكفّ عن إثارة الأسلة في حوارات بروتون مع نفسه. غير أنّ من الخطأ الزعم أنّ الانبهار برامبو متأت من الاعجاب بشعره وحده, فقد كانوا مأخوذين بنفس القدر بشعره وبتفاصيل حياته، بعدما أعيدت كتابتها حسب شهادات عديدة متباينة القيمة. فكان يسحرهم فعل القطيعة، التحديات المنبثقة عن سلوكه، صلابته في مواجهة القمع الاجتماعي، وقوفه ضد الدين، سفره إلى هراري حيث كان يبعث منها برسائل اعتبرها بروتون في " انتلوجيا الدعابة السوداء" من الأمور المؤسفة.
ومن الأمور ذات الدلالة، أن لا يتأثر فيليب سوبو ككاتب بشعر رامبو إلّا قليلاً، إلّا أنّه يعزو ميله إلى الترحال في ثلاثينات القرن الماضي إلى رحلات رامبو في أماكن مختلفة. وكما أنّ مساهمة رامبو المفترضة مع رماة الثورة في مايس 1871 وتعاطفه مع الحركة العمالية، حسب شهادة صديقه أرنست دولائيه، ستكون بالنسبة لبروتون إيعازاً قوياً للتفكير في العلاقة بين الفن والسياسة، وانطلاقا منها تبلورت قناعته برفض النموذج السوفياتي، فاعتنق الفكرة القاضية بأنّ الفن لا ينبغي عليه أن يكون في خدمة الأيديولجيا، لأنه لا يتأثر بشكل مباشر بالحدث الراهن.
وعلى العكس من بروتون، وبعد أن أبتعد نهائيا عن الحركة السريالية، وجد آراغون في صورة رامبو المشارك في كومونة باريس ما يبرر مفهومه عن جدوى الالتزام السياسي.
والحال، ليس مبالغة القول إنّ أكثر من رامبو قد مشى على أرض السريالية.
مقطع من مقال طويل عن علاقة السرياليين برامبو.



#عدنان_محسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع شاعر ملحد
- أنتونان آرتو: موجّه للبابا
- حوارات سريالية
- أحاديث علي بن عاشور
- قصة قصيرة جدا
- رامبو وطرق المعرفة الشعرية
- يوم رفض جان بول سارتر جائزة نوبل
- أكثر من صوت لحنجرة واحدة
- غيوم أبولينير وبيكاسو متهمان بسرقة الموناليزا
- بودلير قصيدة الغريب
- حوار بين أندريه جيد ورينيه كريفل حول قضية آراغون
- أندريه بروتون وأنتونان آرتو في حوار سريالي قصير
- قصائد
- رسالة الشاعر الأب يوسف سعيد
- أشعار
- السريالية والفن
- قصيدة البرد
- نصوص شعرية : هايكو وشذرات
- مختارات شعرية
- ليوبالد سينغور


المزيد.....




- -الموارنة والشيعة في لبنان: التلاقي والتصادم-
- -حادث بسيط- لجعفر بناهي في صالات السينما الفرنسية
- صناع أفلام عالميين -أوقفوا الساعات، أطفئوا النجوم-
- كلاكيت: جعفر علي.. أربعة أفلام لا غير
- أصيلة: شهادات عن محمد بن عيسى.. المُعلم والمُلهم
- السعودية ترحب باختيارها لاستضافة مؤتمر اليونسكو العالمي للسي ...
- فيلم من إنتاج -الجزيرة 360- يتوج بمهرجان عنابة
- -تاريخ العطش-.. أبو شايب يشيد ملحمة غنائية للحب ويحتفي بفلسط ...
- -لا بغداد قرب حياتي-.. علي حبش يكتب خرائط المنفى
- فيلم -معركة تلو الأخرى-.. دي كابريو وأندرسون يسخران من جنون ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان محسن - رامبو والسريالية