حوارات سريالية

عدنان محسن

الحوار المتمدن-العدد: 4677 - 2014 / 12 / 30 - 22:15
المحور: الادب والفن
    

حوارات سريالية

ابتكر السرياليون طرقاً للتعبير التلقائي لتخليص الشعر من الرقيب الداخلي. وكانت الكتابة الآلية أحد أهم إنجازاتهم في مطلع القرن العشرين. وقادت هذه الكتابة إلى اختراع عدد من اللعب من أهمها ما أطلقوا عليه: "لعبة الجثة الشهية"، وقد جرى الحديث عن هذه اللعبة في مكان آخر.
هنا لعبة أخرى يمكن أن نطلق عليها "لعبة الأسئلة". ومن قواعد هذه اللعبة أن لا تكون صيغة السؤال معروفة بأكملها، وجرت العادة أن يبدأ السؤال على النحو التالي " ما هو......؟ ما هي.....؟ من يجيب على السؤال لا يعرف من صيغة السؤال إلّا أدات الاستفهام. وغالبا ما تأتي الإجابات بعيدة ومتناقضة مع صيغة السؤال. وكانت هذه اللعبة تندرج في بحث السرياليين عن الدهشة وخلق المدهش.
هنا بعض الأمثلة من حوارات دارت بين بروتون ومن معه في العام 1934 وبروتون وآرتو في العام 1924 . وفي الكتاب الذي أعده عن تاريخ السريالية نجد نماذج كثيرة من اللعب السريالية المعروفة.

حوار بين بروتون ومارسيل فيري المسماة "ليلا" وكانت هذه تعيش مع بروتون حتى لقاء بروتون بجاكلين لامبا مما أدى إلى انفصالهما.
بروتون: ما هو الجمال؟
مارسيل: إنّها صرخة جوّية
مارسيل: ما هو اللغز؟
بروتون: إنّه ريح شديدة الإعجاب بنفسها في ضاحية ما.
مارسيل: ما هي العزلة؟
بروتون: إنّها ملكة جالسة بالقرب من عرشها
مارسيل: ما هو اللقاء؟
بروتون: إنّه وحشي.
بروتون: ما هي الصدفة؟
مارسيل: إنّها رواية سوداء
مارسيل: ما هو الوداع الأبدي؟
بروتون: سوق للعبيد كبير الحجم
بروتون: ما هو كلّ ما غير موجود؟
مارسيل: هو حب الأسوأ.
مارسيل: ما هي الغيرة؟
بروتون: إنّها بوق على طاولة جاهزة
بروتون: ما هو الرقم 7 ؟
مارسيل: إنّه سرير بمظلة.
مارسيل: ما هي النار الكامنة.
بروتون: إنّها قطة تطلق صيحات استنكار يتبعها حصان.
مارسيل: ما هي الخلاعة؟
بروتون: إنّه مكان في مَرْجٍ يتحول لون العشب فيه إلى اللون الغامق، وهذا يُرى عن بعد.
بروتون: ما هو الطريق في المخيلة؟
مارسيل: إنّها مضخة بدولاب لونه أخضر فاتح، لم تُستعمل أبداً.
مارسيل: ما هي السريالية؟
بروتون: لوازم مائدة من قصدير قبل اختراع الشوكة.
مارسيل: ما هو الذي لا يُعرف؟
بروتون: إنّه نسر أعمى تقوده فريسته.
مارسيل: ما هو السحر الأسود
بروتون: إنّه مجموعة من القطط الصغيرة ملطخة بالفراشات.
بروتون: ما هي المرأة؟
مارسيل: إنها نجمة في الماء.

حوار أندريه بروتون وبول إيلوار

إيلوار: ما هو الجيش؟
بروتون: إنّه نصف جندي
بروتون: ما هو العقل؟
إيلوار: إنّه غيمة أكلها القمر.
بروتون: ما الذي تضعه فوق كلّ إعتبار؟
إيلوار: إنّه طائر القيثارة.

حوار بروتون وألبرتو جياكوميتي
جياكوميتي: ما هو البنفسجي؟
بروتون: إنّه ذبابة مكررة.
بروتون: ما هو الفن؟
جياكوميتي: إنّه صَدَفة بيضاء في طست ماء.
بروتون: ما هو رأسك؟
جياكوميتي: إنّه ميلاد الثديين.
بروتون: ما هي ورشتك؟
جياكوميتي: إنّها قدمان صغيرتان تمشيان.

حوار بروتون وبينجمان بيريه
بروتون: ما هو الشباب؟
بيريه: إنّه نشال.
بيريه: ما هو التحليل النفسي؟
بروتون: إنّه كاستور وبولوكس ( شخصيات من الأساطير الأغريقية، المترجم)
بيريه: ما هي الإشتراكية في بلد واحد؟
بروتون: إنّها عربة نقل في حفرة.
بروتون: ما هو العمل؟
بيريه: إنّه إعدام لويس السادس عشر.
بروتون: ماذا تقول عن حياتك حتى هذه اللحظة؟
بيريه: إنّها مفتش مستودعات الخمور.
بروتون: ماذا كنت تتمنى أن تكون؟
بيريه: فراشة ليل في وضح النهار
بيريه: ما هو "أبو" الملك؟ ( إشارة لعنوان مسرحية شهيرة لألفريد جاري، المترجم)
بروتون: إنّها الفوضى.
بروتون: ما هو المجتمع؟
بيريه: إنّه العفن.

حوار بروتون وأيف تانغي

بروتون: ما هو رسمك؟
تانغي: إنّه دخان أبيض قليل.
بروتون: ما هي منطقة البروتان؟
تانغي: إنّها فاكهة أكلتها الزنابير.
بروتون: ما الذي تفضله؟
تانغي: انعكاس فوق الماء
بروتون: ما هو الحب الجسدي؟
تانغي: إنّه نصف لذّة
تانغي: ما هي الشيخوخة؟
بروتون: إنها رجل جبان.



حوار بروتون وآرتو في العام 1924
آرتو: هل ما زالت السريالية تحظى دوما بذات الأهمية في تنظيم أو في اختلال نظام حياتنا؟
بروتون: إنّها وحل في التكوين الذي لا يلجُ فيه غير الأزهار.
آرتو: كم مرّة بوسعك أن تحب بعد؟
بروتون: إنّه جندي تحت مِظلة. هذا الجندي وحيد، ينظر إلى صورة فوتوغرافية التقطها للتو من حافظة نقوده.
آرتو: هل للموت أهمية ما في تكوين حياتك؟
بروتون: قد حان وقت النوم.
آرتو: ما هو الحب الخالد؟
بروتون: ليس الفقر عيبا.
آرتو: ليلٌ أم هاوية؟
بروتون: إنّه الظل.
آرتو: ما الذي يقززكَ أكثر في الحب؟
بروتون: هو أنتَ وأنا أيضا، صديقي العزيز.

#عدنان_محسن (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل