عدنان محسن
الحوار المتمدن-العدد: 4549 - 2014 / 8 / 20 - 22:02
المحور:
الادب والفن
هايكو وشذراتي كتاب
في منتصف السبعينات كتبت نصوصا قصيرة. لم تكن وقتها موجة الكتابة على طريقة الهايكو أو الشذرات شائعة ومعروفة وكان أغلب المشرفين على الصفحات الثقافية لا يضع هذه المحاولات ضمن الشعر واضعين لها توصيفات مفرطة في التعميم ، واحد منها : مشروع قصائد . وبعد خروجنا الجماعي من ألعراق نشرت بعضا منها في جريدة النهار وكذلك في النداء ولاحقا في جريدة القدس العربي. بعض هذه النصوص نُشرت في مجموعتي الأولى والثانية. واليوم عقدت العزم في أن أجمعها في كتاب توثيقا وفاءا لحقبة شهدت ميلاد هذه النصوص.
البعض:
رغم أّنّهم
لو لون ولا طعم لهم
ولا رائحة
لكنّهم لا يشبهون الماء.
شؤون صغيرة:
هذا طبعي
يدخل أقصاه في أدناه.
في منتصف الكابوس
أحصي أحلامي المنقرضة.
على آثار عثراتك
يمشي الجميع حفاة القلوب
وعلى رصيف عتمتك
يستفيق الضوء من قيلولته
في معجم الوقت
لا يتصرف الانتظار إلّا في الماضي
الحكمة مرآة الخرافة
العقل حديقة
يتنزه فيها الجنون
تفاصيل أخرى :
دلتني الأيام عليك
من دلّ الأيام عليّ
أنّي تعلمت أبجدية ضوئك
كي أقرأ تاريخ العتمة
أنّي أتقنت قراءة الكف
كي أستعير يديك.
على مشارف أيامي
لكل ضياع في جسدي مكان
كلّ دمعة لم تذرفها عيناك
تتبخر في رأسك
لم أتأكد من موتي
حتى قرأته في عيني صديق
حين تغضب المرأة
تركب رأسها
وحين يغضب الرجل
يركب الجميع
حين قال الأول للثاني
كن رجلا واتبعني
المرأة ابتسمت
وارتبك الثاني
رغم أنف لساني
سأفاتح شفتي بالكلام
رغم أنّي دخلت من الباب
لم أجد أثرا لها على النافذة
لم يكن بوسعه أن يراني
لكنه أطفأ النور
الذاكرة آخر ما تبقى لي
من أسمال العائلة
الوطن أول مرض مألوف
أصبت به
ولم أعد أذكر أسبابه.
#عدنان_محسن (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟