أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان محسن - يوم رفض جان بول سارتر جائزة نوبل














المزيد.....

يوم رفض جان بول سارتر جائزة نوبل


عدنان محسن

الحوار المتمدن-العدد: 4646 - 2014 / 11 / 28 - 18:25
المحور: الادب والفن
    



في 22 أكتوبر1964 منحت الأكاديمية السويدية جائزة نوبل إلى الكاتب الفرنسي الشهير جان بول سارتر. ولم يكن في حسبان المسؤولين عن هذه الجائزة أن يرفضها أحد فلم تكلف نفسها اعلامه قبل الإعلان الرسمي، وقد يكون مبلغ الجائزة والشهرة التي يحظى بها الممنوح وراء اطمئنانهم هذا. وكان الكاتب الروسي باسترناك قد رفض الجائزة، ولكن ليس بمحض أرادته بل نزولا( أو خضوعا) عند رغبة السلطات السوفيتية وأوامرها.
أما أن يرفض كاتب غربي وبمحض إرادته فهذه كانت صدمة حقيقة لهذه المؤسسة.
وفي الأيام التي سبقت الإعلان الرسمي، دارت، كما جرت عليه العادة وما زالت، إشاعات عن إسم الأكثر حظا في الحصول عليها، وكان أسم سارتر يتردد بقوة. وكان سارتر على علم بما يجري في أروقة الصحافة ألأدبية فكتب رسالة إلى الأكاديمية السويدية يعلن فيها عن رغبته في رفض الجائزة ملتمسا حذف إسمه من قائمة المرشحين . ومن جملة الأسباب التي ذكرها في رسالته عدم رغبته بالإرتباط بأي مؤسسة كانت حتى لو كان اسمها نوبل. وصلت رسالة سارتر في اليوم الذي يسبق إعلان الجائزة، ولكن أحدا لم يفتح الرسالة وتُركت فوق مكاتب الأكاديمية العريقة حتى اليوم التالي، يوم إعلان الجائزة. وعندما أعلن سارتر رفضه للجائزة، عادوا إلى الرسالة فوجدوا فيها نفس الكلام الذي كان سارتر يعلنه للصحافة.
وعلى عادة الصحافة الفرنسية في مثل هذه الأحوال، راح كلّ يدلو بدلوه، لتفسير هذا الرفض. منهم من قال أنّ سارتر كان متأثرا جدا لحصول البير كامو قبله، خاصة بعد القطيعة التي حدثت بينهما بسبب موقف سارتر الحاد من كتاب كامو الشهير " الرجل المتمرد". وهذه، على حد قول سارتر، واحدة من مهازل الصحافة الأدبية الفرنسية المعروفة. غير أنّ المهزلة الأكبر، تلك التي طلع علينا بها أحد النقاد مبررا رفض سارتر بسبب علاقته بسيمون دو بوفوار، فكان يخشى عليها من الغيرة، يقول أحد العاملين في الصحافية الأدبية في فرنسا!
أمّا الجادون من النقاد فراحوا يبحثون في المكانة التي كان يحتلها سارتر في ستينات القرن الماضي، خصوصا بعد بزوغ نجم كلود ليفي شتروس وميشيل فوكو، معتبرين أن نجمه قد أفل، هو الذي كان قد أصدر في ذلك العام بالذات كتابه الشهير " الكلمات".
واللافت أن أغلب هؤلاء غضّ الطرف عن تصريحات أدلى بها سارتر عقب رفضه للجائزة. ففي مقابلات أجرتها معه جريدة الفيغارو المعروفة وجريدة ليبيراسيون وغيرهما وضع سارتر النقاط على قرار رفضه، مؤكدا أن هذا الرفض لا ينفصل عن موقفه الثابت من رفض الجوائز والأوسمة. ويعتقد سارتر أنّ هذا السلوك مرتبط بموقف مفاده أنّ الكاتب المدافع عن قضية ما، من الواجب عليه أن لا يرتبط بأي مؤسسة. وصاحب القضية هذا، حسب سارتر، لا حقّ له سوى استعمال ما يحسن صنعه في الدفاع عن قضيته، ويعني الكتابة وحدها.وأي جائزة تُمنح له تضعه أمام ضغط ومسؤولية إزاء الجهة المانحة. وفي هذا السياق، يقول سارتر: أنت عندما تقدمني باسمي جان بول سارتر أو جان بول سارتر الحائز على جائزة نوبل. الأول لا يشبه الثاني وغالبا ما يذوب فيه، وهذا ما لا اريده لنفسي.
ويذهب سارتر، في هذا الصدد، إلى القول إنّ ليس من المستساغ أن تُمنح الجائزة إلى كاتب وهو مازال على قيد الحياة. لأنّ الكاتب في حياته عليه أن يرفض أن يتحول إلى جزء من المؤسسة، أي مؤسسة. وكنتُ سأرفض، يقول سارتر، جائزة لينين رغم تعاطفي المعروف مع الاشتراكية
ومن جانب أخر يرى سارتر.يرى أنّ الجائزة تُمنح إلى كتاب من أوروبا الغربية وإلى كتاب منشقين من أوربا الشرقية، ملمحا للجانب السياسي لمنح الجائزة، معترضا، على سبيا المثال، منح باسترناك جائزة نوبل للآداب عن كتاب مطبوع خارج بلاده وممنوع فيه. بينما كان شولوخوف أولى بها.كما يعتبر من المؤسف أنّ لا تفكر الأكاديمية بمنحها للشاعر الفرنسي لويس آراغون.
ومسك الختام في تعليقاته هو إعلانه إنّه كان مستعدا لقبول الجائزة بعد أعلان إستقلال الجزائر. كنتُ سأعتبر أنها منحت إلى الحرية التي دافعت عنها ، حينئذ يكون لها معنى . وفي هذه الحالة ستكون الحرية هي صاحبة الجائزة وليس جان بول سارتر. وهذا المعنى يرتبط بالصميم بالتزامي وموقفي في الأدب والحياة.
أما عن مبلغ الجائزة الذي فرّط به، على حد تعبير الصحفي الذي يحاوره، فأجاب سارتر وكأنه يصيح: وهل للحرية من ثمن . سعر الحرية أعلى.




#عدنان_محسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أكثر من صوت لحنجرة واحدة
- غيوم أبولينير وبيكاسو متهمان بسرقة الموناليزا
- بودلير قصيدة الغريب
- حوار بين أندريه جيد ورينيه كريفل حول قضية آراغون
- أندريه بروتون وأنتونان آرتو في حوار سريالي قصير
- قصائد
- رسالة الشاعر الأب يوسف سعيد
- أشعار
- السريالية والفن
- قصيدة البرد
- نصوص شعرية : هايكو وشذرات
- مختارات شعرية
- ليوبالد سينغور
- السريالية والسرياليون الجزء الثاني
- السريالية والسرياليون الجزء الأول
- مقدمة في الشعر السريالي
- عبقرية أندريه بروتون
- آراغون شاعر عصر
- عار الشعراء
- ناتالي ساروت والكتابة الأخرى


المزيد.....




- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان محسن - يوم رفض جان بول سارتر جائزة نوبل