أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زهدي الداوودي - يوم الشهيد الشيوعي














المزيد.....

يوم الشهيد الشيوعي


زهدي الداوودي

الحوار المتمدن-العدد: 4714 - 2015 / 2 / 8 - 19:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حين يخطر ببالنا مفهوم "الشهيد" أو "يوم الشهيد الشيوعي" تنتابنا رعشة، تشبه تلك التي تأتيك بسبب لمسة خاطئة للسلك الكهربائي المشحون بالتيار المميت الذي حسب له حسابه من قبل الميكانيكي الذي يعرف متى تشلك ضرباتُه ومتى تلقيك جثة هامدة على قارعة الطريق.
إنك في الحالة الأخيرة، ستموت، ولكن دون أن تكتسب لقب الشهيد. ولما كان مصيرك غير واضح في يوم الحساب، لذا يهرع أقاربك إلى أقرب إمام مسجد للاستفسار ما إذا كان المرحوم قد مات شهيدا أم طبيعيا. ولما كان أحد شروط الاستشهاد هو التحقق من كون الميت قد مات فعلاً في سبيل الدين وإعلاء شأن الوطن، يكون قد أمّن الجنة.
وبعد التأكد من قرار الطبيب الذي يفحص الجثة بأن القلب قد توقف نهائياً عن الحركة، يرى الإمام الذي تسلم الجثة مع مبلغ محترم لمصاريف الدفن ومراسيم التعزية، بأن المرحوم قد أستشهد في سبيل إعلاء كلمة الله والدين، بدليل أنه قام بتصليح المرافق الصحية للجامع الفلاني التي انقطعت عنها المياه منذ ثلاثة أيام بسبب عطب. تصوروا يا ناس وضع الجامع الذي تنقطع عنه مياه الوضوء لمدة ثلاثة أيام.
إلى هنا وكل شيء مقبول، بيد أن الشيء غير المقبول هو أن يأتي إمام آخر ليطعن في قرار لم تحدد هويته المذهبية. أهي سنية أم شيعية؟ وكيف يمكن تحديد الهوية المذهبية إذا كان الشهيد، عفواً الميت ليس حاضراً؟
عدتم بنا من حيث شئنا أم أبينا إلى نظام المحاصصة والمذهبية والفساد، ما العمل الآن؟ إنها أمور طبيعية فالاولاد بحاجة إلى الأكل والملبس أيضا.
وأتفق الإمامان على أن المرحوم مات شهيداً. وجرت الأمور كما أرادا.

من هو الشهيد؟
هو الإنسان المقدام الذي يتحدى الموت في سبيل هدف سام مثل الدفاع عن القبيلة أو الدين ومساعدة الأطفال والنساء والشيوخ والكفاح حتى الموت من أجل بقائها. إن إحتكاكه اليومي بأفراد قبيلته ومساعدتهم، تمنحه صفة البطولة التي تتحول إلى قدسية تنطوي على نوع من السحر الذي يجعل من الإنسان قائداً وقديساً في نفس الوقت. ومثل هذا البطل الذي سواء أغتيل أو مات بشكل طبيعي، فإنه يعتبر شهيداً في عرف قبيلته ويبقى قبره رمزاً لوحدة القبيلة ومبرراً لترك حياة التنقل والركون إلى الإستقرار جنب القبر الذي سرعان ما يتحول إلى معبد. تتسامى هذه الثيمة إلى أعلى درجات الزقورة حيث ثمة غرفة إنفرادية، يتحول فيها الإنسان البطل إلى إله مقدس يربط السماء بالارض وتتسامى هذه الثيمة إلى أعلى درجات الزقورة حيث ثمة غرفة إنفرادية، يتحول فيها الإنسان البطل إلى إله. وفي جو من السرية التامة يتسلم قوانينه وأوامره من الاله الأعظم.
للشهيد إذاً أكثر من معنى، بيد أن تعدد المعاني لا يغير المعنى الأساسي لمفهوم الشهيد الذي بقي محتفظاً بمعناه الذي يؤكد على السمو والقدسية والتضحية والوفاء والإخلاص.
إن الشهيد حين يدخل محراب الخلود، يرتدي الملابس البيضاء التي لا تعرف الغنى والفقر، تصاحبه سمفونية الله الأزلية التي تطالب البشرية منذ نشوء الانسان بالثأر وتحقيق السلام الابدي. ليس الشهداء، بل الناس الذين صنعوا منهم أبطالا يطالبون بالثأر.



#زهدي_الداوودي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثقافة العراقية في ظل الفساد
- صياد الصقور
- فرياد راوندوزي كاتب يستحق موقعه
- إنفصال أم إستقلال
- إرادة المرأة
- أيها القلب
- يتيم أمام أبواب اللئام
- مقامات كركوكية
- العاهرة الرجيمة
- لو عرف الوهم
- قادر رشيد: بطل من هذا الزمان
- بانتظار عيد رأس السنة الميلادية
- إلى أين؟
- كنت أبحث عنك
- رحلة ألفريد سمعان في قطار الموت
- العرق الروائي في -منازل الوحشة- لدنى غالي
- شيركو بيكه س
- الرحيل المبكر للصديق فلك الدين الكاكه يي
- حكاية تحرش جنسي
- كوردستان ومبدأ حق تقرير المصير


المزيد.....




- الاحتلال يحول المسجد الأقصى إلى قاعة احتفالات استعمارية بإقا ...
- سموتريتش: إذا قدمنا تنازلات مقابل الأسرى سيضع ذلك اليهود في ...
- فوز زهران ممداني يكشف الوجه القبيح لمعاداة الإسلام في الولاي ...
- -الأعباء ثقيلة ولكننا لا ننحني إلا الله-.. السيسي يوجه خطابا ...
- ماما جابت بيبي..أحدث تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات ...
- مستعمر يدعس شابا من كفر الديك غرب سلفيت
- ما بعد 7 أكتوبر.. كيف تراجع نفوذ الإخوان عربيا؟
- اضبطها على جهاز الأن تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد على ال ...
- أضبط حالاً تردد قناة طيور الجنة بيبي على القمر نايل سات وعرب ...
- -إسرائيل- تدرس إعادة الوجود اليهودي الدائم في قبر يوسف بنابل ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زهدي الداوودي - يوم الشهيد الشيوعي