أفضل وقت لزراعة شجرة كان منذ 20 سنة (1)

خسرو حميد عثمان
كاتب
(Khasrow Hamid Othman)

الحوار المتمدن-العدد: 4714 - 2015 / 2 / 8 - 17:41
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    

أفضل وقت لزراعة شجرة كان منذ 20 سنة (1)

يُعزي قاسم حسين صالح غياب رجل الدولة على أرض الواقع، عقب التغيير الذي حصل في العراق عام 2003، الى ظهور وشيوع ثقافة الإحتماء. ويرى بأنه لم يتوقف المشهد العراقي عند غياب صورة مثل هذا الرجل، بل الأنكى من ذلك هيمنت الصورة المعاكسة "لرجل الدولة" على الساحة السياسية في العراق الجديد، على أثر ذلك تعرض إلى عملية ظالمة و شاملة لنهب ثرواته الوطنية.... *
طروحات قاسم حسين تتسم بالشمولية، في رأي، لدرجة تُعطي الباحث الأدوات التحليلية الكافية، لإستقراء ما يجري، فعلاً، على الساحة السياسية في إقليم كوردستان العراق أيضاً- الإقليم المنقطع عن العراق بكل معنى الكلمة، بإستثناء مشاركة مَنْ يمكن تسميتهم بمندوبي الأحزاب الكوردية، في إشغال المراكز التي تٌدِّرُ الإمتيازات المالية السخية لشاغليها في بغداد، حسب نظام المحاصصة التي خلقت الأرضية الملائمة لأن تلهث الجماعات المؤتلفة تحت لواءه، بدون إستثناء، في الإستحواذ على أكبر حصة ممكنة من الثروات التي تُنهب من العراق، وليس خاف على أحد بأن المسؤولين في الإقليم و على جميع المستويات لم يخفوا كونهم ينتظرون الفرصة المؤاتية لأعلان كردستان كدولة مستقلة.
لإثبات صحة إستنتاجي هذا لا أحتاج، من بين عدد كبير من الوقائع اليومية، إلا إلى الإشارة إلى ثلاثة مواضيع ظهرت خلال يوم واحد، وهو 27/1/2015 ، في مدونة لفين الكوردية، تُمثِلُ وجهات نظر ثلاثة أحزاب من الأحزاب الخمسة التي تشارك في الحكومة التي جرت تسميتها بحكومة القاعدة العريضة التي إنتهت بتشكيلها وجود معارضة رسمية في البرلمان، وظهرت مكانها معارضة الظل، نتطرق إليها في المقال القادم:
1- مقال فاضل ميراني بعنوان ( بعد ترجمته حرفياً): قراءةلأنفسنا والمحيط بنا.
يعرض الكاتب من خلال ما يقارب ألف ثمانماءة كلمة قِرأتِه، بصفته سكرتير المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكوردستاني، لما ورد في منطوق عنوان مقاله. سأركز في هذا المقال على المقطع الذي إستهل به الكاتب مقاله، وعدد كلماته 111 كلمة، والذي أعاده الكاتب نصه في مكان أخر من مقاله بدون أي تغيير، يبدو، من خلال التأكيد، بأن ما ورد فيه هو البيت القصيد في المقال، ومن خلاله يركز الكاتب على ضرورة إعادة التعريف والفصل بين كل من مفهومي المصلحة الوطنية العليا والمصلحة الحزبية الضيقة.
يعتقد بأن هذين المفهومين يتداخلان في بعض الحالات، بدلاً من الفصل بينهما، ويذكر، كمثال على هذا التداخل، بأن القوى السياسية الكوردستانية التي تتبادل التمنيات الطيبة والمواقف الإيجابية و تُظهر الحرص الشديد على وحدة الصف، كلما تواجهوا وجهاً لوجه، ولكن حالما يقعون تحت تأثير المصلحة الحزبية الضيقة، يلجأون إلى إظهار التمنيات المضرة بالطرف المقابل، رغم تحاشي اللجوء إلى الضررالفيزياوى ( وأعتقد يقصد العنف). ويُقِر الكاتب بأنه؛ واقع سيء سيصيب الشعب بنكبة. ويؤكد بأن التهديات مخيفة، حتى وهم متراصون بنيات صافية، كما ويتسائل:- (في حالة عدم نجاحنا في قطع دابر النوايا السيئة للمصالح الحزبية الضيقة ما الذي علينا توقعه؟)
وينهي الكاتب مقاله بمقطع أشبه بنداء أو رجاء وكما يلي:-(نقطة في غاية الأهمية مضطر الى وضع اليد عليها، بعد طلب المعذرة، الذي نتقبله من أصحاب الجلالة والسماحة وأغا والمستر فليقبله الواحد منا من الأخر وهذا بذاته مفتاح الكثير من العقد ولمشاكلنا.)
لربما يعود سبب ما يمكن تسميته ب "النفاق السياسي" لدى البعض إلى ما يُسمى بالبارانويا التي تعني الشك المرضي بالأخر، وهو مرض مزمن إشتدت وطأته لدرجة الركوع أمام الأجنبي من أجل تحاشي " ظلم" الأخر من أبناء جلدته أو للتأمر عليه لمحوه من الوجود أو إخراجه من الساحة.
ولا يمكنني إبداء رأي أنضج وأبلغ، على ماسبق، من ما جاء في المثل الصيني:
أفضل وقت لزراعة شجرة كان منذ 20 سنة. ثـانـي أفـضـل وقـت لـلـزراعـة هـو الآن.
ولكنني لم أرى، طوال حياتي، غير قطع الأشجار وزرع الأشواك بديلاً عنها والبقية ماهي إلا نفخ في الريح**.
(يتبع)
*http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=453451
** http://www.youtube.com/watch?v=tSSjM6-fUFE&feature=related

#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل