أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خسرو حميد عثمان - الحيرة كانت من أقوى الأسباب (21)















المزيد.....

الحيرة كانت من أقوى الأسباب (21)


خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)


الحوار المتمدن-العدد: 4368 - 2014 / 2 / 17 - 11:30
المحور: الادب والفن
    


إستمراراً لكرونولوجيا صعود (حسين أحمد الرضي) في الحزب الشيوعي العراقي.
إخترنا في الحلقة السابقة ثلاثة فقرات من وثيقة ( جبهة الكفاح الوطني ضد الاستعمار والحرب) للوقوف عندها بهدف تحديد التورية (الأهداف الحقيقية غير الظاهرة ) التي كانت وراءها.
أثبتت سير الأحداث المريعة التي تتابعت، كسلاسل طويلة من المأسي، والمعانات التي لم تنقطع ليس للشيوعيين والمتعاطفين معهم وحدهم، وكانت من بين الضحايا شرائح واسعة من العراقيين الوطنيين وحتى من غير المنتمين لحزب معين أيضاً. ويتبين من القراءات الدقيقة لمذكرات وكتب السيرة، رغم دق بعضهم الطبول لنجاحات حزبية تكتيكية*، وقتية مُخدِرة، بأن الحزب الشيوعي العراقي تم تكييفه، عن طريق إخضاعها لقيادة منتخبة بإمعان، لتلقي ضربات قاضية متتالية، بدءً من إصدار الوثيقة التي تتباهى بها ثمينة ناجي ومعها كريم أحمد الداود إلى يومنا هذا، ودشن مروجيها والمطبلين لها نهجاً و مساراً جديدين، تقلص الحزب الشيوعي العراقي، عن طريقهما، من الوزن والفعالية التي كان عليهما عند إعلانها، إلى ما هو عليه الأن، بجناحيه العراقي والكوردستاني، أستطيع أن أزعم، بالإستناد الى التحليل المنطقي ودراسة النتائج، الفعلية، التي تمخضت عن هذه الوثيقة وتأريخ و"أمجاد" معظم من سوقوها أو من أكملوا الأدوار من بعدهم ورواياتهم الضبابية، بأنها كانت إيذاناً بتغيير جوهري ونوعي في خطاب الحزب الشيوعى العراقي، وتحويل مهامه الحقيقية وإخضاعه رويداً رويداً لهيمنة الأقلية الضئيلة التي كانت منشقة عن الحزب الشيوعي، جماعة "راية الشغيلة"، ليتحول من حزب كان المنضوون تحت لواءه، بصفاء نية واستعدادٍ لا نظير له، للتضحية لأجل السعي لتغيير المجتمع العراقي وفق فلسفة و تصورٍ داعبتا خيال عدد لا يُستهان به من البشر على وجه البسيطة، إلى مؤسسة فاشلة مهامها ممارسة الديماغوجيا و إعطاء المبررات لإستنزاف الطاقات الحركية وحتى الكامنة التي كانت مخباءة في ثنايا المجتمع العراقي، عن طريق إعداد الأجساد البشرية الغضة و الطرية لتأخذ طريقها إما إلى المقابر المجهولة أو التشويه، إن لم يبتعدوا عن الميدان، و ليكونوا وقوداً، لا ينضب، لأقبية التعذيب التي كانت تديرها المفرطون في السادية، بعد أن حولوه إلى حزب كبير الحجم والإسم قليل التأثير والفعالية في مرحلة تأريخية حساسة كانت فرصة عظيمة لبناء دولة علمانية تلتقي في ظلالها غالبية الشعب العراقي، رغم تنوع موزائيكه، وبعد أن ضيّعوا هذه الفرصة التأريخية، حولوه إلى حزب عظيم التضحيات وفاقد للإنجازات، وشماعات قادتهم جاهزة أبداً و معروفة، للقاصي والداني، لتعليق كل أخطائهم وخطاياهم عليها وتبرئة ذممهم وتنزيه أنفسهم، عن طريق الديماغوغيا ومن خلال منافذهم الأعلامية، من كل ما حصل .
تحاشياً لمزيد من الإطالة أكتفي في هذه الحلقة بتناول الفقرة أولاً من الحلقة السابقة بأعادة النص والتعليق عليه: — 
النص: أولاً— ((ص1) 1-إن الدوائر الاستعمارية الحاكمة في العراق، مُقدٍمة على تنفيذ مشاريع استعمارية حربية تهدد وطننا وحركتنا... إن عناصر الخيانة الوطنية في العراق، بعد ان تلقت الوحي من اجتماع تشرشل وايزنهاور في "برمودا" تسير بجنون للتهيئة المحمومة لمشاريع الحرب...كما دّلت حوادث إضراب عمال النفط، على أن الدوائر الاستعمارية (كما الطغمة الحاكمة) غير مستعدة أن تقدم غير الرصاص والسجن في سبيل خلق الجو الفاشي إعلان الأحكام العرفية.))
التعليق: ولكن ألم يكن من حق وواجب ومهام كوادر الحزب الشيوعى العراقي وتنظيماته التي كانت تمارس نشاطها خارج قضبان السجون والمعتقلات، في ذلك الوقت، أن يحذو حذو حميد عثمان ومن كان معه في سجن بعقوبة بالطلب من كريم أحمد إعادة النظر في رفع درجة حسين أحمد الرضي إلى اللجنة المركزية وإيفاده إلى لندن **، ألم يخطر ببال أحد منهم، عند قرائتهم لهذا البند من الوثيقة، مدى التناقض بين ما جاء فيه وما فعله حسين الرضي في البصرة وماذا كانت النتائج، والطلب بمحاسبته للإستنزاف الذي سببه في البصرة والعمارة والناصرية مقابل لامكسب، بدلاً من مكافئته ورفع منزلته الحزبية، حتى وإن لم يكونوا على علم بأنه خرج من السجن قبل عام من إكمال مدة محكوميته، لربما كان الهدف الحقيقي لإقحام هذا البند في الوثيقة لجعلها ذريعة لتنقية الحزب من " المشاغبين" و تشخيص مَنْ يعترض على النهج الجديد ولا يَتَبِع صاغراً، مغمض العينين، ما يُقرره قيادة الحزب، عليه الإنصراف كما فعل رشيد عارف الذي كان عضواً في اللجنة المركزية ومسؤول تنظيم بغداد، بصمت عندما إختفى حتى بدون أن يُبَلٍغَ كريم أحمد ومن معه موعد إنسحابه والمكان الذي ينوي التوجه إليه مختفيا عن أعين الحكومة والحزب الشيوعي معاً لأنه كان عسكرياً هارباً من السجن أساساً ، بعد مرور أقل من شهرين لإستلام كريم أحمد القيادة ص 123 من مذكرات كريم أحمد وفيها يفسر بأن التصرف كان بدافع الخوف.
لا بد أن تنتاب الحيرة كلُ مَن يجتهد لأن يعرف الحقيقة المجردة حول تأريخ رفع الدرجة الحزبية ل(حسين أحمد الرضي) والأسباب الحقيقية الكامنة وراءه، وفيما إذا كان بمبادرة من كريم أحمد وبقية أعضاء اللجنة المركزية أو تنفيذاً لتوصية قادمة من بعيد، عندما يقارن بين المعلومات التي أوردتها ثمينة ناجي في كتابها( سلام عادل- سيرة مناضل) وبين ما أورده كريم أحمد الدواد نصاً في ص 125 من مذكراته بأن:( الرفيق حسين الرضي قد تم رفعه الى اللجنة المركزية وتكليفه بقيادة المنطقة الجنوبية فى الإجتماع الطارئ للجنة المركزية.) وفي الصفحة 138 يذكر كريم أحمد بأن إلاجتماع الطارئ للجنة المركزية كان في حزيران 1953 أي حال مغادرة حسين أحمد الرضي المبكرة للسجن، وسبق أن ذكرنا بأن ثمينة ناجي ذكرت بأن تعيين زوجها في اللجنة المركزية كان في أوائل 1954 عشية إيفاده إلى لندن، مكافئة له ل"مأثره" في البصرة وقدرته الجيدة في التنظيم الحزبي!
* نقتبس مقطعا من تقرير السفير البريطاني في بغداد (مايكل رايت) المؤرخ في 22 نيسان 1958 المنشور ترجمته في جريدة الدستور تحت عنوان : المملكة العراقية تتخوف من نشوء وضع ثوري ( من وثائق وزارة الخارجية البريطانية، بالامكان الاطلاع على كامل التقرير من خلال الرابط:
http://www.daraddustour.com/index.php/2013-09-23-17-29-28/alrajaa/8820-2014-01-21-14-43-03
حيث يستشف القارئ من بين السطور، في التقرير المكتوب بلغة دبلوماسية، بأن السفير مايكل رايت كان مقتنعاً بضرورة تغيير الوجوه الحاكمة في بغداد، وكان يترقب ظهور وجه مقبول قبل أقل من ثلاثة أشهر من إستلام خليط من العسكريين للحكم في بغداد يوم 14 تموز من عام 1958 :
( مرة أخرى , يجادل الكثير من العراقيين المعتدلين بأن بعض التنفيس للمشاعر هو أمر ممكن ومرغوب على السواء وانه سيكون بالإمكان ابقاء المعارضة ضمن حدودها . وأميل إلى وجهة النظر بأن هذا شيء يستحق أن نجربه . وعلى الرغم من أن المخاطر واضحة , اعتقد أنها أقل من تلك التي تنجم عن مواصلة القمع السياسي بشكل كامل . وصحيح أنه إذا أمكن لواحد أو أكثر من الأحزاب اليمينية أن تطور قادة يملكون جاذبية تجاه الجزء الواعي من السكان , فإنهم قد يمتصون بعض السموم الموجودة في النظام ويوفرون على البلاط الكراهية التي جلبها له إبقاء اجراءات قمعية . وقد جرّب نوري السعيد هذا النهج في الماضي لكنه فشل في ظل ما كان على الأرجح ظروفاً سياسية أقل صعوبة , إذ أن الرئيس عبد الناصر لم يكن حينها يقف في أعالي الفرات , وليس مستبعداً أن يتمكن رجل أقل سناً يملك قوة الشخصية وسعة الأفق ذاتها ولكن مع جاذبية أكثر مع الجمهور , من تحقيق النجاح في المستقبل . كل ما يمكن أن يقوله المرء هو أن مثل هذا الشخص لم يبرز بعد . وهناك بضعة رجال في الحياة السياسية ربما توجد لديهم بعض السمات المرغوب بها , مثل خليل كنة , الرئيس السابق لمجلس النواب , وسعيد قزاز , وزير الداخلية . لكن الأول رغم كونه يمتلك عزيمة و قوة , فإنه يعتبر موالياً لسنة لدرجة تجعله غير جذاب للشيعة ويستعدي آخرين بسبب طموحه المكشوف لأن يخلف نوري السعيد . أما الثاني , فبالرغم من كونه يحظى بشعبية نسبياً وبعيد النظر , فإنه كردي لا يمكن أن يستجيب لعواطف النزعة العروبية ويعبّر عنها في العراق . أما بالنسبة إلى د . فاضل الجمالي , فإنه بالرغم من خصاله التي تدعوا للإعجاب من شجاعة و نزاهة , ليس كبيراً بما يكفي وليس رجلاً يملك مقدرة تكفي لقيادة هذا البلد المضطرب من دون خبرة نوري السعيد وراءه . ) 
** ص 128من مذكرات كريم أحمد الداود المترجم الى اللغة الكوردية، أصل الكتاب بلغته العربية مفقود في الأسواق ولم يكن موجوداً حتى في المكتبة العامة- أربيل، لهذا السبب إعتمدت على الترجمة التي قام بها جلال الدباغ ونشرها تحت عنوان " ريره ره وى تيكوشان- بيره وه ريه كانى كه ريم ئه حمه د" والصفحات المشار إليها في هذا المقال تعود إلى الترجمة وليس إلى أصل الكتاب.
(يتبع)



#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحيرة كانت من أقوى الأسباب (20)
- الحيرة كانت من أقوى الأسباب (19)
- الحيرة كانت من أقوى الأسباب (18)
- الحيرة كانت من أقوى الأسباب (17)
- الحيرة كانت من اقوى الاسباب (16)
- مشاهد من عاصمة الواحات العربية (1)
- الحيرة كانت من أقوى الأسباب (15)
- الحيرة كانت من أقوى الاسباب ( 14)
- الحيرة كانت من اقوى الاسباب (13)
- الحيرة كانت من أعظم الاسباب ( 12)
- الحيرة كانت من أقوى الاسباب (11)
- الحيرة كانت من أقوى الاسباب ( 10)
- الحيرة كانت من أقوى الاسباب ( 9)
- كانت الحيرة من اقوى الاسباب (8)
- الحيرة كانت من أقوى الأسباب ( 7 )
- الحيرة كانت من أقوى الاسباب (6)
- الحيرة كانت من أقوى الاسباب (5)
- الحيرة كانت من أقوى الأسباب ( 4 )
- الحيرة كانت من أقوى الأسباب (3)
- الحيرة كانت من أقوى الاسباب (2)


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خسرو حميد عثمان - الحيرة كانت من أقوى الأسباب (21)