الحيرة كانت من أقوى الأسباب (17)

خسرو حميد عثمان
كاتب
(Khasrow Hamid Othman)

الحوار المتمدن-العدد: 4346 - 2014 / 1 / 26 - 20:23
المحور: الادب والفن
    

إستمراراً لكرونولوجيا صعود (حسين أحمد الرضي) في الحزب الشيوعي العراقي. 
سبق وأن أشرنا في الحلقة (14) إلى ملاحظة ثمينة ناجي بصدد إنعدام تأثير حسين الرضي، بإعتباره مسؤل المنطقة الجنوبية*، على اللجنة المحلية للحزب الشيوعي في العمارة، أما عن الناصرية فإنها كتبت في (ص 56)** مايلي:
(( كان عملنا في مدينة الناصرية صعب، فقد كان لمنظمة "راية الشغيلة" المنشقة النفوذ الاقوى فيها. وعندما بدأ التشكيل الجديد للجنة المحلية فيها في نهاية عام 1953 وأصبح الرفيق ابو نضال مسؤولاً عنها توسع نشاطنا هناك. ولكن في فترة اضراب عمال نفط البصرة، وجه العدو ضربة كبيرة للمدينة عندما اعتقل اعضاء اللجنة ومسؤولها... وقد حصل ذلك وسلام يتهيأ للسفر الى حضور اجتماع لندن ... مما لم يساعد على إعادة بناء تنظيمنا في المدينة بسرعة من جديد.))
أما عن البصرة بالإضافة إلى ما جاء في مقالتي جاسم المطير (الحلقة 16)، يمكن الإطلاع على ما جاء من مصدر، أخر، حيادي والذي ورد في( ص54) من كتاب ثمينة ناجي**:-
(( وجاء في تاريخ الوزارات(ج9ص55،50 )ما يلي:
( عاد وزير الداخلية الى بغداد فعقد مجلس الوزراء جلسة خاصة مساء يوم الثلاثاء 1953/12/15 ،إستمع خلالها الى بيانات الوزير المشار إليه عن الاضرابات التي وقعت في البصرة وما نشأ من قلق وضعف للطمأنينة العامة! ثم دقق في طلبه واصراره على اعلان الاحكام العرفية في البصرة وما نشأ من قلق وضعف للطمأنينة العامة! ثم دقق في طلبه واصراره على إعلان الاحكام العرفية في البصرة قبل ان تتطور الامور ويحدث ما لا تحمدعقباه، فحاول الرئيس الجمالي ان يخفف من حدة الوزير وإصراره على طلب الادارة العرفية، فهدد هذا بالاستقالة من وزارة الداخلية، فلم يبق امام المجلس إلا الرضوخ لهذا الطلب فوافق على اعلانها، كما وافق على تعطيل تسعة صحف لمدة سنة كاملة وهي:
1_النداء لصاحبها صلحي الطرابلسي 2-الخبار لجبران ملكون 3-الميثاق لعبد القادر البراك 4-الدفاع لصادق البصام 5-الجيل لمحمود البريفكاني 6-الاراء لأمين أحمد 7-الجريدة لفائق السامرائي 8-النضال لغالب ابراهيم 9- العزة لعبد الجليل قسطو. 
وقد أحال مجلس الوزراء كلا من جريدة صوت الأهالي ولواء الاستقلال الى المحاكم الجزائية على اساس ان هذه الصحف نشرت أنباء مبالغاً فيها عن حوادث البصرة واستنكرت اعلان الاحكام العرفية فيها ونشرت احتجاجات الاحزاب السياسية المرفوعة الى الوزارة معتبرة هذه التدابير اجراءات تعسفية لا يصح السكوت عنها.
و" في 1953/12/22 قامت ضجة عنيفة ضد إعلان الاحكام العرفية في مجلس الاعيان والنواب معا واعتبر عمل الوزارة شاذة يستوجب اللوم، وقدم النائب عبد الرزاق الشيخلي طلبا باجراء تحقيق نيابي وطلب السيد عبد الرزاق الحمود نائب البصرة اقتراحا باستيضاح رئيس الوزراء عن الاحكام العرفية المعلنة في لواءه")).
وعلى أثر هذه ( الإنجازات) وفي ظل هذه الأوضاع غادر حسين أحمد الرضي، البصرة نحو بغداد ومنها، ليشد رحاله إلى لندن وهو يحمل صفة عضو في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، خرج كشعرة من العجين***، مخلفاً وراءه، وضعاً معقداً في المنطقة الجنوبية من العراق.
(يتبع)
* ((تتكون المنطقة الجنوبية من ثلاثة ألوية ( محافظات )، هي البصرة والعمارة والناصرية.)) (ص 40)**
**(سلام عادل سيرة مناضل 1) الطبعة الثانية 2004-دار الرواد للطباعة والنشر في بغداد.
ملاحظة: كل ماوردت داخل أقواس مزدوجة (( )) إقتباسات من كتاب ثمينة ناجي .
*** أذا أردت أن تطلع على حكاية لطيفة تنطبق عليها هذا المثل إضغط على الرابط:
http://site.awa2el.net/article.aspx?ArticleNo=15010 

#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات