كلمات 6

ياسين لمقدم

الحوار المتمدن-العدد: 4714 - 2015 / 2 / 8 - 03:07
المحور: الادب والفن
    

إلى أعمالنا تتفرَّقُ السُبل، ويتوحَّدُ السَّأَم.

***********

طفلٌ صغيرٌ خلال زيارته برفقة أسرته لسوق شعبي ضغطَ على والده بدموعٍ غزيرة لكي يقتني له جرواً جميلا. ولكن والده رفض الطلب متحججا بكل الأعذار، إلى أن أبدى الطفل تفهُّمه وسعادته بالألعاب الجديدة التي حصل عليها.
في مساءِ ذلك اليومِ، وبينما الطفل يهُمُّ إلى الحمام لتنظيف أسنانه، رأى صورته في المرآة لا تزال تفكر في ذلكَ الجروِ.

**********

في يومٍ ما، رفضتِ الشمسُ أن تغيبَ وراء الآفاقِ البعيدة رغم توسلات الناس الذين أضناهم الحرُّ والأرق. بينما في النِّصف الثاني من الكرةِ الأرضية كان الناس يعانون من البرد والظُّلمة. وهذا ما اضطرَّ الحكومات إلى دفع العلماء لكي يخترعون ناقلات نفَّاثة تنتقل بين الظلمة والنور.

*************

جاهدتْ نملةٌ لكي تحمل بين فكَّيها حبَّةَ فولٍ كبيرة، وبعد لَأْيٍ، ولما وصلتْ إلى عُشِّها، وجدتِ الفولةَ أكبر حجما من مدخل الغار. فقامتِ النملة بوضع الفولة على الأرض، ثم انصرفتْ إلى زميلاتٍ لها تجادلهنَّ عن سُبل توسيع باب العُش. فاختلفن حول آراء كثيرة، منهن من رأيْنَ أنه لا سبيل إلى توسيع الباب لأن ذلك سيسهِّل على الزواحف والحشراتِ العدائية هجومها عليهن. وأخريات رأيَن أن المشكلة لا تكمُنُ في توسيع الباب فقط، وإنما في هدم دعائم الممرات العميقة. وفريقٌ ثالث يرى أن الحل يكمن في تفتيتِ الفولة إلى أجزاء.
وبينما جميع النملات منهمكات في الجدال المحتدم، حطَّ أمام الفولة قُمْرِيٌّ جائع فالتقمها بنقرةٍ واحدةٍ ثم طار بعيدا تشيِّعه نظرات النملة البائسة وهي تحرك قَرنَيْها بغضبٍ.

***********

في أحدِ أيام الثلاثاء، وفي زحمةِ السُّوق الأسبوعي الكبير، وقَعَ سوءُ تفاهُمٍ حولَ حيِّز عرض السلع، بين بعضِ تجار الخضروات ومجموعةٍ من بائعي الخَردوات. احتدم النقاشُ، وكثر اللغط، وتطاير الرَّذاذ مع الكلماتِ البذيئة. وبعد لحظاتٍ قليلة، هدأَ الجميعُ لتُعطى الفرصة للَّكماتِ والرفس والتدافع والضرب بالعصي ذوات الرؤوس الغليظة.

#ياسين_لمقدم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل