أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسين لمقدم - مدن الضباب














المزيد.....

مدن الضباب


ياسين لمقدم

الحوار المتمدن-العدد: 4616 - 2014 / 10 / 27 - 08:35
المحور: الادب والفن
    



الجزء 1


يحكى أن حاكما عادلا كان يخرج لتفقد أحوال رعيته من أعيان عاصمته الجميلة التي لم يغادرها قط. وكان يتجول في بعض الليالي بين قصور رعاياه الأغنياء، ويتسلل خلسة بين حدائقهم الغناء. فيجدهم وقد أوقدوا للسهر نيرانا كبيرة، ويتحلقون حولها بأعداد غفيرة. يكرعون بنهمٍ كؤوس البيرة وهم يُراقصون بجنون الإماء الحِسان ذوات التنانير القصيرة.

ثم ينتقل إلى قصر آخر برفقة عبده الجسيمِ الأسمر، متلفعيْن ببرنسَيْن سوداويْنِ لكي يندمغا في حلكة الليل، فلا يلحظهما حارسٌ راجلٌ أو راكبُ خيل. وكعادته في التسلل، تمكن من ولوج صالون قصر أمين التُّجار، بعد أن أوصى عبده بالتواري خارجا خلف الأشجار. تخفىَّ الحاكم خلف ستائر النوافذ العظيمة، ينتظر التئامَ التجار على خِوان الوليمة.

وبعد لحظات قصيرة، وعلى أنغام الآلة والأمداح، تحلق المدعوون حول المائدة الكبيرة، وشرعوا في ارتشاف الأقداح، يتخاطبون بهمسٍ خفيف كأريج الصباح. ولما لعبت الخمرة بالعقول، انفكت الألسن من عقالها، وزمجرت الحلوق بالصياح. من مخبئه فهمَ الحاكمُ أن التجار يتطلعون إلى الرفع من أثمنة مبيعاتهم لتدارك ما فاتهم من أرباح. ثم تسلل إلى خارج القصر وفي نفسه حزن شديد عما يعانيه التجار في بلده العتيد. وفي الصباح كتب إلى أمين التجار، يزفُّ إليه بشرى تحرير الأسعار.

بعد أيام طويلة، والهناء يبسط فُرشه الوثيرة على كل شبر من العاصمة القريرة. وعلى غير عادته، سأل الحاكم عن سر غياب سائس الخيل، فأبلغوه أنه غادر البلاط مسرعا في جنح الليل بعد أن جاءه خبر انجراف قرية أهله مع قوة السَّيل.

فكرَ الحاكم وقرر أن يخرج إلى الهوامش، لكي يعزي سائس الخيل في الضائقة، فنزل هذا الخبر على مستشاريه ووزرائه كنزول الصاعقة. فاشتعلت رؤوس وتوتَّرت نفوس. وتعالى صراخ الحواجب، كيف يعقل للحاكم أن يخرج الآن للهوامش وقد حجبوا عنه سرّ بؤسها وفوضوية إعمارها وهمجية ناسها؟؟؟...

يتبع...



#ياسين_لمقدم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رجُل الإحصاء
- العرس14
- العرس13
- العرس12
- العرس 11
- العرس10
- العرس 9
- العرس 8
- العرس 7
- العرس 6
- العرس 5
- العرس4
- العرس III
- العرس الجزء II
- العرس /الجزء II
- العرس
- تجارة موجهة في أغلبها إلى الأطفال
- صانع السفنج
- الجزء الأخير
- الجزء V


المزيد.....




- حضور لافت للسينما العراقية في مهرجان عمان السينمائي
- إستذكار الفنان طالب مكي ..تجربة فنية فريدة تتجاوز كل التحديا ...
- براد بيت اختبر شعورا جديدا خلال تصويره فيلم -F1-
- السويد.. هجوم جديد بطائرة مسيرة يستهدف الممثلية التجارية الر ...
- -البحث عن جلادي الأسد-.. فيلم استقصائي يتحول إلى دليل إدانة ...
- تقرير رويترز 2025: الجمهور يفضل الفيديو والصحافة البشرية وهك ...
- هكذا تصوّرت السينما نهاية العالم.. 7 أفلام تناولت الحرب النو ...
- بعد أسابيع من طرح الفيلم ونجاحه.. وفاة نجم -ليلو وستيتش- عن ...
- ابتكار ثوري.. طلاء -يعرق- ليُبرّد المباني!
- كيف يساهم تعليم العربية بكوريا الجنوبية في جسر الفجوة الثقاف ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسين لمقدم - مدن الضباب