عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 4711 - 2015 / 2 / 5 - 16:38
المحور:
كتابات ساخرة
حريم السلطان
بينما هي تتفرجُ بذهولٍ على مسلسل " حريم السلطان " ، منقطعةً تماماً عن العالم المحيط بها .. التفتّتْ ربّة البيتِ نحوي فجأةً ، وانا مُلتَصِقُ كلّياً بعالمي الأزرقِ على اللابتوب ، وقالتْ لي بعينينِ دامعتينِ ، ممزوجتينِ بعتَبٍ وسخطِ كانا واضحين في نبرة صوتها الغاضبة :
لماذا تكتبُ كلّ هذه " القصائد " الرومانسيّة ، لا أدري لمن ، بينما لا أحظى أنا منك ، ولو بكلمةٍ طيّبةٍ واحدةٍ طيلة أشهرٍ عديدة ؟
هُنا شعرتُ بتأثّرٍ شديد ، وتمنّيتُ لو أنّ دموعي قد أنقذتني من ورطتي ، و بدأتْ بالأنهمار ، لكنها لم تنهمِر ، لا ادري لماذا .
لهذا اكتفيتُ بان التفّتَ اليها بشغفٍ ، قائلاً لها بصوتٍ عالٍ ، لكي يسمعني كلّ من في البيت :
[ روحي / قلبي / قمري المُضيء / بيتُ سرّي / أجملُ عشقي / سرُّ النساء / حبيبةُ روحي / قدَري / نفسي / عطري / مِسْكي / ربيعي / دفئي / سكينتي / رفيقة دربي الطويل / أغنيتي / قصيدتي / جوهرتي / بدايةُ فرحي ونهايته / وطني / غِلالي / قمحي / و سنبلتي / وخُبزي ] .
كنتُ الهثُ عندما انتهيتُ من هذا البَوْح ، الذي لا ادري اين كنت قد سمعتهُ قبل قليلٍ من هذه " الغزوة " . وكنتُ لا أزالُ ابتسِمُ في وجه سيّدةِ البيتِ ، سعيداً مثل طفلٍ أبلَهٍ ، عندما انتفضتْ مذعورةً ، وطلبتْ من الأبناء والبنات مغادرة البيت على الفور .. و" النزوح " إلى اقرب بيتٍ يجدونهَ في طريقهم .
ثم أحكمتْ شدّ الحجابِ على رأسها ، وحملت حقيبتها الصغيرة ، وغادرتْ البيت ، بعد ان سمعتها بأذنيّ هاتين ، وهي تتصّلُ بـ " قيادة عمليات بغداد " .. و" لواء التدخل السريع " .. و وحدة " مكافحة الأرهاب " في المنطقة .
لماذا فعلتَ كلّ هذا بي يا سلطان " سليم " ؟
ماذا فعلتُ أنا لك ؟
أنا لم اشارك في قتل السلطانة " هُيام " .
ولا ادري في أيّ أرض ٍ هي الآن .
إنّ لديّ من الهمومِ مايكفيني ، ويزيد ..
عليها ، وعليكَ ، اللعنة .
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟