أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن مطر - داعش والتحالف الدولي في سوريا















المزيد.....

داعش والتحالف الدولي في سوريا


عبدالرحمن مطر
كاتب وروائي، شاعر من سوريا

(Abdulrahman Matar)


الحوار المتمدن-العدد: 4711 - 2015 / 2 / 5 - 08:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لايمثل تحرير عين العرب / كوباني، نصراً لقوات التحالف الدولي، أو نجاحاً في استراتيجية محاربة داعش والنصرة، لكنه إنجاز للقوى السورية المقاتلة على الأرض، التي أرغمتها بفعل المواجهة على الإنسحاب، وترك المدينة المنكوبة وقد تحولت في معظمها الى ركام، تسببت في معظمه عمليات التحالف الدولي، التي ماتزال حتى اليوم، وبعد مرور خمسة أشهر، مثل عزف منفرد في ريح البراري العاصفة، لم تؤثر فعلياً على تحجيم تنظيم داعش في سوريا بشكل خاص، باستثناء الضربات الموجعة لرتل في ريف حلب قبل يومين، لكنها بطريق الخطأ – أيضاً – استهدفت مدنيين في مناطق عدّة من مدن وأرياف البوكمال وإدلب وحلب والرقة، فأضافت سبباً جديداً للتهجير.
في كل الأحوال، لم تستطع عمليات التحالف الدولي، ان تمنع تنظيم الدولة الإسلامية، من ارتكاب جرائم بشعة، حيث يحكم سيطرته في الشمال السوري، ليس آخرها إعدام الصحفي الياباني كينجي غوتو، وإحراق الطيار الأردني معاذ الكساسبة. وقد شهدت ساحات المدن والبلدات حالات إعدام فردية وجماعية لشبان سوريين، وكذلك حالات رجم وصلب، إضافة الى استمرار اختطاف عشرات النشطاء المدنيين، من أطباء وصحفيين وحقوقيين، وكتاباً وعاملين في الحقلين السياسي والإغاثي. ولم تبذل القوى الاقليمية أي جهد يذكر، لوقف الانتهاكات المستمرة لحقوق الأفراد والجماعات، وحماية المواقع المسجلة، كتراث إنساني عالمي، من النهب والتخريب. فيما تمعن داعش في عمليات التجويع، لإرغام السكان المحليين المدنيين، على الخنوع لها كما يحدث منذ عدّة ايام في منطقة عين عيسى، شمال الرقة. صحيح أن تنظيم الدولة، يعيش صراعات داخل صفوفه، يصوره البعض على أنه تململً إلى درجة التمرد، وهو يتنافى مع المعتقد الذي دفعهم للإنضمام الى داعش. فيما يبدو أنه صراع على السلطة، بين أجنحة التنظيم المعروفة: الأنصار والمهاجرين، على خلفية الاختلاف حول قضايا عديدة منها قضية الكساسبة /الريشاوي. وعلّ انعكاس هذا الصراع على أهالي المنطقة، هو الأكثر إيلاماً، مع تجاهل مستمر من المجتمع الدولي، ومجتمع المعارضة السورية، لمعاناتهم وآلامهم.
استطاعت داعش استغلال الحملة الدولية ضدّها، فتمكنت من تحقيق هدفين أساسيين، هما إعادة بناء استراتيجية التعامل مع القوى الدولية والإقليمية، وبالطبع خطط اتقاء الضربات الجوية، والثاني تعزيز بنيتها الداخلية، من حيث الضبط التنظيمي، ومواجهة القلاقل في المناطق المحتلة من قبلها، بسطوة أشد، باعتبارها تواجه حلف " كفرة " يستهدف مشروع بناء الخلافة الإسلامية. وقد أكسبها ذلك قوة كلاعب أساسي في المنطقة من ناحية، والتفافاً عصبوياً اجتماعياً من ناحية ثانية، حتى وإن كان التنظيم فاقداً في الجوهر للحاضنة الإجتماعية الحقيقية، وليست القائمة على الخوف والقهر. هذه الصورة تتطابق تماماً مع استغلال النظام بقدرة متواترة، لكل الظروف الدولية، بما فيها التحالف الدولي، ليعزز مكانته ودوره كنظام يتعرض لهجمة إرهاب واسعة وشاملة، وأن كل ما يقوم به ينسجم تماماً مع التوجه الدولي في محاربة الإرهاب. وكلا الطرفين ليس ثمة مواجهة فيما بينهما، وضحايا المجازر والممارسات الإجرامية هم السوريين المدنيين، في كل المناطق التي يسيطيران عليها، ويحيلان الحياة فيها الى خراب عميم، دون يجد الطرفان من يردعهما عن الاستمرار في ذلك كما يجب..حتى اليوم.
لا زالت أوراق التحالف الدولي غامضة، فيما لا تزال واشنطن تمارس سياسة أقرب الى التعاطي مع الوضع في المنطقة من ثقب الباب، فلا هي استطاعت أن تضع استراتيجية فعّالة لضرب داعش من جذورها، ولا تمكنت من إرغام القوى الدولية والإقليمية المساندة للأسد، على الذهاب جدياً في عملية التسوية السياسية،التي لاترى واشنطن، وعواصم القرار الدولي، بديلاً عنها. ويبدو أن لقاءات القاهرة وموسكو كانت عاملاً إيجابياً في خطف الأضواء مؤقتاً، عن فشل التحالف الدولي في تحقيق إنجازات مباشرة على الأرض. وسيبقى الحال كذلك ما لم تعيد واشنطن رسم استراتيجاتها استناداً إلى عاملين أساسيين هما معالجة قضية الإرهاب بصورة جذرية في المنطقة، أي مسبباتها، وهي نظام الأسد، ووجود تنظيم القاعدة ومشتقاته. و العمل على دعم المعارضة والتنسيق معها في محاربة الإرهاب المزدوج المصدر:داعش والأسد. ولا شك في أن الشعور بالخذلان من قبل المجتمع الدولي، وبالضعف في مواجهة استبداد الأسد ومجازره اليومية، يشكلان عاملاً مهماً في دعم داعش والنصرة. وفي الحقيقة فإن المجتمع الدولي الذي لم يكترث لمجازر الأسد في سوريا 1982، لن يدفعه حجم عمليات الإبادة المنظمة اليوم، لاتخاذ أي موقف يوقف القتل، ويدفع بالقتلة – كمجرمي حرب - الى المحاكم الدولية.
الواقع، أن واشنطن تنظر الى الدورين الإيراني والروسي، في محاولة خلق مسار جديد للتفاوض، وفق رؤيتهما لحل الأزمة لسورية، من زاوية المصالح الأمريكية المتصلة بمباحثات النووي الإيراني، وفي الضغط الذي تمارسه عبر الاستمرار في خفض سعر النفط،الذي يشكل عامل ضغط كبير على القوى الدولية التي تريد واشنطن إضعافها: روسيا بشكل خاص، مع إيكال الملف السوري لها. وما لاشك فيه أن تراجع الإهتمام الأمريكي بما يحدث في سوريا بصورة مباشرة، يجعل من أي مبادرة أو جهود دولية غير ذات اهمية، ويلاحظ انه منذ إعلان اوباما قبل نحو عام عن توجهات إدارته في السياسة الخارجية الأمريكية، دخلت المسألة السورية، في الركن المهمل، وشهدت عاماً من جمود المشهد السياسي، وتراجع في العمل السياسي، مع صعود غير مسبوق لمؤشر استخدام العنف ضد السوريين، دون استثناء. ولم تستطع الجهود المبذولة، الدفع باتجاه التسوية السياسية، أو حلّ مشكلاتٍ حيوية، مثل قضايا اللاجئين ، وما يستتبع ذلك في التعليم والصحة، إضافة الى مشكلات إجتماعية وثقافية تفرض وجودها بقوة كناتج لتطوات القضية / الأزمة.
يتمدد كلا الطرفين: نظام الأسد وداعش، بوصفهما تنظيمين إرهابيين، في ممارساتهما اللا إنسانية، ويمعنان في القتل، وفي تدمير البنى الإجتماعية والثقافية لما تبقى، بفعل الحرب التي يتشاركان في شنها، على السوريين، في تبادل للأدوار وتكامل للنهج الإجرامي، الذي يبرز تناقض المجتمع الدولي في رؤيته للسلم والأمن الدوليين، ومحاربة الإرهاب، وترك السوريين هائمين حائرين كل هذه السنوات!
__________________
كاتب سوري



#عبدالرحمن_مطر (هاشتاغ)       Abdulrahman_Matar#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشاورات القاهرة : رُسُل الحرية أولاً
- أحداث باريس:الاستبداد والعنصرية وانتاج التطرف
- حُمّى التفاوض وعقيدة القتل
- أورفا ظلّ فراتيّ
- الاختفاء القسري في سورية
- المنطقة العازلة وتقاطع المصالح الدولية
- الثلاثاء الدامي في الرقة
- أفق التسوية السياسية في سورية
- شتورلسن وحالول في رائعةٍ ملحمية: سْنورا إدّا
- الشمال السوري بين فكي داعش والنصرة
- يوم في حياتي: الكتابة والعشق!
- السوريون : موتٌ..وغرباء
- المأزق التركي في الحرب على داعش
- الأسد و داعش والنزوح العظيم
- الضربات الجوية وغياب المرجعية الوطنية السورية
- المتنمرون على المدنيين
- في المعتقل
- نظام الأسد يقصف المدن برعاية دولية
- الدور الأميركي المفقود في المنطقة
- داعش تعزز مكانتها كقوة اقليمية في المنطقة


المزيد.....




- لماذا نشرت اليونان سفنا حربية قبالة السواحل الليبية؟
- لماذا نشرت اليونان سفنا حربية قبالة السواحل الليبية؟
- قوارب الهجرة من الجزائر: إسبانيا تحقق في ظهور جثث مهاجرين مو ...
- للمرة الأولى منذ إطلاقه... التلسكوب جيمس ويب يكتشف كوكبا خار ...
- من هو زهران ممداني المرشح لمنصب عمدة نيويورك؟
- من هو المرشح المسلم لمنصب عمدة نيويورك زهران ممداني؟
- الجيش الإسرائيلي يزعم تنفيذ عمليات -كوماندوز برية- داخل إيرا ...
- خلافات حادة في واشنطن بعد تسريب تقرير تقييم الضربات على منشآ ...
- مليار دولار من البنك الدولي لتعزيز البنى التحتية في العراق و ...
- إيران - إسرائيل: إنجازات وإخفاقات.


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن مطر - داعش والتحالف الدولي في سوريا