أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن مطر - المأزق التركي في الحرب على داعش














المزيد.....

المأزق التركي في الحرب على داعش


عبدالرحمن مطر
كاتب وروائي، شاعر من سوريا

(Abdulrahman Matar)


الحوار المتمدن-العدد: 4594 - 2014 / 10 / 5 - 00:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




كشفت تطورات الأحداث في الشمال السوري، بعد قرابة اسبوعين من الهجمات العسكرية، هشاشة التحاالف الدولي وعجزه عتى الآن عن لجم داعش، في مواصلة هجومها وحصارها لبلدة عين العرب/كوباني على الحدود التركية السورية. ولا يشكل ذلك كشفاً للعجز بقدر ما يشير الى ضعف استراتيجيات العمل المشترك الذي يفترض أن يجمع قوى التحالف مع المعارضة السورية، وتركيا بصورة خاصة، إن لم نقل غياب مثل هذه الخطط، أو ضبابيتها واستفراد الولايات المتحدة، دون غيرها بالعمليات العسكرية الأساسية دون تنسيق مع أحد، وهو مايجعل من الضربات الجوية غير ناجعة.
ويبدو أن تصريحات رئيس الوزراء التركي احمد داوود أغلو عدم السماح بسقوط عين العرب، ذر للرماد في العيون، ففي الوقت الذي تساند فيه دبابات داعش عناصرها في اقتحام أطراف المدينة، تقف الأطراف الدولية بما فيها تركيا عاجزة عن القيام بأي فعل، مع تواصل نزوح السوريين عبر الحدود الدولية. ولا شك أن تصريحات أوغلو تأتي في محاولة لامتصاص نقمة كردية، بدأت تعلوا فيها الأصوات المنددة بصمت أنقرة، وبأن سقوط كوباني، سيتردد صدى فجائعيته في كل من اسطنبول وأنقرة، عبر تصريحات كبار قادة حزب العمال الكردستاني.
ما لذي يمكن ان تفعله تركيا لمنع سقوط كوباني..لاشئ في ظل توفر معطيين أساسيين هما احتجاز لكتيبة الحماية التركية في قره قوزاق، وسعي أنقرة الخفي لمنع تزويد القوى الكردية المناوئة لها تاريخياً بالسلاح، واثبات عجزها وعدم قدرتها وأهليتها لحماية الأكراد والدفاع عنهم، وما يجري في عين العرب حالة مثالية لذلك. يترافق ذلك مع التنسيق المثمر كما نراه مع اقليم كردستان العراق وزعيمه مسعود البرازاني الذي يعتبر اليوم واحداً من أهم حلفاء تركيا الأكراد.
تركيا – على الرغم من قرار البرلمان بمنح تفويض للحكومة بالمشاركة في أعمال التحالف – تؤخر مشاركتها قدر إمكانها، وقرار البرلمان ليس سوى تعطيل مؤقت لضغوطات واشنطن على أنقرة. وما لا شك فيه ان تركيا لها مصالحه الواسعة في المنطقة، والتي تتاسس على أولويات الأمن القومي التركي من جانب، بغض النظر عن طبيعتها، فهي مصالح مشروعة من وجهة النظر التركية. أما في الجانب السياسي، فإن استراتيجيات التحالف مع القوى السياسية السورية وفي مقدمتها حركة الإخوان المسلمين يمثل أهمية كبرى لحزب العدالة والتنمية الحاكم، الذي اضحى اليوم الناظم لحركة المجتمع والدولة في تركيا، ومن مصلحتها الدفع بحلفائها الى واجهة إدارة الحالة/الأزمة، ومن ثم المشاركة بصورة فاعلة وأساسية في صنع التغيرات في سورية، بما في ذلك التسوية اللاحقة، أياً تكن صورتها واطرافها.
ابقاء الشريط الحدودي السوري مع تركيا هشّاً، واحداً من تللك الضرورات التي تعمل فيها تركيا، بما يمنع وجود قوى ومجتمعات كردية قوية مسلحة وفعّالة، بالضرورة سيكون لها تأثير بالقطع على العلاقات الكوردية – التركية، خاصة في ظل بقاء الجمر تحت الرماد على رغم من احراز خطوات هامة، اتخذتها أنقرة، قبل نحو عام ونصف، لحلّ القضية أكراد تركيا، والخشية أن تؤدي التطورات الجارية في المنطقة الى نقض السلم المؤقت في جنوب شرق تركيا. من هنا يمكننا النظر الى سعي تركيا الى إقناع المجتمع الدولي بإقامة منطقة عازلة منزوعة السلاح، بمساحة كافية لدرء أية اخطار ممكنة قد تتهدد الأمن القومي التركي.
يتمتع تنظيم داعشومثله جبهة النصرة، ومثله كافة القوى العسكرية في المعارضة السورية، بحرية الحركة عبر الحدود، باستغلال التسهيلات التي تمنحها السلطات التركية للمعارضة السورية، وتتغاضى عن عمليات نقل السلاح والاموال، التي تتدفق عبر أعمال الإغاثة، من حين لآخر بشكل محدود. لكن داعش والنصرة تعتمدان أساليب سرية في طرق الإمداد والحركة في المنطقة الممتدة من شرق تل أبيض حتى حدود كسب. وهو مايمنحها قدرة على التزود بالاحتياجات وتصريف أعمالها التجارية عبر الحدود التركية وفي مقدمها النفط ومشتقاته، والحبوب، وما تبقى من اصول المعامل والمؤسسات الانتاجية. ولاشك في أنها منطقة الرئة الحيوية لداعش، بعد بدأ عمليات محاصرتها المماثلة ولكن بصورة أشد في العراق، واحتمالالت المزيد من محاربتها، بعد تسويات المحاصصة السياسية الجديدة التي تشرف عليها وتديرها واشنطن بالتعاون مع طهران.
وتبدو احداث كوباني/عين العرب، واقعة في خط بيانات ومزايدات المصالح المتضاربة بين القوى الاقليمية والدولية، بما فيها الأطراف الكردية ذاتها على ادارة المنظقة لاحقاً، لتغيير موازين القوى على الأرض، وتلعب تركيا دوراً في ذلك بما يساعد على استقرار المنطقة الحدودية وتمكنها من الحضور الفاعل فيها، وغن كان حضوراً غير مباشر.
من هنا فإن احتمالات قيام منطقة عازلة لن يكون ضمن خطة دولية تساعد المعارضة السورية على اسقاط النظام او تغييره، بل إنها تاتي في سياق ترتيبات ادارة مدنية تقود الى تخفيف أعباء استقبال اللاجئين والنازحين عبر إعادة تأهيل الشريط الحدودي، والعمل على عودة المهجرين الى بلداتهم وقراهم، وهو ماينزع فتيل اشكاليات كثيرة تنذر اتطورات بإمكانية حدوثها اليوم. وتبذل تركيا في سبيل ذلك جهوداً نوعية لجهة إعادة تنظيم القوى المسلحة للمعارضة، وفي مقدمة ذلك استيعاب العسكريين المنشقين، في تشكيلات تشرف على تنظيمها وتدريبها وإدارتها، وبما يمثل ذلك دعماً لحلفائها التاريخيين في المعارضة السورية.



#عبدالرحمن_مطر (هاشتاغ)       Abdulrahman_Matar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأسد و داعش والنزوح العظيم
- الضربات الجوية وغياب المرجعية الوطنية السورية
- المتنمرون على المدنيين
- في المعتقل
- نظام الأسد يقصف المدن برعاية دولية
- الدور الأميركي المفقود في المنطقة
- داعش تعزز مكانتها كقوة اقليمية في المنطقة
- عرسال والأسد وحرائق البلد
- الإخوان المسلمون وشهوة السلطة
- الإخوان المسلمون يستعيدون دورهم في الائتلاف الوطني السوري
- قيامة الماء !
- نتنياهو-الأسد: الوحشية الدامية من غزة الى حلب
- المستبّد النجيب: لامكان للسوريين في بلدهم !
- المعارضة السورية في دوّامة الخواء !
- الرقة بين استبدادين..والفرات شاهد على الألم !
- مركز الدراسات المتوسطية : موقف واشنطن والقوى الإقليمية حيال ...
- لاحلّ في الأفق..والفوضى تربك التحالفات
- موقف واشنطن حيال الوضع في العراق!
- العراق: صيف ساخن وديكتاتورية مهددة!
- مركز الدراسات المتوسطية : تقرير حول انتخابات الرئاسة السورية


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن مطر - المأزق التركي في الحرب على داعش