أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن مطر - نتنياهو-الأسد: الوحشية الدامية من غزة الى حلب














المزيد.....

نتنياهو-الأسد: الوحشية الدامية من غزة الى حلب


عبدالرحمن مطر
كاتب وروائي، شاعر من سوريا

(Abdulrahman Matar)


الحوار المتمدن-العدد: 4524 - 2014 / 7 / 26 - 16:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



عملية الجرف الصامد الاسرائيلية، تكاد تدخل أسبوعها الثالث، في عدوان جديد على الفلسيطينيين في قطاع غزة، وكما في كل مرّة تتجاوز المجازر عتبة الوحشية الدامية التي كنا نصنّفها كأبشع جريمة لم ترتكب من قبل . لم يعد هذا الأمر ذي معنى طالما أن المجازر التي يرتكبها الاسرائيليون بحق المدنيين الفلسطينيين متوالدة ومتواصلة بفعل انحياز العامل الدولي المتماهي مع القتلة الذين حازوا على تأييد القوى الدولية الكبرى، ضمن إطار الحق في الدفاع عن النفس، وحماية المجتمع والدولة الاسرائيلية، في الوقت الذي يحرّم فيه على الفلسطينيين الحق في الدفاع عن أنفسهم وعن حقوقهم وحماية أطفالهم.
ولم يكن غريبا موقف القوى الدولية والاقليمية، في مساندة العملييات العسكرية في كل مرّة يقوم فيها باجتياح المناطق والأحياء في الضفة الغربية وقطاع غزّةن وارتكاب مجازر لاتلقى إدانة دولية، أو من المم المتحدة التي تؤكد في كل مرّة عجزها عن فرض أية عقوبة، أو إيقاف القتل اليومي الذي يتمادى فيه الصهاينة.
في اعتقادنا تجد تل أبيب حجة جديدة للعدوان على المدنيين بصورة خاصة. مسألة اختطاف المستوطنين الثلاثة، تم استغلالها هذه المرة، مع أن المستوطنين هم مجندون، ولم يتبنى أي فصيل فلسطيني اختطافهم وقتلهم. هذه العملية ليست بعيدة عن دوائر الأمن الاسرائيلي الذي وجد في المصالحة الفلسطينية خطراً كبيراً على اسرائيل، وكذلك كانت مواقف دول كبرى، في مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، فكان لزاماً عليها إفشال المصالحة، ومعاقبة الأطراف الفلسطينية، على الإنجاز الوطني.
غزّة هاشم وحيدة تقاوم، بأصابع أطفالها المشدودة على صدور الأمهات، بالعيون المفتوحة على الغد مهما لوّنه الدم، فلسوف يُجلي ليل الظلمات الطويل المجبول بماء الصمت والخذلان. يُخذل الفلسطينيون كما خذل السوريون. سُقيا الهوان هومنية الذين يتركون الفلسطينيين يواجهون عدوان اسرائيل لوحدهم ، يقاومون بكل مايمكن ويتوفر لهم، وهم ذاتهم تركوا السوريين يواجهون أعتى الديكتاتوريات في تاريخنا المعاصر، ليكونوا شركاء في القتل، وفي الترمير والخراب، في عمليات إبادة منظمة ضد الشعبين. تلتقي أنظمة القمع والقهر والموت في اعتبار كل من الفلسطينيين والسوريين ارهابيين لاستدرار دعم العالم الذي يستجرونه مع كل ضحية جديدة.
يواجه الفلسطينيون عدواً محتلاً لأرضهم، انتفاضتهم وحركتهم الوطنية تتأسس على التحرير، واستعادة حقوقهم التاريخية المغتصبة. لكن السوريين يفتك بهم أبناء جلدتهم، وانتفاضتهم تتأسس على التحرر من الاستبداد واستعباد نظام القمع والقتل والاقصاء والتهميش، تهدف لاستعادة كرامة وحرية الإنسان.
820 شهيد بينهم أسر أبيدت بكاملها، وأكثر من 5000 جريح، ومئات المنازل المدمرة، هي حتى اليوم حصيلة زمان عربي في غزة، يضطرد تدهوراً وتراجعاً نحو الأسوء، ونحو العطالة والعجز الكاملين مشفوعاً ليس باللامبالاة فقط، ولكن أيضاً بالألم: لم يعد ثمة مكان في المنطقة العربية، لايعيش أزمته وخوفه واشتعال مجتمعه.
ثمة مواجهة فلسطينية شجاعة، وغزة، أخت لكل الأحياء والبلدات السورية، تبدل القاتل ، لكن الجريمة والأداة واحدة، هي الإبادة البشرية المنظمة. والطغاة اليوم " بمن فيهم النخب السياسية والثقافية " بمختلف أشكالهم هم من يشدّون أيادي نتناياهو و الأسد على مزيد من الضرب، في العمق، دون تردد لاقتلاع الإرهاب كما يرون جذوره في الشعوب التواقعة للانعتاق والحرية برغم الأثمان الكبيرة من شهداء ومهجرين ونازحين ومشردين، يغمض العالم على واقعهم، وعلى ما يلحق بهم من أذى وعدوان عنصري مقيت.
مالذي يمكن لأهل غزة أن يفعلوه، في ظل حصار شامل، يفرضه الجميع عليهم. لابحر ولابرّ . حصار استجاب فيه القربون لمنيات اسرائيل واستراتيجياتها كي يبقى الفلسطينيون في سجن كبير لايحيون فيه ولايموتون إلا قتلاً وحرقاً. فيما البوابات والمعابر مغلقة أمام كل شئ. كيف يمكن للفلسطينيين ألا يكونوا إلاّ متمردين في ظل هذا الحرمان والقهر والموت، ويأتي منّا من يسائلهم عما يقترفون ؟ في نظر كثير من العرب والسوريين " الثوار " أن أهل غزة " الحماسيين " مغامرون يرتكبون الحماقة باسم المقاومة. هل حقاً نحن وبعد ثلاث سنوات ونيّف من الانتفاضة ندرك قيمة ومعنى مايقوم به الفلسطينيون من اجل الحرية ؟
لم نتعلم منهم ..وكان أجدر بنا من السخرية المرّة والاستهزاء الذي ننظر فيه الى شعب مؤمن بقضيته ويقاوم قاتله كي يظفر بالكرامة..أن نعزز ايماننا بالحرية بالعمل من أجل ذلك وان نتعالى على أنانية مفرطة وقاتلة.
ما لاشك فيه أن استخدام كل وسائل القتل والإبادة يستهدف افراغ المنطقة الممتمدة من فلسطين حتى العراق، من شعويها وتدمير معالم وجودها الحضاري والتاريخي، ومايحدث في فلسطين عبر اسرائيل، هو مايقوم به نظام الأسد في سوريا وتقوم به إيران وداعش في العراق، لجهة إذكاء الحروب الطائفية بكل أشكالها الدموية: قتل وتهجير السنة والمسيحيين، واحلال قوى التطرف الديني في كل المناطق. والمحنة الدامية تطحن شعوب الشرق بأكملهم، وتطوّح بكل آمالهم بالسلام والاستقرار، الذي لم يهنأوا به منذ قرون.
في بداية العدوان على غزة أجريت مقارنة بين حجم وشدّة الدمار، الذي الذي تخلفه غارة اسرائيلية على غزة، وغارة للطيران السوري على حلب ببرميل متفجر..والنتيجة بشاعة ووحشية لايمكن تصورها، تفوق وحشية الاسرائيلي بمرات، وتخلف دماراً مضاعفاً وضحايا بالمئات.
الفلسطينيون والسوريون، يواجهون أعتى أنظمة القتل والتهجير، تساندهم قوى الظلامية الممتدة من قمّ الى الموصل والرقة، وبرقة. وليس في الأفق بارقة أمل سوى ان التحدي والإصرار على المواجهة والتغييرمن الداخل هو من سقلب المعادلة.. أما الخارج فتذروه الريح !



#عبدالرحمن_مطر (هاشتاغ)       Abdulrahman_Matar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المستبّد النجيب: لامكان للسوريين في بلدهم !
- المعارضة السورية في دوّامة الخواء !
- الرقة بين استبدادين..والفرات شاهد على الألم !
- مركز الدراسات المتوسطية : موقف واشنطن والقوى الإقليمية حيال ...
- لاحلّ في الأفق..والفوضى تربك التحالفات
- موقف واشنطن حيال الوضع في العراق!
- العراق: صيف ساخن وديكتاتورية مهددة!
- مركز الدراسات المتوسطية : تقرير حول انتخابات الرئاسة السورية
- صهيل الشعر يمطر بهاء المعاني..!
- سياسة أوباما الجديدة في الشرق الأوسط
- التسوية السياسية وغياب الإرادة الدولية !
- واشنطن والائتلاف..وقبض الريح!
- دموع البابا فرانسيس
- كيمياوي الأسد :الطريق الى الجحيم !
- سوريا والغرب وإعادة التكوين
- الرقة تذبح بصمت
- الرقة على أعتاب كارثة انسانية
- اتحاد الديمقراطيين السوريين / أفكار أولى حول التجربة
- دعوات مشبوهة لدور اسرائيلي في الأزمة السورية
- سمات العمل السياسي للمعارضة السورية


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن مطر - نتنياهو-الأسد: الوحشية الدامية من غزة الى حلب