أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن مطر - واشنطن والائتلاف..وقبض الريح!














المزيد.....

واشنطن والائتلاف..وقبض الريح!


عبدالرحمن مطر
كاتب وروائي، شاعر من سوريا

(Abdulrahman Matar)


الحوار المتمدن-العدد: 4456 - 2014 / 5 / 17 - 01:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لقد أضاع حُنين خفّه، هذه المرّة. رحلته الطويلة الى واشنطن، للقاء الإدارة الأميركية، لم يحصد الائتلاف الوطني منها شيئاً مما يأمل، حتى وإن كان القليل الذي يمكنه من استعادة بعض الثقة المفقودة في أوساط مجتمع الثورة السورية.و يبدو اعتقاد المعارضة ليس مصيباً، بأنه يمكن اقناع واشنطن، وحثّها على تقديم دعم عسكري يغيّر بعضاً من موازين القوى على الأرض، بما يجبر النظام على الذهاب مجدداً الى جنيف، مع تقديم تنازلات للمعارضة السورية.
الذهاب الى واشنطن بهدف التسليح، كأساس للدعم لايمكن النظر اليه كمطلب موضوعي، إذا لم يكن مرتبطاً بتصورات وخطط عمل بديلة، فهل ذهب الإئتلاف بغير مطلب الدعم العسكري ؟ الواقع أن الشارع السوري والمهتمين بشأن كهذا لم يتلمسوا حتى اليوم، مثل هذه الآفاق لدى مؤسسات المعارضة، لاتبدو هناك خيارات وأطروحات لمواجهة استمرار المجتمع الدولي بعدم الفاعلية لإيقاف القتل في سورية من جهة، وفي وضع التسوية السياسية، على سكة الجدوى.
ثمة عاملين أساسيين يتصل الأول بفهم مواقف الإدارة الأميركية من جهة أولى ممايجري في سوريا، وارتباط ذلك بالمصالح والسياسات الأميركية في المنطقة، والزاوية التي تنظر من خلالها إدارة أوباما، وبالتالي طريقة تعاطيها مع الحالة السورية.
واشنطن كانت واضحة على الدوام، لمن يستقرأ مواقفها، وهي ذاتها التي تتمحور حولها العلاقات مع المعارضة، تتمثل في أنها تدعم التوصل الى حلّ سياسي، وهذا يعني الحوار دون شك مع النظام، وأن إمداد الجيش الحرّ مسألة غير ممكنة، في ظل ازدياد المخاوف من وصول أي سلاح فعال رغم محدوديته، إلى أيدي الجماعات الجهادية، دون أن تملّ التذكير بذلك دائماً، وهي تدرك بحكم المعلومات والتقارير التي تمتلكها، أن مايسمى " الجيش الحر " لاقدرة تنظيمية وعسكرية لديه، وأن الائتلاف الوطني لا يتحكم بشئ على الأرض.
العامل الثاني يتصل بمبدأ التنازل، فحكومة الأسد لايمكن أن يقدم تنازلاً إلا إذا فرض عليها ذلك. خاصة وأن المعارضة لاتمتلك من الأوراق الممكن ممارسة الضغط بها، في ظل علاقات غير ايجابية للائتلاف الوطني في اتجاهين: العلاقة مع و/ ما بين القوى والتيارات المكوّنة له، ومع القاعدة الشعبية الواسعة لنشطاء الثورة.
يضاف الى ذلك فشل مؤسسات المعارضة في إدارة المناطق الغير خاضعة للسلطة المركزية في دمشق، فلم تتمكن حكومة طعمة المؤقتة من فرض سلطتها على أي من المناطق الشمالية السورية، ولاتزال قراراتها ومشاريعها مجرد حبر وأحلام قبض الريح، كحلم الائتلاف بسلاح نوعي، باعتباره السبيل الوحيد لتجاوز العجز والدوران في الفضاءات الفارغة، والخلافات التي تتجذر كل يوم، أمام وضوح الرؤى والاستراتيجيات والأهداف التي يعمل في إطارها النظام السوري.
ثمة معطيات مهمة أن الولايات المتحدة، ومثلها الشركاء الأوربيين، لم يعد في سلم أولوياتهم إسقاط النظام، المعطى المهم على الجانب الآخر، لم تستطع قوى المعارضة السورية، أن تقدم نفسها كبديل قادر على إدارة الأزمة السورية، أو في حماية المصالح الغربية، في سورية والمنطقة، أو المقدرة على الإيفاء باستحقاقت إقليمية ودولية.
يدرك نظام طاغية دمشق هذه المسائل، ويعتقد أنه الضامن للمصالح الغربية، على قاعدة محاربة الإرهاب، والحفاظ على وضع مستقر مع اسرائيل، وأن ينخرط في منظومة إعادة التكوين في المنطقة، مع استمرار واشنطن والاتحاد الأوروبي في احتواء الدور والمكانة الإيرانية.
لدى النظام أصدقاءه الداعمين بقوة، بشكل فعّال على مستويات ثلاثة: أمنية وعسكرية، سياسية، واقتصادية. وتلك هي مايمكّنه من الاستمرار في تحقيق مخططاته المرحلية والمستقبلية بشأن الوضع الداخلي في سوريا، أما أصدقاء الثورة السورية، فهم لايقدمون سوى دعماً سياسياً وإعلامياً وإغاثيأ محدوداً، لايمكّن الثورة المضي قدماً نحو تحقيق أهدافها، وكأن أحداً لايريد لها، أن تحقق انتصارها بإزاحة الطاغية وكسر قيود الإستبداد.
لاشك في أن الحديث الدولي، عن لاشرعية الانتخابات الرئاسية، مماثل لما تم تداوله دولياً وإقليمياً عن عدم شرعية النظام. لكن الحقيقة أن أياً من المجموعات والمؤسسات الدولية لم تطور موقفها الإعلامي والسياسي، باتجاه خطوات قانونية، من شأنها تشكيل خطر حقيقي يهدد النظام ويدفعه للإنصياع لإرادة السوريين أولاً وقبل كل الإرادات الأخرى. والواقع أن ليس بوسع أحد بمافي في ذلك الولايات المتحدة، إيقاف مهزلة الإنتخابات كاستحقاق دستوري يمثل شأناً داخلياً، اشتغل عليه النظام مبكراً وأنجزه قبل عامين من الآن.
تؤكد واشنطن للإئتلاف الوطني، أن الإصرار على إجراء الانتخابات الرئاسية، سوف يمنع الدعوة الى جنيف3. لكن النظام السوري لايرى أولوية في التسوية عبر ذلك، وعلى العكس تماماً كان واضحاً في تصوراته التي تقوم على تشكيل حكومة وحدة وطنية انتقالية، بعد انتخاب الأسد رئيساً لولاية جديدة، تمنح بموجبها صلاحيات واسعة لرئيس الحكومة، التي يريد لها الروس والإيرانيون أن تقود عملية تسوية سياسية واجتماعية وطنية.
رحلة واشنطن، لاتتعدى عن كونها حملة علاقات عامة، وخطوة واشنطن بالتعامل مع مكاتب الائتلاف كبعثة سياسية، هي كذلك علاقات عامة تهدف تحسين موقع الائتلاف والادارة الأميركية لدى السوريين على حدّ سواء. لذلك فإن التعويل على الدعم الدولي والإقليمي، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، لن يكون مفيداً ولن يتم الحصول عليه، في ظل هكذا حال لمعارضة، مشتتة لا تمتلك من الأدوات والرؤى – على الرغم من جسامة التحديات - مايقنع السوريين والعالم بمشروعها الوطني، واستقلالية قرارها، والقدرة على إحداث تغيير وتأثير نوعي في مسار الثورة، يقود الى غايتها الأسمى، عبر تسوية منصفة وعادلة.
___________________
كاتب سوري
مدير مركز الدراسات المتوسطية



#عبدالرحمن_مطر (هاشتاغ)       Abdulrahman_Matar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دموع البابا فرانسيس
- كيمياوي الأسد :الطريق الى الجحيم !
- سوريا والغرب وإعادة التكوين
- الرقة تذبح بصمت
- الرقة على أعتاب كارثة انسانية
- اتحاد الديمقراطيين السوريين / أفكار أولى حول التجربة
- دعوات مشبوهة لدور اسرائيلي في الأزمة السورية
- سمات العمل السياسي للمعارضة السورية
- خليل صويلح في ” سيأتيك الغزال ” : سيرة العطش،وشغف الأحلام وا ...
- سُحب الغواية
- دمشق
- اجتماع اتحاد الديمقراطيين السوريين / نتائج وتوصيات
- حوار مع د.أحمد طعمة رئيس الحكومة المؤقتة
- شحّاذ التدخل
- الكأسُ الأُخرى
- أيُّ امرأةٍ أنتِ !
- الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية : تحديات وإشكا ...
- الرقة : انتفاضة المستقبل - نداء الى الرأي العام
- حصارٌ و صمتْ !
- شريد


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن مطر - واشنطن والائتلاف..وقبض الريح!