أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن مطر - الإخوان المسلمون وشهوة السلطة















المزيد.....

الإخوان المسلمون وشهوة السلطة


عبدالرحمن مطر
كاتب وروائي، شاعر من سوريا

(Abdulrahman Matar)


الحوار المتمدن-العدد: 4531 - 2014 / 8 / 2 - 15:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لن يتأخر الاخوان المسلمون عن تلبية أية دعوة قد يطلقها النظام السوري لبدء مفاوضات تقود الى تسوية سياسية يتم فيها تقاسم السلطة، وينهي حالة الحراك الثوري السوري، دون أي اعتبار للقيم والتضحيات التي قدمت على مدار اكثر من ثلاث سنوات. تلك الاستجابة ليست غريبة عن هذا التنظيم البراغماتي الذي خبرناه طوال أربعة عقود كانت فيه قوى المجتمع المدني السوري تعزز معارضتها السياسية للنظام، باتجاه التغيير الديمقرطي، واستعادة الحريات، في الوقت الذي كان يخوض فيه "الاخوانيون" صراعاً من أجل الاستيلاء على السلطة.
قفز الإخوان الى واجهة الثورة السورية، وحولوها الى حركة مسلحة، ومن ثم بسطوا سيطرتهم على مفاصل المعارضة، بفضل امتلاكهم لمقومات ثلاث هي التنظيم السياسي، والمال، وشبكة العلاقات الاقليميمة والدولية. استغلت ذلك في المبادرة الى تعزيز وجودها في الشارع السوري، كقوة خفية ناعمة، تدرجت في التوسع والامتداد، استعادت فيه صراع الثمانينيات ومجازر النظام، كإرثٍ " إخواني " قدمته كحركة انتفاض وطني ضد النظام، بينما هو في جوهره صراع على السلطة بين نظام "البعث الأمني" وحركة "الإخوان المسلمين"، أداتيهما الطليعة المقاتلة، والأجهزة الأمنية والعسكرية لسلطة الأسد.
التنظيم العالمي، هو مرجعية الاخوان، وهو مصدر قوته ودعمه. وهدفه بناء الدولة الإسلامية. لسنا بصدد وسم الأهداف والغايات، وقد أضحت مُدركة من قبل المجتمعات العربية، غير ان سياسات الجماعة ومسلكياتها هي ما تعرّف عنها، كتنظم لاولاء وطني له، وبالتالي فإن القضية السورية، تأتي تالياً في فهم تنازع السلطة مع النظام. لذلك كان أداؤها نابعاً من خدمة اهدافها وتوجهاتها تصب في خدمة استراتيجيات العمل اليومن في سياق " الثورة السورية " .
لقد تمكنت من اعادة بناء تنظيمها، عبر بناء مؤسسات " أهلية "، وفقاً لرؤيتها : مجتمع مدني اسلامي. لكنها مرتبطة بهيمنة التنظيم وتعاليمه، وتجيير أنشطة المجتمع لصالح دعاوتها السياسية، وأخضعت المؤسسات التي تتشارك فيها مع القوى السورية الأخرى، لسيطرتها عبر وسائل متعددة، بما فيها العمل العسكري.
لم يكن أداء الإخوان المسلمين حسناً. ليس ثمة اعتقاد بالعمل الجماعي، او المشاركة الحقيقية والفعّالة، وكانت بفعل " قدرة التأثير " قوة تعطيل لقوى الثورة الديمقراطية المدنية، التي لاينقصها الضعف وغياب التنظيم والاستراتيجيات. وكان تدخلها المباشر فجّاً يماثل فعل القهر في فرض سياساتها على الأرض. لكن ذلك لم يمنحها القوة كي تكتسح مشهد المعارضة السورية، بكل ما امتلكته من قدرات المال والسلاح والعمل المؤسسي. لم تستطع حركة الاخوان ان تكتسب ثقة المجتمع السوري، ليس فقط بسبب من إرثها الدموي، أيضاً من الاقصاء والتهميش الذي تتعمد ممارسته بحق التيارات والقوى السياسية الأخرى..يضاف الى ذلك مناوراتها السياسية التي تقترب فيها من النظام وتبتعد عنه، بما ترى انه يحقق لها فاعلية ودوراً اكبر في المستقبل. ويدرك السوريون كم هي محاولات الاخوان التي بذلت من أجل المصالحة مع النظام السوري، على قاعدة المشاركة في الحكم، إن لم نقل "اقتسام السلطة" دون أن يعني ذلك تطوراً في الحياة الديمقراطية. فشلت تلك المحاولات التي تقدمت بها الحركة مباشرة، أو عبر وسطاء من التنظيم العالمي للاخوان المسلمين، وغيرهم ممن هم مقربون في فترات تاريخية ما من نظام الأسد.
ارتهان الحركة للتنظيم العالمي، يقوّض فرص امكانية الحوار الوطني بين فرقاء المعارضة السورية، على قاعدة العمل المشترك لدولة مدنية. ذلك ماهيأ لها بناء سلطتها داخل المعارضة السورية، وتعزيز وجودها على الأرض، تمهيداً لفرض مكانتها ودورها، في أي تحول أو تسوية قادمة. ليست الحركة معنية - الى حدّ ما - بمجريات الحراك والعمل العسكري مع النظام، بقدر انشغالها بالنتائج، وفي خوض معركة الاستحواذ على اتخاذ القرار. لذلك لم تكن معنية ببناء علاقات ايجابية مع مكونات المجتمع السوري على اسس الندية والشراكة في الإطار الوطني.
قد تبدو سيرة الاخوان المسلمين هي ذاتها السيرة المعطوبة في أماكن انتشارها، ووظيفتها هي ذاتها، طبقاً لعالمية التنظيم، في بلدان " الربيع العربي ". نستطيع بكل وضوح تلمس وقائع وخيوط التحالفات على أساس إخوّة التنظيمن وليس مصالح المجتمعات وثوراتها على الإستبداد.
في جميع الأقاليم، امتطت حركة الاخوان المسلمين موجات الثورات العربية، وحصدت نتائجها، أو انها تسعى الى ذلك، وكان لها دور في التسليح، في مواجهة قوى العمل المدني، القوى الأساس المكونة لحراك الانتفاضات العربية ضد الاستبداد والديكتاتورية، فأسبغتها بالهوية الإسلامية، وهي تعطل كل مشروعات النهوض الوطني، في المراحل الانتقالية، ماقبلها وما بعدها. نلاحظ ذلك في ليبيا اليوم، في الوقت الذي كان ينظر فيه السوريون باهتمام الى تجربة ليبيا الانتقالية، سرعان ما أوجد الاسلام السياسي ظروف الفوضى الدامية مرّة أخرى، من أجل الاستحواذ على السلطة. وهي ذاتها التي تمكنت من الوصول عبر صناديق الاقتراع في مصر، فأضاعت فرصة تاريخية في تجربة حكم الاخوان، لأنها لم تنظر للمجتمع سوى انه تابع لها من منظارها الإخواني. في تونس واليمن يلعب الاخوان دوراً لايخدم أعادة بناء المجتمعات على أسس المدنية والمواطنة. وفي سوريا لم يتمكنوا حتى اليوم من ادخال الطمأنينة الى نفوس السوريين، وحيازة ثقتهم، بأنهم لن يخوضوا صراعات من أجل الاستحواذ على السلطة، بأي ثمن، وبأنهم لن يقودوا البلاد الى مزيد من الفوضى.
ثمة فرصة تاريخية كبيرة أمام حركة الاخوان المسلمين السورية، بأن تقترب من بعدها الحقيقي في الانتماء الوطني، ىأن تكون حركة سورية، في إطار تنظيمها العالمي. أن تعيد بناء تنظيمها وقدراتها على أساس المشاركة الوطنية، التشارك في بناء المستقبل مع كل الأطراف، وان تسخر قدراتها وامكانياتها وعلاقاتها الدولية، لخدمة المصلحة الوطنية السورية، أن تفكر بالوعي الجمعي السوري، بعيداً عن التنازع والمحاصصات والمغانم. الثورة السورية ليست مغنماً، بل وسيلة السوريين من أجل الخلاص واستعادة الحرية، وبناء دولة القانون والمواطنة.



#عبدالرحمن_مطر (هاشتاغ)       Abdulrahman_Matar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإخوان المسلمون يستعيدون دورهم في الائتلاف الوطني السوري
- قيامة الماء !
- نتنياهو-الأسد: الوحشية الدامية من غزة الى حلب
- المستبّد النجيب: لامكان للسوريين في بلدهم !
- المعارضة السورية في دوّامة الخواء !
- الرقة بين استبدادين..والفرات شاهد على الألم !
- مركز الدراسات المتوسطية : موقف واشنطن والقوى الإقليمية حيال ...
- لاحلّ في الأفق..والفوضى تربك التحالفات
- موقف واشنطن حيال الوضع في العراق!
- العراق: صيف ساخن وديكتاتورية مهددة!
- مركز الدراسات المتوسطية : تقرير حول انتخابات الرئاسة السورية
- صهيل الشعر يمطر بهاء المعاني..!
- سياسة أوباما الجديدة في الشرق الأوسط
- التسوية السياسية وغياب الإرادة الدولية !
- واشنطن والائتلاف..وقبض الريح!
- دموع البابا فرانسيس
- كيمياوي الأسد :الطريق الى الجحيم !
- سوريا والغرب وإعادة التكوين
- الرقة تذبح بصمت
- الرقة على أعتاب كارثة انسانية


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن مطر - الإخوان المسلمون وشهوة السلطة