أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن مطر - عرسال والأسد وحرائق البلد














المزيد.....

عرسال والأسد وحرائق البلد


عبدالرحمن مطر
كاتب وروائي، شاعر من سوريا

(Abdulrahman Matar)


الحوار المتمدن-العدد: 4538 - 2014 / 8 / 9 - 20:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لا يستطيع طيران الأسد أو المالكي الإغارة على مواقع وأرتال "الدولة الإسلامية" وهي تتنقل بكل حرية أينما شاءت، ولم تستطع منعها من القيام أعمال القتل والتهجير في كل المدن والبلدات التي سيطرت عليها، بدءاً من أهل الرقة ومسيحيي الموصل واخيراً يزيديي سنجار وأكراد الشمال السوري. لكنها تستطيع الوصول الى المدنيين وقتلهم بالصواريخ والبراميل سواء في حلب أو عرسال.
ثمة منهجية مشتركة لنظامي الأسد/المالكي، بإحراق كل شئ مقابل السلطة. عبّرا بكل وضوح، منذ قيام الثورة السورية، بدءاً بالشعار الذي أطلق على جدران ريف دمشق: " الأسد أو نحرق البلد " ولم يلبث أن تحوّل التهديد الى وقائع للتدمير والتهجير والقتل الممنهج، في كل مكان في سورية، عبّر الناس فيه عن رفض الاستكانة للاستبداد..وبعد أربع سنوات احترق البلد، ولم يسقط نظام الأسد.
في عرسال اليوم عشرات الضحايا السوريين المدنيين اللاجئين، موتى وجرحى بفعل الحرائق التي حرّض على فعلها النظام السوري، في مخيم اللاجئين، ونفذّها حزب الله وغلاة حلفائه داخل صفوف الجيش اللبناني، بتهمة وجود إرهابيين واسلحة، مع الأخذ في الاعتبار مسـألتين هما حقيقة عدم وجود أسلحة ومسلحين في المخيم، وان المسلحين قد تم استجرارهم لارتكاب جرائم بحق الجيش اللبناني، بما يقدم مبرراً لتدخل حزب الله، وضرب تجمعات اللاجئين المدنيين، بعد فشل الطيران السوري، في تحقيق أهداف غارته على عرسال لأكثر من 3 سنوات دون أن يحتج لبنان على انتهاك سيادته، واستهداف لاجئين مدنيين فوق أراضيه، على الرغم من المسؤوليات وواجبات الحماية المنصوص عليها في القوانين الدولية.
ثمة ما يجب أن يقال – بغض النظر عن فخ الاستجرار- ان دخول المجموعة السورية المسلحة وما قامت به غير صائب، غير ان دخول حزب الله في الحرب ضد السوريين لايمكن ان يبقىي الساحة اللبنانية بعيدة عن الحريق السوري، وهو ماكان يهدد به الأسد على الدوام: احراق المنطقة واغراقها بالإرهاب. بالمقابل لايمكن منع الجماعات السورية من التطرف كرد فعل لمنهج القتل والتهجير. ليس ثمة أي مبرر لأفعال متطرفة، لكن منع أسباب ذلك هو القيمة الفعلية التي يجب القيام بها.
ثلاثي الموت" الاسد- نصرالله- المالكي" شركاء في عمليات حرق بلدانهم والذهاب بها الى الجحيم. هذا مافعله حزب الله فيما يمكن تسميته حريق 7 أيار كي يعزز قدرة سطوته في لبنان، وطبّقه الأسد بكل القدرات المتاحة له بما فيها السلاح الكيمياوي، الذي قاده الى التخلي عنه وتسليمه بسبب ضغوط المجتمع الدولي، الذي يدرك أن الأسد لايشكل خطرا محتملاً بحيازتة على اسرائيل، لكن احتمال خروج السلاح الكيمياوي عن سيطرة النظام احتمال وارد جداً، وهنا مكمن الخطورة.
ثالثهم المالكي الذي هدد وتوعد بدفع البلاد نحو الجحيم إذا ماتمّ استبعاده عن تشكيل حكومة جديدة. يريد المالكي الاستئثار بالسلطة لولاية ثالثة – كالأسد – بعد كل السياسات الطائفية والإقصائية التي قادت الى الفوضى والتمرد وانتشار داعش، وما تقوم به من جهة، ونظام المالكي من جهة أخرى، من مجازر بحق المدنيين العراقيين.
تنتقل منطقة الهلال الممتدة ما بين البصرة والرقة وصور، من خراب الى آخر، من حرائق تتوالد في كنهها حرائق لاتنطفئ في المدى المنظور: ربما عقد قادم على أقل تقدير، بسبب تمسك المستبدين الطغاة بسلطة حكم المجتمعات بالحديد والنار، سلطة مغتصبة يشرعنها الديكتاتور بحرق البشر والأرض والحجر، كي يبقى سيدأ في مدارات الخراب، وعروش الدم.
لم يكتف الأسد بالبلد، نقل الحريق الى عرسال..ونقل الخبرة الى المالكي عبر خبراء الاشتعال في قم وطهران، التي تقوم بدور تاريخي قذر لتمكين واحدة من أبشع جرائم الإبادة الجماعية في المنطقة.
هكذا – في ظل تغاضٍ دولي فاجر – يُهجّر السوريون كي يحترقوا في أرض الغياب.



#عبدالرحمن_مطر (هاشتاغ)       Abdulrahman_Matar#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإخوان المسلمون وشهوة السلطة
- الإخوان المسلمون يستعيدون دورهم في الائتلاف الوطني السوري
- قيامة الماء !
- نتنياهو-الأسد: الوحشية الدامية من غزة الى حلب
- المستبّد النجيب: لامكان للسوريين في بلدهم !
- المعارضة السورية في دوّامة الخواء !
- الرقة بين استبدادين..والفرات شاهد على الألم !
- مركز الدراسات المتوسطية : موقف واشنطن والقوى الإقليمية حيال ...
- لاحلّ في الأفق..والفوضى تربك التحالفات
- موقف واشنطن حيال الوضع في العراق!
- العراق: صيف ساخن وديكتاتورية مهددة!
- مركز الدراسات المتوسطية : تقرير حول انتخابات الرئاسة السورية
- صهيل الشعر يمطر بهاء المعاني..!
- سياسة أوباما الجديدة في الشرق الأوسط
- التسوية السياسية وغياب الإرادة الدولية !
- واشنطن والائتلاف..وقبض الريح!
- دموع البابا فرانسيس
- كيمياوي الأسد :الطريق الى الجحيم !
- سوريا والغرب وإعادة التكوين
- الرقة تذبح بصمت


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يُعلن مقتل 4 جنود وإصابة 3 جراء انفجار عبوة ...
- ترحيل أول لاجئ من بريطانيا إلى فرنسا بموجب اتفاق بين البلدين ...
- أطباء بلا حدود تدين مقتل أحد موظفيها في غزة بغارة إسرائيلية ...
- ميناء إيطالي يرفض شحن متفجرات إلى إسرائيل
- كيف أصبحت جميلة بوحيرد أسطورة الثورات التحررية؟
- محللون: تعدد الجبهات ينهك العمق الإسرائيلي ويبدد أمل النصر ا ...
- البيت الأبيض يكشف ملابسات تغيير ترامب لمروحيته خلال العودة م ...
- للمرة السادسة.. واشنطن تستخدم -الفيتو- ضد مشروع قرار بشأن حر ...
- الدويري: المقاومة تتحدى بعملية رفح والمسيرات تتفوق على الراد ...
- الحرب على غزة مباشر.. تصاعد القصف الإسرائيلي على غزة والقسام ...


المزيد.....

- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن مطر - عرسال والأسد وحرائق البلد