أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - احمد موكرياني - خوارج اليمن















المزيد.....

خوارج اليمن


احمد موكرياني

الحوار المتمدن-العدد: 4708 - 2015 / 2 / 2 - 17:19
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


قبل أن اكتب رأي حول الأحداث في اليمن اود أن اذكر بعض المعلومات التاريخية عن اليمن:

o اليمنيون بنوا سد مأرب في القرن السابع قبل الميلاد في عهد مملكة سبأ.
o اليمن كانت دولة فدرالية في القرن الرابع بعد الميلاد ( الفدرالية اليمن القديمة كانت دويلات متحدة بإدارة مركزية).
o اليمن هم التجار العرب عبروا المحيطات الى شرق آسيا واستوطنوا في إندونيسيا وسنغافورة وغيرها من البلدان شرق آسيا، عائلات يمنية حضرمية كانت تمتلك اكثر من نصف أراضي سنغافورة الى بعد منتصف القرن الماضي.
o ديمقراطية اليمن تعود الى الملكة بلقيس ملكة سبأ قبل عشرة قرون من الميلاد، ومجلس النواب اليمني كان اول مجلس نواب في دولة عربية يذيع اجتماعاته على الهواء مباشرة في تسعينيات القرن الماضي.
o تأسست أول دولة زيدية في اليمن في 818 الى 1018 ميلادية، الطائفة الزيدية هي الجناح المعتدل من الشيعة الذين يتبعون الأمام زيد بن علي بن الأمام حسين بن الأمام علي بن ابي طالب رضي الله عنهم، ولا يتبعون الشيعة الأثني العشرية، فخرج عبدالملك الحوثي عن التقليد والفقه الزيدي بعد أن أقام ودرس سنوات طويلة في قم والزيود اليمنيون لا يجيزون زواج المتعة ولا يعتقدون بظهور الإمام المهدي ولا يخضعون لولاية الفقيه في قم.
o حكم الأيوبيون اليمن لفترة خمس وخمسين عاما من 1173 الى 1228 ميلادية وقد حضروا الى اليمن بناءً على دعوات من القبائل اليمنية لحل النزاعات بينهم، ادخل الأيوبيون المذهب الشافعي الى تهامة وجنوب اليمن ففي هذه الفترة انقسمت اليمن الى قسمين الزيدية في الشمال والشافعية في تهامة والجنوب.
o آخر دولة زيدية في صنعاء كانت المملكة المتوكلية (عائلة حميد الدين) حكمت 44 سنة وسقطت في 26 سبتمبر 1962 بعد محاولات عديدة لإسقاطها حيث شارك الضابط العراقي الرئيس او الرائد (رتبة عسكرية) جمال جميل في حركة 1948 وقد نفذ فيه حكم الإعدام بقطع رأسه بالسيف في ساحة التحرير في صنعاء بعد فشل الحركة، ان المملكة الزيدية الأخيرة عزلت شمال اليمن عن العالم فتخلفت في عهد عائلة حميد الدين قرونا الى الوراء بدل أن تواكب العصر وكان الشعب اليمني في الشمال يعيش في عصر ما قبل النهضة الصناعية، فالكثير من المناطق في اليمن في عهد المملكة المتوكلية لم تعرف شيئا عن الحضارة الصناعية في العالم مثل الكهرباء والمكننة، كما أن أسوار مدينة صنعاء كانت تغلق في الساعة السادسة مساء ولا يسمح لاحد الدخول اليها او الخروج منها الا في صباح اليوم التالي، وكان بين الضباط الذين ثاروا ضد عائلة حميد الدين عدد من ضباط من الطائفة الزيدية.
o توحدت اليمن في وحدة اندماجية متسرعة في 22 مايو 1990 بعد سقوط جدار برلين وانهيار الاقتصادي للاتحاد السوفيتي وقطع المساعدات عن جنوب اليمن، فهرول الرئيس الجنوبي علي سالم البيض الى وحدة اندماجية خوفا من سقوط النظام الاشتراكي في عدن.
o بدأت الحرب الأهلية (حرب الانفصال) في 3 مايو 1994 بدعم من دول الخليج لإجهاض مجلس التعاون العربي الذي تأسس في 1989 من العراق والأردن ومصر واليمن، فأعلن نائب رئيس دولة الوحدة علي سالم البيض انفصال الجنوب في 21 مايو 1994 واستمرت الحرب لمئة يوم بسقوط عدن والمكلا ولجوء علي سالم البيض الى عُمان.
o شعر الجنوبيون بعد انتصار العسكري لصنعاء على عدن وكأنهم محتلون من قبل الشمال بالرغم من التقدم الكبير الذي حصل في الجنوب بعد عام 1994 في مجالات كثيرة منها تطوير الثروات النفطية وتطوير الثورة السمكية وتطوير المنطقة الحرة في عدن، فقد استولت القيادات الحكومية والحزبية والعشائرية الشمالية على أراضى العامة والممتلكات الحكومية في عدن والمكلا وكانت معظم القيادات الإدارية والعسكرية في الجنوب من أبناء الشمال.

أن الصراع الدائر في اليمن ليس صراعا طائفيا بين الزيدية والشافعية وانما صراع للتسلط الإيراني على المنطقة، فأن الرئيس السابق علي عبدالله صالح زيدي ولكنه حارب الحوثيين خلال فترة حكمه واللواء علي محسن صالح الاحمر قائد السابق للفرقة الاولى المدرعة زيدي ومناهض للحوثيين، فلا يمثل عبد الملك الحوثي الزيود في اليمن لأنه خرج على المذهب والفقه الزيدي وخضع لولاية الفقيه في قم وان خروجه على المذهب الزيدي لم يكن لنبوغه في الفقه او تدرج علمي ديني بل لطموحه السياسي ولتنفيذ مخطط النظام الإيراني في اليمن، اما القوات التي تحارب معه فهي كالمليشيات الأخرى في المنطقة التابعة الى النظام الإيراني فالدافع وراء مشاركتهم في الحرب مع عبد الملك الحوثي هو الارتزاق والحصول على حصتهم اليومية من القات، فيمكن بسهولة كسبهم والانقلاب على عبد الملك الحوثي ومحاربته بدفع رواتب أعلى من التي يتقاضونها من عبد الملك الحوثي اي من إيران.

انتصار الحوثيين لم يكن بسبب قوتهم او خروجهم على الفقه الزيدي الأصيل وخضوعهم لولاية الفقيه في قم ولكن بسبب تناقض المصالح الحزبية والعشائرية في اليمن، فان قبيلة حاشد وعاصمتها عمران كانت درعا صلبا متماسكا في عهد المرحوم الشيخ عبدالله الاحمر* شيخ مشايخ حاشد، فبالرغم من كونهم من الطائفة الزيدية قاومت قبيلة حاشد عائلة حميد الدين التي حكمت في عصر آخر دولة زيدية في اليمن، فأعدم الأمام احمد بن يحيى حميد الدين والده الشيخ حسين وأخاه الشيخ حميد. ان الشيخ عبدالله الاحمر مع الشيخ سنان ابو لحوم، شيخ مشايخ البكيل، وهو زيدي أيضأ كانا صمامي الأمان في اليمن وكانا صناعي الملوك قبل الوحدة (1990) وشاركا في ثورة 1962 في إسقاط دولة الإمامة المتوكلية (عائلة حميد الدين) في صنعاء، ولم يورث أولادهما الحنكة السياسية القبلية وحكمة الشيخين الجليلين، بل انشغلوا في التجارة فخف تأثيرهم على الحياة القبيلية (العشائرية) والسياسية في اليمن.

لقد تغاضى الرئيس عبد ربه منصور هادي وقيادات يمنية أخرى عن هجوم الحوثيين على عمران عاصمة قبائل حاشد لتضارب مصالحهم السياسية والتجارية مع الشيخ حميد بن عبدالله الاحمر، وبعد سقوط عمران انقلب السحر على الساحر، فخرج عبد الملك الحوثي عن سيطرة مناصريه فسيطر بسهولة على صنعاء، وبعد سقوط رئاسة عبد ربه منصور هادي انقلب عبد الملك الحوثي على حليفه الرئيس علي عبدالله صالح، وكان هذا متوقعا لان الرئيس على عبدالله صالح وقف مع صدام حسين في حربه مع إيران، فبعث الرئيس علي عبدالله صالح بقوات عسكرية يمنية لدعم الجيش العراقي في حربه ضد النظام الإيراني، لذلك لن يغفر النظام الإيراني لعلى عبدالله صالح حربه ضدهم حتى ولو قدم لهم باب المندب على صحن من ذهب وسيغتالوه في أول فرصة سانحة كما اغتالوا المئات من ضباط وطياري الجيش العراقي بعد 2003 من اللذين شاركوا في حرب صدام حسين ضد النظام الإيراني الحالي.

هنيئاً للنظام الإيراني فقد تمكن من جعل دولتين عربتين لبنان واليمن بدون رئاسة للدولة وستلحقها سوريا قريبا وبعدها يأتي العراق بعد تحرير الأراضي العراقية من قوات داعش حيث ستبدأ حرب أهلية مع إقليم كوردستان لانتزاع الأراضي المستقطعة من كوردستان من سيطرة البيشمركة، ومن طبيعي أن يلتحق رئيس الجمهورية وهو كوردي بكوردستان، فيصبح العراق بدون رئيس جمهورية، وسيحاول النظام الإيراني خلع ملك البحرين وفصل شرق المملكة السعودية عن الدولة السعودية ضمن خطتها الاستراتيجية للسيطرة على المنطقة.

كلمة أخيرة:
o متى يصحو العرب من غفوتهم ليوقفوا زحف النظام الإيراني الذي يسعى لتنفيذ ثأره من الإسلام ومن الخليفة عمر بن الخطاب لقضائه على الدولة الفارسية، أن أهداف النظام الإيراني هي تقسيم العرب والمسلمين طائفيا سياسياً وسيطرة على المنطقة ليحكموا المنطقة بقوة السلاح والمال ويبتزوا العالم بالمنافذ البحرية والبترول.
o لا افهم تعاون وخضوع الأحزاب الكوردستانية في إقليم كوردستان للنظام الإيراني، ان النظام الإيراني يضطهد الكورد في إيران، فقد اغتال النظام الإيراني الدكتورعبد الرحمن قاسملوا زعيم الحزب الديمقراطي الكوردستاني الإيراني في فينا في عام 1989 غدرا بعد دعوته له للتفاوض معه بعد انتهاء الحرب مع العراق. وهل يمكن لآي سياسي أن يتصور بأن قاسم سليماني قائد فيلق قدس سيقف مع الكورد ضد المليشيات الشيعية التي تتأمر بأمره عند اندلاع حرب بين بغداد وكوردستان.


* لقد تشرفت بمعرفة الشيخين الجليلين الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر والشيخ سنان ابو لحوم عن قرب وعدد كبير من قادة اليمن من الشمال والجنوب ومن ضمنهم الرئيس علي عبدالله صالح وحكيم اليمن الدكتور عبد الكريم الإرياني والمساعدة السابقة للأمين العام للأمم المتحدة أمة العليم السوسوة والشهيد صالح ابو بكر بن حسينون (عندما زرت المكلا بعد حرب الانفصال في صيف 1994 نويت زيارة قبره في الشحر، فلم يسمح لي بحجة بان الوقت غير مناسب).



#احمد_موكرياني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توقعات سياسية لعام 2015
- أن القضاء على التطهير المذهبي بيد المرجعية الدينية في النجف ...
- هل يمكن أن نُحجم التجارة بالدين والمذهب
- فشل حكم الأغلبية للأحزاب الشيعية السياسية في العراق
- لعنة الله على نوري المالكي
- ثلاثة أقاليم او 18 إقليما
- الى عبدة الكراسي البرلمانية والحكم
- العنف لغة الجبناء والجهلة وضعاف النفوس
- هل المالكي قائد كرزماتي أم عميل ينفذ استراتيجية إيرانية في ا ...
- هل يدرك قادة الأحزاب العراقية نتائج تأخير إزاحة نوري المالكي
- الى قادة الأحزاب السياسية انقذوا العراق قبل فوات الأوان
- دولة العراق ماتت سريريا
- اسقطوا نيرون بغداد قبل أن يحرق العراق
- ادعوا الشعب العراقي للاحتفال بيوم الوطني لإزاحة المالكي عن ا ...
- لا تمنحوا المالكي يوما واحد آخر ولا ساعة واحدة اضافية في الح ...
- ماذا لو فاز المالكي في الانتخابات العراقية بالتزوير
- العراق والقوى الشر الدولية
- من قتل الدكتور محمد بديوي الشمري؟
- نصيحة الى نوري المالكي
- دعوة للحفاظ على شط العرب (نهر اروند وفقا لتعريف الرئيس الإير ...


المزيد.....




- Xiaomi تروّج لساعتها الجديدة
- خبير مصري يفجر مفاجأة عن حصة مصر المحجوزة في سد النهضة بعد ت ...
- رئيس مجلس النواب الليبي يرحب بتجديد مهمة البعثة الأممية ويشد ...
- مصر.. حقيقة إلغاء شرط الحج لمن سبق له أداء الفريضة
- عبد الملك الحوثي يعلق على -خطة الجنرالات- الإسرائيلية في غزة ...
- وزير الخارجية الأوكراني يكشف ما طلبه الغرب من زيلينسكي قبل ب ...
- مخاطر تقلبات الضغط الجوي
- -حزب الله- اللبناني ينشر ملخصا ميدانيا وتفصيلا دقيقا للوضع ف ...
- محكمة تونسية تقضي بالسجن أربع سنوات ونصف على صانعة محتوى بته ...
- -شبهات فساد وتهرب ضريبي وعسكرة-.. النفط العراقي تحت هيمنة ا ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - احمد موكرياني - خوارج اليمن