أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب عباس الظاهر - الرجل الذي يكلّم ال (.......!)














المزيد.....

الرجل الذي يكلّم ال (.......!)


طالب عباس الظاهر

الحوار المتمدن-العدد: 4701 - 2015 / 1 / 26 - 11:51
المحور: الادب والفن
    


الرجل الذي يكلّم الـ (.......!)
قصة قصيرة
طالب عباس الظاهر

اهداء: ثانية.. واليه فقط أقدم له هذا النزيف
" مذ كنت نطفة في صلبي كنت أزرع فيكَ الرحمة والتسامح، وأسقيكَ بماء الحب، عجباً .. تتصرف كأني لم اسقكَ سوى بسمّ الكراهية والحقد؟"
لا تدرين كم عزيز .. عزيز عليّ حضورك؟ خاصة في مثل هذه الساعة النائية من وحشتي، أليفة خطاك يا.......! لأطمئن بأن هناك كائن حي آخر سواي يدبّ في هذا العالم، وإن الوجود مازال مستمرا في عبثه.
أنت الآن ضيفتي ولن أدعك تذهبين خالية الوفاض.
يبدو إنك على عجالة من أمرك وهذا ما يقلقني... ما بها حركتك مرتبكة؟ اطمئني ما بك؟ هل لديك صغار جياع ينتظرون؟
..........!!
حسنا، أنت جئت من عند صغارك، دفئهم مازال في قلبك حتما، وأنا ليس في قلبي سوى الصقيع ... لدي ولد واحد لكني لست أدري من حاله شيئاً .. أهو جائع الآن؟ يعاني البرد؟ حانق عليّ أم مشتاق اليّ؟
ابن واحد فقط لم أرزق غيره والحمد لله، ورغم ذلك سرقته الأيام مني، نفاه بي غدر الزمان ... باعده عقوقه عبر مسافات كونية شاسعة.
نعم... يا صديقتي، ابني الوحيد هذا الذي أحدّثك عنه، جميل ونابه ... تصوري، أنهى مراحل دراسته جميعا بالترتيب الأول، ولم يتأخر في أي اختبار الى الترتيب الثاني قط!.
كنت أستيقظ فجرا على سمفونية مناغاته الرائعة حينما كان في المهد صبيا... لعلها الملائكة كان تلعب معه.. وتداعبه، وهو يؤرجح نفسه في المهد، كنت أهرع اليه مرعوبا من صرير حركة المهد في هدأة الفجر، وأعرف بأن لا أحد هناك سواي وأمه بقربي غائصة في نوم عميق، وكم يشدني العجب حين أجده يستمتع بهذه التراتيل، بينما المهد يذهب ويجيء بسرعة في تأرجحه!.
تخيلي يا رفيقتي، إنه لم يفعلها على نفسه ولا مرة واحدة كما جميع الأطفال، ومنذ كان في القماط، لذلك لحافه القطني الجميل ظل نظيفا ولم تغسله أمه لحد الآن، وكذلك لم تعرف الحفاظات طريقها الى بيتنا أبدا!
وحينما بدأ يزحف على الأرض وتوا تعلّم الوقوف كنت أرقبه في جوف الليالي يقوم بهدوء، دون أن يوقظ أمه أو يوقظني... فيذهب الى مكان قريب خصصاه له ليتبوّل به، ثم يعود الى الفراش بهدوء أيضا وينام كأنه يخشى علينا الإزعاج.
نعم هو ليس صغيرا الآن فقد صار شاباً، لكني لا أستطيع أن أتخيله كبيرا، لعلها رغبة في اللاوعي عندي تأبى أن تراه إلا ذلك الرضيع الجميل، أو ذاك الطفل الصغير الذي أنتظر وإياه صباحا على الشارع العام، السيارة الخاصة لتنقله الى روضة الزهور، وحينما يعود ظهرا منها كان يلثغ بحروف الأنشودة التي حفظها بشكل يكاد يجعلني أرقص طرباً.
وكلما سمعت نداء طفل صغير على أبيه؛ تستفز مشاعري.. تستفز؟! لا.. قليلة، بل تافهة هذه الكلمة! قولي ترتج دواخلي بعنف لهذا النداء.
عفوا، صديقتي إن تلفظت بهذا ... اللاوعي!، أينك أنت من هذا؟!
صديقيني إن جراحنا هي من تتكلم بحروفنا بلغة الدم والدموع .. لكن الناس يتصورون بأننا نتفلسف، يبدو إني كثير اللغوي فعلا، واني أناني أيضا وحقا.. وإن صديقي المقرّب محق في جرحي مؤخرا. حينما صعقني بقوله، أنتم الأدباء لا تجيدون سوى اللغو..!!
نعم يبدو إن هذا صحيحا.. والدليل ها أنذا أتركك وأنساك وأتحدث عن نفسي فقط.
ما بك؟
.............!
ما بك تدورين بسرعة حول نفسك؟ دعك منه، والتقطي هذا الفتات من الخبز الذي رميت به اليك لتعودي لصغارك بسرعة ... أعرف أنكم تفضلون فتات الطعام، وهذه أيضا حبيبات من السكر... أرجوك لا تتركي شيئا منها، لأنني سأعجز عن كنسها حتماً... عن إذنك أريد أن أذهب الى البكاء!
.............!
[email protected]
***



#طالب_عباس_الظاهر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وأدرك شهرزاد ال .................!
- -الحبُّ يهجوكِ-
- ماء الصبّابة
- أذرع المرايا
- الحرف ودمي
- نوايا الاعتزال
- - انصهار-
- صهيل الرغبة
- شقيّة
- أيوب فينا – يا سيدي - مسّه الضرّ - رسائل مجروحة -
- - اوراق عمر آيل للغروب-
- - صوت -
- ما بعد الوقت الضائع
- لستُ مريضةٌٌ
- موج بلا شطآن
- عمياء.. وبلهاء.. وصماء
- أنا والليل والوحدة
- أنا أبن الحياة وأباي الزمن
- ضحك في حضرة جراح - ق. ق. ج .ج
- - كونٌ يبدأ منّي فما دون-


المزيد.....




- إبراهيم البيومي غانم: تجديد الفكر لتشريح أزمة التبعية الثقاف ...
- بوابة التعليم الفني.. موعد إعلان نتيجة الدبلومات الفنية 2025 ...
- البندقية وزفاف الملياردير: جيف بيزوس يتزوج لورين سانشيز في ح ...
- شاهد.. الفنانون الإيرانيون يعزفزن سمفونية النصر في ساحة الحر ...
- طلبة التوجيهي يؤدون امتحان -اللغة الإنجليزية-.. مروحة واسعة ...
- “برقم الجلوس والاسم فقط” Link الاستعلام عن نتيجة الدبلومات ا ...
- العراق يواجه خطر اندثار 500 لهجة محلية تعكس تنوعه الثقافي ال ...
- رحيل الفلسطيني محمد لافي.. غياب شاعر الرفض واكتمال -نقوش الو ...
- موعد نزال توبوريا ضد أوليفيرا في فنون القتال المختلطة -يو إف ...
- الليلة..الأدميرال شمخاني يكشف رواية جديدة عن ليلة العدوان ال ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب عباس الظاهر - الرجل الذي يكلّم ال (.......!)